Thursday, February 6, 2014

الركيزة 59

بسم الله الرحمن الرحيم


                 كل شئ في هذا الوجود له أساس وركيزة، إبتداءا من الخلق والحياة  إلى الموت والنهاية، الفناء للدنيا،  وبدء المرحلة الثانية والحياة الخالدة سواءا بالجنة أم بالنار  التي لا يعلمها اي مخلوق مهما كان..  علمها عند الخالق الواحد الأحد !!! 
             ونحن البشر نجري وراء هذه الدنيا بدون ملل ولا كلل لدينا طموحات عديدة وآمال عريضة نحاول تحقيقها بأي ثمن كان، نريد الوصول إلى أعلى القمم بجميع الطرق والتي البعض منها غير سليمة وشريرة من تعاليم الشيطان الرجيم،   ناسين ولاهين عن الامر نظير حب الشهوات وحب الدنيا، نقوم بالأخطاء بقصد و نؤجل  التوبة ونقنع  أنفسنا ان مسيرة العمر طويلة  معتقدين اننا سوف نخلد ولا ينتهي أمرنا بسرعة في أي لحظة ووقت  عندما يشاء الرب وتحل ساعة المنية .
نؤجل الامر… ناسين قدوم القضاء العاجل والموت فجأة بدون ان ندري… وعندها لا ملجأ… إلا من رحمه الرب الخالق وعفى عنه وغفر له !!!  
          الكثيرون من البشر  ماديون منافقون… المال أو الجاه والمركز  هو الاساس  للعيش والسيطرة، لا مبادئ لهم… ينظرون للدنيا والحياة العملية بمقاييس الربح والخسارة وكم سوف يجنون من أموال ودخل لقاء الجهد والعمل 
هذه النوعية عبدة المال نسوا الله عز وجل فأنساهم أنفسهم، نسوا التعاليم الربانية وان النفس لها حق على صاحبها  الانسان بأن يتعامل معها بكل احترام وحنان فهي هبة وهدية من الخالق… للعبادة والعمل الشريف للعيش بكرامة وأن يهتم بسعادة الآخرين ضمن السلم والسلام ومد يد العون للمحتاجين قدر الإمكان حتى ينهض الجميع ضمن الاخلاق الحسنة واحترام القيم  حيث جميع الأديان والنواميس والأعراف تدعوا للسلام والمحبة  فنحن بشر مهما اختلفنا في الألوان والتوجهات والعقيدة  في الأديان العديدة  والأفكار، علينا ان نتكاتف ونمد  يد العون بعضنا للبعض حتى ننهض ونتقدم، فنحن إخوة. 

الحياة مسيرة ووقت ومهما طال العمر لها نهاية موت وفناء… وياعجبي على الذين يعرفون هذه الامور عن ظهر قلب وقناعة ولاهية قلوبهم وعقولهم في حب الدنيا ومباهجها يطلبون المزيد المزيد،   يؤجلون ويؤخرون التوبة ولا يقومون بالعمل والرجوع للهداية وطاعة الله عز وجل، وهم يعرفون أنهم يوما سوف ينتهون، يموتون  ويقبرون في القبور… أليست لهم عقول  نيرة أو قلوب وجلة  تهديهم للطريق السوى السليم حتى يفوزون دنيا وآخرة؟؟؟ 
إنني مهما حاولت ان أعرف سير هذه النفوس، كيف تخطط وتعمل والأمر واضح وظاهر لمن يدرس ويتابع… لا أستطيع المعرفة… ولا قراءة الغيب والأفكار… فالنفس البشرية لها أغوار عديدة من حب وكره، وأنا مخلوق بشر مثل الآخرين لدي قدرات محدودة لا أستطيع اجتياز الخطوط الحمراء المعينة ونحن لدينا الدستور الإلاهي القرآن الكريم ( وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) ووصلت إلى قناعة وإيمان  انه قدر مسجل في اللوح المحفوظ  منذ الأزل، حيث هذه النوعية مرضى يحتاجون إلى العلاج الروحي حتى تطمئن النفوس وتهدأ  عسى ان يتم الشفاء ويتغيرون  إلى الأحسن 
كل شئ بهذه الحياة له نواميس وقوانين ومهما وصل البعض منا إلى القمة في بعض العلوم، فمازلنا في البداية… وكل يوم يظهر الجديد من الاختراعات التي تذهل العقول، لأن الركائز والركيزة  هي الروح  التي هي هبة وهدية من الله عز وجل  للإنسان، حيث نور وشعاع  من روح الله تعالى موجودة  في  جسم الانسان منذ يوم الخلق الأول لسيدنا آدم وأمنا حواء منذ البداية 
      والسؤال الكبير لدى الباحثين  البشر أين مكانها في الجسم، هل هي شئ مادي مرئى موجودة في أي عضو كان… هل بالرأس  بالدماغ  أو بالقلب حتى يبحثون عنها ويحللونها عسى ان يصلوا إلى حلول شافية 
      انها أمر إلاهي ونور قدسي يغلف الانسان بالحماية والهداية والحساب لكل ذرة حسنات او سيئات… لا يعرفها اي احد من البشر أو الجان… ومهما وصلنا من تقدم وازدهار وعلم وعلوم سنظل عاجزين على المعرفة  إلى ماشاء الله تعالى، نحتاج إلى البحث والدراسة والمحاولة  حتى يأذن الخالق الواحد الأحد  بمعرفة القليل… والله الموفق

                                رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment