Sunday, February 2, 2014

قوة المال 57

بسم الله الرحمن الرحيم


المال في جميع الأوقات  والأزمان وعلى مر الدهور وبالأخص في زمننا الآن الحاضر هو عصب الحياة لمن أراد ان يعيش كريما اذا اكرمه الله تعالى وتحصل عليه بالحلال، بالعرق والكد عن طريق التجارة أو الصناعة والآعمال الشريفة من بيع وشراء أو عن طريق الميراث من الآباء والأجداد، وقام بتطهيره من الشوائب ورجس الشيطان بالزكاة عليه حسب الشرع، وصرفه في اوجه الخير على نفسه وعائلته وعلى الآخرين المحتاجين في حدود الحق والعدل، وبما أمر الله عز وجل في جميع كتبه السماوية وضمن تعاليمه .حتى يوفق الله تعالى ويزيد ويفيض…  وفي نفس الوقت نقمة إذا إستغل في اوجه الشر والشرور حيث الكثيرون يصابون بجنون ويعتقدون انهم بما لديهم من أموال حرام تحصلوا عليها قادرين على التحكم في الرقاب بقوة المال، كما حدث مع كثيرين وعلى رأسهم المقبور عندما وصلوا إلى مراكز القرار بطرق شيطانية خبيثة وعاثوا الفساد والإستغلال البشع لأموال الشعب، التي تحصلوا عليها في السر والعلن بدون جهد ولا تعب نتيجة السلطة والسرقات او الأتاوات المجحفة والعمولات  بالملايين…  قاموا بشراء ذمم الآخرين من البشر ذوي النفوس الضعيفة ونسوا وتناسوا الرب الخالق وأنه مهما طال الوقت سواءا بالدنيا أم بالآخرة لهم يوم عسير يوم الحساب الكبير عن كل ذرة وفلس من أموال المجتمع أموال البشر المواطنين الجياع الذين تم إغتصاب أموالهم بطرق شيطانية لا تمت للحلال بأي وجه من الوجوه… سبحانك رب العالمين، تعز وتذل من تشاء، تهب الملك والسلطة والجاه والمركز لمن تشاء،  والكثيرون من هؤلاء الصعاليك الأدعياء حديثي النعمة وأغنياء الحروب والثورات خانوا الأمانات، إستغلوا الفرص أكلوا بدون وجه حق أقوات الشعب البرئ نتيجة كبر النفوس والغرور عندما وصلوا للقمة سواءا سلطة أو مال عن طريق النفاق والرياء في جمع المال والكسب الحرام بأي وسيلة مهما كانت شريرة … ناسين انها  إمتحانات من الله تعالى لمن يصمد ويصبر ويسير على الطريق والصراط المستقيم…  أو يسقط في الهاوية ويعيث الفساد والإفساد في الأرض . لا يصح الا الصحيح وان المال السهل بدون العرق والجهد يضيع بسرعة كما أتى بسهولة… والسؤال الكبير فى خضم المهاترات والغنى الفاحش لدى القلائل الذين عاشوا في بدايات حياتهم مجهولين لا إعتبار لهم من ضمن عامة الشعب وبين ليلة وضحاها أصبحوا من الأثرياء نتيجة أحد الطفرات سواءا الوصول إلى المركز الأول وكرسي السلطة وأصبحوا من اصحاب القرار، أم الحصول والعثور على احد الكنوز المخبأة من السلف، التي لا تحدث للجميع طوال الوقت بل للقلائل المحظوظين خلال سنوات العمر . هؤلاء البشر شريحة من شرائح المجتمع الذين عاشوا في الفقر والإحتياج، مرضى لديهم عقد مستعصية يحتاجوا للعلاج، دائماً نفوسهم حاقدة نتيجة الحرمان أيام الصبا والشباب، يحسدون ويحقدون على اي انسان ذو نعمة أغناه الله تعالى من فضله وعطاياه !!!!!! لقد عرفت من خلال مسيرة الحياة العملية لنصف قرن من المعاملات التجارية في البيع والشراء كتاجر ورجل اعمال ومقاول ومعارض سياسى ومغترب مهاجرا من الوطن ومطاردا من فرق الموت للجان الثورية التابعة للظالم المقبور ومررت بحلو الحياة ومرها وشاهدت بأم العين الكثير من المآسي التي أصابت العديدين من الرفاق الشركاء والأصدقاء والمعارف الذين أساؤوا إستغلال المال في غير الأوجه الصحيحة والحرام مما تبدد بسهولة وذاب من بين الأيادي بسرعة!!! تناسوا ان المال صعب جمعه وتكوين ثروة بالحلال فى وقت قصير، حيث يحتاج إلى وقت طويل من الجهد والعرق، والأهم الحظ والتوفيق من الله عز وجل، وسهل صرفه في غير طاعة الله تعالى بسرعة حيث ممكن صرف الآلاف والملايين وتبديد الثروات لدى البعض بدون جدوى ولا فائدة في وقت قصير …  إنني مهما كتبت وسطرت عن المال لن أستطيع الإلمام ولا الجمع بين الحسنات والسيئات… المولى عز وجل جعله الأول قبل الأبناء اللذين هم اغلى شئ لدى الأباء والأمهات في الحياة  عندما ذكره في كتابه القرآن الكريم العظيم، بسم الله الرحمن الرحيم:  "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" صدق الله العظيم… حيث فيه الخير والشر مجتمعان والسلاح الحاد لمن أراد الحرب والقتال وشراء النفوس الضعيفة وإستغلال البشر للمآرب الخاصة والفوز والنجاح . عشرات بل مئات وآلاف القصص السارة ،عن المناصرة واحقاق الحقوق،  والحزينة من الخيانات التي حدثت بالتاريخ نظير شهوة امتلاك المال، عسى ان يأخذ المؤمنون المصلحون العبر منها للسير في طرق الحياة العديدة الصعبة بأمان ! حتى لا يتغلب عليهم الشيطان الرجيم ويخطئون في حق انفسهم والجميع… نحن الليبيين دولتنا غنية جداً بجميع المقاييس، حبانا الله تعالى بوطن كبير في المساحة وموقع جغرافي فريد مقابل  أوروبا، وطقس حسن، وقلة عدد للشعب ، وثروات عديدة لا تعد ولا تحصى يعجز الإنسان على عدها وإحصائها مهما حاول ! وبدل توجيهها للخير ولسعادة المواطن والآخرين من البشر في البناء والتشييد، أولها بناء الإنسان من الصغر على الإيمان والهداية وتحصيل العلم، والإهتمام بالصحة لجميع المواطنيين التي هى الأساسات لتقدم المجتمع، وجهت الثروة الخيالية للشر والإرهاب  والصرف على الحرام، مما جعلت أنظار الجميع في العالم الحاقدين من دول هيئآت وأفراد الطامعين يكيدون لنا، حتى لا ننهض ولا نتقدم ! وإن لم نفتح العيون ونعرف كيف نتمسك بحبل الله الكريم (العروة الوثقى) بقوة أمانة وصفاء نفوس ونعمل ضمن دراسات وتخطيط حتى نفوز وننجح! عندها الدمار والخراب دنيا وآخرة! اللهم إنني بلغت، اللهم إنني بلغت، عسى ان أجد آذانا صاغية تسمع! وتنقذ مايمكن إنقاذه قبل الغرق…والله الموفق…
                                                                                                                                                                 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment