بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الاثنين 2014/4/21م كنت في مدينة فرجينيا بيتش لمراجعة الدكتور قريفن جراح القلب الشهير عن الحالة الصحية التي في الآونة الأخيرة أحاول الاهتمام بنفسي أكثر والمتابعة حتى لا يحدث اي أمر ومرض فجأة لي في ليبيا ( حيث لا تطبيب جيدا ومعظم الاطباء الجيدين المهرة آثروا الهجرة والعمل بالخارج)، وبالأخص حالات القلب الذي أعاني منها والمسافة بعيدة حتى أصل إلى أمريكا في الوقت المناسب للعلاج ،،، لقد كان الجسد في الخارج ولكن الروح في ليبيا وبالأخص في مدينتي درنة ،، أتابع في الأحداث المريرة وما يجري فيها من مآسى وأحداث رهيبة، إهراق دم وإغتيالات بدون داع بل حبا في سفك الدم نظير الجهل والتزمت وأسباب عديدة
أولا: غياب العقول الرشيدة لدى الشباب صغار السن المغررين بدون علم ولا فهم صادق للعقيدة والدين فقد كثر المفتين الشيوخ المتزمتين المتشددين مما بفتاويهم الغريبة العديدة حادوا بالعقيدة عن الطريق القويم ،، وحاولوا فرض آرائهم وتعاليمهم بحجج تجديد الدين بالقوة والإرهاب لمن يرفض
السير في خطاهم .
ثانيا: نتيجة الإدمان على المخدرات وحبوب الهلوسة التي تفشت في الأوساط الشبابية بسرعة حيث لا حساب ولا عقاب ولا أمن ولا أمان من الدولة موجود للردع ... يكاد الانسان ان لا يصدق ان هذه المهاترات تحدث هكذا بسهولة في المدينة المجاهدة الصابرة المنسية مدينة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ،، التي ضمت بين ترابها أجسادهم الطاهرة منذ حوالي اربعة عشرة قرنا مضت وهم يدافعوا عن الحق ونشر الاسلام في ربوع شمال أفريقيا... كنت شبه يوميا على اتصال مع الكثيرين من الرفاق والأصدقاء بالهاتف والحاسوب حول العالم لتسقط الأخبار العالمية والمحلية وبالأخص ما يحدث في نكبة ليبيا متحينا الفرص بأن أنهي العلاج بأسرع وقت وأرجع حيث دوائي الشافي الذي يتم به علاجي وأسترجع به أنفاسي البقاء في ليبيا ومدينة درنة التى حنينها فى أعماق الروح والقلب ،،
ومهما كانت بها من متاهات وتراهات وإرهاب تنذر بالخطر على الحياة لا أستطيع البعد عنها فقد جربت الغربة والترحال ،، قضيت حوالي نصف العمر بعيدا عنها غريبا مهاجرا نظير ظروف قاسية صعبة وبطش طاغية ،، دفعتني للفرار للحفاظ على النفس والعائلة من براثن المجرم المقبور والنظام الأهوج السابق .
شبه يوميا على اتصال هاتفي مع ألبعض الثقات من المعارف والرفاق فى المدينة لتسقط الاخبار وما يحدث فيها من مخازى وأحزان ، وكان من ضمن الأسئلة العديدة السؤال المألوف ما الوضع العام هذه الايام ... وكانوا جميعا غير سعداء ولا راضين بما يحدث فيها من أحداث شريرة قتل وإغتيالات وتهديد وفرض أتاوات على البعض من التجار ورجال الأعمال الميسورين مما معظم الأعمال تعطلت والرواج الإقتصادي قل وجميع المودعين الكبار من التجار ورجال الأعمال في المصارف سحبوا أرصدتهم السمينة وجعلوها هزيلة ارقاما تافهة بسيطة لذر الرماد في العيون ،،، هاجر معظم الجميع الى مدن ودول أخرى هربا وخوفا حتى لا تنالهم الأيادي السوداء ،، النقمة والإنتقام من المتشددين المتزمتين على عدم الإذعان والدفع .
الأمور الشريرة الإرهابية تكاد لا تصدق أنها حدثت وتحدث يوميا في هذه المدينة الصغيرة في عدد السكان الذي شبه كل فرد يعرف الآخر كأنهم أسرة واحدة ،، أليست بأمر مؤسف ومأساة كبيرة تحل على أكتاف هذه المدينة المجاهدة الصابرة التي كانت طوال الوقت من الاوائل في الامور النضالية والإجتهاد في تحصيل العلم عبر مرور الزمن السابق واللاحق ،،، بحيث تتراجع الى الخلف خطوات عديدة وتصبح الاخيرة مهمشة أليست بمأساة ... لن تنهض المدينة من كبوتها طالما الأيادي السوداء موجودة بها تحكمها قابضة على خناقها تعيث الفساد والإفساد تعمل كما يحلو لها لخدمة أغراضها ومخططاتها التي تشيع الارهاب القتل والخطف للمواطنين الابرياء البسطاء في العلن في وضح النهار بدون خوف من اى حساب ولا رقيب من أى جهة أمنية كانت... هذه الأيادى السوداء تعمل لتنفيذ أجندات معينة من القوى الخفية تحت غطاء الدين بعلم أو بدون علم ،، لتجديده وكأننا كفرة ضالين عن الهداية ،، لا نعرف وحدنا عنه ونحتاج الى مثلهم ليصححوا لنا المسار القويم الذي هو من وجهة نظرنا براء منهم دنيا وآخرة ؟؟
جعلت معظم الجميع يعيشون فى حالات قلق ورعب غير آمنين على حياتهم وحياة ذويهم وأحبائهم مما تراجعت المدينة والنشاط والحركة التجارية تضاءلت في كثير من المشاريع والأعمال شبه توقفت وإرتفعت الأسعار في بعض السلع نظير الطلب والحاجة لها وفراغ السوق منها... أستغل المستغلين من تجار الفرص الوضع مما الفقير بدأ يشعر بالوطأة وأصبح عاجزا عن تلبية الكثير من الاحتياجات لبيته والمرتب الشهري لم يعد يكفي وبالتالي دب الفساد والإفساد في المجتمع الذي كان بالسابق طاهرا بدون تلوث بأمراض العصر الحديث وبالأخص لدى بعض الشباب الذين سقطوا في شرك الوهم وتناول المخدرات ليعيشوا الأحلام الوردية الزائفة وهم مخدرين بالأوهام والأمجاد السابقة بدون جهاد وتصدى ضد الفساد .
وا أسفاه على الثورة وضياع أرواح الشهداء الشباب صغار السن وهم في عمر الزهور، على إهراق الدم الزكي الذي أريق بدون مردود وعوائد لصالح الوطن، على الذين قتلوا من أجل الحرية والكرامة على الجرحى والمعاقين من أجل أن ينهض الوطن ويتقدم إلى الامام ضمن الاسرة الدولية وينعم بالأمن والأمان ويعيش في سلم وسلام مع الجميع حيث العالم الآن تغير تغيرا كبيرا ضمن عصر العولمة الذي جعل البعيد قريب ضمن عصر العلم والتكنولوجيا عصر الاتصالات والمواصلات السريعة ،،
ونفاجأ بهذه العقليات المتحجرة الجامدة الجاهلة التي تريد ترجيع عقارب الساعة الى الوراء نتيجة الأحقاد والحسد والتأخر، مع أن ديننا الاسلام يحث على طلب العلم والمعرفة وأول آية قرآنية نزلت على الرسول الكريم كانت بسم الله الرحمن الرحيم ( إقرأ ) ولكن هؤلاء شوهوا الدين الاسلامى بالحث على العنف والإرهاب مما كان ضربة قاصمة لتعاليم الدين الحنيف وكأن الامر بقصد مبيت للوصول إلى هذه الحالات المؤسفة ودفع الكثيرين من الغرباء الذين كانوا على وشك إشهار الاسلام حيث عطشى للأمور الروحية التي تنقصهم إلى التراجع عن الهداية والإسلام بالعقيدة عندما يشاهدوا الإعلام المبرمج مشاهد الاغتيالات والتفجيرات للناس الآمنين... العقيدة المحمدية راسخة في قلوبنا ولن تتغير مهما حاول اي مرتد عمل السوء محاولا هدمها، فالله عز وجل الحافظ ولن يرضى بأن يخذل المؤمنين الصادقين، وما هذه الأحوال السيئة في نظري الا عبارة عن فتن ومخاضة وعصر وضغوط وغربال يهز بشدة حتى يسقط المدعين المنافقين أشباه الرجال نتيجة خضم الاحداث المؤسفة والطمع في مراكز وجاه زائف زائل مع الأيام... وسؤالا موجها إلى هؤلاء الرموز الأدعياء أصحاب قرار الجرائم والحث على العنف بدل الحوار الهادف، هل تناسوا ان العنف يولد العنف ؟؟ ألا يأخذون عبرا مما حدث للمقبور ملك ملوك أفريقيا قبل فوات الأوان، حيث طال الزمن أو قصر لا يصح الا الصحيح ،، وعين الله عز وجل الساهرة موجودة تراقب جميع خطوات ونيات البشر من خير
أو شر... والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment