بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الضربات القاصمة من الغرب، امريكا والاتحاد الاوروبي "الناتو" التي قطعت وقصمت ظهر الطاغية، لم يتوقعها القذافي ولم يحسب لها المجنون أي حساب نظير الغرور والجبروت وكبر النفس ونفاق المنافقين المحيطين به مثل السوار على المعصم مما زاد عن الحد وأعتقد أنه المختار مميزا عن الآخرين، وزاد الهم والغم عشرات المرات الضغط الهائل صمود الثوار الليبيين الشرس من جميع الأطياف والشرائح والقبائل في جميع المناطق دفعة واحدة في أرجاء الوطن ليبيا.
تشتت قواته ولم تعرف أين تحارب حتى تتفوق وتنتصر كالعادة بالسابق تطوق المنطقة تمنع الداخل والخارج حتى تنهى وتخمد أي إنتفاضة تحدث… لكن الثورة المجيدة جعلت الزمام يفلت من يد القذافي الأرعن والقبضة الحديدة تتحطم، ولم يستطيع مسك زمام الامور وينتقم من الأحرار بعنف كما كان يفعل بالسابق، بل يهدد الثوار في القنوات المرئية وهو بدون أسنان حتى يعض ينتظر في المنية الآتية عن قريب بإذن الله تعالى .
للذكرى والتاريخ عدم التهميش ولا النسيان من أبناء الشعب الليبي الجماهير الحرة، الصناديد الرجال الثوار الملتزمين الإسلاميين الذين حاربوا في افغانستان والعراق وداخل ليبيا قبل الثورة المجيدة، الذين حاربون النظام بشراسة وعنف متواريين في الخفاء يتنقلون من مكان إلى آخر بالمنطقة الشرقية في ربوع الجبل الاخضر سنيين عديدة يحاربون الطاغية القذافي بالسلاح ولم يستطيع هزيمتهم مثلما فعل بالسابق …
حيث لهم الدور الكبير في تحمل الأعباء والتضحيات الجسيمة لأنهم تدربوا بالخارج ضد الروس عندما إجتاحوا إفغانستان بدون وجه حق نظير جبروت ومصالح، وبعدهم الأمريكان في أفغانستان والعراق في ساحات القتال تدريبا عاليا راقيا على الكر والفر والجهاد في سبيل تحقيق الاهداف السامية التي مؤمنون بقناعة بها، ينادون بها طوال الوقت مهما قدموا ودفعوا الثمن الغالي من القتل والتعذيب والسجن .
أصبحت لهم خبرات عظيمة في حرب الثوار طلاب الحرية، " الغوريلا " معظمهم قياديين لهم عقيدة ومبادئ وأجندة يعملون على تحقيقها بأي ثمن … وقفوا موقف رجولة في الصفوف الاولى مع الشباب الثوار صغار السن الذين قاتلوا بشراسة حتى النهاية والنصر .
الكتائب المكونة على عجل من مدن المنطقة الشرقية من المرج والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق الغير مدربين على استعمال السلاح، تجمعوا في مدينة بنغازي وضواحيها للدفاع المستميت عنها بالروح والدم، مثل كتيبة شهداء أبوسليم الأبطال من مدينة درنة المجاهدة، التى رفض قادتها التراجع من الميدان بل وقفت الكتيبة في شموخ وتحدي تقاتل بشراسة مع إخوتهم الآخرين في مدخل بنغازي الغربي، للرتل حتى لا يستبيحها، والجميع يشهد بالبطولات التي قاموا بها عن قناعة حبا في إعلاء كلمة الحق الله عز وجل حفاظا على الدين والوطن والرغبة فى الانتقام من الطاغية .
إختلطت الدماء من الشهداء الدراونة مع إخوتهم الشهداء من بنغازي والآخرين من أبناء الوطن في سبيل الحرية والخلاص من الطاغية بأي ثمن لانهم يعرفون عن يقين أن القذافي شيطان رجيم لعين يريد أن يستبيح المدينة بقسوة وعنف حتى تكون عبرة لبقية مدن ليبيا .
لكن مدينة بنغازى أرضها مباركة بها دعوات من الرب الخالق صالحة كل من أراد بها السوء تلاشى ورد كيده في نحره منذ مئات السنيين، لها إسم ومقولة شعبية فألها جيد حسن حيث أطلق عليها "رباية الذابح" كل من عاش فيها نجح، مدينة مباركة مثل الأم الحنون تستوعب الجميع فى أحشائها لا فرق بين مواطن أو آخر وبالأخص الغريب …
الضربات القاصمة الجوية من بعض الأبطال الطيارين الليبين الذين حلقوا في السماء كالنسور القاضية يدفعهم حب القتال والفداء من أجل الدفاع عن المدينة عن الكرامة حتى لا تستباح من جنود الطاغية، سقطوا شهداء بطائراتهم البالية عندما أصابهم رصاص وقذائف الغدر من الرتل صرعى شهداء ضحايا الواجب، هؤلاء الرجال الشهداء قاموا بادوار بطولية يعجز الوصف لها سوف يخلدهم التاريخ الوطني الليبي إلى ماشاء الله عز وجل …
القذائف الصاروخية من امريكا على أهداف عديدة مهمة في المنطقة الغربية والضربات الجوية القاصمة من قوات التحالف " الناتو " بقيادة فرنسا للرتل حتى دمر على الآخر وأضطر قادته للانسحاب إلى الغرب والتمركز في سرت.
الاستيلاء على معسكر الصاعقة فى بنغازى من قبل الجماهير الثوار فجأة وتحطيم القوة التى أرادت أن تتسلل من الخلف فى مطار الأبرق ،،، بحيث ضاعت الاتصالات وغابت المعلومات عن قيادات الكتائب القذافية القادمة المتجهة إلى بنغازي لمحوها من الوجود حسب إعتقادهم ونسوا وتناسوا أن مدينة بنغازي سوف ندافع عنها بالروح والدم إلى آخر نفس بالحياة نحن كأبناء الشرق والغرب والجنوب وبالأخص ثوار منطقة درنة.
النصر من عند الرب الخالق عز وجل، الذي وضع الاسباب الكثيرة لدى نفوس الاحرار من جميع أرجاء الوطن ليبيا حتى قاموا قومة رجل واحد ضد الطغيان والفساد، هبوا بعنف وقوة، صمدوا عن قناعة بأنهم مظلومين وأن الله عز وجل سوف ينصرهم مهما حاول وعمل اللعين عدو الدين القذافي وأعوانه الفاسقين لوقف الثورة ودهسها بقوة وعنف حتى تتلاشى وتنتهى كما كانوا يعتقدون ….
هذه الامور جميعها مجتمعة كانت الأساس في هزيمة ودحر الرتل مما زاد الثوار من العزم وقوة التحدي فقد تزعزع النظام نظير الهزيمة الغير متوقعة، وبانت علامات النصر آتية بسرعة في الأفق لرحيله من على أكتاف الوطن إلى الأبد.
منذ ذاك اليوم الاسود الذي تلاشى فيه الرتل ولم يستطيع دخول بنغازي بدأ العد العكسي في إنهيار النظام مما الكثيرون من المسؤولين بدؤا في الانشقاق عنه يريدون انقاذ أنفسهم من غضب الثوار أو المثول أمام العدالة بعد النصر ليحاكمون على ماعملوا من شر وشرور أيام كانوا بالسلطة يعيثون في الفساد ويساندون الظالم، إنشقوا بسرعة قبل ان تغرق السفينة التي أصيبت بألغام مدمرة جعلتها تتوقف وتغرق ببطء إلى القاع السحيق .
حاول النظام الوجود وتشبث بالحياة بجميع الطرق من ترغيب بالدفع الجزيل وكأن المال ماله الشخصي وليس لخزينة المجتمع، وترهيب بالقوة والعنف، وجند الكثيرين من رؤساء الدول وبالأخص الأفارقة للوصول إلى أي نوع من انواع الصلح بمناورات ومهاترات فارغة بحجج حقن الدماء والحفاظ على البنية التحتية من الدمار والخراب بالوطن …
ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، لأسباب عديدة مهمة، أولها، قرار الشعب الحر الرجال الثوار لا مساومات ولا مصالحة تحت اي ظرف، وثانيا هؤلاء الرؤساء والوسطاء ألا يعرفون من هو القذافي اللعين؟؟؟ أليست لهم عيون ورجال إستخبارات يحللون ويقدمون لهم التقارير عن ماذا يجري في الوطن ليبيا من مهاترات وجنون ؟؟ أم مسيرون لقاء صداقات ومصالح حتى يساعدون ظالم ؟؟؟ ألا يعرفون ان كل من يساند ظالم على البقاء يصبح مثله وعلى شاكلته لا فرق بينهما ؟؟؟
أسئلة كثيرة ترددت بالفكر والنفس عن العالم الخفي لدهاليز السياسة الرهيب الملئ بالألغاز والمؤامرات، لم أجد لها الحلول الشافية فهذا المجنون تبين جنونه ومجونه ودق بعض المسامير الاخيرة في نعش نهاية حكمه الأرعن أمام العالم الحر علانية صوتا وصورة …
وبالأخص عندما أتيحت له فرصة العمر لأول مرة وخطب من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك وبدأ يرمي الاوراق خلف ظهره متحديا أمام الجميع إلى تابعه الوفي بالخلف السيد علي التريكي الذي كان مذهولا غير مصدق الموقف والامر الصعب من التصرف الغبي غير قادر على نصحه نظير الخوف والرعب، تحدى ممثلي العالم من وزراء وسفراء ومسؤولين بسفاهة وقلة أدب وعدم كياسة وجنون ومازال للأسف البعض من الرؤساء والشخصيات الدولية يصدقونه ويحاولون الوساطة، وتثبيت بقاؤه على رأس السلطة في الوطن ليبيا والحفاظ على ماء وجهه من الهدر، أليس بجنون ؟؟ إنني لا أعرف السر؟؟ ولا أريد ان اعرف المعادلة والتي أساسها وركيزتها المال الرشاوي بلا حدود ومصالح خاصة على حساب دماء أبناء الشعب الأحرار الضعفاء !!!!
هؤلاء لايعرفون العقيدة الاسلامية السمحاء، ولا المبادئ العديدة ولا الخلفيات الأساسية عن الشعب الليبي الصبور الذي يزيد عنادا وقت التحدي السافر ومستعدا للتضحية بالغالي والرخيص مقابل الكرامة، حيث المجنون زاد عن الحد… وحق القصاص العادل بأن يرحل بسرعة ويهرب عن كاهل الوطن بأسرع وقت ممكن حيث النهاية الأليمة الأسر والقتل الشنيع قاب قوسين أن تحل،، وتنتهي الأسطورة المفتعلة بدون أساس إلى الأبد …
تم اللقاء الاول مع الشركة الأمنية في العاصمة واشنطن دي سي وقد علمت منهم من خلال الحديث والنقاش انهم قادرون على تدريب بضع آلاف من الثوار المختارين من قبل أساتذة كل فترة لخلق نواة أساسية وركيزة مستقبلية لجيش حديث فعال مع التزويد بجميع المعدات الحديثة من الاتصالات عن طريق القنوات الرسمية الامريكية، حيث مهمة الجيش الجديد المكون من الثوار الحقيقيين ضمن الضبط والربط مسك زمام الامور ووضع المخططات للقبض على القذافي الذي كل يوم تتردد مئات الشائعات والأخبار والدعايات عن وجوده وهربه إلى بعض الدول ومنها فنزويلا الى صديقه الرئيس شافيز او إلى دولة جنوب أفريقيا إلى صديقه الرئيس السابق نلسون مانديلا، والأقرب إلى دولة الجزائر او النيجر حتى لا يعاقب ولا يقتل .
وعندما تنتهي الثورة يصبح للدولة الجديدة الهيبة ووضع الامور فى نصابها الحقيقى ولا تترك الساحة الوطنية فارغة لكل من هب ودب، ودخلنا في تفاصيل عديدة لا مجال للبحث فيها … ولكن جميعها تصب في مصلحة الثورة القائمة لإنهاء المجرم القذافي في أسرع وقت.
وكان المخطط أن أصل إلى بنغازي وأقابل الرئيس المنتخب المؤقت للمجلس الانتقالي الاول صديقي السيد مصطفى عبدالجليل، وأعرض عليه ماذا تم من أمور في أمريكا وماذا أستطيع أن أفعله من مد يد العون والمساعدة لخدمة القضية النبيلة بلا جزاء ولا شكورا من أي أحد فهذا واجب على كل مواطن يحب الوطن مستعد للفداء بالروح والدم والعطاء بكل الجهد والمال لمساعدة الاخوان وقت الأزمة الخانقة والحرب الدائرة بعنف كل فريق مستميت يريد الفوز والنجاح والنصر على الآخر مهما كان الثمن غالي …
لم ترضى العائلة أن تتركني أسافر بمفردي لأسباب عديدة اولهما انني مريض بالقلب في طور النقاهة ومازلت تحت العلاج وممكن أسقط في أي مكان ضحية المرض والتعب والارهاق، أو أقتل في كمين من أحد فئات الخاسرين في الثورة المباركة المجيدة نتيجة المعارضة ضد النظام بحيث فرصة التصفيات قائمة فكل شىء تلك الايام وارد حيث اختلط الحابل بالنابل وكثيرون مندسون في اوساط الشعب والثوار وهم مايزالون طحالب مؤيدين للقذافي إلى آخر نفس يحلمون بالرجوع وحكم الوطن ليبيا.
حضر معي إبني، علي، كحماية شخصية ولخدمتي والاهتمام بي في التنقل من مكان إلى آخر…
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة …
No comments:
Post a Comment