Wednesday, April 9, 2014

درنة (14) 76

بسم الله الرحمن الرحيم 

           نحن الآن في الوطن  ليبيا  نمر بمرحلة سيئة جداً من التخبط في القرارات وعدم الرؤية السليمة من أولياء الامور أصحاب القرار  لقيادة الدولة لبر الأمان حيث ظهر على الساحة عدة مغامرين متسلطين يريدون الهيمنة والوصول لسدة الحكم بالقوة بحيث أصبح وطننا ميدانا لكل من هب ودب من هؤلاء أدعياء الثوار أشباه الرجال المنافقين الذين إستغلوا الفراغ السياسي وعزوف الأحرار الوطنيين  عن  تبوء المراكز القيادية الأمامية نظير أسباب عديدة....

 وزادت الأطماع الاجنبية لهفة وتعطشا  للحصول على اكبر قدر من المكاسب نظير الفوضى والتخبط  الضارب في أرجاء البلاد بين القوى العديدة  بحيث تنذر إلى حالة صدام خطيرة سوف تؤدي بالوطن إلى مصير اسود مظلم وحرب أهلية لا تحمد عقباها ولا يعرف اي محلل سياسي مهما كانت خبرته ماذا سوف نصل له نحن الليبيين من خير او شر حيث نحن شعب عنيد شرس، الا ما رحم الله عز وجل وشاء...

حالة الفوضى والتخبط وعدم الخبرة وتنفيذ أوامر الأسياد من القوى الخفية المحلية والعالمية والتدخل  في كل كبيرة وصغيرة من المؤتمر العام الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية في الدولة مما جعل الحكومة ضعيفة غير قادرة على مسك زمام الامور وفرض السلطة والهيبة على المواطنيين نظير الانفلات الأمني وعدم  الأمن والأمان. حيث الوضع العام  يغلي ومعظم المصالح معطلة والمواطن البسيط البرئ وقع بين النيران الكثيرة التي شبت فجأة  نتيجة الطمع وعدم الولاء لله تعالى والوطن...

 نار الرغبة في العيش في أمن وأمان بدون مشاكل حتى يحافظ على عائلته واولاده من التعرض إلى مصائب نتيجة الصراع بين الكبار، ونار العمل للبحث عن لقمة العيش الشريف في العمل الحر الحلال  الذي معظمه شبه متوقف الا من القليل الذي لا يذكر،
مما دفع جميع الشركات الأجنبية المحترمة ان تسحب عمالتها وموظفيها وأصبحت معظم المشاريع أطلالا  تهبها الرياح  وتتعرض إلى السرقات والنهب من عصابات شريرة  كانت بالسابق مطموسة غير قادرة على النهوض نتيجة حكم الطاغية  المقبور الذي كان نظامه الجماهيري لا يرحم...

للأسف ليبيا المسالمة الطيبة بالسابق التي كان يضرب بها المثل في العهد الملكي في الولاء والأمن والأمان، وعهد الطاغية المقبور نتيجة الخوف، تصل إلى هذه المرحلة السيئة  وتصبح غابة مليئة بالوحوش المفترسة التي وجدت الفرص سانحة بدون ردع قوي ولا حساب ولا عقاب، أليست بأمر مؤسف ومأساة ؟؟؟

الوضع العام مزري وكل يوم يتدحرج إلى الهاوية .... والنهب والسرقات للمال العام على قدم وساق بطرق شيطانية عجز الشيطان الرجيم عن إيتائها... والمواطن الشريف يردد الشائعات  المغرضة  كالببغاء، يوميا،  بحيث ضاع السمين وسط الغث وساد الفتور وهبطت الروح المعنوية حتى وصلت إلى مستويات خطيرة حيث أصبح الجميع في مرحلة اليأس ينتظرون حدوث معجزة وقدوم المهدي المنتظر راضين بأية حلول سريعة  وقتية حتى وإن كان ضررها كبيرا مستقبلا... وخوفي الشديد أن يضيع الوطن ويتجزأ إلى دويلات قزمية نظير الصراع المدمر  في الصمت من قوى كثيرة معظمها شريرة نظير الطمع في الثروات الرهيبة...

كل يوم حوادث اغتيالات وتدمير بالمتفجرات للسيارات المفخخة   تحدث في العلن ووضح النهار وبالأخص في مدن درنة وبنغازي بالمنطقة الشرقية، ولا أحدا من الشهود  بالصدفة للحدث  قادرا على الكلام، الجميع صامتون كأنهم لم يشاهدوا أي شئ،  خوفا من العواقب والإقتصاص منهم او من أحد أفراد عائلاتهم وأحبائهم نظير الوشاية عنهم... 

الخطف للصغار على قدم وساق لفرض تسليم فدية وإرغام والديهم على دفعها غصبا عنهم... ومن يرفض الدفع نظير اي سبب أو ضيق ذات اليد وعدم السيولة،  يقتلون ويذبحون  الرهينة بوحشية وقسوة حتى يصبح درسا للآخرين...
لقد إختلطت الأمور مع بعضها البعض وضاع الحابل مع النابل، وأبناء الشعب أدعياء المعرفة بالسياسة والسذج والبسطاء سكارى وماهم بسكارى يعيشون في الأوهام وكأن  لعنة شديدة حلت بهذا الوطن الطيب. 

التهميش للمنطقة الشرقية وبالأخص مدينة بنغازي عاصمة برقة التجارية،  ومدينة درنة نظير الحوادث العديدة حتى يخاف ذوي رؤوس الاموال ويغادرون إلى مناطق أخرى، أو يهاجرون إلى دول عديدة وشراء عقارات وأملاك بالخارج  مما سوف  يحل الكساد... كما حدثت المؤامرة على مدينة درنة في منتصف الخمسينات من الفاسدين في القصر والانجليز، ومازلنا نحن الدراونة ندفع ونقدم الثمن الغالي حتى الآن، نظير عدم الفهم والأخطاء الكثيرة الكبيرة نظير انعدام النضج  السياسي...

نطلب من الله عز وجل ان يغير الحال إلى حال آخر حتى نهتدي إلى طريق الخير ونسير في الصلاح والإصلاح وننقذ ما يمكن انقاذه، حيث لا عمران ولا تقدم  بدون خراب ونحن وصلنا الآن  في الخراب على جميع المستويات إلى  القاع غرقى!  وسؤالي وتساؤلاتي للنفس وأنا أشاهد المأساة وغير قادرا على عمل أي شئ يفيد مفيد... 

 هل سوف يكتب لنا النجاح  ونطفوا وننهض عن قريب ؟؟؟ أم نحتاج إلى سنين طويلة أخرى في الهم والغم والنضال عسى ان ننجح؟؟؟ اللهم إنني قد بلغت الأمر وصرخة حق مدوية،  عسى ان أجد أذانا وطنية  صاغية حتى تتصدى للمؤامرة الخطيرة وتبطل وتفشل الألاعيب، وتنهض ليبيا أمنا الحنون...    والله الموفق...

                                                           رجب المبروك زعطوط  

No comments:

Post a Comment