Tuesday, October 23, 2012

شاهد على العصر 24



بسم الله الرحمن الرحيم

                                                         


Avellino, Italy
      بعد الغداء واصلت الرحلة إلى مدينة درنة مرورا على بلدة توكرة  بيت الخالة الحاجة "فاطمة"  رحمها الله تعالى بواسع الرحمة ، والحاج عبدالرازق زوجها الذي كان نائما القيلولة من التعب والإرهاق من جراء رحلة البارحة الطويلة عندما وصلت للبيت لهما في بلدة توكرة ، وإستيقظ عندما علم بوصولي وفرح جداً وأصر أن أتعشى معهم الليلة وأبيت وفي الصباح أسافر إلى درنة حيث الطريق محفوف بالمفاجئات والخطر وباللأخص في الظلام وقتها نهاية الأاصيل  ومازال على المغرب بعض الوقت  ولكنني إعتذرت ، وقلت له إن شاء الله تعالى مرة أخرى.

حيث مرة فترة أسبوعين وأنا بعيد عن العائلة والمدينة والمكتب  وأريد معرفة الأحداث اليومية التي حدثت أثناء غيابي مما تفهم الموضوع ولم يمانع وتركني أذهب وأتابع الرحلة وهو يدعو لي بسلامة الوصول. بعد أن إرتحت قليلا وشربت القهوة وقابلت الخالة وتحدثت معها بعض الوقت ، وكانت زيارة لطيفة جبرا بالخاطر الذي هو الأساس وبالأخص مع كبار السن حيث التقدير والإحترام واجب أحد الأساسيات في الرفقة والمعاملة الصادقة النابعة من القلب والضمير وليس عن طريق النفاق والمداولات والمجاملات الفارغة .

وصلت متأخرا إلى المدينة حوالي الساعة العاشرة حيث توقفت عدة مرات في عديد من البوابات الأمنية لمتابعة المسافرين ولم  أتعطل حيث إسمي نظيف لست ضمن قائمة المطلوبين من موظفي  ورجال العهد السابق ، والمهم وصلت للبيت وفرحت العائلة بالوصول وقضيت بقية السهرة مع الوالدين الله يرحمهما ويحسن لهما، والعائلة وهم يتابعون في مشاهدة الإرسال الليبى الجديد للقناة المرئية الذي مازال تحت التجريب يشاهدون المحاكمة الساخرة لكبار رجال العهد السابق المحتجزون في السجون بين بنغازي وطرابلس.

اليوم الثاني قابلت جماعتي ودارت أحاديث كثيرة عن الوضع والبعض مستاء غير مرتاح من التناقض في سير التعليمات والقرارات التي تصدر وتلغى بعدها بفترة قصيرة مما جعلت كثيرا من الأمور متضاربة متداخلة الغث والسمين لا يعرف الحق والصادق منها، أو الخطأ، وإن دل ذلك فإنما يدل على الإرتباك وعدم النضج والدراسات الجيدة قبل إصدار التعليمات وأخطر شئ هو الغرور والتعالي بالعظمة نظير النجاح للإنقلاب السهل والغير متوقع  الفوز ومروره بسهولة وينتهي النظام الملكي السابق بسرعة ويتلاشى من غير مقاومة فعلية بحيث في نظرهم  أصبحت ثورة بيضاء بدون إراقة دماء.

الواقع هي إنقلاب عسكري أسود شرير ما كان المفروض أن يقع ويحدث  فقد كانت حكوماتنا المتعاقبة رشيدة وكل يوم للأحسن  تخطوا خطوات رتيبة منظمة للوصول والتقدم ، وأثبت الزمن وطول الوقت والمسيرة إنه دمار على ليبيا والمنطقة العربية الإسلامية وعلى العالم أجمع ، حيث أرجع ليبيا إلى الوراء سنوات عديدة طويلة ودمغها بصفة الإرهاب العالمي وضيع الأرواح الضحايا الأبرياء هباءا منثورا في الحروب والإرهاب والقتل العمد بالسجون والمعسكرات والإستراحات ، وضاعت الثروات الخيالية بترليونات الدولارات صرفت في الإرهاب وتكديس السلاح وشراء الذمم للحكام والرؤساء والصرف على البغاء والعاهرات بسخاء والسرقات والعمولات الضخمة في تسمين الحسابات بالخارج والداخل وكأن هذه الأموال إرثا، ميراثا لهم ونسوا وتناسوا  مآسي وفقر ومعاناة الأكثرية العظمى من الشعب الليبي الذين يعانون شظف العيش والأمراض المستعصية  غير قادرين على الحياة إلا بصعوبة .
هؤلاء العسكر  الحكام الجدد وعلى رأسهم المجنون القذافي الملعون ، نظير النجاح السريع الغير متوقع إعتبروا أنفسهم أذكياء حيث خططوا للإنقلاب ولم يحس بهم أحد من المخابرات العسكرية والواقع كل شئ معروف  ومفهوم ولكن نظير أخطاء وتدخلات القوى الخفية وأصابع الشر السوداء لم يتم القبض عليهم بسرعة نظير عدم المعلومات الجيدة وتضاربها والإستهزاء والصبر وإعطائهم الفرص عسى أن يتراجعوا عن الفعل ضد الدولة والعرش.

ظهرت الروح العسكرية العفنة السيئة الكائنة بالنفوس وبدأ التعجرف وإصدار الأوامر وكأن أبناء الشعب المدنيين عساكر جنود وعدم الحوار ولا الأخذ بالرأي السليم وكأنهم آلهة ممنوع النقاش معهم ، بل السماع  وتنفيذ التراهات والمهاترات وجنون القذافي أوامر مطاعة وعدم الرد أو الممانعة ، ووجد نسبة كبيرة من الشعب العوام  البسطاء الجاهلين الذين لا يعرفون بماذا يدور من خفايا، يصفقون ويرقصون منافقون أشباه رجال ، حيث إستغلهم في البدايات أسوء الإستغلال في الإثارة وتحطيم عزائم المسؤولين من رجال العهد السابق وتحطيم القيم الإنسانية ونسيج الوضع الإجتماعي العائلي القبلي الذي كان يسود شرائح الشعب الليبي.

بحيث مع الوقت شاع الإرهاب بحجج حماية الثورة وكثر زوار الليل والنهار من رجال الأمن  يقبضون على أي إنسان حر برئ نظير إتهام خاطئ بسيط يصدر من أحد الغوغاء الذين عن قناعة إنضموا إلى حركة اللجان الثورية في البدايات  لقاء الوصول لمراكز وجاه ومال وسلطة والأهم تصفية الحسابات القديمة مع البعض من الخصوم الشرفاء الأبرياء   معظمها شريرة خاصة وليست للدولة أي أصبع بها ولكن نظير الوشايات الخاطئة إستمر العنف والتعذيب وضاعت السمعة ولا أحد يصدق 

إنني مهما كتبت وسطرت لن أستطيع شفاء الغل والحقد على نظام القذافي الفاسد العفن مهما ركزت وحاولت الشرح للنفس حيث لا اريد أن أخطئ ، ولكن ضياع العمر وذبول زهرة الحياة من المعاناة والإرهاق والتعب والرعب والمطاردات والسجن ، حيث تحملت وقاسيت جميع المآسي والصدمات القاتلة المميتة من وفاة الوالدة بأزمة قلبية  ليلة التأميم والزحف عندما سمعت بالنبا فجاة من أحد الجارات، والقبض على أخي الاكبر عند الرجوع من الحج  والسجن له حتى مرض مرضاً شديدا من القهر وهو برئ وتوفي بمستشفى الهواري وهو يعاني الآلام في بنغازي وقتل إبن الخال في مانشستر بريطانيا في الثمانينات غدرا من قبل أعضاء فرق الموت من اللجان الثورية أثناء التصفيات الجسدية لكل معاد ومعارض للنظام الجماهيري الفاسد والإستيلاء على الأملاك والشركات بالتأمين والزحف الغوغائي من عوام الشعب مما جردني من الحق بأن أعيش مرتاحا قرير العين  بدل العيش في المطاردات وهم الديون عقودا من الزمن .

إنني مهما سطرت من سطور لن أستطيع الإيفاء كما قلت من قبل وإنما هذه عبارة عن هوامش وعناوين قليلة لإعطاء الفرصة للقارئ الكريم كي يعرف القليل عن مدى معاناة أبناء الشعب الليبي الأحرار الصابر على الضغط والرعب القاتل مدى سنين عجاف عديدة ذاق فيها الذل والألم حيث معظم الجميع الآن مرضى بحاجة للعلاج ، والمهم هو العلاج النفسي عن ما مر بهم من قسوة ومآسي الحياة الصعبة حتى يستطيعون الإستمرار فرحى .

  إنني أتحدى الأبواق التي تندد وتهتف وتساند نظام المجنون القذافي لأنهم إستفادوا كثيرا من المسيرة تحصلوا على مراكز وجاه وأموال وسلطات مفرطة بدون وجه حق وهم غير مؤهلين بأي صورة من الصور ، لكن القدر والحظ والنصيب هو الغالب والمنتصر ، لا يستطيع الإنسان مهما فعل أن يغير المسار حيث كثير من الأمور الغيبية تترائ لنا إنها خطا وغلط والواقع نحن البشر لا نعرف إلا القليل منها والأحسن عدم الغور فيها وإلا سوف نصاب بالذهول والجنون لأننا مهما وصلنا من علم ومعرفة لا نعرف إلا القليل القليل .

بدأت أجمع الأموال وأقترض من كل مكان حتى أوفي بالوعد والعهد للسيد "رفائيللى روزاريو بورفيدو" وأدفع له دينه ومستحقاته التي وعدته بها قبل اخر السنة  في بلدة "افيلينو" في إيطاليا حيث الوقت بدأ يضيق ، حتى لا  أخلف الوعد والميعاد وأتسبب له في الأضرار نظير التعطيل مني ، والأيام تمر بسرعة وكل يوم خطابات  ثورية رنانه وتهيج منظم ومسببات وتراهات ولا دخل ولا عمل بأي صورة مما تعبت وأرهقت ولكن الله عز وجل حماني وتمكنت بطريقة ما وأخرى من تجميع  معظم المبلغ من المال المطلوب في ليبيا ، ونقص البعض القليل وقررت السفر إلى بيروت لبنان لقفل بعض الحسابات مع مكتب أبناء نعيم شحادة للتجارة والتصدير حيث لدي البعض لديهم.

كان التحويل من ليبيا معدوما وممنوعا ومجرد ذكر الدولار كأن التاجر ورجل الأعمال يذكر إسم الشيطان والعفريت  لدى العسكريين ممنوع بجميع المقاييس والأوزان ونظير العلاقات والصداقات تمكنت من التهريب والتحويل بأغلى الأسعار والإستلام في بيروت لبنان ، وقضيت 3 أسابيع للحصول على تأشيرة خروج من ليبيا خاصة وإستخدمت جميع العلاقات والمعارف والواسطات حتى تمكنت من الحصول على السفر المشروط بسفرة واحدة فقط .

أخيرا وصلت الى بيروت يوم 1969/12/17م وخلال أيام قليلة تحصلت على المال ومازال ناقصا القليل مع وجود العطلات والجميع تقريبا في إجازات العيد أو في التحضير لها حيث لبنان بها نسبة كبيرة مسيحيون عرب ، وإستلفت مبلغا من السيد محمود شحادة حيث اضطر أن ياخذ سلفة من البنك لحسابي بناءا على قوله  وجمعت المبلغ المالي المطلوب في صك معتمد بختم البنك ويوم 1969/12/28م   سافرت من بيروت على طائرة شركة الخطوط "بان امريكان" عبر أنقرة بتركيا إلى روما إيطاليا .

كنت راكبا في الدرجة الأولى في أول المقاعد بجانب باب الطائرة وكان وقتها الباب يفتح  في العراء  وينزل الركاب المسافرون على السلم إلى أرض المطار لركوب الحافلات وليس ضمن المدخل الدافئ مثل الآن ، وكان الطقس باردا والثلج  الأبيض الناصع  يغطي كل مكان  يشاهد بالعين والهواء باردا  وعندما فتح باب الطائرة  فجاة ولم أكن مستعدا حيث البالطو معلق مما أخذت هبة هواءا باردا وشعرت بالأطراف والأوصال بعد قليل من الوقت وهي ترتعش  وتتجمد ، وقضينا بعض الوقت في الطائرة في الإنتظار ولم يسمح لنا بالهبوط حيث نحن عبور ، وشعرت ببوادر حمى تغمرني .

وصلت إلى روما وأنا أرتعش ورأسا إلى الفندق "ماسيمو دي  ازاليوا" وطلبت على دكتور وحمام ساخن  وأخذت عدة حقن ودواء ، وإحتسيت شوربة  ساخنة مما إرتحت بعض الشئ ، واليوم الثاني قاومت المرض وسافرت بالقطار إلى الجنوب إلى مدينة " ساليرنو " بعد مدينة "نابولي" حيث وصلت عند الأصيل وكان السيد "ماريو نوفاكو" مدير المصنع ينتظرني في المحطة ، الذي حضر إلى إيطاليا ليقضي إجازات "الكريسماس وآخر السنة" مع والديه الأحياء وقتها .

عندما نزلت من القطار ومددت يدي بالسلام والتحية قال لي بسرعة هل أحضرت المبلغ معك للسيد بورفيدو ؟؟؟  وقلت  مداعبا "لا"! مما تجهم وجهه وقال أحسن لك أن تغادر الآن على نفس القطار راجعا بسرعة حيث الفرصة مواتيه فهذا الرجل السيد بورفيدو "مافيوزو" رجل عصابات ولن يتورع عن الإيذاء لنا بكل السهولة ، عندما لا يستلم ماله ويخسر أملاكه بناءا على الإتفاقات  والوعد منك بالدفع في الوقت المحدد وضمانتي لك ، ويشعر إننا ضحكنا عليه ، فالآن أنت في منطقة نفوذه وليس في ليبيا آمن بعيدا عن شره 

عندما شاهدت حالة الحزن والأسى وأن الكلام نابع من القلب والضمير وصادق في كل كلمة ، إبتسمت وقلت له بأنني كنت أداعبك فقط! هل تعتقد بأنني غبي ومغفل وأخاطر بالنفس وأتي إلى عرين الأسد وليس لدي السلاح "المال" مما إبتسم وإرتفعت روحه المعنوية إلى أعلى فجأة ، وقال لقد صدقت كلامك لأنني أعرف أنك صادق ولست تمزح 

وضعت حقيبة الملابس في السيارة وقاد المسافة القصيرة حوالي 30 كم في طرق ودروب زراعية ضيقة حتى وصلنا إلى بلدته "جيفوني فالا بيانا" القريبة ورأسا إلى بيت والديه حيث كانوا ينتظرون وصولنا على أحر من الجمر ، حيث والدة السيد ماريو حنونه زيادة على اللزوم على إبنها الشاب وتعتبره مازال صغيرا ، وهو إبن 27 عاما وقتها شابا فتيا.

تم الإتصال الهاتفي مع السيد "بورفيدو" بأنني موجود في البلدة وقال أنه سوف يأتي حالاً من بلدته "افيلينو" التي تبعد حوالي 100 كم لمقابلتي والعشاء معنا وخاف السيد ماريو عليه من الطريق الجبلية حيث الثلوج بأعلى الجبل متراكمة والإنزلاق سهل والسيد بورفيدو مجنون بسرعة القيادة ، ولم يرتاح  حتى  وصل إلى البيت وكانت فرحة ولقاءا جيدا وتعشينا مع بعض وجبة شهية مما لذ وطاب من الطعام والحلويات والفاكهة.

أثناء السهرة  بالصالون ونحن نشرب القهوة  قدمت له الصك المعتمد بجميع ماله وإستلمه وهو غير مصدق وقفز وإحتضنني من الدهشة وقال الحمد لله تعالى لقد فرجتها في وجهي وسوف أكون لك أخا وفياً ووسندا طوال العمر على الإخلاص والمحبة نظير الصدق والوفاء في الوعد والعهد ، مما شعرت داخليا بالفخر وقطرات العرق البارد تنساب بالجسم نظير الشكر والتقدير منه .

أصر أن أسافر معه إلى بلدته والإقامة معه وتمضية ليلة عيد رأس السنة ولكن رفضت حيث قلت له لا أترك السيد ماريو الشاب العازب من نفس العمر حيث سوف نقضي وقتا جميلاً مع بعض في المدينة وأذهب مع عجوز مثلك! مما ضحك من الدعابة ، وقال إذا أنتظركم على الغداء اليوم الأول لبداية السنة ووافقنا على الحضور ، وغادر راجعا إلى بيته.

قضيت اليومين مع ماريو في البيت حيث كل مالذ وطاب من الطعام الشهي ووالدته تتفنن في الطبخ ولم نخرج إلا قليلا حيث أن الطقس كان بارداً والأمطار تهطل بشدة ، وليلة أخر السنة لم نخرج إلى المدينة القريبة ساليرنو للسهر حيث الطقس مكفهر وتقاليدهم وعاداتهم شبه عربية بدوية قاسية وآثرنا البقاء بالبيت والسهر في الدفئ جنب المدفأة .

اليوم الاول لسنة 1970م بعد الفطور غادرنا إلى بلدة افيلينو حيث كان السيد بورفيدو في إنتظارنا في المقهى الكبير في الميدان بوسط البلدة ، وبعد شرب القهوة ركبت معه في سيارته والسيد ماريو يلحق بنا حتى وصلنا لبيته خارج البلدة ، وشاهدت سيارات كثيرة وحضور جمع كبير وكانوا ضيوف من عائلته ومعارفه جاؤا لتقديم تهاني السنة والأعياد حيث كان الزعيم  والأب الروحي لهم  ولم اعرف من قبل مدى أهميته حتى شاهدت بأم العين .

المهم تم التعريف مع الجميع وكال لي المديح الكثير ونحن على طاولة الغداء مما شعرت بالفخر والخجل في نفس الوقت ، ومن ضمن كلامه طلب من الجميع التقدير والإحترام لشخصي حيث بصدقي ومعاملتي النظيفة أنقذته وأنقذت أسرته من الضياع والآن هو سعيد وفرح حيث الأمور سليمة وعقبال سنة جديدة كلها خير وسلام على الجميع ، وفتح زجاجة شمبانيا كبيرة معتقة بناءا على قوله محتفظا بها عدة سنين لمناسبة كبيرة إحتفالا بالحضور وكلما تنتهي يفتح أخرى إلى الأصيل  والجميع يآكل ويشرب ويتحدث و بين الفينة والأخرى البعض منهم يغني الأغاني الجنوبية من سيشيليا "جزيرة صقلية" حتى المغرب حيث إنتهت الحفلة على خير وسلام وودعنا الجميع ورجعنا إلى بيت السيد ماريو ، ونحن نغالب النعاس حتى لا ننام من الإرهاق والتعب . 

                                                             رجب المبروك زعطوط  

البقية في الحلقات القادمة 

No comments:

Post a Comment