بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانك رب العالمين مغير الأحوال من حال إلى آخر، بالأمس كنا نناضل القهر والظلم لنظام المقبور حتى وفقنا الله عز وجل وتم القضاء عليه قتلا ودفن في قبر مجهول في أحد الأماكن بالصحراء لا يعرفه إلا القلائل من الثوار المنتصرين وبعض خاصته من السجناء اولاد العم المهزومين فى ثورة الشعب المجيدة، حسب ما تردد في الإعلام .
كانت فرحة مأبعدها فرحة وسعادة غامرة حلت بالجميع، فقد وصل الكثيرون من الجهلة من عامة الشعب إلى مرحلة اليأس والضعف... أن هذا الصعلوك دائم لعشرات السنيين القادمة حي لا يموت...
لكن عندما حانت الساعة بالنهاية في شهور عديدة من الثورة الدامية، سقط نظامه الهش بسرعة أمام إرادة الشعب الجبارة وأصبح فريسة مسعورة مطاردة حتى تم صيده والقبض عليه وقتل شر قتلة ملك ملوك أفريقيا، وهو يسترجى آسريه الشباب الرحمة والشفقة قائلا لهم أنه كبير في السن في عمر أبوهم!
نسى هذا اللعين آلاف المآسي وعدم الرحمة لضحاياه عندما تم القبض عليهم وأصبحوا تحت رحمته...لا يوجد بيت ولا أسرة حرة شريفة في ليبيا بطولها وعرضها، إلا إكتوت بنار حكمه اللعين حيث كان مجنونا فاقدا للعقل، يحلم بالليل وينفذ في التراهات بالنهار بدون وعي ولا دراسات ولا تخطيط ...
انتهت الثورة بالنجاح والنصر وهلاك الطاغية وقفل الملف للجماهيرية الخضراء الفوضوية للأبد... ولم يتحقق الحلم الذي من أجله قام الشعب بالثورة الدامية... بدل الإصلاح والصلاح وأخذ عبر من النظام الفوضوي السابق... وإرساء قواعد راسخة ثابته للمضي بالوطن للنهضة والتقدم للإمام حيث كان الشعب متلهفا وجاهزا لتقبل أي شئ يرفع من قيمته لديه آمال عريضة للنهوض والتقدم لتحقيقها .
ولكن للأسف الشديد نظير الفرحة العارمة والتي وقتها الكثيرون غير مصدقين بإنتهاء الطاغية... وعدم خبرة أولاة الامر في البدايات والجهل في تسيير الامور... وإختيار الكثيرين لتبوء مراكز مهمة وهم غير مؤهلين لها وليست لديهم خبرات سياسية في الحكم في وطن مترامي الأطراف والطامعين من المحليين والخارج بدون عدد في الثروات الرهيبة المكدسة في معظم مصارف العالم تريد من يأخذها ويستولى عليها بسهولة ...
مما إنتكست الثورة وتراجعت إلى الخلف خطوات سريعة عديدة وتسلط أدعياء الثوار ضمن إجندات خارجية متخذة من الدين الإسلامي أغطية للوصول إلى القمة والحكم في وطن جميع شعبه يدين بالإسلام ، مما وصلوا بسهولة وأصبحوا أصحاب القرار بيدهم جميع الامور وبدأت تظهر على السطح التراهات والنزوات والتسلط مما الكثيرون من الاحرار الوطنيين تراجعوا خطوات للوراء تاركين الساحة خاوية لهؤلاء المتشددين لفضحهم وتشويه صورتهم امام الشعب أن هؤلاء أدعياء يريدون ترجيع عقارب الساعة للوراء... ونسوا وتناسوا ان العالم في العصر الحالي تغير تغيرا كبيرا بالعلم، فنحن في عصر العولمة وكل خبر وحدث في دقائق يعم المعمورة وليس ساعات أو أيام و أسابيع و شهور كما كنا من قبل... حيث الإعلام متوفرا لدى الجميع والشعوب معظمها الآن أذكياء يتابعوا الأحداث العالمية لحظة بلحظة ضمن النت والفيس بوك وغيرها من عشرات بل مئات وآلاف القنوات الفضائية .
الآن نحن في صراع مع إخوتنا المتشددين، هم يريدون تجديد الدين وفرض الشريعة الإسلامية حسب فهمهم ومعتقداتهم ولو بالقوة والحسم، ونحن جميعنا مسلمون مؤمنين لا نكره تطبيق الدستور الإلاهي ضمن العصر الذي نعيش فيه الآن حيث ديننا الاسلام صالح لكل زمان ومكان، دين سلم وسلام، دين عدل ومساواة وإحترام للإنسان في شخصه ومعتقداته بدون فرض ولا إكراه ... ليس دين إرهاب وقتل وإغتيالات كما يحدث الآن يوميا من بعض الجماعات المتشددة .
والسؤال الكبير الآن: هل هذه الجرائم الشريرة اليومية التي تحدث من تخطيطهم وتنفيذهم؟؟ أم أمورا مدسوسة عليهم لتشويه صورتهم أمام الرأي العام من قوى خفية محلية وعالمية لأغراض معينة حتى يصبح الجميع في هرج ومرج ويكرهوا دين الإسلام وقتا طويلا حتى يعرفوا الحقائق والحق.
إنها معضلة كبيرة ان الأخ يصارع أخوه المؤمن على أمور ممكن الوصول لها ضمن حلول جيدة بالتفاهم ترضى جميع الأطراف بالحوار والنقاش الهادئ والمصالحة الوطنية التي هي الأساس للتقارب والمحبة بين الجميع وبالأخص نحن إخوة بني عقيدة ووطن واحد، لا نريد أي غرباء أن يتدخلون بيننا تحت أي ظرف من الظروف! لا نريد ان تفرض علينا أجندات خارجية لتجدد لنا عقيدتنا المحمدية! لا نريد فتاوي هزيلة من عقول شيوخ كبيرين في السن خاوية بالية مازالت تعيش وتحي بالعقليات الفارغة المتزمته، لا تتجدد مع العصر... ديننا الإسلامي دين عقل ومنطق، هداية تغمر القلوب والعقول بنفحات الايمان الصادق بالترغيب والرضى وليس بالترهيب والفرض...
نحن الآن كوطنيين ليبيين نمر بمرحلة خطيرة، مثل مخاضة الرمال المتحركة التي يقع فيها الانسان الغافل فجأة وكلما حاول الخروج نتيجة الصدمة والرعب والدهشة يغوص أكثر وأكثر حتى يموت وينتهى ونحن في الوقت الحاضر في وسط المخاضة وإن لا نعرف كيف نتعامل مع الصدمة والوقوع والسقوط ومحاولة النجاة وإجتياز الأزمة بهدوء وصبر ،، بمنطق وعقل ،، ونبعد عن الحكم بعض الرؤوس الفاسدة ولو بالقوة ومحاكماتهم بالعدل عن الجرائم والإختلاسات الرهيبة التي حدثت ،،، لن ننجح ...
ضروري من جولة دم دامية حتى يتطهر الوطن من الشياطين ويتوارى هؤلاء المتسلطين ويتركوننا في حالنا...
فليبيا للجميع والوطن غالي ولن نتركه لهم بعد الآن يعيثون فيه الفساد والإفساد والآرهاب تحت أي ظرف طالما لنا نفس بالحياة، لا تجبروننا على العودة للنضال و إستعمال العنف فقد بلغ الزبى الحافة... حياة أجيالنا القادمة في خطر... لا نريد منهم السباب واللعنات علينا ونحن موتى في القبور... أننا تركنا وطننا وقت الحاجة ولم نناضل... تركنا الثورة تضيع أمام أعيننا ونحن صامتين ننتظر الإصلاح الذي طال ،، ولن يصل ويتحقق طالما النهب والتسيب قائم على مدار الساعة وكل انسان يفكر في نفسه فقط وليس في مصلحة الأخرين والوطن ...
ا لعجوز التونسي قال كلمة مشهورة أثناء ثورات الربيع العربي (لقد هرمنا هرمنا) وأنا العجوز الليبي أقول ( لقد تعلمنا تعلمنا)! لا نترك الفساد والإرهاب يستشري حتى يقتلنا... عندها ماقيمة الحياة ؟؟ إن لم نعيشها أحرار كراما ننعم بخيرات وطننا ،، الموت أشرف لنا !!!!
اللهم إنني بلغت... عسى ان أجد آذانا تسمع وعقولا تفهم قبل أن يستباح الوطن ويحتل من آخرين... والجميع يصبحوا تابعين يلومون أنفسهم... والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment