Saturday, June 30, 2012

                                            بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                    التمزق 



           خواطري جياشة ليس لها عدد  أو حد حتى أتوقف عن التسطير والكتابة ، كل يوم جديد تبزغ وتظهر خاطرة ، أود الكتابة عنها حتى لا أنساها مع مرور الأيام وسرعتها وكثرة المشاغل  ،، حيث يمر الوقت مرور الكرام ونحن نحاول العمل بقلوب نظيفة خيرة حسب القدرات والإستطاعة ضمن شريحة كبيرة من شرائح المجتمع الليبي الوطنيون الذين ولاؤهم لله عز و جل وليبيا ،  نساند أولاة الأمر من غير أن يعلموا بالمجهودات الكبيرة والكلمة الطيبة والتصدي للشائعات المغرضة  حتى نجتاز المرحلة الصعبة والوصول بالوطن  إلى درجات عالية من التقدم في صمت وفي الظلال من غير دعاية وحب إعلان كما يفعل الكثيرون أشباه الرجال ، الذين يحبون الظهور على أكتاف البشر وهم أدعياء !
 للأسف خطواتنا متعثرة ، نظير سدود منيعة وعوائق وضعت أمامنا حتى نتوقف ولا نستطيع التقدم ، أجندات خارجية يحمل لواؤها ليبيون مسيرون ، جهلة بما يدور من دسائس ومصائب يوما على المدى البعيد سوف يندمون على إتيانها ، هؤلاء إخوتنا متغلغلون  في أوساطنا ، نحن غير قادرين على الصد أو الإبتعاد وتركهم في شأنهم أو تركنا في حالنا ، حتى أصبحنا نراوح في مكاننا غير قادرين على النهوض والعمل ، نظير تساهلنا وضبط أنفاسنا ونفوسنا من الغضب  ، حتى لا نخطىء لأننا لا نريد شلالات الدم بين الأخوة الأشقاء أن تبدأ ، أليس بشىء مؤسف ؟؟

لكل شىء حد وحدود ، يوما ما سوف ينتهي صبرنا ... لأن القضية قضية وطن ، قضية مصير ، قضية أولادنا وأجيالنا القادمة بأن تعيش وتسعد في وطن الأمن والأمان والحرية  ، مهما صبرنا غير قابل للتأجيل !  لنا يوم نثور ونغير المسار ونصحح الأخطاء …

ساستنا وأولي الأمر في محرقة كبيرة كان الله عزوجل في عونهم  ، كل يوم يتداولون معظم الوقت في إجتماعات مغلقة عديدة  ، يدرسون  المواضيع الشائكة المتشابكة والتي كل يوم تزداد تعقيدا وعقداً ، يريدون الفوز والنجاح ، يطلبون من أبناء الشعب ضبط الأنفاس وعدم التسرع  ، والصبر لفترة قليلة حتى تفرج من جديد ، ونسوا وتناسوا أن المشاكل الرئيسية بدأت منهم وهم المسؤولون عنها دنيا وآخرة  ، حيث لم يقوموا بالدور المطلوب كما يجب  ، يحتاجون إلى العزم والحزم والشدة  ، يحتاجون أن يثبتوا للشعب أنهم ذوو شخصيات قوية تلجم كل من يحاول المساس بالثورة ، أو أي إنسان طحلب من الخارج يحاول المساس بالأمن والتعدي على حرمة الوطن  ، حيث حدثت أمور كثيرة بالسابق نظير العفو والمصالحة والتساهل  ، وإعطاء الوعود بدون تنفيذ ...
وآخر الأمر مشكلة  مندوبي المحكمة الدولية عندما تم القبض عليهم بالجرم المشهود ،  صوتاً وصورة  وهم يحاولون التواصل مع أحد رموز النظام ودس بعض الأشياء من المعلومات والتعليمات الممنوعة للسجين سيف إبن المقبور في الزنتان المجاهدة الأبية ،  حتى يتم الأفراج عنه ،، أو خطفه بالقوة بإنزال فرقة كوماندوس  كما يحدث في الأفلام  ، أو شراء الذمم لأحرار وقيادات الزنتان  ، كما كانوا يعتقدون  ، حتى يغضون البصر ويهرب المجرم  ، سليل الشر الشيطان الذي من فرط الغباء وقلة الذكاء  ، هدد الشعب الليبي الأبي أكثر من مرة  ، وهو لا يحمل أية صفة شرعية لأية وظيفة قيادية بالدولة ، بل تسلق وقام بإدارة مناصب عديدة بدون ترشيح وصرف البلايين بدون وجه حق  ، وللأسف حتى الان وهو سجين صعلوك  ، مازال مكابرا ويهدد يحلم بالرجوع للمجد من جديد  ، أليس بغباء ؟؟

نسوا أن الثورة الليبية ناصرها وآزرها منذ اليوم الأول الله عزوجل ،  ولن تفشل مهما عمل الأعداء من بث الفرقة والسموم بين الأوساط  حتى تفشل المسيرة  ، والدس للمؤامرات والدسائس الخبيثة نظير مصالحهم  ، وتناسوا أن الليبيون الثوار من طينة أخرى لديهم أخلاق وعندهم قيم ة ، يؤمنون بالعقيدة الإسلامية عن طهارة  ، بدون رياء ولا كبر ولا مغالاة  ، يعتقد الغريب أنهم سذج  أنصاف متعلمين لا يفهمون أغبياء  ، والواقع هم بالفطرة أذكياء ، كثيرون خدعوا فيهم  ، كانوا يعتقدون أنهم مثل الآخرين من دول العالم الثالث متأخرون  ، أو جبناء لا يريدون التضحية والموت ،  ولكن عندما دقت طبول الحرب بعنف  ، أثبتوا أنهم مغاوير أسود  ، زلزلوا عهد الطاغية ،، أطاحوا به بصدور عارية وقلة سلاح وعدم خبرات في القتال ، يدفعهم الإيمان والعزم  ، إن الظالم ضروري من الإطاحة به بأي سعر وثمن مهما كلف من تضحيات شهداء ودم ،، جرحى ومعاقين ،، خراب ودمار للبنية التحتية …

المجلس الإنتقالي والحكومة ، يريدون أن يتم  كل شىء في سلاسة وهدوء عن طريق المصالحات والتنازلات والوعود التي لم يتحقق معظمها ، ونسوا أو تناسوا أن الثوار خرجوا من المحنة ، صلبي العود بعد أن قدموا ودفعوا الثمن الغالي  ، لن يردعهم الكلام المعسول ولا الأماني والوعود من المسؤولين التي تلاشت مع الوقت وأصبحت حبرا على ورق  ، الثوار يريدون حقوقهم المهضومة ، يريدون قبض مكافآتهم ومنحهم المالية التي تأخرت طويلا من يوم النصر ،  أخذت الوقت الطويل وهم ينتظرون على أحر من الجمر ،  والآخرون الذين على الهوامش أول من قبض... لا عدل ولا مساواة بين المواطنين كما يتشدقون ويعلنون ويصرحون فالمعلن شىء ووراء الستار وفي الخفاء أشياء أخرى تحدث ليست للنشر ولا للظهور في الوقت الحاضر ، أليس بأمر محزن ومؤسف ويدعو إلى الإمتعاض والغيظ والغضب  ، ومع الوقت يضطر الأحرار إلى تصحيح المسار ، التمرد والثورة !

إنني لست متحاملاً ولا متشائما ولكن نظير الخبرة أكاد أرى من بعيد سحباً سوداء داكنة  ، سحب غضب عارم تتجمع ، رياح عاصفة مزمجرة قادمة رويدا رويدا ، وشريحة كبيرة من أبناء الشعب غير مبالين يهوجون ويموجون ، بدون مخططات ولا دراسات  ، لم يسألوا النفس إلى أين سوف تؤدي بنا المسيرة ؟؟ يعيشون الأحلام بأن الوضع  في تحسن وفي إستقرار وكل يوم للأحسن  ، حسب رأيهم ورؤياهم وتطلعاتهم  لأنهم مواطنون خيرون يحبون الوطن  من أعماق القلوب …

آخرون لهم أجندات قوية وبرامج خبيثة في نظرنا هدامة للوصول وحكم الوطن  ، بطرقهم الخاصة ومساندة من قوى خفية ودول غربية وشرقية ومجلسنا الإنتقالي وحكومتنا لاهيان فقدا السيطرة ،، أثبتوا عجزهم الواضح وأنهم غير قادرين على تحمل المسؤوليات الضخمة  ، مما أصبح الشعب الليبي يراوح في مكانه ، والنهب والسرقات للملايين وصرفها على غير طاعة الله تعالى من البعض ،، وهروب رموز النظام المميزين من تحت أيديهم  ، وطأطأة الرأس أمام الغير من الدول والهيئآت نظير مصالح معينة خافية عنا  ، وعدم التكشير عن الأنياب بقوة حتى يصبح للدولة هيبة مما فلت الزمام وجمح الكثيرون وأصبح من الصعب كبح جماحهم بسهولة وسرعة ،، أليس بأمر مؤسف ،،؟؟
ولكن مع جميع هذه المشاكل والمصاعب الثورة الليبية المجيدة حماها ونصرها منذ اليوم الأول الله عزوجل ، لن ينساها ويتركها لهؤلاء الأوباش الطحالب  ، رموز النظام الهاربون للخارج من يد العدالة  ، الذين يتباكون على عز ضاع وإنتهى إلى الأبد  ، يريدون العودة بأي ثمن ، يتجمعون  ، يشحذون في همهم المنهارة  ، يشجعون في بعضهم البعض على الخطأ ،  يدسون الفتن في أوساط الشعب ضمن أخطبوط من العملاء المرتزقة نظير المال والطمع ، يمولون الطابور الخامس النائم بالوطن ينتظر  الأوامر أو اللحظات المناسبة ليهب ويقفز للساحة ونسوا أن يومهم ولى ولن يرجع أبدا ، فقد تنشق الأحرار هواء الحرية العليل ، وبيدهم السلاح ولن يرضوا  ، ولن يرضخوا أن يحكمهم مرة أخرى أوباش العهد السابق تحت أي سعر وثمن ، وسوف يحاربون الطاغوت والظلم مهما كلف الأمر ..

بالأيام السابقة ، تم تسليم المجرم البغدادي المحمودي رئيس الوزراء السابق أيام عهد المقبور إلى السلطات الليبية بالطرق القانونية ، وكم أكبرنا جارتنا تونس الحبيبة ، أنها أوفت بالعهد وسلمت أحد رؤوس النظام السابق ، وكان موقفا نبيلا ، لن ننساه لها أبدا ، وأي إنسان خائن للثورة ومسيرة الإصلاح من  الطابور الخامس وأياد الشر يحاول   بث الفرقة بيننا مخطىء أشد الخطأ ، ومالعملية التافهة التي تم فيها إلقاء قنبلة على القنصلية التونسية  في طرابلس ، عبارة عن دعاية وتهويل ومحاولة دس الفرقة بين الدولتين  ، ولكن إخواننا التوانسة يفهمون اللعبة والصراع الدائر من الطحالب رموز عهد المقبور ، يقدرون الأمر وعارفون أن العملية عبارة عن غيظ وغضب ونكاية ، لأنهم سلموا المجرم المحمودي إلى ليبيا للمثول أمام العدالة …

بودي القول للجميع وبالأخص القابعون في دول الجوار ، مهما عملتم من دسائس ، مهما دفعتم من أموال ...  مهما جندتم من مرتزقة من جميع الملل ،، لن تفلحوا ،، وسوف نأتي بكم أسرى سجناء أذلاء مكبلون بالأغلال بالطرق القانونية من أي بقعة بالعالم  ، مهما طال الوقت والزمن ، آجلا أم عاجلا  ، والزمن بيننا  ، فلا يضيع حق ووراءه مطالب واحد ،، ونحن شعب حر أبي يطالب الأسرة الدولية بالقبض على هؤلاء الفجرة المجرمين رموز النظام السابق وتسليمهم إلى ليبيا الوطن بأي سعر وثمن ،، حتى يتم تقديمهم للعدالة حتى يأخذ العدل والحق مجراه  ، بما أمر الله تعالى وبالحق ،،
لقد بدأت السبحة تكر وتفرط حبة حبة  ، وها أن المجرم المحمودي وصل إلى العاصمة طرابلس ذليلاً بعد أن كان يرفل في العز ويتبختربالسابق  غير آبه بآلام ومصائب الآخرين  ، يعتقد أن المقبور دائم  ، والآن سجين صعلوك مثل بقية الصعاليك يتشبت بقشة عسى أن تنقذه من الغرق ،، ولكن هيهات هيهات ،، صرخات الثكالى والأرامل والأطفال على فقد الأحباء والأعزاء سوف ترن في أذنيه طوال الوقت طالما به نفس حياة  ، فالله القادر يمهل ولا يهمل أي مجرم طاغ …  مهما حاول الهروب والفرار ... وعقبال القبض والتسليم للآخرين حتى يمثلوا أمام العدالة ويحاكمون بالقانون والحق ... والله الموفق ...
 
                                                                 رجب المبروك زعطوط
 
                                                                      2012/6/27م 

No comments:

Post a Comment