بسم الله الرحمن الرحيم
وصلنا إلى مطار فرانكفورت وبعد إنتظار قليل حوالي الساعة عبور "ترانزيت" صعدنا طائرة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا في رحلة إلى الخليج مدينة دبي دولة الإمارات وكانت رحلة جيدة مريحة حتى وصلنا بحمد الله تعالى بسلامة وحطت الطائرة العملاقة على أرض المطار بسلاسة ..
ولم نتعطل في المطار نظير الإجراءات السهلة للقادمين وبالأخص الذين يحملون جوازات سفر لدول عظمى مثل أمريكا، حيث الجواز الأمريكي من غير أي تأشيرة دخول ولا سؤال مثل بقية الإخوان العرب الذين محتاجين إلى أخذ تأشيرة بالمطار وقت القدوم، مما تسهل الامور ولا يتأخر المسافر القادم في الانتظار حتى يتحصل على تأشيرة وإذن بالدخول ضمن صفوف الطوابير المنظمة في نظام بديع بدون فوضى، حتى يدخل إلى المدينة المكتظة بالقادمين لها من جميع أنحاء العالم، من رجال أعمال ويد عاملة للمساهمة في المشاريع العديدة، وزبائن للشراء من أسواقها العديدة، وبعدها استأجرنا سيارة إلى فندق " بيلا روتانا سيتي" حيث لدينا الحجز هناك.
يوم الجمعة 2011/4/8م اتصالات عديدة مع الكثيرين بالهاتف وراحة ونوم بالفندق ولم أتمكن من الذهاب وتأدية صلاة الجمعة بالجامع نظير الإرهاق والتعب من أيام السفر والتنقل من مكان إلى آخر …
يوم السبت كان اللقاء الأول مع السيد رمضان بن عامر الإعلامي والصحفي المقيم بمدينة العين القريبة الذي حضر إلى دبي للمقابلة والتعرف علي شخصيا حيث يعرف إبنى محمود معرفة جيدة أيام إقامته مدة عدة سنوات في دبى، وتعرفت عليه من خلال المكالمات الكثيرة الهاتفية منذ إندلاع الثورة المجيدة، وكان اللقاء مؤثرا وحديثا طويلا عن مايحدث على الساحة النضالية من أحداث جسيمة، في وطننا الغالي وأن دور الاعلام مهم في فضح النظام حيث البعض من الليبيين يخافون من الظهور في القنوات الفضائية وإدلاء أصواتهم والحديث عن القذافي ونظامه العفن الفاسد، خوفا من فشل الثورة ومطاردتهم بالخارج بدون هوادة، ومطاردة عائلاتهم بالداخل والإنتقام منهم بشراسة نظير تحدياتهم للقذافي …
قلت له ضمن الحديث الشيق، الظهور في العلن وبالأخص في القنوات المرئية يحتاج إلى شجاعة أدبية، عزم ورجولة حقيقية، وأن الاعمار بيد الله تعالى وليست بيد أي أحد وبالأخص القذافي اللعين…
بالمساء عن طريق معارفه وعلاقاته وإتصالاته ذهبت معه إلى مكتب قناة "الآن" والظهور فى القناة المرئية لمدة نصف الساعة على الهواء صوت وصورة، وإلإدلاء بحديث خاص ومقابلة عن ليبيا ومايجري فيها من أحداث ومجازر شرسة، وكنت ملما بالكثير من الأنباء والأسرار الخفية، عن الثورة المجيدة من خلال المتابعة اليومية لكثير من الأحداث عن طريق الإتصالات من المعارف والأعضاء في المعارضة الحقيقية الصامته وراء الستار وفي الخفاء داخل الوطن سنوات عديدة التي عجزت أجهزة النظام عن معرفتها وفضحها والنيل من رجالها بسهولة كالآخرين نظير حسن التنظيم وعدم المباهاة …
بعد أن خرجت من مبنى قناة الآن ذهبت إلى مكتب قناة " المجد " حيث تم لقاء على الهواء مرة أخرى ونفس القصة فضحت النظام وممارساته الخاطئة قدر ما أستطيع وأعرف وزيادة حيث القذافي ونظامه مهما قال الانسان عنه ونعته بالسباب والارهاب والقذارة والإجرام في حق أبناء الشعب الليبي الأبرياء لا يستطيع الإيفاء الكامل عنها من الكثرة …
رجعت إلى الفندق وأنا شبه راض عن النفس فقد فرجت ألهم والغم عن القلب والضمير بالحديث الصادق عن ماحدث ويحدث على الواقع المرير من قتل وتعذيب وتشريد للبشر وكأنهم حشرات ليس من حقهم العيش كراما أحرارا في وطنهم ليبيا الذي تسلط على كاهلها هذا المجرم الخبيث منذ إنقلابه الأسود أول شهر سبتمبر عام 1969م
إتصالات هاتفية عديدة مع الكثيرين المهاجرين الليبيين الشرفاء في جميع أرجاء العالم لمعرفة ماذا يدور على أرضية الواقع في الوطن وما مدى الدعم الذي يستطيعون القيام به لمساندة إخوتنا بالداخل الذين يقاومون الملعون الجبار الذي لا يريد أن يرضخ ويستسلم، بل يزيد في الإصرار على البقاء لقاء الصلف والغرور وهو يعلم أنه خاسر ولكن لديه كبرياء كاذب نظير المعلومات والإستشارات الخاطئة من المنافقين الذين يلتفون حوله مما سوف تكون مع الوقت نكبة تقضي عليه للأبد …
أهم إتصال هاتفي كان مع إبني محمود الذي وصل إلى بنغازي المحررة عن طريق هاتف الثريا وقام بالواجب في المساعدة مع الكثيرين من الشباب المناضل في البث للأخبار عن طريق إذاعة محلية أقيمت على عجل بجهود ذاتية، والتشجيع على مواصلة الثورة بقوة وعنف حتى النجاح والنصر بإذن الله تعالى…عرفت منه الكثير من الواقع الصادق من الداخل وكيف تسير الامور مما إرتحت كثيرا وساعدتني المعلومات الكثيرة عندما تحدثت في القنوات المرئية العديدة من مدينة دبى وكأنني شاهد عيان …
يوم الأحد 2011/4/10م ، إتصال هاتفي مع السيد عبدالعالم الغرياني عن مايجري من أمور ومعارك شرسة على الجبهة الغربية في مدينة إجدابيا، ثم المقابلة المرئية في قناة العربية والشرح عن مدى الظلم والقهر والإرهاب في ليبيا وكان التركيز على المبادرة الأفريقية التي تحاول الوصول إلى أي نوع من أنواع الصلح مع الثوار،
كان الرد القاطع لا جلوس ولا حوار مع المجنون التافه المغرور تحت أي ظرف كان… مهما حاول… فالشعب الحر ورجاله وشبابه الثوار قرروا نهايته طال الوقت أم قصر، وعليه بالرحيل طالما لديه الفرصة للنجاة…
بعد أن خرجت من المقابلة المرئية لقناة العربية، تم الطلب للذهاب إلى قناة الحرة ووجدت اللقاء الحار من العاملين حيث كانوا متعاطفين الى أبعد الحدود معنا كليبيين، وقمت بمقابلة أخرى على الهواء وشرحت فيها الكثير الكثير عما يدور بالقلب من أحزان لقاء هذا العقيد المعقد الذي حكمنا اربعة عقود ونيف حكما إرهابيا بقبضة حديدية وجعلنا كشعب ليبي نتأخر عشرات السنوات للخلف نظير حكمه الفاسد الأرعن، وجهله وتخلفه والعيش في جنونه وتعاليم كتابه الأخضر الهزيل الصادر من عقل مريض مجنون .
الإثنين 2011/4/11م، المفروض أن نسافر إلى الدوحة دولة قطر ولكن أجلت الرحلة في آخر لحظة لأن العمل الذي حضرت من أجله لم يتم بعد… وكانت التذاكر خاصة بتلك الرحلة لا تستعمل مرة أخرى ولا ترد… مما ضاعت علي قيمتها حيث في سبيل ليبيا يهون كل شئ، وإضطررت إلى شراء غيرها للسفر اليوم التالي،
مشكلة أخرى واجهتنا الحصول على غرف بالفندق أو الفنادق الأخرى لقضاء ليلة واحدة حيث جميعها محجوزة نظير حركة الوفود القادمة إلى المدينة من رجال أعمال وتجار وسواح ويد عاملة حيث مدينة دبي جوهرة تشع في الخليج تروي ظمأ كل من يريد المغامرة سواءا تجارة أو عمل أو سياحة وترفيه .
مقابلة وجلسة غداء مع الاخ الصديق الحاج عبدالعالم الغرياني وإبنه السيد أكرم المقيم هناك وأوصلنا إلى الفندق لأخذ حقائبنا حيث الحجز إنتهى وحاولت قدر الإمكان التمديد ليلة واحدة أخرى حيث سوف نسافر بالغد ولكن للأسف لم نتمكن وإضطررنا للخروج والبحث عن فندق آخر بأي وسيلة كانت … وتحصلنا على غرفة واحدة بسرير واحد مما إضطر إبني"علي" للنوم على الارض …
تمت مداخلة بالهاتف مع قناة " LBC " اللبنانية في بيروت عن الأوضاع في ليبيا وكانت مداخلة جيدة حيث إخوتنا اللبنانيون لديهم ثأر كبير ضد القذافي المجنون الذي لم يحافظ على إحترام الضيوف القادمين إلى ليبيا، حيث قام بعمل إرهابي كبير يدل على الخبث وسوء الأخلاق والجنون عندما أمر بقتل السيد الإمام موسى الصدر ورفاقه الكرام ظلما بدم بارد وتم دفنهم في مكان مجهول في ليبيا، ومثلت المخابرات الليبية التمثيلية الساخرة ورمت بالزور والوزر للجريمة البشعة على أكتاف إيطاليا حتى تشكك في الأمر …
اتصال مهم مع إبني محمود في بنغازي حيث أفادني بالكثير من المعلومات من أرض الواقع وماذا يحدث في عاصمة الثورة بالمنطقة الشرقية، وسمعت خطاب رئيس المجلس الإنتقالي السيد مصطفى عبدالجليل، الذي أعرفه وتربطني به معرفة وصداقة أخوية منذ بدايات التسعينات عندما كان قاضيا بالبيضاء وحكم لي عدة قضايا بالحق ببراءة الذمة عندما تم الزحف والتأميم من قبل الدولة واللجان الثورية الغوغائية لكل ما أملك في ساعة واحدة، وظلت تطالبني بمبالغ مدينة للمصارف عندما رجعت من الغربة بعد 12 سنة غياب، والواقع هي إستولت على كل شئ … حتى لا أرتاح وأبدع في أي عمل كان …
كان الخطاب جيدا حيث رفع من معنويات الشعب الليبي المجاهد الصابر والثوار بعدم الرضوخ لمبادرة الزعماء الأفارقة الغافلين لما يجري بالسابق من مذابح وظلم وقهر، ورفض الشعب الليبي عن بكرة أبيه ممثلا في المجلس الانتقالي لفتح أي باب من أبواب الحوار مع القذافي ونظامه حتى لا يدب الضعف لدى الثوار وتفشل الثورة …
بالمساء مع الرفيق السيد رمضان بن عامر الذي تم التأسيس معه وموافقته للإنضمام للحزب كمؤسس منذ البداية، تم الإعلان رسميا عن حزب ليبيا الجديدة في الإذاعة المرئية CNBC وكان أول حزب ليبي يعلن عنه رسميا حيث امتدادا لمعارضة ضد النظام ومعمر القذافي على مدى ثلاثة عقود ونيف …
الحمد لله تعالى تم الإعلان للعالم والجميع بعد غياب طويل وإمتدادا لحزب الامة الذي أعلن عنه أواخر السبعينات في القاهرة مصر ولظروف قاهرة صعبة تم إجهاضه وتجميده وتم التغيير للإسم الى حزب ليبيا الجديدة، والطاغية مازال حيا يرزق الذي كان يخاف من الاحرار وتكوين الأحزاب الوطنية، مطلقا المقولة الكاذبة لذر الرماد في العيون " كل من تحزب خان" للحفاظ على إمبراطوريته الشريرة ونسى وتناسى أن الظلم ظلمات ومهما طال الوقت الشعب له يوما يثور ويقرر المصير حيث كل بداية لها نهاية سواءا خيرا أم شرا…
السفر الساعة الرابعة بعد الظهر الى الدوحة وكان الجو عاصفا والرحلة غير مريحة بالمرة والطائرة تتراقص في الأجواء نظير المطبات والفراغات الجوية وهبطنا المطار بعد حوالي الساعة، وكانت اول مرة أزور فيها دولة قطر ووجدت الترحاب وبسهولة مررنا على الجوازات والجمارك بدون اي تعطيل وتم الختم للدخول .
القبطان الجوى عديلي الطيار فيصل الفيتوري كان ينتظرنا بالمطار وقابلنا بالترحاب وأقلنا بسيارته إلى فندق " ريتاج ريان " الذي لدينا حجز للإقامة به، غرفة واحدة بسريرين حيث أقام إبنى المرافق "علي" معي وكان رقم الغرفة 1306.
قابلت العديد من الإخوة الليبيين الذين كانوا متواجدين مقيمين بالفندق حيث بالغد لقاءا كبيرا مؤتمر وندوة خاصة من كثير من دول العالم الحر لتقرير مصير ثورة ليبيا، ومدى إستعداد الدول الغربية لمساندة الثوار في أحلك الأوقات الصعبة على الدعم المادي والمعونة والسلاح حتى يستطيعون مقاومة كتائب الظالم القذافي الشرسة التي تريد محق وسحق الثورة بأي ثمن …
وقد حضر الرفيق رمضان بن عامر المؤتمر بصفة إعلامي يحمل بطاقة صحفي ووجهت له الدعوة، أما عني فلم توجه لنا دعوة ولم أحضر شخصيا حيث بعض المسؤولين الليبيين في الدوحة عن المؤتمر حديثى نعمة وسلطة لا وفاء لديهم للمناضلين الصادقين بل همهم هو الظهور على الشاشات المرئية وهم لايساوون ونسوا وتناسوا أننا نحن زرعنا بذور التمرد والمعارضة لنظام القهر منذ البدايات وتحملنا المخاطر والبعض منهم مايزالون صغارا بالسن …
بل تابعت الامر على شاشة قناة الجزيرة وسمعت الكثير عنها في الجلسات الخاصة بالمساء، وتأسفت أن ليبيا بدأت في مرحلة خطيرة وصراعات على السلطة والظهور على العلن والثورة في عز أيامها من قتل وسقوط شهداء ضحايا والقذافي المجرم لم ينتهى بعد …
البعض من المنافقين الذين لا يمتون للنضال الحقيقي بأي صفة بقدرة قادر وظروف معينة يصعب الشرح لها يصبحون في المقدمة ومن الأوائل وهم خشب مسندة يحسبهم البسطاء الغافلون أنهم أعلام وهم أشباه رجال للأسف…
الكثيرون رحبوا بقيام الحزب الجديد وأبدوا الإستعداد للدخول والمساهمة وللأسف مع الوقت تم التقصير من البعض مما أدى إلى تهميشهم، لأن كل واحد منهم له حساباته الخاصة ونحن كمؤسسين لنا حسابات قوية أخرى خاصة، لا نريد الضعفاء الثرثارين ولا المتسلقين المنافقين ولا أي مواطن كان في يوم من الأيام من ضمن النظام السابق في وظيفة قيادية مارس مساندة القذافي خلال عهده الأسود من التغلغل في أوساط الحزب تحت أي ظرف ومغريات حتى نستطيع الصمود والتصدي للقذافي ونظامه، فنحن في حالة حرب وثورة، ولا مكان لأي متسلق منافق بأن يركب الموجة على أكتافنا …
السهرة فى الغرفة بالفندق مع الرفيق رمضان النائب الأول فى الحزب منذ بداياته وتأسيسه حتى الساعة الثانية صباحا ونحن نستعرض جميع الاحتمالات وكيف نستطيع العمل المنظم والمساهمة الفعالة القوية في الثورة كأول حزب جديد على الساحة النضالية، وعدم فتح الفرص للمنافقين من تضييع وتشتيت جهودنا المخلصة تجاه قضية الوطن السامية …
يوم الخميس 2011/4/14م، لانوم مريح حيث تبقت بضعة ساعات للسفر وكان الموعد على الساعة الخامسة صباحا الخروج من الفندق إلى مطار الدوحة للسفر إلى الإسكندرية على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية رقم " 340 "…
الساعة الأولى من الطيران كانت صعبة من هبوب الرياح والعواصف القوية الشديدة مما جعلت الطائرة الضخمة تتأرجح فى الجو مثل القشة ومعظم الركاب خائفين من الإهتزاز حيث لا قدر الله تعالى أن يحدث أي شئ يؤدي إلى كارثة…
وصلنا بعد عدة ساعات طيران الى مطار برج العرب بالإسكندرية ومرت الأمور سهلة أثناء المرور على الجوازات والجمارك نظير الدخول بجوازات السفر الأمريكية، ورأسا إلى المدينة التي تبعد مشوار طويلا في الزحام للمرور ، حيث أقمنا في فندق شيراتون في آخر الكورنيش وقد تغيرت الاسكندرية تغييرا كبيرا وتطورت عن السابق في البناء والتشييد وبالأخص الكورنيش على شاطئ البحر، حيث لي سنوات عديدة حوالي 7 سنوات من آخر زيارة لها …
تمت إتصالات عديدة بالهاتف مع إبنى محمود في بنغازي وإبني مصطفى في أمريكا لمعرفة الأخبار الدقيقة وما يحدث على أرض الواقع من أحداث صعب على المراسلين للقنوات العديدة الوصول لها بسهولة …
إتصال مع الحاجة في دالاس تكساس حيث كانت في بيت إبنتي الدكتورة أميمة لرعاية الحفيد يوسف المولود الجديد، وقمت بتحضير الحقائب إستعدادا للذهاب بالغد إلى الوطن ليبيا الحبيبة بالبر، وتم الترتيب مع إبن أخي خالد صالح والمقدم بالجيش عبدالله الماجري" الكيرطي" بأن يستقبلنا في الحدود الشرقية بلدة إمساعد حتى لا نتعطل لأي سبب كان…
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة …
No comments:
Post a Comment