Monday, October 29, 2012

شاهد على العصر 26


                                             بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                               شاهد على العصر
 
                                                      26

 
             ترددت كثيرا على بيروت لبنان للأعمال والزيارات والرفقة الحلوة نظير اللقاءات العديدة والعشرة والماء والملح والطعام الذى تناولته في كثير من المناسبات والدعوات من الكثيرين حيث أصبح لدي العديد من الأصدقاء اللبنانيين والذين معظمهم من أصول شامية (سوريا حالياً) ، خلال فترة قصيرة من بدء الأعمال والإستيراد لمواد البناء منها الإسمنت الأسود والأبيض والجير لكساء الحوائط وكنت أستورد  كميات كبيرة كل شهر إلى  درنة وطرابلس وبعض الأحيان إلى بنغازي ليبيا 

كانت بيروت بالنسبة لي مدينة مفضلة مثل مدينتي درنة أشتاق لها دائما و أشعر بحنين وإعتزاز خاصين حيث يختلط فيها حضارة الغرب وسحر الشرق مع بعض ، بها الماضي القديم والحاضر الجديد وأهم شىء الثقافة والحضارة والسمو الذي بلغ إلى أعلى المستويات في الوطن العربي ، حيث أوائل الكتب في الأسواق من كتاب عالميين وعرب تطبع بها من سمين وغث للمعرفة والفهم .

بها حريات غريبة وقتها في الستينات ومنتصف السبعينات يصعب على الإنسان الجاهل المتحجر أن يعلم أو يعرف كيف تم التجانس بين جميع الفئات من أصناف الشعب من جميع الأديان والتوجهات والطوائف والملل ، والجميع يعمل مع بعض في كامل الإحترام والتقدير ، بدون عصبيات ولا عنصريات فارغة مثل بقية أوطان العرب الأخرى حيث يسود فيها الجهل للأسف 

حيث  جميع الطرق والتوجهات التى يرغبها الإنسان ويحبها موجودة للممارسة ، من قمة الهداية والطهارة والإيمان والتمسك بالأديان إلى قمة التقدم العصري المتفتح في كثير من علب الليل والنوادي والمراقص التي تضاهي العالم الخارجي في الإتقان والوضع وعلى رأسها " كازينو لبنان " الذي كان يقدم عروضاً جميلة ضخمة وفخمة أحسن بكثير من " باريس فرنسا ، ولاس فيغاس أمريكا " وقتها حيث  لم أشاهد مثلها في أماكن كثيرة من العالم حيث ترددت عليه كثيرا مع الرفاق للعشاء والسهرات ومشاهدة العروض وكحب إستطلاع صالات القمار العديدة لمراقبة وجوه الخاسرين لكثير من المال ومدى مآسيهم وحزنهم ، والوجوه الفرحة السعيدة للذين  ربحوا المال السهل الحرام نتيجة الحظ ، الذي يضيع ببساطة من غير أن يثمر ، لأنه وصل ببساطة من غير جد ولا كدح ولا عرق .

إنني مهما وصفت بيروت لبنان وقتها حتى بدأت الحرب الأهلية الضروس لن أستطيع الإيفاء والشكر والتقدير حيث قضيت وقتا جميلاً في كل وقت ومدة زرتها حيث كنت أتردد عليها شهريا  لأقضي وقتا جميلاً مع الأصدقاء والمعارف الجدد ، وربطتني صداقة خاصة مع الشاب السيد نصوح أصفهاني " الساحر " رحمه الله تعالى حيث كان يعمل في مجال بيع مواد الكهرباء في الكويت ويأتي خصيصا إلى بيروت للقاء والإجتماع وتقضية بعض الوقت مع الجميع في سمر ومرح وتحضير الأرواح من العالم الآخر حتى أدمنت الحضور بدون أن أدري وكأن هناك قوة خارجية تدفعني للذهاب إلى بيروت غصبا عني .

الوطن العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي الفارسي باقة ورود جميلة ذات أشواك كثيرة وبيروت هي الوردة  البيضاء  الناصعة البياض تشير للجميع بأن يأتوا لها ويشاهدون قمة الإبداع في التعايش الإنساني الحضاري بدون أحقاد ولا حسد ولا فتن ، كل إنسان في حاله يعيش مع الآخرين في سلام وأمن وأمان ، الذين هم خليط من جميع الطوائف والأجناس ، في رقعة ومساحة ضيقة من الأرض دولة لبنان "حياك الله تعالى يا لبنان فأنت فخر العرب " .

كان لي صديق عزيز من مدينتي درنة الحاج فرج النويصري الذي كان وقتها  يشغل منصب  الرجل الثاني في سفارتنا ببيروت بدرجة وزير مفوض حسب التسلسل الوظيفي في السلك الدبلوماسي  على ما أعتقد أيام العهد الملكي السابق. كان صديقا عزيزا وأخا كريما ربطتني به أخوة في الله عز وجل وليس عن طمع فأنا تاجر ورجل أعمال  ، وهو موظف رفيع في وزارة الخارجية ، وكنت كلما آتي إلى بيروت وأزوره في السفارة لبعض الأعمال ، كان يصر على دعوتي لمأدبة غداء في بيته وليس بالمطاعم مثل ما يفعل الآخرون ، وفي كثير من المرات أتحجج بأن معي أصدقاء رفاق عسى أن يتوقف ولا يدعوني ، ولكن كان يصر ويقول لي طالما هم أصدقاؤك ورفاقك أنا متأكد أنهم نفس نوعيتك أهلاً وسهلاً بهم! مما يعجزني عن الرفض ، وأضطر للحضور 

كنت أحاول في بعض الأحيان أن لا أضايقه وأمتنع عن الإتصال به والسؤال عنه منعا للإحراج وحتى لا يصر على دعوتي  وكان في بعض الأحيان عندما يسمع بطريق الصدفة من أي أحد أنني موجود في بيروت يغضب ويبدأ في اللوم الشديد على القطيعة وعدم التواصل بطريقة مهذبة دبلوماسية ، لقد توفي هذا الرجل أبن العم والصديق المضياف الكريم الذي يعرف الأصول ويعرف مع من يتعامل بطرق مهذبة نتيجة حادث أليم حيث سقط بطريق الصدفة في حفرة " بوكا " التي تقف السيارة عليها للتصليح بأحد الجاراجات في مدينة درنة بعد رجوعه من لبنان والتقاعد من الوظيفة نتيجة الإنزلاق حسب ماسمعت وعرفت أيام الحزن والعزاء فيه ، وهو يقوم  بصيانة سيارته حيث الله يرحمه ويحسن له دقيق في المتابعة والملاحظة و كان يريد أن يتأكد من أن العمل سليم .

في السبعينات حدثت عدة مصائب متلاحقة وبقدرة القادر وقوة الجرأة والعزيمة ورضاء الله عز وجل والوالدين خرجت منها سليما وبدل أن أخسر كسبت المكاسب الكثيرة ، وإحداها وصول باخرة إسمنت أسود من لبنان حمولة 10 آلاف طن إلى طرابلس ، وكان السوق فارغاً و محتاجاً للمادة بشدة والزبائن ينتظرون على أحر من الجمر للإستلام ، وكانت العادة كتابة قوائم بالأسماء ويوم التسليم يتم الدفع 

شاء سوء الحظ وتوفي الرئيس عبد الناصر في مصر وقفلت المواني عن تفريغ البواخر لمدة شهر مما وصلت سفن عديدة أكثر من مأئة سفينة شحن كبيرة معظمها تحمل إسمنت وهبط السعر نتيجة الكثرة في السوق للمادة ، ورفض الزبائن الإستلام إلا زبونا واحدا من مدينة الزاوية لا أذكر أسمه الآن  ، حيث قال لقد طلبت الكمية وأنا عند الوعد سوف أستلمها عندما ترسو السفينة على الرصيف .

لم يعرف شركائي السادة نصوح وسعيد شحادة والمحاسب عبدالكريم كوثراني كيف التصرف وإضطروا أن يتصلوا بي في درنة للقدوم ودراسة المشكلة الصعبة والبحث عن مخزن كبير لتفريغ البضاعة فيه حتى ينشط السوق بعد فترة الشتاء القادم وكان الخوف من هطول الأمطار وكمية الإسمنت تضيع وتتحجر وتصبح مثل الجبل .

إستلمت عن طريق المصرف المستندات الأصلية للحمولة لتقديمها لإدارة الجمارك والمواني وعمل الإفراج ، وسافرت من درنة إلى مطار بنينا بنغازي بالسيارة  300 كم وبعدها إلى طرابلس العاصمة  بطائرة الصباح الباكر الساعة السابعة حتى أصل وقت الدوام ، وأحاول حل المشكلة ، ومن حسن الحظ كان في نفس صف المقاعد بالطائرة  إثنان من المقاولين شركاء من مدينتي درنة أعرفهم ويعرفونني جيدا ، وعندما شاهدوا الظرف الأصفر الكبير الممتلىء بمستندات سفينة الإسمنت إعتقدوا أنني ذاهب إلى عطاء ومناقصة هم ذاهبون لها للتقدم 

تشاوروا مع بعض وبعدها سألني أحدهم إلى أين أنت ذاهب ياحاج؟ وقلت لهم عفويا وبدون مكروخبث ،  إلى المكان الذي تقصدونه مما زاد الريبة والشك ، وبعد بعض الوقت وتناول الفطور والقهوة ، نطق أحدهم وقال لماذا الصراع على العطاء ، أحدنا يتنازل للآخر!  وأردت معرفة رأس الخيط للموضوع حتى أعرف كيف أتحدث معهم  وبعد فترة بسيطة من الحديث عرفت وأنه صيانة معينة لأحد المحطات بالمنطقة ولا يعرف كيفية العمل والصيانة إلا القلائل من المقاويلين وقلت لهم ماعرضكم حتى أتنازل لكم ، وقدموا عرضا بخسا مما رفضت الرقم وبعد أخذ ورد ومشادات وصلنا إلى  سعر كبير مغر 

قالوا ياحاج إما  أن تقبل وتتنازل أو تدفع لنا ونتوقف ، ولم يكن لدي خيار إما القبول وإما الدفع وقلت موافق ومبروك عليكم ولكن بشرط الدفع في طرابلس قبل الذهاب إلى مكتب العطاء وفتح المظاريف ووافقوا على الشرط حيث غير راغبين في حضوري للعطاء تحت أي ظرف حتى لا أفتح العيون على مثل هذ النوع من العمل ،  الذي يسهل أداؤه وتنفيذه وأرباحه كبيرة لا توصف ولا تقدر بثمن

نزلنا بمطار طرابلس الساعة الثامنة صباحا وكان المحاسب " ع ك " في الإنتظار ودعوت الجماعة معي لركوب السيارة والذهاب للبنك لسحب المال وتسديد الإتفاق وفي ميدان الشهداء بوسط العاصمة حيث  توقفنا أمام المصرف التجاري الوطني وإنتظرتهم بالخارج في السيارة أتحدث مع المحاسب عن وضع السوق والمشاكل  التي تواجهه

غاب الجماعة حوالي الساعة ثم خرجوا ومعهم كيس بلاستيك به المال ، وإستلمته وقلت لهم مبروك ، وأمام  البناية الفخمة الضخمة التي يملكها السيد صلاح الدين طاطاناكي " رحمه الله عز وجل "  والمؤجر منه شقة المكتب في الدور الثالث ،  توقفت وطلبت من المحاسب توصيلهم إلى حيث يريدون .

دخلت للمكتب ووجدت أحد السائقين فقير الحال ويعول في أسرة كبيرة مكونة من  عديد الأفراد والأطفال من المنطقة الشرقية من قرية مرتوبة القريبة من درنة  الذي أعرفه معرفة سطحية ولا أذكر أسمه الآن من طول المدة  ينتظر وصولي للمكتب حيث عرف من جماعتي أنني قادم إلى طرابلس ،  وعندما شاهدني تبسم ونهض من على الكرسي مادا يده بالسلام والتحية ، وإستغربت من وجوده في المكتب وسألته عن الموضوع … وقال ياحاج لدي مشكلة وأطلب منك مساعدتي على حلها  ، ورددت وقلت إن شاء الله تعالى أن يكون خير وأستطيع حلها .

قال لقد طلبت شراء سيارة شحن ثقيلة فيات " 682 " من الوكيل ودفعت مبلغ ألف جنيه عربون وكان معي شريك ليدعمني بالمال للشراء ونظير طول المدة في الإنتظار إنسحب وتخلى عني ،  وأنا في ورطة الآن حيث الشاحنة جاهزة للتسليم وليس لدي المال للسداد وقررت عرض الموضوع عليك لتجد لي الوسيلة كيف أخرج من الورطة وأستلم الشاحنة ، وأنا مستعد لتقبل أي أمر تراه  لأنني أخاف أن أفقد الصفقة ويضيع مبلغ العربون هباءا والأسعار كل يوم في الزيادة نظير الإحتياج والطلب .

كان من عادتي أن لا أستغل البشر في محنهم وأحاول دائما قدر الإمكان المساعدة والأخذ باليد للنجاة ، أن أرحم الآخرين حتى يرحمني الرب الخالق الله تعالى في كثير من العثرات التي وقعت فيها نظير الجرأة والعزم والإقدام والمغامرة في بعض الصفقات التجارية التي قمت بالمجازفة والبعض أدى إلى خسائر كبيرة نظير أمور غير متوقعة ولا محسوبة ، لكن التاجر عرضة للمكاسب والخسارة حيث هذه الأمور أشياء طبيعية في البيع والشراء للسلع تحدث طوال الوقت 

فكرت في الموضوع وتطرق موضوع المبلغ الذي قبضته وقلت في صوت خافت بدون شعور وأنا أبتسم  سبحانك رب العالمين جعلتني وسيلة حتى أستفيد وأفيد الغير ، وإستغرب الجماعة ولم يعرفوا مأذا أريد وأرغب ولماذا إبتسمت  وما معنى الكلمات التي خرجت في هدوء وأنا أناجي النفس 

طلبت من المحاسب  تحضير وجبة فطور سريعة وبعد الأكل وشرب الشاي نهضت وفتحت الكيس وأخرجت ربطة من النقد وعددت المبلغ قيمة الشاحنة الناقص 6500 جنيه ووضعتها أمامه وعينيه تلاحقني ولا يعرف ماذا أريد أن أطلب منه  وسألته سؤال آخر هل معك قيمة المشمع للغطاء ومصروف الرحلة من وقود وطعام إلى الشرق مدينة درنة التى تبعد 1350 كم ، ورد بسرعة وهو خجل مطرق بالرأس لأسفل ، لا أملك حتى تسديد الفندق الذي مقيم به
وزودت المبلغ 500 جنيه بحيث أصبح المبلغ 7 آلآف وكان وقتها مبلغا هائلا لا يملكه إلا القلة من أبناء الشعب 

قلت له ببساطة هذا المبلغ هدية مني ولا أرغب في شراكة ، نصيبك ورزقك من الله عز وجل  ، أعطاني الخير وأعطاك وما أنا إلا وسيلة حتى تقبض …  وأول الأمر لم يفهم ، ورددت الكلام مرة أخرى وهو غير مصدق ،  هل أنا مجنون أم أهبل حتى أفرط وأتنازل عن مبلغ كبير ببساطة  ، ولم يفهم القصد 

أخذ المال وهو يرتعش ويرتعد وخفت أن يصاب بجلطة أو إغماء نظير الفرحة الغامرة الغير متوقعة وأعطيته كوباً من الماء حتى شربه وقلت له مع السلامة حيث لدي عمل أريد أن أنجزه وقام وأخذ المال وغادر المكتب وهو يدعو لي وللعائلة والأولاد بالخير وأنني فرجتها في وجهه ، وأنا متأكد أن دعاؤه نابع من القلب والضمير حيث هو فقير يعول أسرة كبيرة ، وبرضاء الله تعالى جعلني وسيلة وطريق أمامه حتى أفرج عليه كربه ومحنته ، فلك الحمد يارب 

درست موضوع شحنة السفينة مع الشركاء والمحاسب وهداني الله تعالى للحل السليم حيث لدينا قطعة أرض كبيرة في منطقة "الفلاح" وعليها سور وبداخلها في جزء منها مصنع بلاط قديم لا يعمل وبها أكوام من الرمال ، وبدل البحث عن مخزن والتأجير ودفع مبالغ كبيرة من المال  ، قررت تنظيف المكان وشراء كمية من ألواح الخشب ووضعها كمسطح أرضية لتمنع الماء من التسرب وشراء مشمعات للتغطية حيث بعد فترة بسيطة سوف ينتهي الصيف ويبدأ الخريف والشتاء والأمطار سوف تهطل بغزارة مما سوف تجعل تل الإسمنت قطعة خرسانة واحدة ، وخسارة فادحة ما بعدها خسارة 

فعلا تم العمل بسرعة وخلال أيام أصبح المكان جاهزاً لإستقبال كمية الإسمنت حيث تم إزالة الأكوام للرمال وشراء الخشب والمشمعات ، ورست السفينة على الرصيف وجميع المعاملات والإجراءات من تصاريح الميناء والجمارك تم إنجازها ، وبدأت المناولة والتفريغ بسرعة وطابور سيارات النقل من المستودع حيث التفريغ إلى الميناء  ، وأكثر من 50 عامل في التفريغ يعملون بدون كلل  ، حتى تم التفريغ خلال عدة أيام  ، وغطوا تل الإسمنت بالمشمعات والربط بالحبال ووضعوا فوقها حجارة ثقيلة حتى لا تتحرك ، وطلبت الستر والرحمة من الله عز وجل حتى لا تتسرب مياه الأمطار بالشتاء للإسمنت ،  وعينت خفراء لمراقبة المشمعات من أن تتحرك أوتتمزق نتيجة الرياح القوية والعواصف في بعض الأحيان  ، ورجعت إلى درنة وأنا راض عن ماعملته .

مر الشتاء بسرعة وكنت كل يوم من أي مكان بالعالم أتصل بالمكتب في طرابلس وأسأل عن حالة الطقس وهل هناك مطر ؟؟ مما أخذها الجماعة عادة وبدون السؤال كانوا يرددون بسرعة اليوم ياحاج المطر غزير ، وفي كثير من الأحيان يقولون خفيف  ، حتى أتى الصيف وبدأ العمران والتشييد والبناء بقوة وحدثت أزمة شديدة للإسمنت والسعر أرتفع ، والمحاسب يقول على الهاتف دائما في أي مكالمة معه هل نرفع المشمعات ونبدأ في البيع وأنا أقول له أنتظر 

حتى حل الميعاد وحضرت إلى طرابلس وطلبت رفع المشمعات وشاهدت الكمية ،  وسبحان الله الكريم لم تتأثر من العوامل الجوية حيث الرزق حلال .

تم البيع لجميع الكمية خلال أسبوعين فقط  ، والذي تحجر وضاع كخسارة من الكمية لم تتجاوز 1% ،   مما سعدت وفرحت كثيرا  ، ومما زاد الفرح أن المقاولين  الذين في البداية دفعوا المبلغ الكبير حتى أخرج من العطاء ، بقدرة القادر رسى عليهم المشروع ، وحققوا ربحا كبيرا من التنفيذ ، والحمد لله عز وجل من خلال طيابة القلب ورضاء الله تعالى والوالدين ، بدل الخسائر نظير وفاة الرئيس عبدالناصر وقفل الميناء لمدة طويلة ، تغيرت الأمور من الأسوء وإنقلبت إلى نجاح ، وربحت وربح المقاولون في المشروع وربح سائق الشاحنة الفقير  بدون أن يدفع … أليس بأمر مذهل ؟؟  سبحان الله تعالى مغير الأحوال من حال إلى حال .

قررت السفر والذهاب في رفقة مع الإخوان حيث تم الإتفاق بالصيف إلى الذهاب في زيارة  وعمل إلى الدول الشيوعية بعد أن إرتحت من كمية الإسمنت وتم بيعها بكاملها حيث قضيت فترة الشتاء وأنا مهموم البال خوفا من ضياع الكمية نظير الأمطار والبلل بحيث تتحجر ولا تساوي أي شىء ولكن الرب القادر ستر ، وسافرت إلى بيروت 
                                                
                                                            رجب المبروك زعطوط
 
البقية فى الحلقات المقبلة                                   2012/10/29م  

No comments:

Post a Comment