Sunday, April 20, 2014

مدينة درنة (18) 80

بسم الله الرحمن الرحيم

مهما تحدثت عن مدينة درنة الصغيرة في عدد السكان الذين لا يتجاوزون 150 ألفا نسمة القاطنين بها في الوقت الحاضر، وحوالي 350 ألفا موزعين على مدن وقرى الوطن ليبيا ودول ومدن عديدة بالخارج للعيش والبحث عن لقمة الحياة الكريمة بالكد والعرق حيث لا توجد فرص عمل كثيرة بالمدينة نظير التهميش والنسيان من أولاة الامر... أو للدراسة وتحصيل العلم... بحيث يؤلفون حوالي العشرة بالمائة من عدد سكان ليبيا الأصليين...

      تعداد سكان ليبيا الآن حوالي سبعة ملايين نسمة حسب آخر الإحصائيات لنظام المقبور القذافي السابق، منهم حوالي إثنان مليون عائدون غرباء من دول الجوار ليس لهم جذور بالوطن، هوياتهم مزورة مشكوك في أمرها نظير الفوضى والتخبط والإنفلات الأمني وعدم سيادة القانون في الضبط والربط في التسلل والعبور للحدود الطويلة عبر الصحراء الخالية من السكان المترامية الأطراف من ثلاث إتجاهات وبالأخص الجنوب...

       مهما تحدثت عن هذه المدينة المهمشة المنسية من جميع الأنظمة الحاكمة منذ عهد الإستقلال وحتى الآن بعد النجاح والفوز في الثورة المجيدة ثورة 17 فبراير 2011 م، لن أستطيع الإيفاء... حيث المدينة ظلمت ظلما كبيرا ولم يعط لها حقها بالعدل والمساواة مثل المدن الأخريات التى ظهرت على السطح بعدها، وكأن مؤامرة خفية حيكت لها ولعنة شيطانية حلت على أكتافها من قبل أساطين وأساتذة الشر والشرور نظير الأحقاد والحسد والعقاب على عدم الرضوخ والنفاق للحاكم، حتى لا تنهض وتنمو وتصبح منارة حرية تشع لها كيان وشأن ومكان...

      مدينة مهما قلت عنها وكتبت وسطرت وشكرت لن أوفيها حقها من كلمات الشكر والثناء، لأنها كانت دائماً السباقة في الامور الوطنية الجهادية كثوار، رافضين الظلم طلاب حرية ضد الطغاة الحكام، مؤازرين إخوتهم في الدين في دول عديدة تئن تحت وطأة الاستعمار او حاكميهم الرؤساء الطغاة الجبارين، مما ظهرت وبرزت على السطح النضالي، وإتهمها الغرب والشرق بالإرهاب العالمي وأصبح إسمها يتداول ومتابع أسماء مواطنيها أو من يمتون لها في قوائم الإستخبارات الاجنبية بدون حساب طوال الوقت الحاضر أن الإرهاب في دول عديدة بالجوار ينبع منها، أو بطريقة أو أخرى له صلة كبيرة بها وهي مدينة فاضلة طاهرة مقدسة ضم ترابها أجساد الفاتحين السابقين أصحاب رسول الله تعالى (عليه الصلاة والسلام)... بلاها الله تعالى بأشرار عديدين إتخذوا من الدين الإسلامي ستارا لتنفيذ مآربهم الشريرة الخاطئة، شوهوها بإسم الدين في سفك الدماء والإغتيالات للعديدين من الضحايا، في السنوات الأخيرة بدون عدل ولا قانون بل نظير تعنت وشكوك حسب حكمنا بالظاهر وهي براء منهم دنيا وآخرة !!!!

      إن الايمان بوجود الخالق الله تعالى وان سيدنا محمد خاتم الانبياء والرسل العديدين، ثابت مغروس في القلوب المؤمنة بعظمة الله تعالى وقدراته، اي إنسان دعى مهما عمل أو شكك وزور وحاول الاكراه أو التشويه ان يزحزح قيد أنملة عقيدتنا به  لن يستطيع...  نحن مسلمون حتى النخاع بالدين القويم الصحيح، وليس حسب شرح المتزمتين الذين لا يفقهون من العلم الا القشور، اتخذوا تطبيق شرع الله تعالى حجة ومقياسا للحكم ونسوا وتناسوا أن من يكره تطبيق شرع الله تعالى الصادق حسب العصر الحاضر القرن الواحد والعشرين إلا العاصي أو الكافر... حيث ديننا الاسلام دين سلام ومحبة، دين عدل ومساواة وإحترام لجميع البشر مهما كانت ألوانهم في معتقداتهم وأحوالهم الشخصية، صالح لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة والحساب العسير للمجرمين، الذين أجرموا في حق الإنسانية .

      ديننا الإسلام ليس إرهاب وقتل وتدمير كما يشوهه الإعلام العالمي نظير مخططات الشر والكره الدفين من عناصر جاهلة وحبك المكائد ودس الدسائس للتفريق بدل التفاهم الحوار الهادف للتقارب والجمع والوصول إلى حلول ترضى جميع الأطراف بالعقل والمنطق ... حيث أطراف أخرى شريرة من القوى الخفية المحلية والعالمية، تعمل جاهدة على دق إسفين الشرور بين الشعوب العديدة بالعالم حتى يتم التنافر، لتمرير أغراضها الشريرة  حتى تضمن البقاء والإستمرار وإستعباد وإستعمار البسطاء الجهلة بما يجري من أمور كيدية وخداع ونحن جميعنا مخلوقات وعبيد الله عز وجل، أصولنا من أب واحد وأم واحدة، سيدنا آدم وأمنا حواء، عليهما الصلاة والسلام . إن مدينة درنة بجميع شرائحها من المواطنين من جميع الأطراف، مدينة سمو وتقدير مهما حدث لها من متاعب ومصائب مهما تعثرت قادرة على النهوض والإستمرار مرفوعة الرأس في عزة وكرامة إلى النهاية، فلا يخلو فارس من الفرسان الأفذاذ المشهورين عبر التاريخ بدون كبوة وسقوط... وبإذن الله عز وجل، طال الزمان أم قصر، الدورة تدور وترجع  المدينة إلى سابق عزها ومجدها، بسواعد رجالها وشبابها من الجنسين، فلا يصح إلا الصحيح ... والله الموفق

                                        رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment