Monday, April 8, 2013

شاهد على العصر 93



بسم الله الرحمن الرحيم 


     الاسبوع الأول من الثورة في المنطقة الشرقية، مر من عمر الشعب الليبي والقتال الشرس يتواصل بين الطرفين  بقوة …  كل طرف يريد النصر والنجاح والفوز مهما كلف الثمن الغالي من شهداء ضحايا وإراقة دماء  الجرحى والخراب والدمار للبنية التحتية والحرائق بدون حساب لجميع مرافق الدولة وبالأخص الأمنية او التي  لها أي صلة بالقمع وإخراس وكتم الأصوات الحرة   من مكاتب اللجان الثورية  على إمتداد المنطقة.

 سقوط المئات من الشهداء ضحايا الرصاص  المنهمر على الاجساد والرؤوس من كتائب القذافي  التى تحاول جاهدة اجهاض الثورة المتنامية بقوة وعنف بجميع السبل اللاأخلاقية ضد القوانين الدولية الشرعية والأعراف لإرغام الثوار على التوقف والكف عن الثورة وعدم المطالبة برحيل الظالم .

كلما يزيد العنف الغير مبرر كعادة النظام الارهابي الفاسد، كما عمل ويعمل بالسابق كرد فعل احترازي في جميع الحالات السابقة خلال الانتفاضات الكثيرة التي باءت بالفشل   طيلة 4 عقود ونيف، حيث القذافي المجرم   لا يحاسب على ارواح البشر ولا يهتم بهم، المهم النجاح والنصر مهما كانت دناءة الوسائل

كلما يزيد الإصرار من النظام على سحق الثورة الشعبية، الثوار احرار الشعب يزدادون عنادا وتحديا، مما فلت الزمام من القذافي تماما،  حيث الثورة سرت  مسرى النار بسرعة في الهشيم الجاف من كثرة الظلم والضغوط القاسية نظير الفساد والإفساد والقتل الغير مبرر لأحرار الشعب الأبي الذي صبر طوال 4 عقود ونيف ينتظر ساعة الثورة والخلاص 

 أصبحت  ثورة عارمة في بضع أيام قليلة في جميع أنحاء الوطن، ليست من مدينة واحدة حتى يتحكم  ويسيطر أو يستحوذ عليها ويحاصرها حتى تموت في مهدها، وبدأ مع الوقت يزداد تخبطا وأخطاءا جسيمة في قراراته وأفعاله والثوار الأشاوس يزدادون إصرارا ان النظام هشا فقد أعطاه  الشعب نظير الخوف والرعب من عيونه وجلاديه بالسابق   أكثر من حجمه

لما زاد الاصرار والتحدي من الثوار الاشاوس أصبح  النظام مع الوقت يتضاءل غير قادرا على مسك زمام الأمور لا يستطيع الصمود مهما عمل… لأنه في الداخل هش لا يقف على أرض صلبة  عاث الفساد ولم يكسب الود والاحترام طيلة ايام الحكم الاسود!!! 

 الفرق واضح جداً، جنود الكتائب ينفذون ألأوامر العشوائية المتضاربة  والثأر من الأسرى الاحرار بالقتل الفوري والذين رفضوا تنفيذ الاوامر من جنود الكتائب لضرب مواطنيهم الليبيين السجن في الحاويات الحديدية بدون طعام ولا شرب ماء حتى الموت في ظروف مناخية شديدة الحرارة .

جميع هذه الأوامر الظالمة الجاهلة المجردة من العواطف الانسانية التي تدل على القسوة والعنف  من قادتهم المجرمين لقاء البقاء والعيش والحياة الرغيدة على أكتاف الشعب البرئ، نظير الوعود من القذافي المجنون بالجاه والمراكز والمزايا والمال حتى  يحاربوا

القذافي وزمرته المجرمة الفاسدة  يدفعون أموالا خيالية كل يوم لأزلامهم المرتزقة الموجودين في ليبيا، الذين أتوا من عدة  أماكن بالعالم وبالأخص الجنود من أفريقيا والخبراء من روسيا والقناصين والقناصات من البوسنة وبعض الدول الاخرى من امريكا الجنوبية .

هؤلاء  المرتزقة لا إيمان لهم… لا عواطف ولا حب وولاء  للقضية ولا أي إستعداد للتضحية والفداء من أجلها، لا يريدون الموت في ساحات المعارك والمواجهات مع الثوار الاحرار حيث القضية السامية لا تمت لهم بأي صورة من الصور، همهم المال والقبض وقتل البشر وكأنهم حشرات تنفيذا للأوامر وحماية للظالم ونظامه الفاسد لقاء القبض المجزى بدون حساب 

الثوار الشباب يحاربون بقوة وعنف من أجل  عقيدة جوهرية نابعة من القلوب، مبادئ سامية  وقضية عادلة، لا يهابون الموت  بل يطلبون الموت فداءا والشهادة مما أعيت الكتائب شراستهم وقوتهم وعدم الاستسلام في المواجهات الشرسة  وهم يواجهون أعتى السلاح الحديث والتدريب الجيد للكتائب على أحدث ما وصل له العلم من أنواع القتال على أيدي خبراء .

مع العلم  ان الثوار ليس لديهم التدريب الجيد ولا السلاح المطلوب بل يحاربون بصدور عارية لديهم القناعة والإيمان بعدالة القضية… يحاربون  بالسلاح الذي يستولون عليه من  الغنائم في ساحات المعارك تدفعهم العناية الإلاهية إلى النصر المبين  يعرفون عن قناعة وإيمان أنه مهما طال الوقت سوف يسقط النظام العفن ويتحصلون على القذافي حيا أم ميتا،  لا محالة

العالم يتخبط بدون أي نتيجة تذكر في الاسبوع الأول من قيام الثورة المجيدة، تم اصدار قرارات وبيانات هشة من الامم المتحدة والجامعة العربية على الورق أيام الأزمة   تدين نظام القذافي  وتطالبه بالكف عن إراقة الدماء لأبناء الشعب العزل من السلاح ، والقذافي وكتائبه على الارض في غيه غير مهتم بهم يعيث في الارض فسادا

يوم 2011/2/27م  تمت اتصالات عديدة مهمة مع الكثيرين من الأعضاء المتواجدين  حول العالم بالهاتف والإيميلات عن طريق الحاسوب للتدارس في الامر وكيف الطريقة السليمة لنجدة إخوتنا الليبيون الحقيقيون الثوار  داخل الوطن، ووصلنا إلى قرار مهم هو الاستنجاد بالإدارة الامريكية لوضع حد لجنون القذافي قبل ان يسحق المنطقة الشرقية بقوة وعنف التي يكرهها من القلب نظير الثورات العديدة والتمرد على حكمه  طوال عهده الفاسد 

رتبنا صيغة البرقية العاجلة، وبعثت بها إلى الرئيس الأمريكي في البيت الابيض، الرئيس باراك أوباما عن طريق " الإيميل " طالبا من الله عز وجل التوفيق والنجاح في المسعى المهم، حيث الكثيرون وقتها وبالأخص العزل من السلاح، ضحية آلة الحرب القذافية الشرسة  حيث كل لحظة نتأخر فيها عن النجدة بالمتاح، يسقط فيها ضحايا بدون عدد 

 ضحايا شهداء يسقطون قتلى وجرحى ومعاقون وحرائر تنتهك أعراضها والبعض من الرؤساء والحكام العرب والأجانب مايزالون  ينتظرون غير قادرين على إتخاذ القرار الصحيح للنجدة، أليست بأمر مؤسف ومأساة ؟؟ 

مرفق نص البرقية باللغة الانجليزية كاملا وعليها ساعة ويوم الإصدار للذمة والتاريخ فهي جزء من تاريخنا المجيد المعاصر الحاضر… تقول وتصرخ بأعلى الأصوات  إن ليبيا مازالت تنجب الرجال لم تعقم بعد… والترجمة العربية، حتى تعطى الفرصة للقارئ الكريم بأن يعرف القليل عما حدث من وراء الستار عن أعمال البعض من المناضلين في الخفاء 

رحمنى الرب القادر وكنت آحد هؤلاء  المناضلين في صمت  من وراء الستار، لا أريد حب الظهور ولا الجري  للوصول إلى مناصب  ولا حب الشهرة مثل مايعمل الكثيرون من أشباه الرجال الآن …
إنما الأمل أولا،  الحصول على الأجر من الله عز وجل المغفرة والغفران … وثانيا، خدمة ليبيا وطننا الغالي بالروح والدم حتى يسقط الظالم وينتهى الظلم ونستنشق هواء الحرية العليل وننهض بوطننا للإمام، ورجال ليبيا الاحرار الثوار قادرون بإذن الله تعالى بالنهوض به في فترة بسيطة للقمة، مهما حدثت من أخطاء وصراعات   حيث لدينا جميع المؤهلات من الشيوخ الحكماء والنوابغ المتعلمين، الشباب الحر القادر على الصمود والتصدي،  الثروة والموقع الجيد، الطقس الحسن وقلة العدد … وعشرات الأشياء التي حبانا بها الخالق وأهمها نعمة الإسلام  والدستور الإلاهي النابع من السماء من الله عز وجل،  وليس من عقول البشر 
وهذا النص  المرفق 


و هذه ترجمة الرسالة 

السيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، المحترم …

فخامة الرئيس، 

اسمي رجب زعطوط و انا مواطن ليبي/امريكي قضيت عمري في الإقامة بين البلدين… إن هدفنا الأسمى هو الحرية لشعب ليبيا و ازاحة القذافي عن الحكم، و نريد أن يقرر الشعب مصيره بدون تدخل عسكري اجنبي مباشر في الموضوع. إن الشعب الليبي يرفض فكرة فرض الفصائل المعارضة التي تعيش خارج ليبيا لتحكمهم وتقودهم. إنه مثل أي شعب أخر في العالم يريد الإستقلال التام و الديمقراطية والإنتخابات الحرة والتعاون الكامل مع الولايات المتحدة.

فخامة الرئيس، إن على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إتخاذ الخطوات التي تستوجبها الأزمة الحالية في ليبيا. إن تصاعد العنف إلى مستويات غير مسبوقة والإصرار الذي بات واضحا من طرف نظام القذافي على استخدام كل الأسلحة المتاحة له ضد الشعب الليبي، جعلنا نقف الآن على أبواب كارثة اخلاقية وانسانية …

إن إتخاذ الخطوات غير الملائمة قد لا يؤدي فقط إلى عدم إيقاف المذبحة المرتكبة حاليا بحق الشعب الليبي بل قد يؤول إلى التشكيك في نوايا الولايات المتحدة الأمريكة وأوروبا و تشبثهما بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والحريات. 

لكل ما تقدم من الأسباب، أدعو الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى إتخاذ الخطوات التالية، وبدون تردد: 
1. فرض منطقة حظر طيران لوقف تدفق المرتزقة الأجانب. 
2. التشويش وإعتراض الإتصالات داخل طرابلس قصد منع التواصل بين القذافي وقواته.
3. تجميد إرصدة الحكومة الليبية في امريكا واوروبا 
4. وجوب محاسبة المجموعة الدولية للقذافي وافراد عائلته واعوانه وكل من شارك في المذابح ضد المدنيين والوقائع التي يجرمها القانون الدولي. 
5. تقديم المساعدة الإنسانية ومد العون للشعب الليبي بأقصى سرعة. 

سيدي الرئيس، إن للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلتزام أخلاقي لإيقاف عنف النظام الليبي المجرم ووضع حد له. لا يوجد وقت للإنتظار أو التردد في أخذ القرار الحاسم.

إن الشعب الليبي وشعوب الشرق الأوسط كلها تنتظر منكم الرد الحاسم والسريع لإثبات الزعامة الأمريكية عند الأزمات.

مع فائق الإحترام 

رجب زعطوط

وجاء الرد السريع  من الإدارة  وفي اليوم الثاني حدثت الاجتماعات في مدينة فرجينيا بيتش عن طريق احد المتقاعدين " ج م "  ذو الرتبة العالية في البحرية الامريكية والذي كان  صديقا شخصيا للسيد " جورج بوش الأب " والسيد " ماكين " عضو مجلس الشيوخ و المرشح السابق  للرئاسة  الأمريكية

وتم التوجيه من أطراف مسؤولة بالتفاهم مع أحد الشركات الأمنية للتعامل فيما يتعلق بما يحتاجه الثوار وصناع القرار في ليبيا،  من عتاد ومواد وسلاح  ومواد طبية بدون حساب عن طريق دول خليجية أخرى ضمن أخطبوط كبير، بحيث يصعب على  أي جهة أن تتابع وتعرف ماذا يدور من سياسات بعيدة المدى في الخفاء ووراء الستار، نحن كشعوب  عربية لا نعرف منها  إلا القليل القليل

الكثيرون من المسؤولين في الادارة الامريكية تعاطفوا معنا في القضية النبيلة السامية وكان لهم الدور الكبير في صنع القرار الأمريكي الخطير والذي خاطر السيد الرئيس "باراك أوباما " بكرسي الرئاسة من أجله و من اجل حرية الشعب الليبي عندما أعطى الأمر الفوري، دون إنتظار إذن من الكونغرس، بالقتال وضرب الصواريخ لأهداف معينة في طرابلس وبعض المناطق العسكرية الحساسة  لشل آلة الحرب القذافية، وسمح لقوات الناتو حيث الغرب شركاء وعلى رأسهم فرنسا بالضرب والقصف الجوي الفوري والتصدي  للرتل المهاجم  لبنغازي ومساندة الشعب الليبي الثائر في الساعات العسرية، ساعات الضيق والخطر، ساعات الحياة او الموت !!!!!

إن القصف لو تأخر بعض الوقت،  لكان الشرق وبالأخص مدينة بنغازي تعرض لمآسي فظيعة، خراب ودمار، قتل وهتك أعراض الحرائر من جنود الرتل خيرة قوات القذافي الذي كان يعدهم  لمثل هذا اليوم الأغبر، القادم برا والذي بلغ طوله حوالي 40 كم،  نظير التعنت والحقد الأسود عليها من القذافي الاهوج، بدون الرجوع إلى مجلس الشيوخ وطلب  الموافقة بالحرب  والسماح بالتصدي للطاغية  القذافي والضرب الجوي للأهداف   حيث الأمر مستعجل لا يتحمل البطء ولا  الإرجاء 

حياك الله تعالى ياسيادة الرئيس أوباما على القرار والموقف الشجاع عندما أصدرت الأمر وساندت الشعب الليبي في الساعات الحرجة، وأعلم أن الشعب الليبي يحفظ الجميل ولن ينسى  ماذا فعلت… وليس مثل الكثيرين من أصحاب القرار من ملوك ورؤساء عرب وأجانب   الذين ليست لديهم الشجاعة الأدبية حتى يقرروا النجدة في الساعات الحرجة لشعب قليل العدد برئ من الطاغوت والظلم 

                     رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة …  

No comments:

Post a Comment