بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة درنة الخالدة التي مهما مرت بها من عواصف وتيارات دينية سلفية وتشدد في إحياء الدين، ستبقى باقية خالدة على مر الزمن مهما عاثت أيادي الشر من فساد في الأرض… يختلقون الفتن حتى لا يرتاح المواطنون في سلام ويبدعون في العمل الجاد لرفاهية الجميع… مهما حدث فيها من إغتيالات ورعب ودم، فستحميها قدسية المجاهدين الأوائل من صحابة رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم، التي هي رمز المدينة وشرفها، وديننا الإسلامي الحنيف يأمرنا بعدم التمثيل ونبش القبور والتفجير للأموات (قام المجرمون بتفجير ضريح القائد الإسلامي عبدالله بن زهير البلوي المدفون منذ حوالي الف وأربعمائة عام في مقبرة الصحابة بوسط المدينة) والقصة مجهولة حتى الآن….بها أضرحة العديد من أولياء الله تعالى الصالحين المدفونين في اماكن عديدة البعض منهم معروفين لدى المواطنين المقيمين أبا عن جد في المدينة، والكثيرين غير معروفة قبورهم حتى الآن، حيث البعض استشهد وتم دفنهم بسرعة ساعات الحروب والوغى او ماتوا جوعا شهور وسنيين المجاعات حيث لا وقت للعويل والبكاء حيث العبرة ليست بالإشهار بل بماذا قدم هؤلاء من أعمال خيرة لصالح المجتمع ايام حياتهم، حتى تستمر ذكراهم إلى ماشاء الله تعالى…درنة مدينة الدين والدراويش، مدينة التصوف والعبادة، شعبها عربا مسلم سني يشمل جميع الاتجاهات والتصنيفات وبعض العداوات والحقد والحسد والكيد بين العشائر والعائلات نظير تفاهات، ولكن عندما تصل المهاترات الى التعرض الى العقيدة والدين الإسلامى تختلف الامور حيث شعب أذكياء بالفطرة شرس لا يرضى بأنصاف الحلول ،،مدينة لم ترتاح وتستقر طوال الفترة الطويلة من الاستقلال وحتى الآن طوال ثلاثة وستون عاما ؟؟ الا خلال بعض الفترات القليلة البسيطة فى حين غفلة من الحاقدين والحساد، التى فيها إستقرت نمت وترعرعت وتقدمت ولكن نتيجة الحقد والحسد والدس الخبيث من بعض القوى الخفية المحلية المؤجرة والتي تعمل بقصد او بدون قصد لا تعرف اسرار اللعبة الدولية الكبيرة التى تحاك وتنسج في الظلام والخفاءً من قبل اياد الشر والحسد التى عاثت الفساد والإفساد والفتن بين المواطنين البسطاء نظير الحاجة وعدم العمل والدخل الجيد الذى بموجبه يهتم كل مواطن بالدخل والمال ليطور نفسه للأحسن ولا يحقد ولا يحسد ويتآمر وينسى أمر الشر والشرور…مدينة سباقة للتضحية والفداء مهما كلف الامر من تضحيات جسيمة ودماء ، فالحياة والموت سواء لدى مواطنيها ؟؟ فقد كتبت عليها مجلة التايم الامريكية منذ عدة سنوات ماضية أنها مصنع انجاب الرجال الانتحاريين فى افغانستان والعراق الذين تم إلقاء القبض عليهم والتحقيق ،، جذورهم وأساساتهم من المدينة الصغيرة درنة مما ذهلوا من الامر، وهذا من احد الاسرار التى الكثيرون من الخبراء والمحللين لم يعرفون الألم ومركز الوجع حتى يتعاملون مع المشاكل الضارة فى نظرهم ويبترونها بالعقل والحكمة للأبد…لقد خلق الغرب الوحش الهائل (الإرهاب) نظير مصالح معينة لصالحهم عندما كانت الحرب الضروس والصراع المميت بين العرب واليهود فى قضية فلسطين منذ نشأتها عام 1948 م وبالأخص فى الستينات والسبعينات حدثت حربين النكسة والعبور ومئات العمليات الصغيرة التى أستشهد فيها الكثيرون ومات الابرياء من العرب واليهود وحرب إجتياح لبنان وصمود حزب الله فى الدفاع عن الارض والعرض مما أثبت اللبنانيون وجودهم بالفعل على الساحة القتالية وداسوا على كرامة اسرائيل عندما أمطروها بآلاف الصواريخ الصغيرة ذات الصنع المحلي، ولو كانت لديهم الصواريخ الحديثة لكان الامر أصعب بكثير، حيث جعلتهم في رعب وخوف…وزاد لهيب التطرف عندما استغل الدين كحوافز للجهاد مثل ما حدث ايام الحروب الصليبية في فلسطين، عندما أيد الغرب ثوار أفغانستان والشيشان المسلمين ضد روسيا الشيوعية، وزاد الوقود على النار قضايا عديدة إحداها احتلال العراق وماسببت من مآسى بلا عدد للعرب ،، والغرب سواء !!!الآن أمريكا نفسها تدفع الثمن الغالي والجراح تنزف والأموال تستنزف وتهدر، إبتداءا منذ أحداث عملية 11 سبتمبر 2011 م التى الى الآن كثر اللغط عليها انها مدبرة من أساطين الشر والشرور حتى لا تهدأ الأمور بين العرب والغرب وتستقر ويعم الأمن والأمان السلم والسلام فى العالم حيث الجميع مرتبط مع بعض ضمن منظومة وسلسلة واحدة لا يمكن فصل دولة او جهة عن أخرى….وبالأخص في أمريكا نظير سياساتها المتشددة السابقة، شعبها الآن ونحن العرب فى بدايات عام 2014 م مازلنا نعانى فى الأخطاء العديدة من حكومات الرئيس بوش السابقة طوال عهد دام ثمانية سنوات تخبط وحروب الذى بتهوره وتشدد مسانديه وطاقمه كان السبب الكبير في الحروب المتواصلة بأسباب واهية، فالعنف يؤدي الى العنف والدائرة تدور مهما طال الوقت والأمر والنصر! حيث مئات الآلاف من الضحايا الابرياء في افغانستان والعراق من العرب والمسلمون والجنود الشباب الأمريكان القتلى نظير تنفيذ الأوامر، لهم الرب القادر الذى يأخذ الحق من المجرمين الذين دمهم لا يذهب هباءا منثورا من غير ان يدفع ويقدم المسيرون والمسببون للحروب والكوارث، الثمن مهما طال الوقت.فى جميع الأمثال والمقولات السابقة والحاضرة يقولون الجهل مصيبة، ونحن العرب بدأنا ننسى ديننا الحنيف مع الوقت وبالأخص عندما بدأ عصر العولمة الذى أخذ كل الوقت والجهد فى الجرى واللهث لتحصيل المال بأى وسيلة كانت، والعيش فى خضم المادة والإعلام المبرمج لتوجيه الرأى لامور دنيوية تافهة، لا وقت كاف للعبادة والتركيز على العقيدة والهداية بصفاء روح وقلب وهى الأساس للنجاح، عشنا نحلم بالأمجاد الماضية يوم كنا يدا واحدة… حضارتنا المبنية على العقيدة والإيمان بوجود الخالق الواحد الأحد سبقت وفتحت الآفاق الى العديدين من الشعوب وبالأخص انارت فى اوروبا شموع ضياء العلوم، ونحن العرب الأجيال الأخيرة منذ مئات السنيين نظير الدس والتهميش تأخرنا وتراجعنا الى الخلف نظير عدم الاهتمام بالعلم والتعليم مما الجهل عم وأستشرى الفساد والإفساد فى عروق الدولة بحيث كل حاكم عربى ومسلم وصاحب قرار منذ مئات وعشرات السنيين نتيجة الغرور يعتقد فى نفسه انه الأصلح والفاهم والمعلم والآخرين من أبناء الشعوب بحاجة الى الاصلاح والتقويم…لم نطبق دستورنا الإلاهى القرآن الكريم بالحق والمنطق وبحكمة ضمن العصر الحاضر القرن الواحد والعشرين الذى نحن نعيشه الآن ونختار الرجل المناسب فى المكان المناسب بدون عواطف ولا تحيز جهوى لمنطقة أو قبيلة معينة، والأسباب عديدة، أهمها وأولها الجهل المخيم على العقول فى عدم الاختيار الصحيح نتيجة العواطف…لن تنجح الجماعات الاسلامية المتشددة بأن تتاح لها الفرص وتحكم بالغصب والقوة ضد ارادة الشعوب وإستعمال العنف القتل والإغتيال للخصوم بدون قانون وعدالة ولا إتاحة الفرص للمتهم للدفاع عن النفس قبل تحقيق وتطبيق القصاص القاسى والقتل ،،، ( تجربة جماعة الاخوان المسلمين فى مصر ) حيث أى واحد منا له كامل الحق بالحياة التى هى هبة من الخالق الأحد وليست عطية من اى أحد من البشر مهما كان ،، بأن يقطفها وينهيها بدون وجه حق من الحكام الطغاة!فالعالم تغير وتقدم للأفضل وكل يوم يمر يصغر وعلينا الوقوف بجد للمعتدين ونتصدى بجميع الطرق لكل من يحاول من المتشددين ان يلعب بنا ويريد دمارنا بحجة التجديد للدين الإسلامى على الخطأ بدون إفتاء صادق صحيح من رجال العلم شيوخ الاسلام الوسطيين الغير متزمتين، وهو جاهل يريد فرض الرأى بدون أن يكون مختارا من الشعب عن طرق قانونية ونزاهة وإنتخابات حرة حتى يحكم، لسنا عبيدا نباع ونشترى وننفذ عن طاعة وخنوع الامر بدون اي سؤال، فقد ولى زمن الجهل الى الأبد ولن يرجع بإذن الله تعالى…مهما كانت الامور فى مدينتنا درنة تبدوا صعبة على السطح… بالإمكان الوصول الى حلول بإتخاذ خطوات عديدة مهمة والعمل فى عدة اتجاهات معا فى نفس الوقت لإنقاذ ما يمكن انقاذه وتوجيه الشباب الى حلاوة الدين الإسلامى فى الترغيب واللين والسلام مع الآخرين حتى ينهضون من السبات والنوم والتخدير ولا يستطيع اى مدجل دعى استقطابهم للجهاد وتجنيدهم للشر والشرور وقتل البشر المواطنيين بدون وجه حق .ومع العمل الجاد والاستعانة بخبرات ودعم الآخرين المتضررين من الامم ضمن برامج وخطط مدروسة جيدة … باللين والترغيب وعدم التهميش للشباب بفتح ابواب الفرص فى العمل الشريف والتنافس لجنى المال الحلال بالجهد والعرق… وليس بالإحتيال والسرقات والنهب من أموال المجتمع التي هي أمانة للجميع، والتركيز على الرياضة البدنية حتى الشباب تستنفذ طاقاتهم ولا يجدون وقت الفراغ فى حضور الاجتماعات الغلط الخاطئة التى نهايتها تؤدى الى الهلاك… أمورا كثيرة سوف تتغير للأحسن مع الوقت حيث الخطأ الكبير مواجهة الخطأ بالخطأ بالقوة كما يحدث الآن، وصرف الوقت الثمين والملايين من الدينارات…والتى بالإمكان تحويلها وصرفها للخير بدل الشر والشرور…في نظري وحسب الخبرة حيث أنا ابن من ابناء المدينة، أعيش فى خضم الأحداث وأعرف الكثير عما يجري من امور خافية.. ممكن تحييد المدينة التى هى ترمومتر الوطن ليبيا، وتوجيهها وترجيعها الى عهد الإزدهار مع الوقت ضمن برامج عديدة خيرة، فالشعب الآن وصل الى حافة الانفجار فقد صبر بما فيه الكفاية على الاشرار وبالأخص الأدعياء فى المؤتمر الوطنى والحكومة الحالية حكومة زيدان، ومن يؤيد فيهم عن قصد نظير المصالح والمنافع او بدون قصد نظير الجهل، حيث البعض منهم رؤوس الفساد، تحتاج إلى العزل بسرعة فقد انتهت المدة ولا نرغب في التجديد واعطاء فرص أخرى لهم كما يريدون ويرغبون…على الجميع ان يعرف ان الشعب جاد يريد الحياة ضمن الأمن والأمان، السلم والسلام مع جميع البشر حتى ننهض ونتقدم… والله الموفق…رجب المبروك زعطوطالبقية في الحلقة القادمة…
No comments:
Post a Comment