بسم الله الرحمن الرحيم
تجول بالخاطر في بعض الاحيان لمحات خاطفة عن وضعنا المزري، نحن العرب، في هذا العصر الذي نعيشه الآن، مقارنة بالآخرين من الأمم… لم نتقدم اسوة بالشعوب التي نهضت بسرعة خلال القرن العشرين، وعلى رأسها اليابان والمانيا اللتان خسرتا في الحرب العالمية الثانية واحتلت اوطانهم بالقوة من قبل اعدائهم وخصومهم الغربيين، ولكن لانهم شعوب لديهم حضارات سابقة وتجارب عديدة، تحدوا الهزيمة وغيروها إلى النصر بدل الفشل والإستكانة وعرفوا كيف ينهضون بسرعة ويتقدمون مجتازين جميع النكبات والعقبات وأصبحوا في وقت قصير من اوائل الامم في الصناعة والإختراعات الحديثة التي أفادت البشر…
ونحن العرب ماذا عملنا؟؟؟ غير العيش في الامجاد الماضية، نحلم بأننا الاوائل والواقع المرير نحن بآخر الطوابير نراوح… لدينا جميع المؤهلات من العقول والاراضى والثروات الطبيعية التي يحسدوننا عليها الجميع ولم نتقدم… حكامنا أصحاب القرار لا يعرفون غير التسلط وحكم الشعوب بالقوة وتضييع الكفاءات والعقول النيرة، مما إضطرت إلى الهجرة وترك أوطانها حتى تعيش في حرية وبحبوحة العيش بدل الرعب والخوف بدون قوانين تحفظ وتصون حرياتهم الشخصية مما الثروات الخيالية ضاعت وأهدرت في امور أمنية لا تسمن ولا تغني من جوع لشعوبها !!!!
السبب الرئيسي في هذا البلاء الذي حل على أكتافنا، تشرذمنا وعدم الوحدة والاتحاد… حبنا للدنيا الفانية وعبادة الأصنام الحديثة المال والجاه والمركز والحاكم الذي هو بشر مخلوق مثل اي احد من أبناء الشعب، تركنا الدين القويم ولم نتمسك بالعروة الوثقى حبل الله تعالى القوى الذي هدانا إلى الايمان والتقوى وجعلنا نحن العرب المسلمين خير أمة أخرجت للناس، يتباهى بنا على الآخرين، ولم نحافظ على النعم الجليلة بالشكر والحمد له وتنفيذ العدل بما أمر الله تعالى في جميع كتبه السماوية الذي هو اساس الملك.
بل الكثيرون منا من الحكام وأصحاب القرار حالفوا الشيطان الرجيم ومضوا في ركابه سائرين إلى طرق خبيثة شيطانية في سبيل الحفاظ بالقوة على الجاه والمجد، يصرفون ويبعثرون المال الحرام بدون حساب ولا تدقيق… هذا المال الملوث بالفساد والإفساد نتيجة العهر والنفاق الذي هو أساسا من حق أبناء الشعب الفقراء المحتاجين…
المشكلة الرئيسية التي نعاني منها هي انعدام القناعة… نحب الحصول على المال بدون جهد ولا تعب نتيجة فقر العقول وعدم وضع الدراسات السليمة والتخطيط للمستقبل ماذا نريد ونرغب حتى تتحقق آمالنا وأمانينا يوما من الايام ونصبح !!!نعتقد ان أعدائنا هم أولياء أمورنا وأصحاب القرار منا، ملوكنا وحكامنا، رؤسائنا ومشايخنا… وهذا خطأ وقمة الخطأ… منهم في القسوة والعقاب لكل متمرد بدون السؤال لأنفسهم لماذا هذا المتهم مجرم ؟؟ ومنا نحن كشعوب عربية مسلمة ذات عواطف حامية، تتأثر وتنفعل بسرعة نظير الدس والخبث ودق أسافين الشر والشرور ضمن أوساطنا من قوى خفية عالمية حتى نكرههم ونستمر في الفوضى والإرهاب ولا يحب احدنا الآخر ومع الوقت أصبحنا في آخر الطابور نستهلك خيراتنا، بدل توجيهها للخير والسعادة… أصبحت تصرف في غير طاعة الله تعالى بالحرام…
نحتاج إلى وقفة ومحاسبة بضمير وبدون تحيز ولا تعصب وتشدد أعمى مضر، فتح أبواب الحوار بالعقل واللين مع قيادات أدعياء الرجوع الى طريق الاسلام بالقوة بدون الفهم الصحيح لمعاني دين الاسلام الحقيقي الذي يدعو إلى السلم والسلام والعيش للشعوب في بقاع الأرض في أمن وأمان .الإسلام دين ترغيب للبشر الضالين عن الهدى وليس ترهيب وإرهاب وإغتيالات وقتل بدون عدل نظير الأهواء من بعض المتزمتين الجاهلين، كتابه القرآن المجيد الدستور الإلاهي من السماء صالح لكل زمان ومكان وليس صادرا من عقول البشر المخلوقين .
هؤلاء المتزمتين يستعملون الدين الإسلامى ستارا ،، يستغلون آيات القصاص للتنفيذ ويتركون آيات العفو المغفرة والرحمة حتى تلين القلوب… نظير الجهل الأعمى مثل دس السم الزعاف وسط العسل لتغطية مآرب كثيرة وتنفيذ أجندات لا تتماشى الآن مع العصر الحاضر لدمارنا وخرابنا تنفيذا بقصد او بدون قصد، بعلم أو بدون علم…
العالم الآن تغير وكل يوم يصغر ويتحد البشر مع بعض نظير المصالح بالتطور السريع في علوم الاتصالات والمواصلات، يجمعهم الاقتصاد والسلم والسلام العدل الذي هو اساس الحياة قبل السياسة… وهؤلاء المتزمتين من جميع الأجناس الذين يقومون بضرر للانسانية، بالإرهاب والدم، لا مكان لهم الآن على هذا الكوكب… كل يوم في نقص مهما عملوا وطبقوا الشر… نهايته شر وفناء ونهاية… حيث العنف يولد العنف… والله الموفق .رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment