Sunday, April 20, 2014

مدينة درنة (19) 81

بسم الله الرحمن الرحيم 


 يؤسفني أشد الأسف وأنا أتابع  الأخبار عما يحدث من مهازل في وطننا ليبيا وبالأخص في المنطقة الشرقية في مدينتي درنة وبنغازي، حيث التسيب واضح في تسيير الأمور من الدولة التي أصبحت إسما فقط بدون محتوى، ليس لها أي نوع من أنواع الإحترام والهيبة بل في الحضيض تتخبط بدون إستقرار... الحكام الفعليين هم المنافقون الأشرار أدعياء الثوار الذين يملكون مقاليد الامور في الخفاء من وراء الستار بقوة السلاح يعملون كما يشاؤون وكأنهم هم القيمون علينا، فرضوا وجودهم بالقوة وكأنهم الصفوة المختارون منا بإرادتنا، بدون أي انتخابات نزيهة حرة لتسيير الامور، يتشدقون بحفظ النظام والإهتمام بالوطن من الضياع والسقوط ولكن على العكس من ذلك همهم الأول هو نهب خزينة وثروات المجتمع!!!!

      الواقع المرير قمة التخبط والفوضى، الهرج والمرج في كل منطقة ومدينة وقرية، الحدود البرية مفتوحة لكل من هب ودب من المتسللين، والمطارات تمر عبرها شحنات السلاح والمخدرات بلا حسيب ولا رقيب، وفرار الأزلام الصعاليك، والتهريب على قدم وساق ولا أحد يعرف مهما كان، إلى أين سوف تصل  المسيرة؟؟؟

       إنني لا أريد أن أسبق الأحداث، وأتحدث بتشائم فليس من عادتي ولا من طبعي فأنا دائماً متفائل، مؤمن بالقضاء والقدر ومتيقن  أن مابعد الضيق إلا الفرج، ولكن الامور السياسية في الوطن غير طبيعية زادت عن الحد بكثير وتنذر بالخطر القادم الأكيد... وسؤالي وتساؤلاتي إلى النفس وصرخة حق مدوية إلى الجميع من الوطنيين الأحرار الليبيين إلى أين سوف نصل ؟؟؟ هل نرضى بما يحدث من متاهات ومهاترات من أشباه الرجال المنافقين أدعياء الثوار المتزمتين المتشددين أن يجروا ويدفعوا وطننا إلى مآسي كبيرة بقصد أو بدون قصد وحرب أهلية بين الشرق والغرب؟؟؟  أم يتمزق الوطن الواحد ويصبح عدة دويلات قزمية نظير العنصرية ؟؟؟ أو إحتلال من الناتو ووضع ليبيا تحت الوصاية الدولية  لتثبيت الأوضاع إجتثاث  الجماعات الإرهابية ؟؟؟ أم غزوا من جارتنا الشرقية مصر التي إستولت على الساحل الشمالي مع سكانه الليبيين قبائل أولاد علي سنة 1911م وقت الغزو الإيطالي حتى الآن... مصر التي تتحين الفرص نظير حث وترغيب العملاء الأزلام الهاربين المقيمين هناك الطامعين في الرجوع إلى السلطة وحكم ليبيا من جديد... مصر  الجاهزة للقفز لتبلع إقليم برقة في مضغة فم واحدة ...إننى لا أعرف ؟؟؟

     الامور بالوطن عجيبة غريبة، تؤول كل يوم إلى الأسوء، لا أمن ولا أمان نظير الإختطاف وفرض الأتاوات والقتل والإغتيال بدون عدل ولا محاكمات ولا إعطاء الفرص للضحايا بأن تدافع عن نفسها بالحق... هل نرضى ونترك وطننا الذي قاومنا من أجله سنين عديدة أخذت زهرة أعمارنا وشبابنا ضاع في الهم والغم من الضغوط وعدم الراحة والإستقرار، ونحن معارضين لنا صوت قوي مثل السوط يلهب في ظهر نظام الجماهيرية الفاسد بقوة، وبالغربة مطاردين من فرق الموت من اللجان الثورية لسحقنا وإغتيالنا بدون وجه حق لأننا رفضنا حكم سيدهم الطاغية المقبور!!!  هل سوف ننسى تضحيات شهداؤنا الأبرار السابقين أجدادنا وآباؤنا ضد الغزو الإيطالي عام 1911 م من القرن الماضي، واللاحقين رفاقنا إخوتنا وأبناؤنا، أثناء حكم الطاغية المقبور 42 عاما عجاف، والشهداء الضحايا القتلى والجرحى والمعاقين في ثورة 17 فبراير 2011م الذين قدموا انفسهم ودمهم الزكي بدون حساب ومنن على مذبح حرية الوطن فداءا حتى تنجح الثورة المجيدة.... هل ننسى الدماء الزكية التي أهدرت ويستباح وطننا ليبيا من كل من هب ودب من صعاليك الزمن ؟؟؟ الذين ينفذون فى أجندات الغير نظير طموحات هدامة للسلطة والمال والمراكز ،، ناسين أن الوطن للجميع وليس لأحد دون آخر...  جميعنا شركاء فيه ومن حقنا العيش كرام بدون هيمنة من اي انسان دعي بأي أجندة مستوردة من الخارج تتخذ من الدين والعقيدة ستارا وغطاءا خيرا للضحك على الذقون في الظاهر على البسطاء من عامة الشعب، والباطن في الخفاء، قمة الشر والشرور تؤدي إلى الهلاك....

     هل سوف نصمت ونرضى بالواقع المرير المؤلم الذي يؤدي إلى الهلاك مع مرور بعض الوقت، لا نهتم بما يجري من أمور شائنة خاطئة، ولا نضحي بالروح والدم، لتعديل المسار وتصليح الأخطاء، ونقبع ساكنين نترك بعض أشباه الرجال يقودوننا إلى المذبح ونحن كقطيع الغنم راضين مستسلمين للواقع المؤلم، لا نقاوم ؟؟؟

      الآن في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد ليبيا الحبيبة، نحتاج إلى رجال ليبيين الأصل والفصل وطنيين  أشداء لهم ولاء لله تعالى والوطن، لا مجاملات ولا مداهنات يحتاج إلى قوة وشدة وعزم، إلى مداهمات وتضحيات وبتر رؤوس الشياطين الأدعياء المنافقين طبقة المستغلين السارقين الذين يلعبون بمصير الأجيال القادمة، ينهبون ثروات الوطن قبل أن يستفحل البلاء ويزيد الهم والغم وتضيع مع الوقت كما حدث ويحدث الآن ؟؟؟ المأساة التي نعانى منها الآن؟؟

      الثورة المجيدة، حادت عن الطريق القويم، المؤتمر الوطني والحكومات المتتابعة في خبر كان... لا دستور ولا قانون ساري المفعول...لا حساب ولا عقاب قاسي لمجرمي نظام المقبور، بل البعض سجناءا ينتظرون ؟؟؟ لا توجيه أي إتهام لأي مجرم أضر بالوطن من قيام الثورة والنصر وحتى الآن، مما الأوباش زادوا عن الحد خلال الثلاث سنوات العجاف بعد النصر على الطاغية ؟؟؟ أليست بمهزلة ومأساة تدل دلالة واضحة على ضعف الحكومات والمسؤولين؟؟؟

      أكاد لا أصدق عندما يمر الخيال محاولا معرفة المستقبل القريب نظير ما يحدث من مهاترات، وأستعرض الأحداث إذا إستمرت على هذا المنوال، سوف ندفع نحن جميعنا الثمن الغالي حيث لا أمن ولا أمان، لا للمواطن البرئ، ولا للغريب من القتل أو الإختطاف كما حدث للعديدين للأسف؟؟ هؤلاء المجرمين أدعياء الثوار والوطنية من القمة إلى القاع الذين لوثوا سمعة وصيت ليبيا ومرغوها بالتراب، ألم يحين الوقت بعد؟؟ ويصحون من الغفلة ويحاولون الإصلاح قبل أن يستيقظ الشعب ويثور ثورة دموية ويعم الإنفجار مرة ثانية للصلاح والإصلاح وجثهم من خريطة الوطن؟؟؟ لا ينفعهم الجاه ولا المال الحرام المنهوب، ولا الحسابات السمينة المتخمة بالملايين والمليارات بالخارج ولا السلاح ولا الأعوان رفاق السوء نظير النفاق والحصول على الغنائم بدون وجه حق ؟؟ لا تنفعهم العمالة لعديد من الدول كما يشاع ويتهمون لقاء مصالح خاصة وتفاهات ؟؟؟ مهما عملوا من مصدات وإحتياطات أمنية... لن يدوموا ولن يبقوا ، في الحكم والسلطة... النهاية قريبة لهم بإذن الله تعالى !!!!

      ألا يأخذون عبرة مما حدث للطاغية المقبور، الذي لم تدم له الحياة ولا العز ولا السلطة المطلقة... بعد الجبروت وعشرات الألقاب، آخرها لقب ملك ملوك أفريقيا، يفر ويصبح طريدة مسعورة، يسقط ويتم القبض عليه فى حفرة، يهان ويعذب أشد العذاب من شباب مغاوير في عمر أولاده، ولدوا في عهده الأسود يدفعهم الحقد عليه، يريدون الإنتقام نظير الجرائم في حق الجميع من أبناء الشعب والآخرين من الأبرياء من الشعوب الأخرى نظير شطحاته وجنونه ومجونه وإتباع السحرة في حكمه...  يقتل اللئيم اللعين شر قتلة مثل الحيوان المسعور على مشارف مدينة سرت، مدينته التي بناها من الصفر، وصرف عليها المليارات لتصبح قلعته وعاصمته، وهو يترجى في آسريه لرحمته من سوط العذاب الرهيب الذي إكتوى به ساعات قليلة، ناسيا متناسيا ماذا فعل ونكل بضحاياه بالسابق أيام جبروته وحكمه الأرعن... ينقل جثمانه ويرمى في ثلاجة في سوق الخضار في مدينة مصراته ليشاهده الكثيرون ويتحققون من موته !!! يبصقون على جسده الهامد من الحياة، يلعنونه آلاف اللعنات على جرائمه وأفعاله المشؤومة، التي معظمها شرور، نتيجة السحر والسحرة...

      الحمد لله تعالى الكريم الذي جعل أجمل ما في الايام طولها، والحياة يستحيل دوامها للأبد، فهي دورة تدور مستمرة إلى ماشاء الله عز وجل، وليبيا يوما عن قريب سوف تنهض وتتقدم إلى الأعلى برجالها وشبابها الوطنيين الذين سوف يجتثون وينزعون جميع الأمراض والسرطانات الخبيثة المؤلمة من جسمها حتى تشفى وتصبح قوية... مهما حاول الأدعياء والمرتزقة الصد فلا يصح إلا الصحيح... والله الموفق...

                                            رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment