بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الزيارة السريعة للحرم القدسي ومسجد قبة الصخرة ومشاهدة مسجد سيدنا عمر بن الخطاب من الخارج حيث كان مقفلا، ومشاهدة كنيسة القيامة من الداخل، تقدمنا الدليل والشيخ عبد الحكيم مشيا على الأقدام في ساحات الحرم الواسعة والتي شاهدنا العديد من التجمعات جالسين وواقفين في الأركان والظلال من عشرات المئات من الفلسطينين من الجنسين في إعتصامات سلمية ينددون بالإحتلال وجاهزون للدفاع عن الحرم القدسي بالمتاح من أي تعدي من المستوطنين اليهود المتشددين المتزمتين الذين في بعض الأحيان يثيرون في القلاقل بالإعتداء على الحرم والمقدسات بقصد مبيت بخلق الأزمات حتى تتعطل مسيرات الحوار والسلام في التفاوض الجاري مع الإسرائيلين ذوي القرار وتزيد في إشعال فتيل الكراهية بينهم بدلا من الحث على التفاهم والسلام، حتى تهدأ النفوس الثائرة ويحل الأمن والأمان للجميع...
وعند مرورنا عليهم أكبرنا فيهم الجرأة والشجاعة والتحدي، والإستعداد للتضحية وهم مدنيون عزل بدون سلاح، وكنا نحييهم بالسلام من بعيد وهم يردون لنا التحية بإحترام، لم نستطيع الإقتراب منهم والحديث معهم، نظير التوجيهات من الشيخ عبدالحكيم والدليل الفلسطيني اللذان أوصيانا بشدة بعدم الإحتكاك مع المحليين في أي موضوع خاص بالقضية والسياسة، حيث نحن زوار وحجاج لبيوت الله تعالى، ولسنا سياسيين حتى نتدخل في الأمور التي لا تعنينا في الرحلة ومن الممكن أن تسبب لنا احراجات من تحقيقات أو طرد نظير الإشتباه...
وصلنا إلى المسجد الأقصى الذي هو بيت القصيد في مجيئنا ومغامرتنا والقدوم للزيارة والتبرك إلى مدينة القدس في فلسطين المحتلة حاليا من قبل دولة إسرائيل، بمناسبة الذكرى الخالدة، ليلة الإسراء والمعراج التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم فى سورة خاصة بها (سورة الإسراء) دليلا على الثناء والتكريم .
والتي حدثنا عنها رسولنا محمدا عليه الصلاة والسلام بإسهاب وتفصيل، عندما شكك المشككون من كفار قريش والآخرين في رحلة الإسراء والمعراج مستهزئين بأنه كان يحلم، حيث في ذلك الوقت من وجهة نظرهم مستحيل الذهاب والرجوع وقطع المسافة البعيدة في مدة بسيطة من الزمن لا تتعدى ليلة واحدة! حيث في ذاك الوقت منذ اربعة عشرة قرنا مضت لا وجود لوسائل سريعة للنقل مثل وقتنا الحاضر الآن...
فقد كان الرسول ليلة الإسراء والمعراج في أواخر ليالي شهر رجب المبارك يطوف حول الكعبة في الليل متأملا في قدرات الله تعالى وعظمتها الروحية التي تطمئن النفوس وترتاح فيها، حتى تعب ونعس وأخذته نومة بسيطة بجوارها مما نزل الوحي عليه وقتها في لحظات اليقظة سيدنا جبرائيل عليه الصلاة والسلام رسول الوحي الأمين من الله عز وجل، ومعه دابة البراق الذي العلماء المفسرون الراسخون في العلم والفقه الإسلامي، يقولون أنها مثل الجواد الأصيل ذو الأجنحة مثل الملائكة،
يأمره الخالق الله تعالى بأن يمتطيها حيث مأمورة ومسيرة بقدرته الإلاهية، ويزور منطقة الأقصى بالقدس في أرض فلسطين والتي في ذلك الوقت لم تكن عليها مساجد قائمة بعد... حيث دين الإسلام مازال ناشئا في البدايات لم ينتشر ويعم بعد في الأرض...
كانت أرضا جبلية بها مغارات وكهوف عديدة على الطبيعة لم يتم البناء لها بعد.... غير سور وقلعة للحاكم الروماني (البطرياك) والبعض من البيوت للسكن والذي مع الوقت أصبحت المدينة القديمة في ذاك الوقت
وعندما وصل الرسول في لحظات بقدرة القادر الله تعالى إلى منطقة الأقصى ونزل عن دابته ربطها في حائط السور الذي كان محيطا بها لحمايتها من الغزو والغارات، حائط البراق المشهور الذي سمي بإسم دابة الرسول منذ ذاك الوقت والليلة تباركا وقدسية للمعجزة والحدث الديني الذي صار ... نسي الكفار المشككون عظمة الله تعالى وقدراته التي بدون حدود فقد حدثنا القرآن الكريم بعد معجزة الإسراء والمعراج بالرسول إلى الأرض المباركة، عن قصص عديدة حدثت من مئات أو آلاف السنين قبلها، معجزة وصول عرش الملكة بلقيس من اليمن إلى سيدنا سليمان في فلسطين قبل أن تصل له مؤمنة مسلمة بدين التوحيد، في أقل من لحظة واحدة من ذو العلم العليم بإرادة المولى ومشيئته في الآية القرآنية الكريمة (قبل أن يرتد لك طرفك) أليس هذا الأمر بحدث جليل وإعجاز ما بعده إعجاز ؟؟
مسجد قبة الصخرة |
ومضى الرسول عليه السلام لوحده مسيرا بدون رفقة غير المشيئة والتوجيه من الله عز وجل، وشاهد الرسول المعجزات من القدرة الإلاهية عندما تجلى له الخالق الرب الذي لا تدركه الأبصار من العظمة، الحسن والجمال، وتعلم وحفظ في وقت قصير الكثير من العلوم والتوجيهات، أهمها إقامة الصلوات الخمس الصحيحة من إقامة وركوع وسجود الواجبة على كل انسان مسلم أن يؤديها كل يوم، ورجع إلى بيته وكأنه لم يرحل أويغادر مكة المكرمة...
وفي اليوم الثاني عندما تحدث عن الزيارة السماوية والأقصى لم يصدقه الكفار حيث في نظرهم مستحيلة وأنه كان يحلم، تحدث عن الرحلة المباركة الميمونة وأبدى لهم بالأدلة الملموسة والوصف الدقيق للأمكنة التي شاهدها ومر عليها، ولكن لم يصدقوه وقتها، نظير الجهل والكفر بقدرات الله تعالى الذي أي شئ يقول له كن فيكون في الحال، وحدثهم بإسهاب عن إحد القوافل في الطريق القادمة إلى مكة والتي لم تصل بعد، شرحا ووصفا عن كل شئ وكأنه معهم، والتي وصلت بعد فترة من الزمن، مما ذهل الكفار وعرفوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام صادقا في كل كلمة قالها في الشرح والوصف... مما صدقوا الأمر أن رحلة الإسراء والمعراج حقيقة ناصعة حدثت فعلا، ولم تكن إفتراءا ولا حلما .
داخل مسجد الاقصى |
بعد الجولة في الغار تحت المسجد الأقصى قادنا الشيخ والدليل إلى زيارة المسجد القريب الآخر من ناحية الشمال على المدخل للأقصى الذي يسمى (المرواني) حيث أقيم أيام الدولة الأموية من أحد الولاة المروانيين وتحصل على أسم الخليفة - عبد الملك إبن مروان - الذي أمر ببناءه في ذاك العصر، وكانت الزيارة عظيمة ذات فوائد عديدة روحية، فقد شاهدنا العظمة في البناء والتشييد ببساطة بدون بهرجة والنحت في الصخر وقمنا بالصلاة عدة ركعات تيمنا بالمكان، وهبطنا إلى الغار الواسع الكبير أسفله والذي يتسع عشرات المئات من المصلين مثل المسجد الأقصى، وحدثنا الدليل والشيخ عن قصص كثيرة عجيبة وكم من تغيرات وإستعمالات عديدة للمكان عبر العصور والزمن الماضي حدثت له وأحداث وتعديات على المساجد الأخرى بدون عدد، في منطقة حرم الأقصى .
محراب السيدة مريم العذراء في اخر الصورة |
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة...
No comments:
Post a Comment