بسم الله الرحمن الرحيم
يوم 24 ديسمبر يوم مشهور معروف في العالم لمئات الملايين من البشر، وبالأخص العالم المسيحي حيث عيد مقدس لديهم احتفالا بميلاد السيد المسيح رضى الله تعالى عنه ،، رسول السلام والمحبة المعجزة الذى خلقه الله عز وجل بدون أب ،، وأمه سيدتنا مريم العذراء عليهما الصلاة والسلام .
وفي نفس الوقت الاحتفال بعيد إستقلال وطننا ليبيا بحيث أصبحت دولة لأول مرة فى تاريخها المعاصر ،، مملكة لها كيان وشأن ومكان مستقلة بدون أي هيمنة واستعمار، فعلى مر العصور كانت محتلة من قبل الامم الاخرى طوال العهود والحضارات السابقة من الحضارة الجرمانتية في الصحراء الكبرى بالجنوب والتي سبقت الحضارة الفرعونية بآلاف السنين والتي رسومها مازالت منقوشة على الحجر حتى اليوم وفى الكهوف بقاياها تشهد عليها ( لوحات تسيلي ) في جنوب فزان .
ليبيا مرت عليها عدة حضارات متتابعة من الجرمانتية والإغريقية والرومانية، البيزنطنيه والفينيقية حتى دخلها الإسلام وأصبحت إحد الأمصار المسلمة من ضمن الدولة الإسلامية الكبرى التي إمتدت غربا إلى جنوب فرنسا وشرقا إلى الأقصى، حدود الصين. ثم دخلت في عهدة الامبراطورية العثمانية حوالي ستمائة عام تخللتها أفراح وأتراح، حروب ومعارك عديدة وجيوش متناحرة في كر وفر بين الولاة على من يحكمها ومن يستأثر بالسلطة فيها! وقامت عدة عائلات بحكمها وعاشت عهودا مزدهرة وعهودا سوداء تخللها حكم الطغاة، وأصبحت في المقدمة وأشهرها العائلة القرمانلية التي دامت اكثر من ثلاثة عشر عقدا من السنين وكانت مستأثرة بحكم ليبيا فعليا، وإسميا تابعة للسلطان العثماني في العاصمة إستانبول تركيا الامبراطورية العثمانية العهد الاول… حتى تم طرد العائلة القرمانلية من الحكم والسلطة بأمر من السلطان العثماني، نظير التناحر بين أفراد العائلة والمجازر والأتاوات المجحفة في حق الشعب، وشكاوي الدول الأخرى الأجنبية التي كانت مجبرة على الدفع على مراكبها التجارية المارة في البحر الابيض بدون التعرض للغزو والسبي من القراصنة الليبيين .
وبدأ العهد العثماني الثاني فترة طويلة حتى قامت دولة ايطاليا وغزت ليبيا غدرا في شهر أكتوبر سنة 1911م وفقدنا جزءا كبيرا من الارض الليبية الشرقية مع سكانها قبائل (أولاد علي) ذوي الاصول الليبية وهو شريط الأرض المثلث إلى رأس الحكمة بعد مدينة مرسى مطروح، وقاعدة المثلث واحة سيوة والجغبوب إلى السلوم والذي يسمى الآن بالساحل الشمالي بمصر مقابل مساحة ارض صحراوية مثلها أستقطعت من اراض مصر وضمت إلى ليبيا وذلك من قبل المستعمرين (بريطانيا وإيطاليا) .
ووضع الخط الوهمي كحدود بين مصر وليبيا الذي أصبحت حتى الآن هي الحدود الفاصلة وذلك حدث من البريطانيين عندما كانوا محتلين دولة مصر، خوفا من قرب القوات الايطالية وقت الاحتلال إلى الممر المائي المهم بالنسبة لهم، ضفة قناة السويس الشريان الرئيسي لحكومة بريطانيا ومستعمراتها العديدة في الشرق الأدنى والأقصى في ذاك الوقت من عهد الاستعمار المظلم…
ضياع الشريط الثاني من ليبيا إلى دولة الجزائر وهي منطقة (حاسي مسعود) الغنية بالنفط، والقصة معروفة وممكن متابعتها عندما طلب الثوار الجزائريون عدم إثارت موضوع الحدود حتى لا تتلكأ فرنسا في منحهم الإستقلال… ولبى الليبيوون الرغبة ضمن محاضر رسمية بين الحكومات ومصدقة من مجلسي النواب والشيوخ والملك وتحصلت الجزائر على الاستقلال وضمت الأرض إلى الآن والتي ضاعت نظير مد يد المساعدة لإخوتنا الجزائريين في تحرير الجزائر حتى ينالون إستقلالهم… وأحد المسؤولين الليبيين الكبار في ذاك الوقت الذي إتهم بأنه خائن وعميل وقبض ثمن الخيانة والتغاضي عنها عندما كان مسؤولا صاحب قرار، حسب علمي أن الرجل مازال حيا يرزق في آخر العمر متقاعدا في لندن بأموال الحرام… تنازل المقبور عن الجرف القاري لدولة تونس بكل رضاء وكأنه يمنح في هبة من صديق إلى صديق ونسى ان هذا ملك ورزق المجتمع والأجيال القادمة وليس من حقه ان يتنازل بكل بساطة عن شبر واحد من أرض ليبيا الوطن أو مياهها الإقليمية الدولية!!
الحرب والخسائر الجمة مع دولة تشاد الجارة على منطقة ( أوزو ) التي هي اراض ليبية مائة بالمائة والتي كانت قبل إكتشاف اليورانيوم والنفط مهملة مهمشة ومهجورة، ولعبت أصابع الشر القوى الخفية وقامت الحرب وضاع الآلاف من الجنود الضحايا من الطرفين بسهولة، وأهدرت البلايين من الدينارات فى المعدات والأسلحة، وسببت جراحا لن تندمل بسرعة بين الشعبين الجارين .
والإستيلاء على شريط أوزو بقوة القانون الدولي، حيث لعبت أصابع القوى الخفية وتم إختلاق المسرحية الزائفة عن طريق المحكمة الدولية بمساعي وتدخل فرنسا، والحكم لصالح تشاد ونحن الليبيين لنا الأرض ولكن أمام شطحات المجنون المقبور تنازل عن شريط أوزو ببساطة…وإنتهت القصة مؤقتا!
وأسفاه على ليبيا أصبحت مطمعا لكل الجيران، الجميع يحاولون نهشها بدون ضمير، ومسؤوليها فى ألغي سائرون مهتمون بسفاسف الامور وبغصون فيها ببساطة ويحاسبون في الأبرياء على تفاهات ويضيعون الوقت الثمين في مهاترات وتفاهات لا تغني ولا تسمن من جوع، ويبلعون المآسى بسرعة بدون مضغ ولا تأكيد وحدودنا الآن مخترقة للجميع من كل من هب ودب من عتاة المجرمين والعصابات نظير التهريب… ولا أحد منهم له الغيرة على الوطن ويندى جبينه من الخزى والعار!
وتساؤلاتي للمؤتمر الوطني والحكومة الليبية وأصحاب القرار: هل آن لهم ان يدافعوا عن الوطن بجميع الطرق المشروعة حتى ولو تطلب الأمر الجهاد من آجل الكرامة والحقوق التي اغتصبت بدون وجه حق التي طواها النسيان ؟؟
نحن الليبيون الوطنيون الاحرار لا نريد أن نترك أرض الآباء والجدود للجيران تضيع بدون سؤال للإسترجاع، مهما كانت بيننا صلات أخوة وجوار، حيث هم ونحن أخوة عرب ومسلمين تجمعنا كلمة التوحيد والشهادة، ولكن لكل ذو حق عادل له الحق مؤيدا بالدين والشرع والقانون والعرف بأن يسترجع الحق وبالأخص الأرض فالذي يفرط فيها كمن فرط في العرض ومهما طال وتأخرنا عن المطالبة، لا يموت الحق ووراءه مطالب، ولن نتوقف عن المطالبة بجميع الطرق المشروعة حتى يوما نصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف ونسترجع الأرض، أو نتوحد ضمن إطار الوحدة العربية الإسلامية ونصبح دولة واحدة عاصمتنا المدينة المنورة كما كنا بالسابق عندما ظهر الدين والدولة الإسلامية للوجود أم نقفل الملفات للأبد… والله الموفق …
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment