Monday, July 14, 2014

رحلة العمر 14

بسم الله الرحمن الرحيم


الحاج رجب زعطوط يتناول وجبة الافطار في مطعم دان بانوراما - القدس 
             في اليوم الثالث كنا جاهزين للسفر وتناولنا وجبة الإفطار الشهية  اللذيذة في المطعم الفخم وقبل الساعة الثامنة صباحا حسب الميعاد، كان الجميع في صالة الفندق والساحة الأمامية في الانتظار لركوب الحافلة التي كانت تنتظر ومحركها يعمل طوال الوقت للتبريد حتى يرتاح الركاب في الجو المنعش البارد أثناء السفر...
           
           وضعنا الحقائب في مستودع الحافلة وبدأت المسيرة بعد أن ودعنا مدينة القدس والعيون تدمع حزنا على المغادرة والرحيل، على امل الرجوع بإذن الله تعالى يوما ما عن قريب لزيارتها مرة أخرى . بدأت المسيرة  في الرجوع  إلى دولة الأردن، وعبور حدود فلسطين المحتلة (اسرائيل) وكانت رحلة جيدة مرت بسرعة والجميع فرحى بماشاهدوه من مقدسات دينية رأي العين على الطبيعة فقد كانت بالسابق نسمع عنها سماعا ولا نعرف الكثير عنها كما نعرف الآن عندما زرناها وشاهدناها مباشرة بالعين، في مدن الخليل ( الحرم الإبراهيمي) وفي  القدس (الحرم القدسي) الذي يضم المسجد الأقصى، مسجد قبة الصخرة، المسجد المرواني ومسجد سيدنا عمر بن الخطاب والعديد من الزوايا والقباب وكنيسة القيامة...  ثم زيارة مقام سيدنا موسى عليه السلام في الجبل البعيد المطل على القدس والذي لم يطأ بأقدامه أرض فلسطين وقتها...  والبعض من الأماكن السياحية الدينية وغيرها التي مررنا عليها في التجوال حتى مدينة أريحا، التي يقال عنها تاريخيا انها من  اقدم المدن  في العالم ...

           عند مرورنا على الحدود الفاصلة مع الأردن، طلب منا الدليل والشيخ ان لا نترك أية اغراض خاصة  في الحافلة حيث سوف نقوم  بتغييرها إلى حافلة أخرى والتي كانت تنتظرنا على  الجانب الآخر عندما ننهي معاملاتنا مع المهاجرة والجمرك الإسرائيلي، مما فعلنا عندما توقفنا في الساحة أمام المبنى... ووضعنا الحقائب على الشريط المطاطي المتحرك للتفتيش، وكان المشرفون على الحراسات، رجال الأمن الإسرائيلي في اللباس المدني  في قمة الأدب والمعاملة الحسنة بدون أية عقد في الإستقبال والتوديع....

            ولم نتعطل كثيرا في المعاملات ولا مراجعة الحقائب والتفتيش باليد، كما يحدث في كثير من دول العالم الثالث،   الحرص الزائف الزائد على اللزوم مما يتعب المسافر وتجعله يتأفف من المعاملات والمعاناة وتجعله يكره القدوم مرات أخرى للزيارات، مما تضيع أعمال كثيرة ودخل كبير على الدولة المضيفة نظير سوء المعاملة والتعب في الوقوف والإنتظار الممل الطويل مع انعدام  وسائل الراحة من حمامات نظيفة، ومحلات لبيع الطعام الخفيف (الشطائر) والمشروبات من ماء وعصائر وشاي وقهوة  للمسافرين فترات الإنتظار الطويلة حتى يتمون معاملاتهم بالدخول أو الخروج والمغادرة...




           خلال الساعة كنا قد أتممنا الإجراءات بالخروج من المهاجرة والجمارك الإسرائيلية بهدوء بدون ضجيج ولا فوضى حيث الخروج والمغادرة سهلة الاجراءات... وتم ترجيع جوازات سفرنا بدون اية اختام عليها  وسمحوا لنا بالمغادرة قائلين مع السلامة، وركبنا الحافلة الثانية التي كانت تنتظرنا  وفيها كان راكبا دليلنا السابق محمد مع رجل أمن أردني بلباس مدني لحمايتنا على ما أعتقد ؟؟ أو مراقبتنا عن ماذا نقول ونفعل اثناء الرحلة ... الله اعلم؟؟

       ومرت الحافلة على الحواجز الإسرائيلية الامنية  بسهولة وبدون تعطيل ولا حتى توقيف وأسئلة بل تهدئة للحافلة عند دهسها المطبات أمامها، فكل شئ ملاحظ بإحكام ومراقبة شديدة بدون ان يشعر ويحس المسافر  عن طريق عيون آلات التصوير العديدة المثبتة في كل مكان بطرق حديثة (الكاميرات) حيث دولة اسرائيل متطورة مع العصر مثل امريكا واحسن في بعض الامور يعتمدون على الوسائل الحديثة (التكنولوجيا) في جميع معاملاتهم مما جعلتهم متقدمين خطوات إلى الامام قبل الاخرين من كثير من الشعوب والدول للعالم الثالث .



           عبرنا ودخلنا إلى الأراضي الأردنية في رحلة العودة إلى العاصمة عمان بعد أن نتم الزيارات الأخرى الباقية، ومررنا بسرعة بدون تعطيل في الحدود الفاصلة ، وشاهدنا  العديد من الجبال والتلال المجدبة من الحياة الا من بعض الشجيرات القزمية والأعشاب التي تصارع الطقس الحار والرياح من أجل الحياة، نظير عدم وجود المياه التي تعتبر في دولة الأردن نادرة...


           وأثناء الرحلة تقرر التوقف ومشاهدة وزيارة البحر الميت حيث توقفنا بعد فترة من السير على الطريق العام بعض الوقت في أحد (الشواطئ) الإستراحات لوزارة السياحة الأردنية، ودخلنا إلى الشاطئ بعد أن دفعنا الرسوم للدخول والسباحة وإشتريت لباسا للسباحة (شورت) ودفعت رصيدا لتأجير منشفة حيث لابيع للمناشف، حتى أستطيع السباحة في البحر، ومن عجلتي للذهاب إلى الشاطئ والغطس في المياه نتيجة الطقس الحار  لم أنتظر وأدخل أحد الغرف لتغيير الثياب  مثل الأخرين كالعادة بل ذهبت مسرعا إلى الشاطئ وغيرت ثيابي داخل مبنى صغير  من الزنك به بعض الشباب يستخدم  كمحطة للكراسي والطاولات البلاستيكية للتخزين، والمراقبة للسائحين السابحين أو الجالسين على الشاطئ من حدوث اية مشاكل ...  وأخذت طاولة من الطاولات العديدة الموجودة على الشاطئ وعدة كراسي للعائلة على عددنا حتى يصلون، ووضعت ثيابي في كيس بلاستيك كبير ووضعته على الطاولة....

           ودخلت إلى البحر الذي كانت ملوحته عالية جداً، وشعرت أن المياه ثقيلة جداً زيادة عن اللزوم، ومشيت عدة أمتار حتى وصل العمق إلى حوالي المتر وقفزت مغمض العيون إلى الأمام ولكن الملوحة دخلت غصبا عني إلى الاعين   مما أصبحت مثل الأعمى لا أستطيع الرؤية ولا الفرز بسهولة لعدة دقائق وحاولت السباحة ولكن بصعوبة ودخلت إلى عمق عدة أمتار إلى القاع وشعرت أنه صعب السباحة وممكن يحدث أي شئ لي من الرهبة والشعور بالخوف بأن اسبح لوحدي والآخرين بعيدين عنى...

         مع أنني على سطح المياه طوال الوقت، وسباح ماهر أيام الشباب، وكل مرة حاولت الغطس والغوص إلى القاع لألمسه باليد مثل العادة لأعرف وأحدد مقياس العمق، أجد نفسي مرة أخرى طافيا على السطح مثل جذع شجرة ضخمة جاف يتأرجح مهما ضغطت عليه لا يغطس، وكأن في شئ آخر غير مرئي خفي يدفع إلى أعلى، والمياه غير واضحة الرؤيا، شبه بيضاء ثقيلة لزجة وكأنها مخلوطة بكميات كبيرة من الطلاء الأبيض نظير الملوحة العالية، مما قررت الخروج بسرعة فقد شعرت بوحشة وعدم إطمئنان وخوف من السباحة لوحدي، وبصعوبة سبحت المسافة التي كنت بها بالداخل بعيدا حتى وصلت  إلى الشاطئ، ولاحظت أن الجميع يسبحون في عمق لا يتجاوز المتر بجوار الشاطئ، ولم اعيرهم أي اهتمام عندما دخلت وخرجت ولم اتساءل لماذا...هل في امر لا اعرفه؟ ودخلت بالداخل بدون معرفة خالي البال... ام انا مغامر ومتهور بدون سؤال او شورى من العاملين حتى اتأكد؟؟   وذهبت إلى الطاولة لأستعمل المنشفة، وأرتاح بعض الوقت....

         وكانت صدمة كبيرة لي ومفاجأة غير متوقعة قوية حيث لم أجد الكيس الذي به ثيابي فقد اختفى!!!!  مما شككت انه سرق مني في وضح النهار وأنا أسبح بالقرب منه، والمشكلة الكبيرة أن به جواز السفر وجميع نقود الرحلة مما في حالة الضياع سوف أصبح في ورطة كبيرة ومعاناة وتضيع لذة الرحلة الجميلة علينا وبهجتها، وذهبت مسرعا إلى المكان الذي غيرت فيه ثيابي، متسائلا وشاكيا بالموضوع الذي حدث...  وصعق العمال الشباب،  فهذه أول حالة ضياع لمفقودات تحدث حسب قولهم، وخافوا من قدوم الشرطة وإستجوابهم حيث الأمن قوي في الأردن بيد من حديد، لا رحمة ولا شفقة، وحاولوا مساعدتي بالإتصال بالهاتف الأرضي للمسؤول الأمني (الشرطي) بالمدخل ولكن بدون فائدة مما قررت المشي مسرعا إلى المدخل البعيد مسافة حيث دخلنا لأبلغه شخصيا   بالأمر...

        لقيت الشيخ عبدالحكيم والدليل الأردني محمد جالسين مع بعض الآخرين من رفاق الحافلة الباكستانين في سمر ويشربون من زجاجات المياه الباردة في الظلال على حمام السباحة الكبير واعلمتهم بالخبر المزعج مما تم إزعاجهم وقلقهم  وكل واحد منهم بدأ يعطي ويدلي بالرأي عما يمكن القيام به في هذه الحالة...

          خلال الإضطراب والجو المشحون بالحيرة عن العمل في الخطوة الثانية، سمعت إبنتي هدى وهي تناديني  من بعيد وقادمة نحوي مسرعة الخطوات مع الحاجة زوجتي، وعندما وصلت إلى مدت يدها وقالت هذا كيس ثيابك أعطاه لي الدكتور أمين رفيقنا!!!!

        وكانت فرحة لا توصف حيث جواز السفر المهم الذي همني بأن لا يضيع بتاتا والنقود جميعها موجودة سليمة حيث (النقود ممكن تعويضها) حتى جواز السفر سهل الحصول على اخر من اقرب قنصلية امريكية ولكن لا اريد المعانة والتعب والانتظار في الحصول على اخر...

      بحصولي على الثياب والجواز والمال الحلال  تغير الجو في لحظات من إنزعاج وحيرة كبيرة إلى فرحة وسرور، وحمدت وشكرت الله تعالى كثيرا على الفرج فأنا متحصل على الرضى من الله عز وجل والوالدين الله يرحمهما ويحسن لهما مما فرجت الامور في فترة بسيطة واصبحت قصة عابرة سأضل اتذكرها كلما تخطر على البال الرحلة الميمونة والزيارة للبحر الميت .

       القصة أن الدكتور أمين رفيقنا من ضمن مجموعتنا عندما خرج من البحر وعيناه تحرقه بشدة من الملوحة الشديدة كالأعمى غير قادرا على الرؤية الواضحة ،  ذهب إلى الطاولة ليأخذ حاجياته التي وضعها معي عليها، ولم يفرز في الرؤية وأخذ كيس ثيابي مع ثيابه عفويا معه إلى حجرات التغيير وتنظيف جسمه من الملوحة بحمام (دش) من المياه العذبة في الأعلى بالقرب من المدخل، وعندما إكتشف الخطأ العفوي سلم الكيس إلى إبنتي هدى التي كانت تبحث عني وهو يتأسف على الخلط والخطئ الفادح الغير متوقع !

الحاج رجب زعطوط على شاطئ  البحر الميت 
           المهم بطريقة أو أخرى لم أستمتع بالسباحة فى البحر الميت كأن به لعنة من اللعنات الإلاهية حيث هو المقبرة الرهيبة لقرى ( سدوم+جمورة) وغيرها من قرى سيدنا لوط عليه السلام، التي دمرها رسل الله تعالى بحجارة من سجيل (احد اودية جهنم حسب العلم في الشرح و التفسير) حسب الأمر الإلاهي ، عندما عصوا رسولهم وكفروا بالله عز وجل وإستمروا في الزنا،  الفحش والعهر والجنس مع الذكور، تاركين النساء، كما حدثنا القرآن الكريم في عديد من الآيات الكريمة عن قوم سيدنا لوط .

           إنتهت الزيارة للبحر الميت على خير وسلامة بهذه المفاجأة والصدمة البسيطة ، وقد لا حظت أن معظم رفاقنا الباكستانيين لم يأتوا إلى الشاطئ للسباحة أو الرؤية والمشاهدة عن قرب، إلا من البعض الذين جلسوا على حمام السباحة الكبير ينتظرون البعض منا الذين يسبحون ...

      وتساءلت مع النفس هل لديهم المعرفة بالأمر؟ أو شكوك ان البحر الميت به لعنة من غير المستحب السباحة فيه نظير الإحترام والتقدير للدين، وبالنسبة لي كان خطئا غير مقصود وتجربة مرت ولن تعود، وحتى لو أتيحت لي الفرص وجئت مرة أخرى للزيارة بالقرب منه لن أسبح بل أحترم الموقع وأعتبره مقبرة ملعونة  لأقوم سيدنا لوط ، لا يجوز مسها من وجهة نظري مهما كانت الأسباب، مع أنني إنسان واضح وعارف غير متشائم  ولا أحب التطير، ولكن الموضوع روحيا نفسيا لم  ارتاح له غير مستساغ لدي بأن أتعدى وأغامر من جديد... 

        وأثناء الحديث والسمر ونحن فى الحافلة  قالت لي الحاجة على جنب متسائلة، لو أن الشواذ بالعالم وبالأخص في مدينة سان فرانسيسكو عاصمة الشواذ والمنحرفين في أمريكا حسب الإعلام،   يعلمون عن البحر الميت هذه القصص والحكايات القذرة  الفاسدة  عن اللواط بالشرح والتوضيح المستفيض، وتسمح لهم دولة الأردن وإسرائيل ( فلسطين المحتلة )، بالإشهار وإقامة المشاريع وعدم المنع للفساد في العلن ، سوف يعملون من الحبة قبة ،  مشهد ومقام سياحي كبير  يدر الملايين من الدولارات  كإستثمارات يزورونه  مئات الألوف من البشر المنحرفين المرضى أخلاقيا   كل سنة لعمل مهرجانات خليعة فساد ولواط،  حيث هم  بحاجة الى إقامة  رمز ومشهد حتى يتخذوه ويشهروه نصبا ومعلما خاصا بجميع المنحرفين الشواذ  المرضى بالعالم، حتى يثبتون وجودهم وحقهم في الحياة باللواط وزواج المثليين  مع بعض،  حسب قانون  الحريات الشخصية التي للأسف  إعتمدتها بعض الدول  الذين يدعون الحضارة والتقدم، طالبين المعاملة  الحسنة من غير شماته ولا إستهزاء عليهم وكره لأعمالهم الشائنة المشينة، التي لا يرضى عليها الله سبحانه وتعالى،  ولا  الأعراف، ولا القوانين السارية السابقة ولا الحاضرة  أو اللاحقة في جميع الأوقات عبر الزمن...

         أليست بأمر مؤسف جداً ومأساة يعانى منها الكثيرون من البشر نقمة ولعنة هذا الفساد اللواط والشهوة للجنس اللواط  مع الرجال من دون النساء؟؟ وهل التاريخ يوما يعود مثل مايقولون أن له دورة تدور وترجع من جديد؟؟ تساؤلات عديدة يخجل الإنسان المحترم من ترديدها وقولها، حيث الصراحة راحة تزيح الأحمال الثقيلة عن النفوس والأكتاف،  والرب الله عز وجل حى  موجود في علاه، لن يرضى بالفساد واللواط أن يتفشى من جديد بين العباد، ولن تدنس أرض الرسالات ومهبط الأنبياء بالفساد والمفسدين الشواذ المرضى أخلاقيا،  من جديد ؟؟؟

         وهذه الشواهد القائمة الحاضرة الموجودة على الواقع رأي العين عن ما حدث من عقاب إلاهي للكافرين الرافضين لتعاليم الرب الله عز وجل،  عبارة عن إنذارات وعلامات بالخطر،  وتحذيرا للبشر عن مايحدث من مصائب وعقاب رهيب   في حالة الكفر والعصيان المتعمد بقصد،  حتى لا يتمادوا في المعاصي والفساد الآخرون من البشر، عسى أن يأخذوا عبرا  ودروسا قبل فوات الأوان، من قصص وسير الآخرين  عبر التاريخ والزمن المذكورين في جميع الكتب السماوية، التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، التي تحث بقوة على الطهارة حسب ما أمر الله عز وجل ...  والله الموفق...      

                   رجب المبروك زعطوط

البقية في الحلقات القادمة ....

No comments:

Post a Comment