Sunday, February 16, 2014

مدينة درنة (2) 64


بسم الله الرحمن الرحيم

      مدينتي درنة،  التي بها ولدت وترعرعت ضم ترابها اجساد اصحاب رسول الله تعالى، مدينة مقدسة طرح الله تعالى فيها البركة وأسرارا إلاهية لا يعرفها كل احد الا القلائل من البشر، ضمت اجساد الكثيرين من الأولياء والصالحين بلا عدد… لها طابع خاص في كثير من الامور التي الآن بالمقايس الحاضرة تعتبر قمة الخطأ والتطرف الأعمى في نظر الكثيرين، أصيبت بنكبات وكوارث، كبوات بلا عدد ولعنات شريرة نظير الحقد والحسد وأعين الشامتين والجهل .
مصنع الرجال المغاوير وإنجاب الإنتحاريين في  التحدي والفداء والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل المبادئ النيرة التي يؤمن بها شبابها عن ظهر قلب في اعادة تجديد الدين الإسلامي ومسح الغبار عنه وتطهير الفساد والمفسدين حسب رأي مرشديهم وشيوخهم وتنفيذ الشرع قانونا إسلاميا على الجميع مهما كلف الامر، ولو أدى إلى استعمال القوة المفرطة والدم حتى يصحى الغافلين  من السبات والنوم ويرجعون لطريق الهداية حسب الشرع .
مدينة صغيرة في الحجم وعدد السكان، ولكن لها اسم رنان في عالم الجهاد والفداء، في عالم العلم والاستيعاب، عالم النقد وسلاطة اللسان  حيث شبابها من الجنسين لهم قوة وسرعة عجيبة غريبة في الاستيعاب لامور الخير لمن يحبونه  والشر لمن يكرهونه !!!! حيث لا تهاون ولا أنصاف الحلول يرضون بها
مدينة الصبر والتحمل إلى ابعد الحدود بدون أنين بكاء  صراخ  وعويل، مهما سجن شبابها ورجالها،  مهما عذبوا بسياط الجلاد، مهما تم قتل الكثيرين من المعارضين لنظام الظلم والقهر في الجبال والسجون وإغتيالات بالخارج ايام المعارضة في عهد الطاغية المقبور  لأتفه الأسباب، مهما روعوا بالإرهاب والإنتقام ضد الأحباء والأعزاء وقوت البطن، مهما همشوا بقصد مبيت وعدم  دفع عجلة الاقتصاد بالمدينة  والمنع من اقامة  المشاريع والعمران  إسوة بالمدن الاخرى حتى اصبحت المدينة تعيش على المرتبات الزهيدة التي تصرف كل عدة شهور وليس في الوقت،  واطلق عليها الحاقدون الشامتون سخرية وإستهزاء لقب   (مدينة المتقاعدين) لأن سكانها وأهاليها  لم يطأطؤن الرأس ويساومون الحاكم الطاغية المقبور حتى يتساهل، ويرأف بالمدينة حيث لديهم كرامة  وعزة نفس بلا حدود 

     مدينة غريبة عجيبة بها مآسي كثيرة كبيرة من الحقد والحسد والخلافات العديدة   بين أهاليها وعشائرها من حضر وبادية  وعداوات بلا حدود نتيجة امور كثيرة، اهمها الفراغ القاتل  وعدم العمل والدخل، ولكن عندما يدق ناقوس الخطر الحقيقي،  في لحظات الجميع يتكاتفون  يدا واحدة في  التصدي والصمود معا بدون أية خلافات مهما كانت، ينسون جميع المهاترات السابقة مما يستغرب المحللون من  هذا التطور السريع من أقصى الشمال الى أقصى اليمين، من   قمة العداوات والإنقسامات والتشرذم إلى المحبة وألأخوة والصداقات ضد الغريب، مهما حاول الأعداء من بث الدسائس وبذور الفتن في الأوساط لم ينجحوا  أثناء الوقت الصعب والرفض والثورة، وهذا هو سر القوة في المدينة الذي لا يعرفه اي احد

     في كل قاعدة شواذ… ولا أنكر انه لدينا نسبة ليست بالقليلة من الدراونة  منافقون  (لقاقة) وعملاء في سبيل مصالحهم الخاصة، تافهين  نفوسهم ضعيفة، أمام المال والجاه، يحاولون فرض وجودهم بالمقدمة وهم لا شئ يذكر…

      حيث الميزة لدى أصحاب الحل والعقد الشيوخ الحقيقيين الغير ظاهرين  بالمدينة على السطح في الخفاء،   يعرفون السمين من الغث من هؤلاء النوعيات أشباه الرجال! ولا يمكن ان يكون لهؤلاء القافزين على المقدمة بدون اساس كما يتوهمون… اي دور يشرف  ومشرف في قيادة الجماهير للصلاح والإصلاح… لأنهم واجهات هشة مدفوع بها للأمام  من قبل الأذكياء…  لا يمثلون درنة الحرة الأبية، مهمشين في زوايا النسيان وقت الجد والعمل الصحيح… حيث لا يسمع رأيهم اي احد من الوطنيين الاحرار الدراونة ذوى القلوب الصادقة… 

     مدينة درنة مهما تحدثت عنها لن أوفيها حقها… رجالها كانوا دائماً سباقين للإستقلال والوحدة، رجال الوفد الذي ذهب إلى امريكا ليفاوض من اجل الاستقلال في الامم المتحدة، اثنان من رجاله الثلاثة، الذين يمثلون برقة  دراونة المرحومين عمر فائق شنيب والسيد عبدالرازق شقلوف وممثل بنغازي المرحوم  السيد خليل القلال حتى تم الحصول على الاستقلال بفارق صوت واحد وقت التصويت في جلسة الامم المتحدة الخاصة بوضع ليبيا، نتيجة التعاطف للقضية الليبية من  ( السيد اميل سان لاو )  مندوب هايتي الذي ربطته صداقة مع  الجماعة في الإجتماعات العديدة والسهرات الطويلة  في ليالي برد الشتاء في مدينة نيويورك وأكلات (المبكبكة ) الليبية الحارة، رافضا اوامر حكومته بعدم الموافقة على الاستقلال… وأصبحت ليبيا مملكة مستقلة لها شأن ومكان وعلم يرفرف في تاريخها الطويل يوم 1951/12/24م… 
القصص طويلة عن درنة ورجالها ونساؤها بلا عدد ولا حدود، توارت منسية في زوايا النسيان والتهميش لكثير من الأبطال من حضر وبادية وقصص حياتهم يوما سوف تخلد وتسجل في سجل تاريخ الوطن الذهبي بالحق والضمير،  مهما حاول البعض الطمس والتحريف، حيث للأسف أجيالنا الآن الشابة لا تعرف عنهم اليوم اى شئ نظير التهميش من العهود السابقة… ولكن مهما دارت الايام والسنين يوما سوف تصبح ذكراهم خالدة فلا يصح الا الصحيح ودرنة عامرة مازالت تنجب الرجال البررة  والأمهات الفاضلات  على مر السنين… والله الموفق .

                    رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقة القادمة
  

No comments:

Post a Comment