بسم الله الرحمن الرحيم
الكعبة الشريفة - مكة المكرمة |
الحمد لله رب العالمين أن وهبنا الصحة والعافية والمال الحلال ووجهنا وهدانا بأن نقوم برحلة العمر ، عن طريق شركة دار السلام السياحية لتلبية نداء الحج والعمرة وزيارة الشعائر والاماكن الإسلامية ، التي سبق وأن ذهبت معهم عام 2008 م مع رفيقة العمر زوجتي الحاجة وأدينا شعائر الحج وقتها في الأراضى المقدسة - مكة المكرمة والمدينة المنورة - وكنا مسرورين من حسن المعاملة والخدمات الجيدة لراحة جميع الحجاج ، والشرح المستضيف من شيوخ عصريين وأدلاء أكفاء فاهمين عملهم المطلوب لكثير من الاماكن التاريخية التي حدثت بها الكثير من الاحداث والمعارك الشرسة الدموية ، التي حدثنا القرآن الكريم عنها، بالسابق بالماضي البعيد وبدايات فجر الاسلام . كنا نقرأ عنها ولا نعرف أماكنها حتى وفقنا الله تعالى وزرناها عن طريق برامج الشركة في الجولات الدينية للتعريف بها، فقد قمت بأداء فريضة الحج والعمرة لعدة مرات بالسابق بمفردي، ولم أزورها حتى كنت ضمن مجموعة الحجاج والمعتمرين خلال الشركة، جزاهم الله تعالى خيرا على زيارتها والمعرفة .
والآن، أنا والحاجة زوجتي، وإبنتي الكبيرة وزوجها، نوينا العمرة الشهر القادم والسفر إلى الاراضي المقدسة واداء شعائر العمرة في بيت الله تعالى مكة المكرمة، وزيارة قبر الرسول سيدنا محمد عليه السلام وأصحابه الكرام في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وزيارة مدينة القدس في فلسطين المحتلة لزيارة المسجد الأقصى الذي صلى رسولنا محمد عليه السلام فيه ليلة الإسراء والمعراج بجميع الرسل والأنبياء، والزيارة لمسجد الصخرة والمسجد المرواني والعديد من قبور الانبياء والرسل الذين داسوا بأقدامهم الشريفة أرضها المقدسة، ومشاهدة محراب السيدة مريم العذراء وكنيسة القيامة الذي النصارى يعتقدون أن الرسول عيسى عليه السلام قام منها بعد الصلب .
وزيارة مدينة الخليل حيث بها مقام سيدنا ابراهيم الخليل وزوجته سارة وسيدنا يعقوب وزكريا ويحي والعديد من الانبياء والرسل رجال الله تعالى ، وزيارة المملكة الاردنية الهاشمية التي بها قبر ومقام الرسول موسى عليه الصلاة والسلام والعديد من المعالم الدينية الاسلامية التى ذكرت في القرآن الكريم، مثل أصحاب الكهف ومنطقة الجرش والبتراء قوم عاد وثمود وأقوام لا نعلم عنهم الا اليسير، وزيارة البحر الميت، مكان مدن سدوم وعمورة وغيرها، مدن قوم سيدنا لوط التى دمرها الله تعالى بالحمم وبالسخط وتلاشت من الوجود نظير الفحش الفسق واللواط،
وزيارة قلعة الفاتح صلاح الدين الايوبي التي انطلق منها بجيوشه الجرارة وحرر مدينة القدس من المحتلين، ومقام سيدنا الخضر الذي بجانبها ، والمكان الاخير على قمة الجبل الذي وقف وتطلع سيدنا موسى عليه السلام إلى ارض فلسطين، ببصره ولم يصلها وتطؤها أقدامه، فقد توفاه الله تعالى .
هذه الرحلة الدينية، لا تتاح لأي انسان عربي مسلم نظير المنع والمقاطعة لدولة إسرائيل المحتلة لفلسطين، مازالت دولهم تعيش في عالم الظلام والعنصريات، ليسوا مثل مصر والأردن الذين عاشوا الواقع والظرف الصعب المرير ورضوا بالتطبيع، وإحلال السلام حتى ينهضون بشعوبهم ويتقدمون من دائرة التخلف والعصبيات الفارغة التى لا تؤدى إلى أي سمو وتحضر .
قراري بالزيارة لم يأتي من فراغ من غير تفكير في الامر من عديد الوجوه فأنا أعلم علم اليقين أنني سوف أجابه بعد الزيارة بأمور كثيرة عدوانيه ولوم شديد من أصحاب العقول الجاهلة المريضة المتشددة في وطننا ليبيا وأوطاننا العربية والإسلامية الأخرى وممكن أتعرض إلى الإيذاء والتعدى الشخصي... ولكن في سبيل الزيارة والمعرفة الروحية للشعائر والمقدسات الاسلامية يهون كل شئ حتى الحياة!!!
المسجد النبوي الشريف - المدينة المنورة - |
تساؤلات العامة الجهلة كيف نذهب إلى ارض العدو إسرائيل؟؟ والتي ضمن المقاطعة من قرار الجامعة العربية والتى العرب دفعوا الكثير من الاموال وقدموا الكثير من الدم والشهداء من أجل القضية نظير الأخطاء والتزمت والجهل على مدى عقود طويلة من الصراع حتى الآن،
ولكن لدي رغبة شديدة بأن أكمل الفرض والحج والعمرة لبيت الله الحرام في مكة المكرمة وزيارة مقام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة وأمتع النظر وأشاهد المسجد الأقصى وأتعبد وأصلي فيه قدر ما أستطيع من صلوات مباركة، وغيره من الاماكن المقدسة التاريخية في فلسطين المحتلة ودولة الأردن، حيث في نظري لا يكمل الحج الأكبر للإنسان المؤمن المسلم، الا بالزيارة إلى الثلاثة مساجد التي ذكرها الرب الخالق في كتابه القرآن المصحف الشريف حتى يطمئن القلب وتهدأ النفس قبل العجز، النهاية والممات ، فأنا تجاوزت الواحد والسبعين من العمر ولا أعرف متى تتاح لي الفرص بالزيارة مرة أخرى أم لا... وردي على المتسائلين ان الزيارة فرصة العمر لا تتاح طوال الوقت متى اريد وأرغب... ليست الزيارة والذهاب سياحة لدولة إسرائيل تحديا للقرار العربي أو إخوتي الليبيين والعرب... ولكن لزيارة الحرم الثالث الموجود في فلسطين المحتلة مهبط الأديان والرسالات السماوية التي بها القدس حيث المسجد الأقصى الشريف ومدينة الخليل وغيرها من العديد من المقامات وقبور الانبياء الجديرة بالزيارة لنتذكرها طوال الوقت وتصبح محفورة في أذهاننا وأذهان أجيالنا القادمة إلى ماشاء الله تعالى... حتى لا تنتسى مع الوقت !!!
من وجهة نظري راجيا أن أكون مخطئا، أن قادة الدول العربية الرافضة للسلام والتطبيع جاهلين، يعيشون في الظلام ضمن الإعلام المضلل والعواطف الجياشة والعناد، مستغلين قضية فلسطين المنكوبة للبقاء في سدة الحكم إلى ماشاء الله تعالى، مستغلين سذاجة وعواطف الشعوب الجاهلة، لا يريدون السعي والعمل الصادق بما يمليه العصر الحاضر من تقدم ورفاهية، وأن جميع البشر أخوة من سيدنا آدم وأمنا حواء،
مهما اختلفت الأديان والعقائد نتيجة الظروف السياسية وعقد وتزمت الكثيرين من المتشددين ذوي العنصريات الموجودين نشاز في جميع الطوائف والفئات بالعالم المضطرب التي خلقت الفتن بدلا من الهداية والسعي للسلام وتذويب الفروقات بالنهي عن الموبقات والأمر بالمعروف بما يرضى الله عز وجل... الإنسان العاقل الرشيد عليه أن يتعالى ويدوس بقوة على الروح الشريرة التي بداخل النفس ويحب للآخرين كما يحب لنفسه ويرقى بها ضمن السلام للسمو والحضارة حتى يستطيع أن يعيش حياة كريمة في هدوء وسلام، بدل الحروب العديدة والأخذ بالإنتقام وحب الثأر والعيش في الرعب طوال الحياة خوفا من المجهول نظير الجهل، حيث العنف يولد العنف ويغلظ القلوب ويجعلها تسعى دائماً للدفاع عن نفسها ووجودها أو للثأر والإنتقام،
ويبدع في النهوض عندما يحل السلام والأمن والأمان بين الأطراف المتخاصمة بالعدل والمساواة ضمن العهود والإتفاقات ويتعاون بصدق وإخلاص حسب المتاح والقدرات ضمن التواصل والعيش والجيرة الحسنة بدون أحقاد وحسد وكراهية مفتعلة تتجدد وتتشدد حتى تزول، مع الآخرين من البشر وبالأخص ذوي الكتب السماوية المؤمنين ذوي التوراة والإنجيل والقرآن التي نؤمن بها وبأنبيائها ورسلها، الصادرة من مصدر واحد،، من الخالق الواحد الأحد.
نسوا وتناسوا المقولة المأثورة التي أطلقها سيدنا علي بن أبي طالب - الذي قال عنه النبي محمد عليه الصلاة والسلام في أحد أحاديثه المأثورة: "أنا مدينة علم وعلي بابها" - (الدين لله تعالى والوطن للجميع)
هذه المقولة حرفت ونسبت إلى طائفة العلمانيين الملاحدة الرافضين وجود الله عز وجل من أطراف شريرة مدسوسة حتى تزرع الشكوك والجدل العقيم لدى العامة، حتى لا تلين القلوب الغاضبة الجاهلة، ويحل السلام بين الجميع بدل التعصب والكره وطلب الثأر والإنتقام ، حتى يستمر الجهل والجدل لدى النفوس الثائرة الغاضبة لأجيال ، ونحن العرب لا ننهض ، طالما لا نتعلم العلم الصحيح المؤكد الصادق وليس القشور الزائفة ، ونسمو بالنفوس ونتحضر...
إن أمتنا العربية الاسلامية خير أمة أخرجت للناس، بالنص القرآني وبشهادة الله عز وجل ، حيث أراض الشرق الاوسط وشمال أفريقيا العربية ، أراض مباركة ، أراض الرسالات السماوية ، اراض الحوار الانساني الدائم ، ومدينة القدس التي باركها الله تعالى ومن حولها في سورة خاصة بها سورة الإسراء في القرآن الكريم ، أنها مجموعة أسرار إلاهية ، حيث تحكي وتشهد على تاريخ أمة زرعت العدل وأحبت الناس وعاملتهم سواسية لا فرق بين أحد وآخر الا بالتقوى وحب الله تعالى، لكنها اليوم للأسف ، قادتها وأولى أمرها ، نظير التكالب على ملذات الدنيا من سلطة وجاه وإتباع خطوات عدونا الأساسي للبشر المؤمنين بالرسالات السماوية، إبليس الشيطان الرجيم عليه اللعنة إلى يوم الدين ، وترك طريق الله تعالى السوي ، تراجعت إلى هاوية الهاويات وضاعت دنيا وآخرة حتى يتغير الحال يوما من الأيام وترجع الامور إلى الأساس السليم مثل البدايات وظهور الإسلام على سطح الحياة ... وقتها وحينها الفوز والنجاح .
فأوطاننا العربية الإسلامية زاخرة بكل المعادن والثروات والمواقع الجيدة التي لو إستغلت الاستغلال الجيد في برامج الاستثمارات ، وجعلت التجارة الحرة بلا موانع بدون قيود، والسياحة والتنقل والسفر بدون عقد ولا تعطيل في الحدود حتى تختلط الشعوب مع بعض وتزول الكراهيات والحقد والحسد يذوب مع الوقت بحسن المعاملة والصدق في العهد والوعد والإتقان في العمل حسب الأوامر الإلاهية، مع الوقت سوف تتغير الصور وتهدأ النفوس المتشددة وننهض ونصبح بالمقدمة .ضمن الشعوب المتحضرة... والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة .
No comments:
Post a Comment