Friday, June 20, 2014

رحلة العمر 4

بسم الله الرحمن الرحيم

فرجينيا بيتش ، فرجينيا 
           بعد إجازة بسيطة لمدة يومين في البيت بدون خروج إلى أي مكان، حتى زال التعب والإرهاق ورجع النشاط مثل السابق، بدأت فى تنظيم أمورى العديدة. وأهمها الذهاب للفحص الطبي  في الموعد المحدد الذي تم تحديده منذ فترة شهور عديدة مع مكتب الدكتور قريفن الذي قام بإجراء عدة عمليات جراحية سابقة لي على القلب ووضع جهازا عليه داخل الجسم ينظم الدقات وفي حالة توقف عضلة القلب عن الحركة لا قدر الله تعالى لأي سبب يقوم بعمل صدمة كهربائية قوية حتى يتحرك ويبدأ من جديد...

   قمت بجميع المطلوب من اجراءات الفحوصات بعدة ايام قبل أن يحل ميعاد الدكتور حتى تكون جاهزة ويصبح ملما بآخر التطورات يوم الفحص... وفي اليوم الموعود تمت المعاينة وأخذت وقتا طويلا في المراجعة والفحص وهو يسأل  أسئلة عديدة ويراجع  التقارير بدقة... ولاحظت السرور على تعابير وجهه حيث جميع الفحوصات كانت جيدة مما أشاع الأمل لدي وأعطاني دفعة قوية. اوصاني الطبيب  بأن أتابع تناول الدواء في المواعيد لأحافظ على الصحة طالما أستطيع... وطلبت منه ان يصف لي قائمة بالدواء المطلوب إستعماله لمدة ثلاثة أشهر مما فعل حتى اذهب الى الصيدلية وأشتريها على حسابي فليس لي تأمين صحي مثل بقية  المرضى، نظير الإقامة معظم الوقت فى درنة وطرابلس ليبيا، فمن غير قائمة منه (روشته طلب من دكتور معتمد) لا استطيع الحصول عليها مهما فعلت فكل شئ في امريكا منظم وبدقة وبالأخص بيع الدواء من غير دكتور معتمد، حيث تترتب عليه مسؤليات عديدة في حالة الخطأ ، وليس كما في وطننا ليبيا والأوطان الأخرى من دول العالم الثالث، للأسف الأخطاء بدون عدد وهناك الكثير  من الضحايااللذين  توفوا وضاعوا هباءا منثورا نظير أخطاء في وصف الأدوية، أهمها عدم المسؤولية والاهتمام من الاطباء والممرضات في أوطاننا العربية حيث لا حساب ولا عقاب رادع حتى يشعروا بقيمة واهمية الانسان المريض...


        ودعت الدكتور وانا فرح وسعيد وبالأخص عندما قال لي، لا تتعب في الزيارة مثل السابق  كل ستة أشهر...  الأمور سليمة وعليك بتنفيذ التعليمات وإستعمال الدواء في المواعيد ولا تجهد نفسك كثيرا في اى عمل او مجهود، واذا اطال الله تعالى لك العمر راجعنا كل سنة مرة للمتابعة، الا إذا حدثت حالات أخرى أو أي تغيرات، مما فرحت وسعدت أكثر...

        اليوم الثاني سافرنا بالطائرة إلى مدينة دالاس تكساس حيث بقية العائلة في الانتظار وكان أبنائنا محمود وعلي وعائلتهما  ينتظرون في المطار وفرحة بالوصول وبالأخص لمشاهدة الحفيدة الصغيرة، صفية، والتي تبلغ من العمر ثمانية اشهر  والآتية من الوطن ليبيا مع والديها منذ عدة أيام 
مضت...

       قام علي بوضع جميع الحقائب في سيارته لتوصيلنا إلى البيت   فى ضاحية سالاينا ومحمود رجع بعائلته إلى بيته على ان يأتي للزيارة بعد ان نرتاح...  وبعد حوالي النصف ساعة مررنا على بيت ابنتي الكبيرة هدى التي كانت بإنتظارنا هي وزوجها المبروك  وابنتي الوسطى، اميرة... لقد فرحوا بنا كثيرا وكانوا قد جهزوا لنا وجبة شهية... وكان الجميع سعيدا بوصولنا سالمين من ليبيا... وبعد ذلك واصلنا المشوار إلى بيتنا وكان إبننا المبروك وإلحفيد آدم فى استقبالنا وهم فرحى بالوصول سالمين بعد رحلة طيران حوالي اربعة ساعات وإنتظار ومعاناة الحقائب الثقيلة التى فيها البعض من المواد الغذائية الشعبية الجافة الليبية التى غير موجودة بالسوق الأمريكي، والهدايا بدون حساب للجميع من العائلة والأصحاب .

        اليوم الثاني حضر الجميع للزيارة والتم شمل العائلة ماعدى مصطفى الذي غادر إلى ليبيا من فرجينيا لبعض  العمل، والأحفاد  آدم  ويوسف وجدوها فرصة في اللعب والحركة  والضوضاء والإزعاج طوال الوقت بدون إعطاء فرصة للسكون والهدوء وكنت أنا والحاجة مسرورين سعداء جداً على مشاهدتهم ولم الشمل أخيرا لمعظم العائلة في دالاس امريكا ، آملين ان يرتاح الوطن من القلاقل والعواصف القوية الملمة به طوال الوقت بعد نجاح الثورة والصراع على السلطة، العنف والقتل والخطف والإغتيال نظير أخذ ثأر وتصفية حسابات خاصة، حتى نستطيع جمع الشمل للجميع في مدينة درنة  ليبيا الحبيبة للنفس حيث لا ترتاح وتطمئن الروح الا بها، حيث هي  مسقط الرأس الغالية !!!!

 تمت الاتصالات مع دائرة الجوازات بالنت عن طريق الحاسوب عن الاجراءات المطلوبة حيث جواز سفري جميع صفحاته مختومة بأختام عديدة لا مكان لسفرة جديدة أخرى لعدة دول، ونحن نخطط لزيارة عمرة إلى الأراضي المقدسة عن قريب بإذن الله تعالى، وعرفت المطلوب للتجديد وإضافة ورقات أخرى من غير تعب حتى ارتاح وأكون جاهزا للسفر عندما يحين الوقت والميعاد للرحلة... 

        اليوم الثاني رتبتها وجهزت الصك بمبلغ الرسوم المطلوبة مع اضافة الرسوم للبريد المستعجل للرجوع بسرعة حتى يصل في خلال اسبوع عمل . واليوم الثاني تم الإرسال عن طريق البريد المستعجل المسجل بعلم الوصول، وتابعت المغلف عن طريق النت حتى وصل للإدارة العامة للجوازات للتجديد أو إضافة ورقات . قمنا بأخذ حقن خاصة في أحد العيادات ضد جميع امراض الحمى المتفشية وبالأخص في الشرق الاوسط حيث في مواسم الحج او العمرة والزيارات وقدوم عشرات ومئات الآلاف المعتمرين الملبين النداء من أماكن عديدة بالعالم تتفشى الامراض الغريبة بسرعة نظير حرارة الطقس والزحام الشديد في الاماكن المقدسة . تابعت جواز السفر حتى وصل فى الميعاد المحدد وقد تم إضافة صفحات عديدة له مما ارتحت نفسيا وحمدت الله تعالى على وصوله وأن الرحلة مباركة من أول خطوة، وقامت الحاجة بتجميع جوازات السفر الأربعة نحن الاثنين وإبنتنا الكبيرة وزوجها في ظرف كبير ومرفق به جميع الشهادات الصحية والصور الشخصية مع صك على المصرف بقيمة بقية مبلغ الرحلة المطلوب وتم ارساله بالبريد المستعجل مع العلم بالوصول الى مكتب شركة دار السلام بهيوستن لترتيب تأشيرات السعودية وغيرها حتى نستطيع ان نسافر لأداء العمرة عن قريب...

         بعد عشرة ايام وصلت الجوازات مختومة بالتأشيرة المطلوبة فى مظروف كبير عن طريق البريد المسجل بعلم الوصول منعا من الضياع في الطريق، ومرفق بطاقات التعريف في أطواق لوضعها على الرقبة طوال وقت الرحلة حتى يعرف الانسان أوقات الضياع عن المجموعة أو لا سمح الله تعالى في حالة الوفاة . وعن طريق النت الحاسوب، عرفنا جميع اوقات الرحلة وأسماء الفنادق التي سوف نقيم فيها والأماكن الدينية التي سوف نزورها وجميع البيانات كاملة وشاملة الرحلة من يوم السفر من مدينة نيويورك حتى الرجوع بعد أسبوعين بإذن الله تعالى إلى نيويورك امريكا . قمنا بتجهيز الحقائب وشراء بعض الاشياء الضرورية للرحلة ويوم الجمعة الموافق 2014/5/16م  ودعنا بقية افراد العائلة متمنين لنا رحلة عمرة طيبة. أوصلنا علي بسيارته إلى مطار دالاس قبل ميعاد السفر بعدة ساعات حتى نأخذ راحتنا فى الإجراءات بدل الاستعجال، بالمطار قمنا بجميع الإجراءات من حجز المقاعد على الطائرة وتسليم الحقائب ومررنا على الجوازات والتفتيش الدقيق عبر الآلات الحديثة لكل مسافر خوفا من حدوث أية مشاكل للمسافرين في الأجواء، وبعد بعض الوقت كنا في قاعة الرحيل ننتظر حلول الوقت لركوب  الطائرة. طال انتظارنا لمدة ستة ساعات كاملة على غير العادة نظرا لسو ء الاحوال الجوية في الشمال .

 اخيرا حل الوقت وصعدنا طائرة خطوط امريكان ايرلاينز نحن الأربعة، ورحلة جيدة عدة ساعات ووصلنا إلى مطار كنيدى نيويورك وبعد ان استلمنا الحقائب وخرجنا من المطار كان الوقت متأخرا بالليل حوالي وخاصة انه يوجد  فرق ساعة فى التوقيت بين تكساس ونيويورك...  ووصلنا إلى الفندق (هامبتن إن) حيث لدينا حجزا لغرفتين لإقامة ليلة واحدة، وقامت الحاجة بطلب سندويتشات لوجبة العشاء مع بعض العصائر لأن الوقت كان متأخرا وليس هناك مطاعم مفتوحة...  وكنت نائما من التعب والإرهاق طوال الوقت ولم أهتم بالطعام حتى لا تضيع علي النومة اللذيذة...

       بالصباح الباكر قمنا بالإفطار قبل ان يغلق المطعم ابوابه ورجعنا للغرف للراحة والنوم عدة ساعات حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا وتأخرنا ساعة أخرى حتى الواحدة حيث ميعاد   الرحلة بالمساء، وتم تسليم مفاتيح الغرف وانتظرنا في صالون الاستقبال عدة ساعات في احاديث في انتظار الرحلة الميمونة ونحن فى إشتياق لها ننتظر بفارغ الصبر متى تقلع طائرتنا في الأجواء. كنت اطمئن الجميع بأن كل هذه التعطيلات والتأخير هي ثواب وزيادة في الاجر بإذن الله... 


الساعة السادسة كنا بالمطار في القاعة التى تنطلق منها طائرة الخطوط الجوية الاردنية في الرحلة الميمونة، وبعد بعض الانتظار ضمن طوابير المسافرين تم فتح الأبواب لتسليم الحقائب واستلام قسائم الصعود ومررنا على الجوازات والتفتيش الدقيق بدون أية عوائق وانتظرنا في البوابة لصعود الطائرة الضخمة التابعة للخطوط الجوية الملكية الاردنية، آير باص 330 في اتجاه عمان...  

        وبعد الانتظار حوالي الساعة صعدنا الطائرة وبدأت رحلة العمر الدينية إلى الاراضي المقدسة وألسنتنا تلهج بالدعاء إلى الله عز وجل على أن نصل إليها سالمين، والرجوع إلى أمريكا، وأداء الشعائر والزيارات الدينية ونحن في صحة وعافية...  والله الموفق...
                                                                                             
رجب المبروك زعطوط   

 البقية فى الحلقات القادمة...   

No comments:

Post a Comment