Wednesday, June 4, 2014

ليبيا 6

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة تاريخية


السيد احمد الشريف الجالس في الصورة
 احد الأسباب الرئيسية في نشوب الخلافات داخل الأسرة السنوسية  الطمع في خلافة العرش والتواصل في تولى المناصب الرئيسية سواءا المشيخة للطريقة السنوسية أو الحكم حيث آلِ الشريف جزء من العائلة السنوسية يرجع نسبهم  إلى جد واحد هو الشيخ محمد بن علي السنوسي، مؤسس 
الطريقة السنوسية...

مضت الأمور هادئة بدون أية مشاكل حيث لا طموحات سياسية لدى اي فرد من العائلة التي إنقسمت إلى فرعين ( آلِ السنوسي و آلِ الشريف) في ذاك الوقت حيث النفوس نقية غير مهتمة بأمور الدنيا... وتنازل السيد احمد الشريف عن مشيخة وإمارة الطريقة السنوسية الى الامير ادريس، الذي كان شابا ليتولى المهام الكبيرة،  عندما إضطر أن يسافر إلى إسطانبول ... فقد كان عضوا فى مجلس (المبعوثان = مجلس الشيوخ أو النواب) العثماني الذى يضم جميع الأقاليم فى الإمبراطورية العثمانية بناءا على طلب من السلطان للإستعانة به في الوساطة مع الشريف حسين في الحجاز لما له من  نفوذ وهيبة دينية في أوساط العرب المسلمين لمنع التمرد و قيام الثورة  في الجزيرة العربية 
ضد حكم العثمانيين .

تزوج الأمير ادريس من إبنة عمه من آلِ الشريف (الملكة فاطمة) وعندما أصبح ملك ليبيا الاول بعد كفاح مرير وجهاد طويل لعدة عقود ، كان آلِ الشريف يسعون بأن يكون ولي العهد منهم، وبالأخص لم يرزق الملك بخلف مما زادت الأطماع في العرش ، وتزوج مرة ثانية من سيدة من آلِ لملوم في مصر ترجع أصولها ليبية ولم يوفق الله تعالى وينجب وليا للعهد مما بعد فترة تم الطلاق، والملك ادريس لظروف غير معروفة، إختار أخاه الشقيق السيد محمد الرضا السنوسي بناءا على إستشارات مستشاري السوء، الذى لم يستمر طويلا فى المنصب فقد وافاه الأجل وتوفى إلى رحمة الله تعالى طبيعيا، وعين إبنه الشاب الخجول الامير حسن كولي للعهد، الذي كان زاهدا في المنصب حتى تستمر الولاية 
فى عقب وورثة بيت السنوسي فقط .

 اعتقد آلِ الشريف الذين كانت لهم طموحات للعرش وحكم ليبيا أن السيد ابراهيم الشلحي ياور وخادم الملك الخاص والحائز لرضاه وثقته بدون حدود خلال خدمات سنيين عديدة هو المحرض ضدهم مما بدأت الحساسيات والكره والحسد لآل الشلحي وانتهت الجولة بإغتياله في وضح النهار في بنغازى من الشاب محي الدين الشريف قريب الملك والذي عمته الملكة 
مما زادت الأحقاد على بيت الشريف من الجميع ...
  
تم وضع برنامج لتهيئة ولى العهد مستقبلا للعرش بأن يسافر ضمن وفد كبير لعدة دول حتى يتعرف على العالم الخارجى وبعض الرؤساء من ملوك وزعماء لخلق صداقات وتعاون ، وكان ضمن الوفد الكثيرون من المسئولين مندوبين عن معظم القطاعات الأساسية من الوزارات وكان ضمنهم الضابط ادريس العيساوى مندوبا عن الجيش الليبى الناشئ والمعتبرة عائلته من ضمن المريدي ( إخوان الطريقة السنوسية ) ، الذى كانت ميوله غربية وبالأخص الى أمريكا ، مما كان خصما محتملا فى المستقبل لآل الشلحي من ناحية جذور عائلته فى ليبيا أصيلة منذ زمن طويل ، وحسب الروايات والهمس فى الكواليس ووراء الستار فى الخفاء أنه صديق للمخابرات الأمريكية ( CIA ) متعاونا معهم وأنه تمت إتصالات معه لحكم 
ليبيا مستقبلا عندما يتولى ولى العهد المملكة ...
مما تدخلت مخابرات دولية أخرى لتصفيته 
حتى لا تفسد مخططاتها ...  وأوحت للخصوم عن الخطر القادم مما تم تدبير مكيدة خبيثة شريرة للتخلص منه وإغتياله باطلاق الرصاص عليه بالليل وهو مستدعى لأمر عاجل فى الكلية الحربية للضباط الذى كان احد مسئوليها فى بنغازى فى ذاك الوقت ودافع الرجل عن نفسه بمسدسه بالرد على الجناة باطلاق الرصاص عليهم ،، مما هربوا من الساحة عندما كثرت أصوات الأعيرة النارية ً في سكون ليلة مقمرة ، وتم إسعافه الى المستشفى داخل المعسكر البريطاني أول طريق بنينا بدلا من إسعافه الى المستشفى الوطني داخل المدينة حتى لا يعرف اى احد ويسمع المغدور وهو يتكلم ويهذى وهو يحتضر، ولم يقوموا بإسعافه كما يجب ، بل ترك ينزف حتى ينتهى ويموت وحضر قائد الجيش اللواء نورى الصديق الذي أتى على عجل عندما سمع بالحادثة لمشاهدته وسمع منه إعترافه الأخير وذكر له أسماء الجناة ومن وراءهم...  قبل ان يلفظ 
انفاسه الاخيرة . 

اللواء نوري الصديق 
واليوم الثاني تم تشييع الجثمان فى جنازة عسكرية كبيرة
 وجموع غفيرة من المدينة الى المقبرة وبعد الصلاة عليه تم إلقاء كلمات تأبين على روحه، وإحداها كلمة من قائد الجيش الذى أقسم بالله العظيم وشرفه العسكري أنه سوف يفضح اسماء القتلة انتقاما وثأرا للضحية، ولم يوفى بعهده وقسمه طوال حياته من الخوف والرعب فقد وجه له إنذارا شديدا من القصر بأن لا ينبس بكلمة واحدة عن الموضوع ، وإلا سوف يكون الضحية التالية ويتم دفنه بجانب المرحوم ادريس، مما خاف وصمت طوال الوقت....

حاولت مرارا الوصول له وزيارته فى تقاعده وكبره في طرابلس حيث يقيم قبل وفاته للحديث معه بهذا الموضوع الحساس، ولكن لم يسخر الله تعالى لي بزيارته نظير المراقبة الشديدة علي من الأمن ، المخابرات الليبية حيث كنت مشبوها من نظام القذافي طوال الوقت ،  وسمعت انه انتقل الى رحمة الله تعالى منذ سنوات قليلة قبل قيام الثورة ( الله يرحمه ) عسى أن يكون قد ترك أية مذكرات خاصة بالحادثة أو باح بالسر إلى اي أحد من عائلته أو أولاده ... الحقيقة يعلمها الله تعالى حيث من وجهة نظري من حق اجيال الشعب الليبي ان يعرفوا القصة الحقيقية لهذا الموضوع حتى لا تطمس الحقائق ويزور التاريخ 
من البعض لقاء عصبيات جهوية...  والله الموفق . 

رجب المبروك زعطوط 

 البقية في الحلقات القادمة ...

No comments:

Post a Comment