Saturday, April 6, 2013

شاهد على العصر 91




بسم الله الرحمن الرحيم

    قررت السفر إلى امريكا لمراجعة الأطباء والعلاج وجهزنا الحقائب للسفر وبالمطار تم إرجاعي حيث اسمي موجود على الحاسوب ضمن المجرمين المطلوبين للعدالة، ولم يتم القبض والحجز والتوقيف بالسجن، بل نظير الواسطة تم إخلاء سبيلي حتى أراجع المسؤولين حيث زج بإسمي من النائب العام المصراتي في قضية إجرام ارهابية واغتيالات سياسية من  أحد الجهات في الخارج وأنا برئ منهامع المحامي جمعة اعتيقه الذي تم القبض عليه وإيداعه السجن، ووصلتني أنباء من مصادري الخاصة  انني المرشح  الثاني للقبض علي في أول فرصة مما تطلب الأمر أن أختفي وأتوارى بعض الوقت حتى أرتب الإتصالات مع البعض من المسؤولين للمتابعة حتى  لا يقبض علي وأنتسى مع الوقت في السجن بدون محاكمة، فقد كان  النظام هشا يعتمد إعتمادا كبيرا على المعارف والواسطة .

غيرت مكان الإقامة إلى بيت الدكتور خميس دربي في عين زارة طرابلس، حيث زوجته إبنة أختي حتى أصبح بعيدا عن العيون  مؤقتا، وإشتريت جهاز هاتف و شفرة اخرى بأحد الأسماء واستعملته لمدة أسبوعين خوفا وتفاديا للمراقبة والملاحقة وقمت بزيارة سرية إلى مكتب وزير العدل صديقي السيد مصطفى عبدالجليل الذي طلبت المشورة والنصح مما أفادني ان أقدم نفسي طواعية للعدالة حتى  يبتون في الأمر بدلا من التهرب 

رجعت إلى الشقة السكنية حيث أسكن مؤقتا في شارع النصر  وكنت مرهقا وبحاجة إلى المراجعة والعلاج السريع في امريكا، وعن طريق المعارف تعرفت بالمسؤول في أمانة الداخلية مدير أحد المراكز  للشرطة  عن المراقبة عني الذي حضر إلى الشقة وقال لي إن  الجماعة في الشارع يراقبونك لحظة بلحظة، حضر نفسك ومتى ترغب قدومهم للقبض عليك بلغني هاتفيا حتى أبعثهم لك، وقلت  له دعهم يأتوا بعد ساعة واحدة أنا جاهز، مستعد للذهاب معهم إلى المكان المطلوب 

أوصيت إبني محمود عن ماذا يعمل اذا غبت طويلا وأن يتصل بالقنصلية الامريكية عسى ان تقوم بأي شئ وذلك لارهاب النظام حتى لا تكبر القصة، وأنا عارف انها مناورة  فاشلة، حيث السفارة لا تهتم بأي مواطن في وطنه الأصلي وخاصة إذا دخل بدون الجواز الامريكى وعليه التأشيرة المحلية، بل دخل لوطنه بجواز سفر الوطن نفسه مما يصبح خارج الحماية على ما أعتقد 

فالنظام شرس عنيد لا يحترم أية قوانين ولا أعراف، يعيش على الإفراط في القوة ليخفي الضعف  الشديد في مفاصله  حتى لا يضيع بسرعة وينتهي  

حضر أحد رجال الأمن باللباس المدني إلى السكن، وبكل أدب وأخلاق  بناءا على التوصية من رئيسه، طلب مني مصاحبته وودعت إبني محمود ومشيت معه حتى باب العمارة حيث كان ثلاثة آخرون ينتظرون وركبنا السيارة الواقفة بجانب الرصيف، وتم فتح الباب لي وركبت بالخلف وسط رجال الأمن من الجانبين والثالث بكرسي المقدمة بجانب السائق . 

ورأسا إلى مبنى الأمن الخارجي مما ارتحت نوعا ما حيث رئيس الجهاز السيد موسى كوسة من أبناء العمومة وتربطني به صداقة ومودة، ووصلنا إلى الادارة العامة  في أول الطريق إلى ضاحية تاجوراء،  ودخلنا من الخلف إلى المباني العديدة بعد أن مررنا على الحراس في البوابة وتم تسليمي إلى احد الضباط المسؤولين وغادر الجماعة وانتظرت طويلا، وانا قلق ومريض من المعاناة والتعب أحاول قدر الجهد أن اتماسك ولا أشعرهم كم أنا أعاني من المرض والتعب والإرهاق والقلق .

وتمت اتصالات عديدة  من الغرفة المجاورة حيث كنت أسمع الاصوات بدون وضوح حتى أعرف ماذا يقول  للطرف الآخر، وبعدها جاء الضابط وقال نظير حالتك الصحية لا أريد إيداعك السجن لدينا … يمكنك الرجوع إلى بيتك للراحة وغدا وعدا منك بأن تكون الساعة التاسعة في مبنى نيابة شمال طرابلس للتحقيق معك 

ووعدت الضابط بأنني سوف اكون في الميعاد، وطلبت منه أن يوصلنا احد رجاله إلى السكن حيث لا اريد المشي في الممرات الكثيرة الخارجية حتى لا يوقفني الحراس، مما فعل، وبعد الساعتين كنت بالسكن في الفراش من الإرهاق المعاناة والمرض والقلق بماذا يخبئه لي القدر

بعد الأصيل تمت اتصالات هاتفية وقابلت احد المحامين المشهورين وطلبت منه القدوم غداً ومرافقتي في التحقيق مما وعد 

اليوم الثاني حسب الوعد كنت بمبنى النيابة وبدون تعطيل لانه علي توصيات من العديدين بأن يعاملوني بإحترام وتقدير، وتم التحقيق بحضور رئيس النيابة واحد الوكلاء والكاتب الذي كان يدون المحضر وكانت الأسئلة تدور على حدث معين وانا برئ منه مما تكلمت بصراحة وبدون مواربة ولا كذب ولا تزوير للحقائق والطمس مما تعاطفوا معي في الأسئلة وشعرت انهم في صفي ولكن مأمورين لا يستطيعون الخروج عن المطلوب منهم 

ونهاية التحقيق أنني عدوا للنظام ولكن لا توجد إثباتات دامغة حتى يأمرون بالحبس على ذمة التحقيق وكان المحامي معي في كل جواب يراقب ويصحح في بعض الاحيان الأجوبة بطريقة قانونية، والنهاية الإفراج مع المتابعة، وقلت لرئيس النيابة انني أريد السفر للعلاج مما قال قدم لنا طلبا وسوف ننظر في الامر .

واليوم الثاني تم تقديم الطلب للسفر سفرة واحدة حتى يتم العلاج مما وافقوا على الامر وبعد يومين من  الإفراج  وشطب الاسم من الممنوعين من السفر من حواسيب المطار والحدود البرية والبحرية مؤقتا والسماح  لي بالمغادرة للجماهيرية لسفرة واحدة لغرض العلاج .

مما أسرعت في المغادرة والرحيل قبل ان تحدث أية ملابسات ويغيرون رأيهم ببساطة، ورأسا إلى مطار طرابلس للسفر، وبعد اجراءات بسيطة كنت مع الحاجة على متن الطائرة الخطوط الجوية الالمانية إلى فرانكفورت لقضاء ليلة هناك، واليوم الثاني بالصباح  المغادرة والسفر إلى مدينة واشنطن  "دي سي" عاصمة امريكا .

قضيت عدة اسابيع في العلاج وزيارة الأولاد في مدينة فرجينيا بيتش على الساحل الشمالي وبعدها إلى مدينة دالاس في الجنوب في ولاية تكساس، ورجعت إلى ليبيا حيث  البعض من المسؤولين كانوا مستغربين أنه تتاح لي الفرص بالهرب وعدم الرجوع  أكثر من مرة، وأرجع من جديد، وكنت أقول لهم أولا،  حسب الوعد والعهد للرجال الأصدقاء والمعارف  الذين ضمنوني بالسفر والرجوع  للوطن، وثانيا،  أنا برئ مظلوم متهم بأمور خاطئة يريدون جعلي كبش فداء، وثالثا،  أن ليبيا وطني جذوري نابعة منها ،،، لن اتركها مهما كان الحال والتضحية  ومستعدا للموت فيها فهى أمي وأنا إبنها

في احد الايام في شهر أغسطس عام 2011م بعد غداء دسم يوم جمعة  في بيت الدكتور خميس دربي  في عين زارة  طرابلس، نمت فترة القيلولة وحلمت برؤيا بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام، رأيته رأي العين وهو يمر بجانبي بدون أن يتوقف في الزحام امام مدخل مقبرة في مدينة درنة، وسألت جاري بإستغراب عن من يكون هذا الرجل؟؟

ورد الجار وقال ألا تعرف !!! هذا هو النبي الرسول سيدنا محمد عليه السلام، مما دخلت إلى المقبرة بسرعة أبحث عنه، ووجدته بالآخر يحفر في قبر، وقلت له ارتاح وأمسكت بالفأس وبدأت أحفر بدلا عنه وهو جالس على كوم الأتربة يسبح بمسبحة لله عز وجل .

بدأت أحفر بقوة وهو يتطلع لي، ووجدت صخرة تعترضني، ورفعت الفأس وقلت بصوت عالى بسم الله تعالى وبجاه سيدنا محمد عليه السلام  وخبطت الصخرة بقوة مما تشققت وتكسرت إلى قطع  وتطلعت إلى الرسول مزهوا، وشاهدته وهو يبتسم مما نهضت من النوم مذهولا من الرؤيا والحلم  وأنا أرتعد والعرق الغزير يغطي الجسم،
خرجت إلى باحة البيت حيث وجدت الجميع موجودين متحلقين يسمرون على طهي الشاي والدكتور خميس يشوي أكواز الذرة على النار، وقلت لهم على ماشاهدت مما إستغربوا من الأمر والرؤيا وهنأتي زوجتي حيث دائماً قديرة في التفسير، وقالت هنيئا ياحاج بالرؤيا ومشاهدة الرسول النبي محمد عليه الصلاة والسلام " أبشر فقد جاء الفرج وسوف ترتاح عن قريب " من جميع الهموم والضغوط النفسية والمادية …  مما فرحت وسعدت من تفسيرها .

وفعلا كانت رؤيا وحلما سعيدا فبعد بعض الوقت قبضت مبلغا ماليا كبيرا من الدولة نظير مستحقات الشركة التى تم الزحف والتأمين عليها عام 1978 م الغير متوقعة من نظام القذافي الشرس بأن أقبض الملايين من الدينارات، بضربة حظ وتوفيق من الله عز وجل وأنا عدوهم من أول يوم على رأس القائمة ورقمي بالخارج رقم 8 على لائحة الإغتيالات من اللجان الثورية من فرق الموت، إنها معجزة تدل على  رضاء  الله عز وجل ودعاء ورضاء الوالدين والناس عني حتى قبضت الصك بعد جهد وجهود وتعب وأنا غير مصدق 

سددت جميع الالتزامات في خلال أسبوع من الزمن بحيث أغلقت الملفات والديون السابقة  إلى الابد وأصبحت نظيفا بدون هموم كما كنت من قبل، وخفت ان يضيع المال من بين يدي في أعمال ممكن تخسر حيث في الجماهيرية الخضراء لا وعود صادقة ولا مواعيد ثابته بل جميع المواضيع  شائكة على حسب مزاج العقيد المعقد، الحظ يلعب الدور الكبير .

إشتريت عدة أملاك وعقارات بإسم الاولاد في حالة أية تأميمات وزحوف غوغائية  مستقبلية اراض شاسعة في مدينة شحات الأثرية عاصمة دولة الإغريق في ليبيا منذ ثلاثة آلاف عام مضت، وقطعة ارض كبيرة على ساحل  البحر للمستقبل في الطريق مابين  بلدة توكرة وبلدة  طلميثة، لاستغلالها في مشروع سياحي كبير نظير قربها من مدينة بنغازى  شرقها بحوالي 70 كم، وإشتريت مزرعة في أطراف مدينة دالاس بأمريكا وبها بيت كبير جميل للعائلة، أقمت به وأحضرت إبني المبروك الذي كان أعزبا مطلقا زوجته  وحفيدي آدم الذي عمره اربعة سنوات للعيش معنا تحت رعايتنا ورعاية جدتهإبنى المبروك طلق الزوجة الامريكية نظير الخلافات العديدة ، وأصبح  بدون زوجة، وإنشاء الله تعالى سوف يجد بنت الحلال ويتزوج  وتكون  له عائلة ترعاه وترعى الحفيد الصغير 

                    رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة 

No comments:

Post a Comment