Tuesday, April 29, 2014

ليبيا الآن 85

 بسم الله الرحمن الرحيم

 سبحانك رب العالمين في بعض الأحيان ،، أجلس ساهما لوحدي أعيش  الذكريات الماضية والحاضرة ،،، تجود القريحة بالكثير من الخواطر الأليمة الحزينة بخصوص وضعنا الليبي وما وصلنا له من مآسي وتعاسة نظير الإرهاب والدم الذي أريق في السنوات الأخيرة من بدايات ثورة 17 فبراير المجيدة لعام 2011 م وبعد الفوز والنصر والطمع من بعض أدعياء ثوار في الحصول على المال والمناصب والمراكز بدون وجه حق ،، هذه الرموز تدعى الثورية وهم منافقون مع كل نظام يقفزون إلى المقدمة لخدمة مصالحهم الشخصية ، بالأمس القريب كانوا يلعقون فضلات موائد المقبور القذافي وأبناؤه ،،، واليوم في مقدمة الصفوف في العهد الجديد ،،،، سواءا بالحضور الشخصي أم بالخفاء ووراء الستار مخادعين ،، يتحكمون بخيوط الحكم في وطن غني مثل ليبيا مترامية الأطراف قليلة فى عدد السكان ،، ناسين أن كل مواطن معروف ،، كان فى الصدارة بالسابق من الأتباع ،، غير خافي مسجل في الأذهان لدى أبناء الشعب عن ماذا عمل وقدم ...

 حبانا الله عز وجل بنعم وخيرات بدون حدود لنحمده ونشكره ونستغل العوائد الضخمة والمال الوفير من جراء بيع النفط والغاز لسعادة ورقى أبناء الشعب الليبي والفائض نساعد به جيراننا والآخرين المحتاجين من الشعوب الأخرى حسب الأصول قدر المستطاع حتى ينهض الجميع معا بدون أحقاد ولا حسد لنا ،، وطمع ومؤامرات لوطننا . لكن بدلا من العيش الكريم وراحة الضمير والبناء والتشييد وتحصيل العلم والرقي بالنفوس والتقدم حسب العصر الحديث إسوة بالدول الأخرى التى فى خلال وقت قصير خرجت من دائرة التخلف والجهل ،، وبدأت تشق طريقها كل يوم يمضى للأحسن !!!! تسمية العالم الثالث كما يقولون فى الامم المتحدة ،،، التى هي عبارة ونكاية وتصنيف من قبل الدول المتحضرة علي الشعوب الأخرى المتخلفة وبالأخص العربية نظير عدم الخروج من حلقات الوهم ،، العواطف الجياشة والأمجاد السابقة ،، والرقى بالفكر وتحصيل العلم ،، والعمل الجاد بالعرق والجهد ضمن العلم الحديث ،، حتى ينهضوا من التخلف . بدل الإعتماد على الأمجاد السابقة الغابرة التى حققها الجدود الأوائل فى البدايات لظهور الإسلام عندما كانوا يدا واحدة جماعة متحدين ،،، ولاؤهم لله تعالى ونشر رسالة الإسلام ،، العقيدة المحمدية عن تقوى وطهارة نفوس بدون طمع لمراكز دنيوية من مال وجاه ،، التي بمرور الزمن وعدم الإهتمام والتجديد للأمام حسب العصور المتلاحقة ،،، ضيعها الآباء والأحفاد نظير الغرور والفساد والإفساد ،، العيش في المهاترات والمتاهات وضياع الوقت فى اللهو والصرف على الغواني والعاهرات نظير الملذات ،، كبر النفوس والفخر الكاذب وعدم الرؤية السليمة المستقبلية مما نسوا وتناسوا طريق الله تعالى القويم ،، إتبعوا تعاليم عدونا الأساسي الشيطان الرجيم فأوردهم الهلاك وجعلتنا متأخرين عن الركب الحضاري حتى الآن ندور في حلقات الوهم بدون خروج ،،، أليست بمأساة ؟؟؟

 إنها دورة الحياة ،، التى تدور إلى ماشاء الله عز وجل ،، وكتابنا القرآن الكريم به جميع الشئون والتعاليم والردود على الأسئلة الحائرة الصعبة للدنيا والآخرة ،، تريد شعوبا تقرأ وتفهم ،، تؤمن بوجود الرب الخالق الواحد الأحد حتى يرضى ويمن على الجميع بالخير العميم ،، وتعرف ان لكل شئ نهاية مهما طال الزمن أو قصر وتأخذ عبر من قصص ومآسى الآخرين ... فهناك الكثير من أقوام وشعوب وصلت للقمم وإنتهت مع مرور الزمن ،،، والكثير من الحضارات التي سادت ثم بادت وكأنها لم تقوم وتظهر يوما مضى عبر التاريخ!!!

 سبحانك رب العالمين ،،، الآن نمر في زمن ووقت بدأت فيه علامات الساعة ونهاية العالم تظهر ببطء في الأفق معلنة بدايات النهاية...  وجميع البشر لاهون في عمل المنكرات العديدة ضد تعاليم الرب الخالق الا من البعض العابدين القلائل الفاهمين الذين يخافون حساب وعقاب الله عز وجل ،، يريدون النجاح والفوز بالجنة !!!! أولها ترك شبابنا الصلاة التي هي عمود الدين والصلة الروحية مع الله تعالى التى تربط ضمير وروح الانسان المؤمن بربه طوال الوقت ،، نهارا وليلا على مدار الساعة ،،، التعامل بالربى والزاقوم مع المصارف بحجج واهية ،،، تجعل الضحية فريسة بائسة لا يستطيع السداد بسهولة مهما عمل وقدم من جهد وعرق نظير التراكم للفوائد ،،،، عقوق الوالدين كبار السن المرضى وبالأخص الفقراء ،،، وعدم الاحترام لهم من الكثيرين من أبنائهم حيث لا فائدة فيهم وهم في أمس الحاجة الى الرعاية والإهتمام فى كبرهم وعجزهم ،، كما يأمرنا ديننا الحنيف في آيات القرآن الكريم العديدة ،، سهولة سفك الدماء القتل وإزدياد الإرهاب والإغتيالات والتفجير والتصفيات للخصوم نظير عدوات على مال أو مراكز وجاه زائل مهما طال الوقت وأخذ ثأر نظير الجهل والتعصب ،، بدل الحوار بالمنطق والوصول الى حلول مما روع الجميع من الآمنيين بدون وجه حق ولا عدل ،، يتطاولون فى البناء الى أعلى ويتباهون وكأنهم فى مباريات واللأسف بناء وتشييد العمارات الشاهقة فى بعض الدول العربية ناسين نصائح وتعاليم الرسول الكريم الذى لا ينطق عن الهوى الا وحيا من السماء ،،، مما يدل على عدم الإهتمام متبعين خطوات الشيطان الرجيم بحجج التقدم ومتابعة العصر ،، عمل الفواحش وهم على علم مسبق أنها حرام ،، عن ترصد وإصرار فى الخفاء يخافون من أعين البشر المخلوقين ،، ولا يخافون من عين الله تعالى الخالق الساهرة فى كل وقت ،،،، يباشرون الفساد الزنى واللواط فى أبشع الصور وأحطها للإنسان الذى يؤدى الى الأمراض الجنسية الخطيرة ،، وكأن الامر المشين المحرم المكروه عادي ،، التكبر والجبروت من الحكام الطغاة والمنافقين من زمرتهم على الشعوب المقهورة بالقوة ،،، وإستعباد الانسان لأخيه الانسان والجميع خلقوا أحرار سواسية ،، ناسين مقولة سيدنا عمر ابن الخطاب المشهورة (متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) الإدمان على تناول المخدرات والكحول التى ضيعت الكثيرين ماديا وصحيا ،،، جعلتهم مجرمين مرضى نظير غياب العقول ،، وإرتكاب المعاصى والأفعال المشينة والجرائم وهم فى عوالم أخرى من الأحلام والأوهام لا يدرون ...

  النفاق للحكام من البعض نتيجة الإنحطاط وحب الوصول ،،، أعماهم الله تعالى حتى وصلوا الى أحط المراتب فى الدرك الأسفل دنيا وآخرة ،، عشرات بل مئات الأشياء المشينة المحرمة فى جميع الأديان والأعراف والمكروهة التى لا يسعني ذكرها كلها مهما حاولت . حيث في وقتنا الحاضر ،، عصر العولمة ، تغيرت المفاهيم وضاع الضمير وغاب الرشد عن متابعة الحق والبعد عن الحرام ،، الذي انتشر من كثرة الممارسات الخاطئة بدون فهم ولا دراية   وبدون ردع وعقاب صارم من أولاة الأمر ...

 الكثيرون جعلوا الحرام حلالا ، لأن المجتمع تفسخ عن السابق ومعظم عقول شبابنا المسلم خاوية لا يعرفون الكثير من أصول الدين بما أمر الله تعالى بل معظم المعرفة للقشور، لا يعرفون تاريخ أوطانهم وأبطالهم الصادقين الذين ضحوا بأنفسهم شهداء، غير ملمين بمعرفة الأصول فى المعاملة الصدق في الوعد والعهد ، الوفاء للرفاق والإتقان في العمل والتصنيع نظير عدم التوجيه فى الصغر من الأبوين أو الأهل....

 عدم الدراية وغياب القراءات المفيدة التي تهذب النفوس وتجعلهم يحترمون آراء وشعور الآخرين ... النظرة سطحية بدون عمق بل التركيز على مشاهدة الأفلام في القنوات العديدة التي معظمها خليعة تؤدي إلى الشر وإرتكاب المعاصي بسهولة، ومتابعة النت والفيس بوك وغيرها من وسائل الاتصالات والإعلام العديدة بدون ضبط وربط ،، التي تصبح نعمة لو وجهت إلى الإتجاه الصحيح للخير والمعرفة الصادقة، ونقمة ولعنة، لو ركز المتابع على متابعة الشر والشرور في نفس الوقت .

 إستيقظت من التأملات وشرود الفكر في مسلسل الخواطر المتتابعة عن المأساة واللعنات التي حلت متوالية بوطننا ليبيا، ففي العصر الحديث مررنا بثلاث عهود فى مدة اثنين وستين عاما مضت لها الأثر الكبير في تكويننا، الاستقلال وقيام عهد الملكية الزاهر، ثم عهد الإنقلاب الأسود، العسكري والفوضوي، عهد الفساد والإفساد، الذي اطلق عليه ( ثورة الفاتح ) وعهد ثورة 17 فبراير 2011 م، عهد الارهاب والفوضي والتخبط، عهد الهرج والمرج والدم !!! والمسلسل المؤلم، الذي لا يبشر بالخير عن قريب،  مستمر إلى ما شاء الله عز وجل، فيارب ياكريم أنت العالم بالحال، أملنا أن ترضى عنا وتهدأ النفوس الثائرة إلى التقوى والخير ،، وتبعد عنا شياطين الإنس والجان المندسين في أوساطنا، الطامعين في ثرواتنا، فهم  لا يريدون لنا الأمن ولا الأمان حتى يستقر الوطن وينهض، ويتقدم إلى الأمام، وننعم بالهدوء والسلم والسلام مع جميع البشر والدول ضمن الأخوة والمحبة والاحترام، ضمن مواثيق الأمم المتحدة، بدون خوف مهما كان، ونزهى بخيرات وطننا العديدة قبل فوات الأوان... والله الموفق...
                       رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment