Wednesday, September 12, 2012

شاهد على العصر 8


                           شاهد على العصر 

                          8




Port of Derna 
        استمريت في العمل التجاري  والاستيراد لمواد البناء وأقفلت المحل التجاري للسلع الغذائية نهائيا مع أن الوالد رغب أن يتولاه ولكن أشفقت عليه من العمل المرهق وهو على أبواب الثمانينات من العمر و أقنعته بترك محل الحدود والسكن في درنة والتقاعد والراحة حيث كان يقضي معظم الوقت في الجامع القريب "جامع الفتح" مع بعض الرفاق بغرفة صغيرة بجانب المئذنة  للسمر والحكايات و استرجاع الذكريات أوقات الضحى بالصباح حتى صلاة الظهر ومن صلاة العصر حتى صلاة المغرب ( رحمهم الله تعالى فالجميع موتى )  …

بعت  البضائع الموجودة به دفعة واحدة بثمن رخيص وقمت  بصيانة المحل وسلمته لصاحبه مع الشكر  ، وفتحت مكتب خاص لي في مبنى الوالد بجانب البيت مساحته كبيرة وقمت ببعض التقسيمات حتى أصبح عدة مكاتب وأثثته بأحسن الأثاث وقتها ووظفت  خمسة   موظفين بالمكتب وعلى رأسهم كمدير السيد محمد مصطفى بوشيحة الذي كان يعمل موظفاً  ببنك باركليز  وتم الإتفاق معه بأن يترك البنك ويعمل معي كموظف براتب مجزي وقتها والسيدان عبدالقادر سلطان  ، وجابر الهواري كملاحظين  في الميناء للبضائع المستوردة من الخارج مهمتهم الاستلام والتسليم وبالمساء يقدمون تقارير يومية للمدير حتى أضمن المتابعة ، والسيد مصطفى الشربيني محاسباً مصريا من المنصورة كمحاسب والسيد رمضان دوباج كفراش مسؤول  عن نظافة المكتب وتقديم المشروبات والقهوة والشاي للضيوف  ، وكانت المجموعة جيدة  والله تعالى يسامحهم على الرفقة والعشرة الطيبة خلال سنوات عديدة معا …

شركة زعطوط لبيع مواد البناء بدأت تشق الطريق للنجاح في السوق مع إبن العم ادريس المسؤول على البيع وكل يوم يقدم كشوفات بالبيع للمواد وأخذ إيصال الدفع للمبالغ المالية التي تودع يومياً في البنك حيث جميع عمليات الاستيراد للبضائع والمواد تتم عن طريق حساب شخصي واحد خاص بي وتحت توقيعي فقط حيث يستلم البواخر وتسجل القيمة الإجمالية وهو يسدد.  كان الإتفاق أن أية ديون بأمري الشخصي وتوقيعي التي لم تدفع من قبل الزبائن تسجل على حسابي الخاص آخر السنة ، كذلك المبالغ والديون بأمره مسؤول عنها ، وركزت على الاستيراد بطهارة ونقاء من غير أية عمولات كما يفعل الآخرون الآن ، وجميع مصاريف الرحلات والتنقل كانت من حسابي الخاص  ، خصما من حساب الوكالة البحرية الخاصة بي وليس لدي شركاء في أصل الشركة بل إتفاقات جانبية محدودة بأعمال جانبية والتي كانت أرباحها كبيرة تغطي  التعب  ، ولم احمل شركة زعطوط  لمواد البناء أية مصاريف لآخر لحظة في الشراكة حيث الخير العميم عم …

 أوصلت الزوجة إلى المستشفى عند الأصيل وهي تعاني من آلام المخاض ومعها أختي الكبيرة الحاجة خديجة لمساعدتها على الوضع ، وبالمساء مررت على المستشفى للإطمئنان ولكن لم يتم الوضع بعد وكانت عاداتنا من قبل أن لا يبقى الزوج في الإنتظار بالمستشفى بل يسمع الأخبار المفرحة أو الحزينة ، وذهبت للسهرة ولعب الورق والسمر  مع جماعة المغار الحاج صالح سرقيوة وغيره من الرفاق في بيت السيد إبراهيم ساسي ( رحمهم الله تعالى بواسع رحمته ) الذين يكبرونني سناً للسهر ولعب الورق وأنا فكري مشتت  على الزوجة التي تتألم …

 الساعة العاشرة مساءا من اليوم 30 أبريل عام 1966م  خرجت من السهرة ومررت على المستشفى وبصعوبة حتى دخلت من البوابة حيث لا زوار بالليل مهما كان الامر ،  ولولا المعرفة لم أدخل ومشيت على الأقدام  مشوارا طويلاً في الممرات تحت ظلال الأشجار العالية  حتى عنبر النساء  ذو الباب الخشبي الكبير المغلق وطرقت الباب عدة طرقات خفيفة حتى لا أزعج  النائمين وبعد فترة فتحت لي الباب إحدى الراهبات الإيطاليات (السوريلا) فقد كن وقتها هن الممرضات والمساعدات للأطباء  وطلبت منها ان تستدعي أختي  ، وبعد وقت قصير من الإنتظار أمام الباب ، جاءت أختي وهي فرحة وقالت بأن زوجة أخي صالح  قد أنجبت بنتاً و بأن زوجتي لم تنجب بعد. في الصباح الباكر يوم 1 مايو ذهبت مجدداً و تلقيت الخبر المفرح  و هي ميلاد بنتي الأولى  وشكرت أختي على البشارة  ورجعت للبيت فرحاً مسرورا بأنني أصبحت أبا وأبلغت الوالدان  مما فرحا و حمدوا الله هم  والأسرة جميعها على سلامة الأم والمولودة ودوت الزغاريد عالية …

عند الضحى ذهبت إلى المستشفى  للتحميد بالسلامة للزوجة والإطمئنان عليها وكانت أمي هناك جالسة على كرسي تدعوا الدعوات الصالحة  وتبارك فرحة مسرورة  وأختي الحاجة برفق وحنان ناولتني المولودة وأسميناها هدى وعندما رفعتها بين يدي لأقبلها شاهدت من خلال  زجاج النافذة الكبيرة ميناء درنة وهو مكتظ بالسفن بالحوض وبالخارج وعددتها وكانت 22 سفينة منها 3 على الرصيف تفرغ حمولاتها على ظهور عربات النقل الثقيل   والأخريات في الإنتظار وحمدت الله عز وجل على النعمة  والبركة و قلت في نفسي بأن هذه البنت مباركة فقد أتت و الخير معها!  لقد كانت معظم السفن إما ضمن وكالتي البحرية أو لشركات المقاولات التي كنت أمثلها و التي تعمل في مدينة البيضاء …

تم بناء سكن مريح واسع من عدة شقق والدور الأول سكن إخوتي الحاج صالح والحاج حسن كل في شقة خاصة به ، و إنتقلت من البيت الأول وسكنت بالدور الثاني وأمامي سكن الوالدين ومعهم أختي الكبيرة الحاجة  خديجة الأرملة مما إرتاح الجميع وأصبحنا جيران حيث استطيع السفر وأنا مرتاح البال على عائلتي من أي خوف وتعدي فقد كنت وقتها دائم الترحال إلى اليونان و إيطاليا وألمانيا ، لشراء المواد المطلوبة والبحث عن الجديد وزيارة المعارض والإشراف على الشحن حيث وقتها كنا نعاني الأمرين لا وجود  لإتصالات سريعة مثل الأن لهواتف نقالة ولا حاسوب وإنترنت تبحث فيه عن الجديد بل معظم العمل الزيارات الشخصية والعلاقات هي الأساس للعمل …

صيف عام 1966م إتصلت بي شركة إيطالية إسمها ريفيللي من  مدينة نابولي بإيطاليا عن طريق شركة سالكوست التي أتعامل معها حيث قد وقعت عقدا كبيرا وقتها لبناء 300 فيلا أرضية و 414 شقة سكنية في مدينة البيضاء التي كان العهد الملكي يخطط لجعلها العاصمة السياسية بدل طرابلس أو بنغازي كما ينص الدستور الملكي ، والتركيز شديد على التشييد والبناء لإستقبال الآلاف من الموظفين السكان ، وكانت فرصة كبيرة لمدينة درنة بأن تنهض وتتقدم ، حيث مدينة البيضاء غربها بمسافة قليلة حوالي 100 كم فقط …
اللقاء المفروض في معسكر شركة سالكوست المقام في رأس الهلال والرئيسي بالبيضاء على وجبة غداء عمل وفعلاً في الموعد المحدد كنت هناك وتبعني المندوب السيد ع س إلى هناك بدون دعوة مني ولم يحضر الإجتماع معي وبعد الغداء تلاشى وإعتقدت بأنه رحل إلى الميناء القريب أو إلى درنة  وتم الإتفاق بأن يأتي المدير ونائبه إلى المكتب في درنة لعمل العقد بنفس الشروط والسعر لشركة سالكوست الإيطالية التي تتعامل معي واللقاء بمدينة درنة قرب الميناء حيث يوجد مقهى شعبي يملكه السيد  خورشيد رحمه الله تعالى والذي كان يقدم الذ السندوتشات من التن والهريسة أو طبيخة الفاصوليا مع الكرشة اللذيذة الشهية حسب الطريقة الليبية وكنت معظم الوقت الساعة السادسة صباحا قبل دخول العمال والسائقين إلى الميناء للعمل أتناول الفطور عنده من طبيخة الكرشة التي تعز علي مع كوب كبير من الشاي الأحمر والحليب …
قمت بخطأ كبير فقد كان المفاوض طوال الوقت الذي يتحدث نائب المدير السيد كومو توماسو الذي عرفت بعدها أنه مدير الإدارة ومن مدينة  ساليرنو بالجنوب تحت مدينة  نابولي ،  حيث أخذته معي بالسيارة  التي أقودها وتركت المدير الفعلي للشركة الذي لديه القرار والتوقيع يقود السيارة خلفنا لوحده على أن يتبعنا …

نظير معرفتي الجيدة بالطريق وكنت اسوق أيامها بسرعة بجنون تأخرت السيارة الأخرى ووصلت للمكتب ولم يحضر مما شككت في الأمر وخفت ان يكون قد قام بحادث سير مؤلم ! 

ذهبنا إلى الميناء وشاهدت سيارة المدير واقفة بجانب المقهى والمدير والمندوب السيد ع س معه يتحدثون وتوقفت وإنضممت لهم وقال المدير بصراحة انه فكر في الأمر ولا يريد مشاكل للشركة ومستعد لكتابة العقد بشرط الشراكة مع المندوب السيد ع س وتطلعت للمندوب من المفاجأة وشاهدت عيونه تلمع بالفوز والنصر وعرفت أنني لو رفضت الشركة سوف تضيع من يدي ، وقلت مبتسماً لا مانع مما ذهلوا من سهولة الموافقة وعدم الممانعة والتردد ، وتم كتابة العقد والتوقيع عليه من جميعنا الشركاء الجدد  والشاهد نائب المدير والختم …

عرفت بعدها الأسباب التي وصل بها المندوب لاستدرار عطف المدير حيث يتكلم اللغة الإيطالية بطلاقة وتوقف بالطريق من غير أن أعلم وركب مع المدير  وواصل الرحلة إلى درنة وشكى له سوء الحال وأنني ضحكت عليه ولم ادخله شريكاً في عقد شركة سالكوست  والآن يعمل لدي أجيراً ، ولو لديه رخصة خاصة به سوف ينافسني ويرد الصاع صاعين لي مما تعاطف المدير معه ووعده بأن يساعده قدر الإمكان …

خططت أن المندوب لا يعتمد عليه ووضعته تحت المراقبة الدقيقة بدون أن يعلم وقلت له طالما أنت الان شريك بالنصف معي في عقد مناولة البضائع لشركة ريفيللى ، ليس لدي مانع ولكن تدفع حصتك عن مصاريف أي سفينة يتم تفريغها مما وافق ولم يفطن للصعوبات في التمويل المالي الضخم الذي نحتاج له للعمل حيث لا تعطيل لحظة فالعمال يتقاضون أجورهم يومياً نقدا والسائقون أسبوعيا أو عند الطلب …

وصلت الشحنة الأولى ثم الثانية ودفع نصيبه بصعوبة  ووصلت الثالثة وبدا يتملل حيث أفلس ولم يستطيع الدفع وتعمدت تأخير الفواتير والشركة ليست لديها سيولة للدفع ولو جزء بسيط ووصلت الشحنة الرابعة وأصبح شريكي مهموماً يعاني نقص السيولة وإضطررت للدفع والسداد  مع الضغط عليه لدفع نصيبه …
حدثت المعجزة التي كنت أتوقعها وأعمل لها بحكمة وتعقل على نار هادئة  فقد كنت يوما بالضحى ذاهبا إلى بنك باركليز للإيداع  وأوقفت السيارة بالميدان ومشيت عدة خطوات للباب وسمعت صوته يناديني لشرب فنجان قهوة معه في المقهى الكبير لصاحبه السيد اجويدة الشلوي رحمه الله تعالى ،  والمقهى الآن أزيل لتوسيع الميدان  والجامع العتيق وليس له أي أثر ، ورجعت له وقلت أنا مشغول عندي ميعاد بالمصرف وسوف أخرج بعد قليل وأنضم لك لشرب فنجان قهوة والحديث ووافق …

قضيت وقتا بالبنك  والأفكار تدور وأنا أحاول معرفة ماذا يريد؟ للرد عليه بدون أخطاء ممكن تحدث فهذا الإنسان مثل الزئبق لا يجب أن  يوثق به كثيراً … وبعد أن أكملت العمل خرجت للمقهى لمقابلته وكان ينتظر وجلست وطلبت  فنجان قهوة وسألته ببرود ماذا يريد ؟؟؟ وحكى لى قصة طويلة عن شركة ريفيللي وعن التعطيل للدفع وممكن تفلس الشركة ونضيع وراءها وأموالنا تذهب هباءا منثورا صعب استرجاعها وعرفت بالحدس من غير ان يقول  انه مفلس وبحاجة للمال ليدفع بعض الديون عليه ،  وقلت له بصراحة ماذا ترغب وتريد مني أن أفعل ؟

لمعت عيناه من الصراحة وقال العقد مع الشركة لا يستحمل شركاء  وأرغب ان تبيع حصتك لي ورددت عليه ببساطة وبرود وكم تعرض علي ؟ حتى أخرج وأتنازل لك ، وفكر قليلاً وذكر رقما تافها ولكن بمقاييس عقليته وإحتياجه يعتبر رقما مغرياً ، وقلت له دعني أفكر في الأمر  بعض الوقت لتأجيل الموضوع عدة أيام ،  ورد علي بسرعة وقال أعطنا عرضك وأنا الذي أتنازل وكنت بحاجة لسماعه وهو يطلب الرقم ، وقلت تتنازل عن العقد رسمياً وبشرط أن  تذهب لمدير الشركة وتقول له لقد تنازلت عن الشراكة وأنا أدفع لك الضعف لعرضك زائد جميع المصاريف التي دفعتها من قبل مما كاد يطير من الفرحة والسرور ووافق على الفور بدون أي ممانعة وأنا اكاد أطير من الفرحة وكتمت نفسي بصعوبة من إشعاره بالأمر حتى لا يغير رايه فاليوم يوم سعد ، كم أنا محظوظ حتى يصبح العقد ملكي ولا شريك …

 ذهبنا إلى مكتب المخلص القريب السيد ع  د ، وشرحنا له الموضوع وكتب عقد التنازل عن الشراكة  معي في عقد المناولة  بحيث أصبحت المالك الوحيد وتنازل رسميا عن الشركة ووقع أمام الشهود وأخرجت دفتر الصكوك من الجيب ووضعت الرقم المطلوب ووقعت وسلمت الصك له وقلت مبروك وأنا اكاد أطير من الفرحة فقد استرحت منه ومن معاملاته الغير شريفة …
فعلاً  أوفى بالوعد وبعد أيام أبلغ مدير الشركة بالتنازل ، الذي ذهل من الموضوع وقال له أنت  فقير عقل وفقير حال وجيب طوال العمر فقد فرضتك بالقوة على الرجل لقبولك في الشركة ولم يمانع ،  والآن أنت أهبل تبيع حصتك بقروش زهيدة ، تبيعنا نظير الطمع ، وعرف غلطته أخيراً وإنتقل بعائلته إلى بنغازي وعمل هناك في وكالة أبراهيم حسني بي براتب شهري  وكان يزورني عندما يأتي إلى درنة وأحتفي به و أدعوه على ولائم ، وزرته في بنغازي عندما سمعت بمرضه من داء السكر الذي جعل منه هيكلاً عظمياً وبعدها بفترة توفاه الله عز وجل ومن ناحيتي كان  صديقا عزيزا ورفيقاً ولكن تجاوز الحدود وحاول حشر نفسه كشريك بدون طلب ولا صراحة ،  حاول استغلال صغر السن وعدم الخبرة ،  ولكن  مهما عمل من أخطاء الله عز وجل يسامحه من القلب والضمير فقط أكلنا مع بعض عيشا وماءا وملح رحمه الله تعالى …

كثرت البواخر الصغيرة التي حمولاتها لا تتجاوز الف طن من المواد حيث الميناء ضحل و صغير مهدم وبه سفينة إيطالية حربية محملة بالذخائر غارقة بمدخل الميناء أثناء الحرب العالمية الثانية حيث أصابتها إحدى طائرات الحلفاء أثناء أحد الغارات أثناء التفريغ  مما أصبحت كابوسا للمدينة طوال سنيين عديدة  خوفا من الإنفجار إذا لا سمح الله تعالى وحدث إصطدام من أخرى أثناء الدخول أو الخروج بالممر الضيق لمدخل الحوض حتى تم إزالتها أواخر الستينات أثناء توسيع الميناء …
ميناء بنغازي عميق وكبير وواسع يستقبل البواخر الضخمة ذات الحمولات الكبيرة ولكن لبعد المسافة عن مدينة البيضاء النقل البرى يكلف الضعف مما جعل جميع الشركات تحبذ ميناء مدينة درنة الصغير وبعض الأحيان ميناء راس الهلال المهجور ، وزاد الطلب على شراء مواد البناء وبالأخص الاسمنت وكنت أحاول الحصول على موافقة شركة هيراكليس اليونانية لصناعة الاسمنت التي كل اسبوع استلم منها شحنة  ولكن بدون نتيجة تذكر ، ووصلت إلى فكرة جبارة ذكية وهي أن استميل لجانبي أحد الموظفين وأجعله عينا لي داخل الشركة حتى أعرف أولاً بأول ماذا يدور من مواضيع خاصة بالتصدير إلى ليبيا ، وصعب علي عرض رشوة لموظف ولكن نائب المدير للتصدير في بعض الأحيان أثناء المآدب أو السهرات في علب الليل كان يشكو من قلة الدخل والراتب مما وجدت الفرصة وكنت أصر على دفع فواتير العشاء والسهرة  كل الإصرار وأترك الفاتورة  بقصد مبيت وهو يأخذ الفاتورة من وراء الظهر ويصرف قيمتها اليوم الثاني من خزينة الشركة وكل من رافقني من الموظفين كنت أطبق في نفس الطريقة مما الجميع كانوا يجرون ورائي لخدمتي نظير الصرف الكبير في الليل والقبض اليوم الثاني لهم مبالغ كبيرة في نظرهم  وزهيدة في نظري حتى تمكنت مع الوقت من استمالتهم لجانبي ، وتجرأت على نائب مدير التصدير في أحد السهرات الصاخبة وقلت أنا مستعد الشراكة معك في العمولة إذا تمكنت وساعدتني في الحصول على العقد مما وافق بسرعة  وطلب مني أن أكون جاهز بالتأشيرة عندما يتصل بي لكي أحضر على الفور إلى أثينا ، اليونان ، بدون أي تعطيل ، و إتفقت معه على الأمر ، ورجعت إلى مدينتا درنة وقد زرعت البذرة منتظراً النمو والحصاد القريب …

                                                       رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة …

No comments:

Post a Comment