بسم الله الرحمن الرحيم
الرحلة عبر أوروبا
غادرت يوم الخميس الموافق 2012/8/30م من مطار طرابلس على شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" مع إبنى مصطفى كمرافق في الرحلة حيث غير قادر مثل السابق على السفر بمفردي من مطار إلى مطار والإهتمام بالحجز وحمل الحقائب والتعب في الإنتظار الممل في المطارات ومحطات القطار في كثير من الأحيان أثناء السفر الطويل من مكان لآخر نظير التعطيل حيث الآن عامل السن والمرض الذي ينهش الجسد بدون رحمة ولا شفقة … وفي نفس الوقت أريد تعويد إبني على الأعمال التجارية نظير العلاقات الكثيرة التي أعرفها مع رجال الأعمال الأصدقاء الموجودين بالخارج ضمن دول عديدة و الذين البعض منهم لا يزالون في خضم الأعمال لم يتقاعدوا بعد … مما مع الوقت في حالة غيابي أو العجز سوف تسهل له الأمر حيث سوف يكتسب خبرات وعلاقات لا تقدر بثمن نتيجة جهود على مدى نصف قرن …
قام السيد ع ش بتوصيلنا لمطار طرابلس القريب من البيت عند حوالي الساعة الثامنة صباحا ، وبعد بعض الوقت في الإنتظار فتحت الشركة أبوابها للتسجيل وقبول الحقائب وتمت جميع المعاملات بسرعة وتحصلنا على بطاقات الصعود للطائرة ، وبالصالة تم اللقاء عدة دقائق مع صديقي السيد ح م الذي كان يودع قريبته وزوجها الذاهبون إلى أمريكا عبر مطار فرانكفورت للدراسة …
تمت الإجراءات بسرعة من المهاجرة وتم ختم جوازات السفر ، وتذكرت الماضي القريب قبل الثورة والنصر وقلت للنفس سبحان الله عز وجل ، سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ، ما أجمل الحرية ، ما أروعها! كنت قبلها أيام المقبور القذافي الطاغية أقف أمام شرطة الجوازات والقلب يدق بسرعة من الخوف و القلق والموظف يراجع إسمي على شاشة الحاسوب هل سوف يختم جواز السفر وأمر بسرعة ؟ أو يمتنع لأن إسمي موجود على لائحة الممنوعين من السفر ، لأنني مجرم مطلوب في نظرهم ، غير مصرح له بالسفر من سجن الجماهيرية الكبير ويستدعي رجال الأمن للقبض والحجز والتحقيق كما حدث معي لعدة مرات بالسابق المنع والتوقيف والسجن وتضيع الرحلة والمواعيد المترتبة عليها ، وأصاب بالخيبة والألم ولا أعرف ما العمل ؟ غير الصبر والدعاء في السر طالبا صاحب الملك الله عز وجل بان يخفف الأمر ويتم الإفراج بسرعة …
صعدنا إلى الطابق الأول إلى صالة الركوب والسفر حيث تذاكرنا درجة رجال أعمال إلى المقهى المخصص الفاخر وجاء السيد س وزوجته قريبة صديقي التي كانت مشغولة بطفلتها الصغيرة ، حيث تعارفنا وظلوا بجانبنا فترة من الوقت في أحاديث عامة وشرب القهوة حتى حلت ساعة الصعود للطائرة …
عندما كنا بالممر واقفون في الإنتظار حوالي العشرة دقائق أشار إبني مصطفى على أحد المسافرين وقال أهذا السفير الأمريكي السيد كريس ستيفنز ؟ ولم أكن مركزا على المسافرين حيث كان الفكر مشغولاً بأمور أخرى زائد لا أعرف الرجل وركزت عليه وكان بجانبه رجل أسمر مفتول العضلات يساعده وعرفت بالحدس انه رجل أمن حراسات من المارينز بلباس مدني لضمان عدم الإعتداء عليه من قبل أي أحد مجنون متطرف لا يحب الأمريكان ، وكان السفير عادياً في اللباس والتصرفات على الطريقة الأمريكية السهلة بدون عقد … وكم شعرت بالراحة بأننا في نفس الرحلة نسافر مع بعض ، وفي نفس الوقت بالخوف عسى أن يحدث أي شئ بالطائرة في الجو فنحن على أبواب ذكرى ١١ سبتمبر فاجعة تدمير الأبراج في مدينة نيويورك من قبل تنظيم القاعدة …
كانت رحلة مريحة لمدة الساعتين والنصف في سلاسة من غير أي مطبات جوية حتى وصلنا إلى مطار فرانكفورت بسلامة وودعنا أصدقائنا الليبيين حيث نحن داخلون إلى المدينة وهم سوف يواصلون الرحلة عبر الترانزيت الى مدينة شيكاغو بأمريكا …
ومررنا على الجوازات الألمانية للختم واستلام الحقائب وبعدها على الجمارك من غير أي تعطيل ولو لدقيقة وخرجنا من الحاجز إلى الصالة الكبيرة المليئة بالبشر معظمهم في إنتظار الركاب المسافرين أو رجال الأمن في اللباس المدني يحرسون بعيون يقظة خوفا من أي تعدي من الأشرار وبعض عمال التنظيف …
كان صديقي الألماني السيد ه ه في إنتظار وصولنا وكان معه صديق تركي الأصل تم تعريفنا عليه وركبنا سيارته المرسيدس الجميلة الفخمة وخرجنا من دائرة المطار إلى مدينة فرانكفورت لتوصيل صديقه إلى أحد الأماكن وبعدها إلى بيته في منطقة تود موس الحدودية التى تبعد عنها مدينة زيورخ السويسرية حوالى 60 كم ومدينة فرانكفورت 3 ساعات قيادة حوالى 300 كم ووصلنا عند حلول المساء إلى بيته ، والعشاء كان جاهزا من قبل حيث يعيش وحيدا بعد أن طلق زوجته ، وسهرة بسيطة وبعدها النوم بمفردي في الحجرة المجاورة ومصطفى بحجرة أخرى حيث كنت مرهقاً من السفر وعدم النوم ليلة البارحة ، حيث لدي مشكلة وهي عندما أنوي السفر بالصباح الباكر لا استطيع النوم ولا تغمض لي عين ولا جفن طوال الوقت …
العاشرة صباحا يوم الجمعة 2012/8/31م ، الإفطار الجيد والذهاب للمصرف حيث لدى صديقي بعض الأعمال ورحلة سياحية لعدة قرى ومدن في المنطقة الجميلة المحاطة بالغابات والجبال الشاهقة والطبيعة الخلابة الهادئة وزيارة للمبنى الضخم الفخم الفاضي الجاهز للاستعمال والمؤثث الذي يستعمل بالسابق كبيت راحة للعجزة المرضى على أمل تأجيره للجرحى الليبيين الذين يعالجون في المانيا حيث بقربه عدة مستشفيات ، وبالمساء العشاء الشهي في مطعم صيني بناءا على طلبي ، وبعدها إلى البيت ، السهرة والنوم …
كان المقرر أن نرتاح يوم السبت ونسافر إلى برلين الأحد ولكن لبعد المسافة حوالي الف كم قيادة صعب علينا وإقترحت ان نسافر غداً السبت منتصف الطريق وننام في أول مدينة في الطريق ويوم الأحد نصل بالراحة إلى برلين مما وافق صديقي على الفكرة وتمت إتصالات عديدة هاتفية لتغيير البرنامج ، وسافرنا بعد الظهر حتى وصلنا إلى مدينة قنن المشهورة بالنوابغ والعقول الألمان من العلماء والتي أخرجت 42 عالما خلال قرن من الزمان في مختلف مجالات العلوم التى تقدمت ونهضت بالإنسانية ، والبعض الدمار والخراب الذين فروا إلى أمريكا أثناء الحرب العالمية الثانية وصنعوا القنبلة الذرية والهيدروجينية والصواريخ العابرة للقارات …
أقمنا في فندق صغير وسط المدينة القديمة بناءا على الحجز من السيد هيلموت صديق مضيفنا الذي جاء إلى الفندق عندما وصلنا ودعانا على وجبة العشاء وكان عاديا في لباسه وتصرفاته ومتواضعا جداً في الحديث والنقاش مع أنه أحد أعمدة المنطقة في الإقتصاد والعمل التجاري ويملك عدة مصانع وشركات ضخمة … وأخذنا إلى مطعم إيطالي وكانت الخدمات جيدة والطعام لذيذ شهي ممتاز نظير وجاهة المضيف لنا ، وأثناء الطعام إقترح علينا زيارة مصنع لطحن الحبوب إلى دقيق في طريقنا إلى برلين ، وأعتقد انه مساهم كبير به ورتب لنا غداً صباح الأحد مع أنه يوم عطلة ، بعد زيارة مقر شركته لبيع سيارات النقل الثقيل من جميع الأنواع والماركات الجديدة والمستعملة … وفي برلين مصنع التصنيع للحاويات وصناديق النقل ( الكورساريات ) والحاويات والثلاجات وصناديق القمامة وأشياءا عديدة في ميدان الحدادة والتصنيع …
بعد الإفطار ودفع الحساب للفندق ذهبنا لزيارة مقر الشركة العام حيث إنتظرنا بعض الوقت حتى وصل أحد المسؤولين ليفتح لنا الباب لنشاهد أسطول السيارات ويعطينا فكرة عامة ، وفتح أبواب المستودعات الضخمة وشاهدت بأم العين آلاف السيارات ذات الحجم الكبير من جميع الأنواع والموديلات الجديدة والمستعملة مرصوصة بنظام ، وسمعت أنه لديهم في مدينة قنن بالمستودعات اكثر من 2500 عربة سيارة ثقيلة للنقل جاهزة للبيع والشحن إلى أي مكان بالعالم فورا بدون تعطيل …
تعبت من السير داخل المستودعات والساحات الكبيرة الواسعة على مدى البصر وقلت له كفاية وشكرا على الشرح والتعب حيث قطعنا عطلته الاسبوعية مما إبتسم ولم يمانع …
منتصف النهار مررنا على مصنع الطحن للحبوب وكان المالك ومدير التصدير في الإنتظار بعد مجهود كبير وإتصالات هاتفية عديدة لمعرفة الطرق النائية للوصول حيث المصنع الكبير في قرية نائية وسط الحقول الشاسعة للقمح على مدى البصر صعب الوصول له من غير شرح واف ، وتساءلت مع السيد ه حيث الطرق الفرعية ضيقة في الريف الألماني الجميل النظيف وصعب على مرور سيارات النقل الثقيل في بعض الأماكن ، ورد علي وهو يقود بسرعة وبراعة على الطرق المتشابكة ، أن كل عمليات النقل من تفريغ وشحن تتم بسرعة بواسطة سكة الحديد الموازية للمصنع …
كانت جلسة تعارف وعمل وأخذت منهم وعد بأن يقدموا في حالة الطلب عرضاً مناسباً ، ومن خلال الحديث عرفت أنهم شحنوا إلى ليبيا بالسابق عدة شحنات للسلع التموينية العامة المحتكرة لبعض المواد الغذائية ويعرفون المواصفات المطلوبة في ليبيا ولكن يرغبون في التأكيد مرة أخرى قبل تقديم أي عرض مناسب وتعلمت منهم أشياءا حديثة عصرية أن الشحن الآن عن طريق حاويات وليس مثل السابق في اكياس قماش حتى تحافظ على السلعة من تمزق الأكياس وقت المناولة والأوساخ والتلوث وتقليل اليد العاملة في الشحن من المصنع والشحن للسفينة والتفريغ في ميناء الوصول وبعدها التوزيع إلى عدة اسواق للبيع والمخابز حيث استعمال الروافع في الشحن والتفريغ بسرعة …
واصلنا الرحلة إلى برلين حيث وصلنا بالمساء وحجزنا في فندق " هوليدى إن " لإقامة ليلة واحدة حيث جميع غرف الفندق محجوزة مسبقا ، وبعدها قابلنا صديقه التركي السيد ك س الذي تعرفنا به في مطار فرانكفورت و دعانا على العشاء في الحي التركي آكلات شرقية مع أكواب اللبن الرائب اللذيذ …
يوم الاثنين كان مزحوما بالمواعيد العديدة ، أولها في عيادة الاسنان حيث الدكتور المشهور و أصله من أفغانستان و الذي عاملنا بإحترام وتقدير في الكشف والاستشارة والرأي وحيث أحتاج إلى الزرع في الفك غير ممكن العمل في وقت قصير و أحتاج إلى وقت طويل وتم الإتفاق بعمل ميعاد مسبق في الاسبوع الأول من بداية شهر اكتوبر لمدة 10 أيام وبعدها إذا احيانا الله تعالى في يناير من العام القادم التركيب ووافقت حيث مجبر وأتناول الطعام الآن ببطء وبصعوبة بدون مضغ جيد …
بالعيادة تعب إبني مصطفى ومرض بإرهاق حاد وصداع وآلم حيث تناول دواءا قويا على معدة فارغة بدون ان يأكل أي شئ بالإفطار ، ونصحه السيد ه بالذهاب للمستشفى بسرعة حتى لا يستفحل الألم ، وذهبنا إلى المستشفى حيث يعرف الكثير من المعارف وكانت معه سكريترته المغربية التي حسب قولها تتكلم 8 لغات بطلاقة وطلب منا الإنتظار في المقهى الملحق بالمستشفى حيث طلبنا مشروبات ونحن ننتظر …
بعد حوالي نصف الساعة جاء السيد ه وقال الموضوع بسيط ومصطفى تحت العلاج ، ولم أرتاح ونهضت لأشاهده حتى أتأكد من الموضوع وسرت معه في الممرات العديدة حتى وصلنا لغرفة الإنعاش حيث كان مصطفى مستلقيا على السرير وأزرار قميصه مفتوحة حيث تم الكشف على الصدر وتناول حقن لتخفيف الألم والصداع وكانت الدكتورة المناوبة عربية الجنسية مصرية بالصدفة مما تفاهمت معها بسرعة عن حالته ، وطمأنتني أنه يحتاج إلى عدة ساعات حتى يرتاح ويستمر مفعول الدواء في الدم مما إرتحت من كلامها وتم الإتفاق مع مصطفى عندما يكون جاهزا للخروج أن يخابرنا بالهاتف وسوف نأتي لأخذه من المستشفى …
ذهبنا إلى الميعاد الثاني لزيارة شركة كبيرة استشارية للهندسة وعمل التصميمات الضخمة للمشاريع على مستوى العالم في دول عديدة ، وقابلنا أحد المدراء في إحدى قاعات الإجتماعات وكان صديقا حميما للسيد ه وعرفت من خلال الحديث أنه تم التكليف لهم من قبل من شركة أخرى لعمل التصاميم والدراسات لمدن وملاعب رياضية لاستقبال الألعاب الأولمبية في ليبيا من قبل نجل المقبور القذافي الساعدي ، ولكن الموضوع فشل عندما قام الوفد العالمي من اللجنة الأولمبية بزيارة ليبيا وشاهد على الطبيعة الموجود ورفض الموافقة مهما تحصلوا من وعود وتعهدات بالعمل ليل نهار حيث ليبيا ليست جاهزة من جميع الأمور حيث يحكمها ديكتاتور طاغية يعتقد و مؤمن أنه يستطيع شراء الضمائر بالمنح و العطايا حتى تقام بها الدورة ، التي تدعو ضمن مضامينها إلى السلم والسلام …
المهم تم الإتفاق انهم مستعدون للتعاون المستقبلي في حالة الطلب وخرجنا من مقر الشركة ونحن سعداء على الاستقبال والإجتماع الهادف ، وبعدها إتصل مصطفى من المستشفى ، وأثناء الطريق ولضيق المواعيد تم الإتفاق مع السيد ه أن يخابر السيد ك س ليبعث إبنه الشاب مراد ليقابلنا أمام المستشفى ويأخذ مصطفى للفندق ليرتاح إلى المساء ويأتون به للعشاء مما وافق السيد ه على الفكرة وتمت الإتصالات الهاتفية وتقابلنا أمام المستشفى حتى تأكدت أنه سليم معافى وحضر الشاب مراد وأخذه إلى الفندق ليرتاح بعض الوقت قبل العشاء …
ذهبنا إلى الإجتماع الثالث الذي تم في أحد المقاهي مع السيد ه ش بخصوص الاستثمارات لبعض المشاريع الضخمة السياحية مع بعض الشركات العالمية مما أخذ أفكارا جيدة عن مستقبل ليبيا والإنفتاح على الغرب في جميع المجالات وبعدها عن التطرف حيث العالم الغربي متحفظ من المد الاسلامي المتطرف ، وتنظيم القاعدة الأخطبوط العالمي حيث أذرعه في أماكن عديدة بدول العالم الثالث حسب قولهم …
بعدها كان الإجتماع الرابع خارج حدود برلين حوالي 30 كم لزيارة مصنع السيد ه لتصنيع الجرارات الذي بالليلة قبل البارحة أثناء وجبة العشاء تم العرض إذا ارغب في شرائه ونقله إلى ليبيا وكان مقفلاً منذ سنتين لغلاء اليد العاملة والكساد في أوروبا بصفة عامة ، وكان أحد المسؤولين فى الإنتظار وقمنا بجولة وكم ذهلت من المساحة المغطاة واعداد وصناديق الجرارات وسيارات النقل الثقيل المستعملة والآلات الثقيلة للتصنيع وقمنا بجولة كبيرة على القدمين مما تعبت من السير الطويل …
في أثناء الرجوع خابرت مصطفى بالهاتف وقال أنه في تحسن وطلبت منه تسديد حساب الفندق وإحضار الحقائب ووضعها في السيارة التي تأتي به وأن نتقابل للعشاء حيث القائم بالأعمال الليبي والذي يعد بدرجة سفير سوف يحضر للعشاء معنا وأريد ان يتعرف عليه للأيام ، وتم الإتصال مع السيد ك س مع إبنه الشاب بان يمروا على مصطفى بالفندق وإحضاره لأنهم أقرب في الطريق له ولا نستطيع نحن المرور حيث نحن في عكس الإتجاه وأخاف الإختلاف في الوقت وأن يصل بقية الضيوف ونحن غير موجودين …
وصلنا إلى المطعم الفخم الذي حجز فيه ه مأدبة العشاء على شرفي حيث كان السيد كوتز المراسل سابقا مع صحيفة دير شبيغل الواسعة الإنتشار والذي تم اللقاء به فترة الثورة في أحد رحلات أمريكا بالعاصمة " واشنطن دسي " وكتب عنا أثناء النضال ضد القذافي حوالي 3 صفحات عن ليبيا ، والآن غير الوظيفة ويعمل كمراسل ومسؤول في أحد القنوات للتلفزيون الألماني ، وكان معه رفيق مساعد ، ثم حضر الدكتور الأفغاني الذي قابلنا اليوم بالصباح ووصل السيد ع م ق القائم بالأعمال وبعده مصطفى مع الأتراك وأصبحنا عشرة ضيوف على الطاولة وعشاءا جيدا وأحاديث جمة والتركيز على نجاح الثورة الليبية والنصر والفرحة بالحرية وسهولة الإنتخابات والديمقراطية التي بدأت تحبو للنهوض بالوطن وأن ليبيا لها مستقبل كبير للنهوض والإبتعاد عن التطرف والمغالاة وإنتهت السهرة والجميع سعداء …
تم الحجز لنا فى فندق أخر حيث السابق محجوز ولا مجال ليوم أخر مما إضطررنا للإنتقال إلى فندق آخر لتمضية الليل والنوم لعدة ساعات ، ووصل السيد ه ومراد التركي لتوصيلنا إلى المحطة بالفجر والساعة السادسة كنا بالمحطة ، حيث المفروض السفر بالقطار السريع إلى مدينة فرانكفورت الساعة السابعة صباحاً وبعدها الإقلاع بالطائرة إلى مدينة باريس فرنسا ولكن كانت هناك إشاعة تتداول بأن عمال وموظفي شركة لوفتهانزا للطيران سوف يقومون بإضراب ، وقررت تغيير المسار حتى لا نتوقف في فرانكفورت ونتعطل ونتعب من الإنتظار في حالة الإضراب وغيرت الرحلة والسفر بالقطار السريع إلى باريس راسا بدلا من تضييع الوقت …
حجزنا التذاكر الدرجة الاولى ودخلنا لصالة رجال الأعمال حيث فطرنا وقضينا بعض الوقت في أحاديث جمة ثم ركبنا القطار وودعنا السيد ه و مراد ، وبعدها بفترة إنطلق القطار متجها إلى باريس فرنسا ، وكانت رحلة جيدة ، وبمنتصف الطريق في مدينة كولونيا التي زرتها عشرات المرات بالسابق ولدي فيها ذكريات كثيرة أيام التجارة والمقاولات قبل الزحف والتأميم حيث تعاملت مع شركة ريكو في مدينة كريفيلد القريبة من كولونيا وصاحبها ومديرها السيد ك في بناء مصنع الملابس الجاهزة بالساحل الشرقي في مدينة درنة في السبعينات وكنت المقاول لجميع الأعمال المدنية وقتها ، وتم تغيير القطار إلى قطار أخر ، واستمرت الرحلة الطويلة من برلين حوالي 7 ساعات ووصلنا إلى باريس المحطة الثالثة ، وبالمحطة لم استطيع الإتصال بالسيد الطيب ولد العروسي الذي لدي معه ميعاد وينتظرنا ، حيث بطارية الهاتف فرغت وإضطررنا إلى الجلوس حوالي الساعة بالمقهى حتى يتم الشحن من داخل المقصف وبعدها تم الإتصال لمعرفة اسم الفندق الذي تم الحجز فيه وعندما ركبنا في عربة الأجرة خارج المحطة إتصلنا مرة أخرى بالسيد ط ليتحدث مع السائق ويشرح له العنوان بالضبط زيادة في التأكيد ، ووصلنا إلى الفندق متعبين من الإرهاق ولم نرتاح حيث وصل السيد ط إلى صالة الفندق وإضطررنا للنزول ومقابلته …
أصر على الخروج وشرب فنجان قهوة في المقاهى العديدة حيث الطقس كان مشمسا جميلا في الأصيل وبعدها إلى مطعم إيطالي حيث تناولنا العشاء ولم نرجع إلى الفندق إلا منتصف الليل و نحن مرهقون من السهر والمشي على الأقدام …
الساعة ٩ صباحا الإفطار بالفندق وحضر السيد الطيب وأحضر معه رفيقا اخر وقدمه لنا باسم السيد ع الذي كان مراسلا سابقا لقناة الجزيرة والآن له شركته الخاصة ويعمل في إنتاج وتصوير الأفلام الوثائقية عن الرحلات والمشاهدات عن العالم ضمن برامج لبعض القنوات العالمية ، وتعرفنا به من أول لحظات اللقاء وكأننا نعرفه منذ سنوات فقد دخل للقلب نظير خلقه وأدبه وحديثه الدسم الذي يدل على العلم والمعرفة والفهم ، وداعه مضيفنا السيد الطيب على العشاء معنا في البيت مما وافق على الحضور وكانت فرصة لتوثيق المعرفة ، وعمل عدة أشرطة وثائقية عن ليبيا بالمستقبل القريب …
كان لنا لقاء أخر مع سيدة جزائرية الأصل عن الأعمال والتعاون مع الشركات الفرنسية التي ترغب في العمل في ليبيا المستقبل ولا تعرف اللغة العربية إلا بضع كلمات وكان الحديث خليطا بين الإنجليزية والفرنسية التي لا أعرفها ، ولكن تفاهمنا وشرحت لها الأفكار وما المطلوب مما دهشت من المعلومات وإقتنعت …
رجعت للغرفة منتصف النهار للراحة والنوم بدون غداء حتى الساعة الخامسة حيث وصل السيد ط للفندق واستمرت الجلسة بالصالة حتى وصل السيد ع ومعه أحد الأقارب وأحاديث جمه وبعدها بالأتوبيس حتى وصلنا إلى سكن السيد ط وكانت السيدة الفاضلة زوجته في الإنتظار والذي سبق وأن تعرفت بها الشهور الماضية في تونس العاصمة عندما كنت في زيارة لإجتماع خاص بالمركز المغاربي للتنمية الذي زوجها السيد الطيب أحد المؤسسين معنا والذي تعرفت عليه عن طريق الدكتور محمد الجويلي من تونس صديقه الذي رشحه للإنضمام إلينا وكان نعم الإختيار ، يشرف المرء أن يتعامل مع هؤلاء الرجال الاستاذ طيب ولد العروسي والدكتور محمد الجويلي الذين هم شعلة موقدة وطنية تحب نهضة العرب والاسلام ضمن معايير عصرية حديثة بدون تطرف ولا عصبية وتشدد مثل الكثيرين من الجهلاء …
العشاء شهي وجيد وسهرة لطيفة في حديث طويل كيف بدأت الثورة الليبية وعوامل التحضير لها ، وغباء القذافي وأولاده ومستشاريه عن استيعابها وإحتوائها وكانت في البدايات سهلة ، و أهم نقطة وخطوة بها تأييد الله عز وجل لها من أول لحظة يوم 15 فبراير 2011 م عندما بدأت الجماهير تتمرد وتهتف تطالب بالتغيير … وخرجنا جميعا نتمشى على الأقدام حتى محطة الاتوبيس القريبة من البيت حيث ودعنا السيد الطيب وزوجته وشكرناهما على الضيافة والحفاوة والعشاء اللذيذ ، ورجعنا للفندق البسيط ذو النجمتين حيث جميع الفنادق بالمنطقة والحي محجوزة نظير المعارض و المباريات الرياضية مما وصل لباريس عشرات الآلاف من المشجعين ومحبي الرياضة حسب ما قيل لنا وعرفنا …
يوم الخميس 2012/9/6 م جولة كبيرة من مكان إلى مكان بالأتوبيسات وقطارات الأنفاق تحت الأرض والمشي على القدمين وشاهدنا قوس النصر وأخذنا صور تذكارية والمشي طوال شارع الشانزيليزيه مما تعبت بالمنتصف وجلسنا في أحد المقاهي وتناولنا غداءا خفيفا للراحة وبعدها السير حتى نهاية الشارع وطلبت الرجوع للفندق حيث تعبت من السير لأنه لدي جرح كبير بالرجل اليسرى ينزف عندما أسير مدة طويلة منذ أسبوعين في ليبيا عندما سقطت في البيت من على كرسي بلاستيك وأنا أحاول رفع بعض الأشياء اعلى الدولاب لم يلتئم بعد نظير المشي والحركة وقلت لمضيفي عن الأمر ولكن نسى كم كنت أعاني من الألم في كل خطوة وأنا أمشي ومتحمل الأمر أجامل …
كان لدينا ميعاد الساعة الخامسة مع مدير مكتب علاقات مع الشركات والاستثمارات الساعة الخامسة وتأجل لمدة ساعة وكنا بالميعاد ننتظر ، وحديث جيد عن إمكانية التعاون والجميع مهتم ويتساءل عن الوضع الأمني واستقرار الوطن والخوف من المد والتطرف الاسلامي وشرحت الأمر حسب الإمكانيات بأن ليبيا فريدة ومميزة ومنها يأتي الجديد وكل يوم تتقدم في سلم الديمقراطية وسوف يعم الأمن والسلام عن قريب …
بالطريق جلسنا في أحد المقاهي في ركن هادئ جلسة عمل للنقاش لعدة مواضيع خاصة بالمركز المغاربي وكيف طريقة العمل لتنشيطه والاستعداد وحضور حفلة مرور 50 عاما على استقلال الجزائر والذي دعينا له رسميا وكذلك التحضير للندوة في تونس عن الإتحاد المغاربي وكيف العمل … وجهزنا محضر بالحديث على أن يبعث نسخ عن طريق الأنترنت لي وللدكتور محمد في تونس وبعض الأعضاء الآخرين للمتابعة وإتخاذ القرار المناسب هل نشارك أو نعتذر …
ذهبنا إلى مطعم تركي للعشاء حيث وصلت زوجته وتعشينا مع بعض وبعدها إلى صالة الفندق وسهرنا بعض الوقت وحضر السيد ع وودعنا على أمل اللقاء بالصباح الباكر على مائدة الفطور إذا تمكن من الحضور وتم التوديع للسيد الطيب وحرمه على أمل اللقاء عن قريب وشكرناهما عن الحفاوة والكرم خلال الأيام الماضية في باريس حيث السفر بالصباح الباكر بالقطار إلى مدينة لندن بريطانيا وكان يوم الجمعة …
بالصباح الباكر يوم 2012/9/7 م ذهبنا إلى محطة القطار الشمالية (Gare du Nord) وركبنا القطار السريع "EUROSTAR" الذي مر بسرعة تحت قناة بحر المانش وبعد 3 ساعات كنا بالمحطة وسط لندن ، وأخذنا عربة أجرة إلى مكتب الحاج ص بناءا على إتصال هاتفي من قريبي السيد مفتاح الذي كان مسافراً بعد ساعات إلى ليبيا عبر اسطنبول تركيا ، ووصلنا بعد ضياع العنوان للسائق الذي دار عدة دورات في الأحياء حتى وصلنا وخصم لنا مبلغ الربع من أجرة العداد حيث أخطا ولم يعرف الطريق الصحيح وكانت غريبة أن تحدث من سائق أجرة ولكن الشرفاء ذوي الضمائر الحية مازالو موجودين في كل مكان بالعالم!
الحاج ص كان في الإنتظار على أحر من الجمر والعناق والسلام والترحيب من القلب للقلب حيث نحن تعارفنا منذ حوالى 40 عاماً وبيننا عشرة وطعام وماء وملح ، أخوة من الدهر وليس من الظهر إن شاء الله عز وجل تدوم لآخر العمر وبعدها للأولاد من الطرفين بإذن الله تعالى …
بعدها بقليل ودعنا السيد م قريبي الذي كان موجودا للاستقبال وغادر إلى المطار وذهبنا في معية الحاج ص إلى البيت حيث حضر أولاده وصهره السيد ص ز المهتم بالقضية الليبية وكتب عدة مواضيع في الإعلام ، وعشاءا فاخرا وسهرة بسيطة لذيذة حيث لا اريد إرهاق مضيفنا لأنه مريض وتحت العلاج ويحتاج للراحة …
ذهبنا إلى فندق ماريوت حيث تم الحجز لغرفتين وعندها ذهب إبني مصطفى للنوم وأنا قضيت سهرة طويلة إلى الساعة الواحدة صباحا مع إبن الحاج ج الذي كان ملما بكثير مما دار من أمور سياسية في لندن من بعض رموز المعارضة ، والآن في مراكز السلطة بالوطن ، وعرفت كثيراً من النوادر والأعمال المشينة والقذارة والإدعاءات التي لا تشرف نشر الغسيل القذر حيث في نظري اشياءا خاصة تهم أصحابها …
اليوم الثاني السبت أخذنا السيد ج في جولة كبيرة جميلة في بعض أحياء مدينة لندن وتغدينا في مطعم جميل في حديقة ريجينت حيث كان الطقس مشمسا وكأننا فى عز الصيف ورجعنا للفندق بعض الوقت وحوالي الساعة السادسة مساءا ذهبنا لتوديع الحاج ص وقضينا بعض الوقت القصير في الحديث وودعناه وتمنينا له الصحة ودوام العافية وطول العمر على أمل اللقاء من جديد سواءا فى لندن بريطانيا أو درنة ليبيا …
وصلنا السيد ج الى إلفندق وتكملة السهرة حتى منتصف الليل ، وحاولت النوم حيث غداً السفر إلى روما إيطاليا لتكملة المشوار والجولة المكوكية لعدة دول في أوروبا ، وحوالي الظهر تم تسليم الغرف وخرجنا في عربة أجرة إلى مطار هيثرو للسفر وكانت رحلتنا الساعة الثامنة مساءا ولدينا وقت طويل وحاولنا الحصول على مقاعد في رحلة الساعة الرابعة والربع ولم نتمكن مع إنني وافقت على دفع الفرق الكبير للحصول على مقاعد بدرجة رجال الأعمال لإختصار الوقت والتعب والإرهاق في الإنتظار الممل ولكن للأسف لم نكن محظوظين وإضطررنا أن ننتظر في مقهى لآخر حتى صعدنا لطائرة الخطوط الجوية الإيطالية " اليتاليا " المتجهة إلى روما …
كانت الرحلة جيدة ومريحة استغرقت حوالي الساعتين والنصف وحطت بنا في المطار وإنتظرنا بعض الوقت حتى استلمنا الحقائب وحدثت لنا طرفة ولكن الحمد لله عز وجل سلم ، فقد استقبلنا احد السائقين بالصالة داخل المطار الغير مصرح لهم …
وعرض علينا التوصيل ووافقنا وعندما خرجنا ركبنا سيارته البعيدة في أخر الطابور ركب السائق وهو مرافق مما استعديت للأمر ولمت النفس كيف أعمل خطا كبير وأنا صاحب التجارب العديدة وأركب مع إبني في سيارة خاصة مع إثنين من الرجال مفتولي العضلات والساعة حوالي الواحدة والنصف قبل الفجر يوم الاثنين 2012/9/10م وبجيوبنا كثير من المال النقد ، وركزت على الطريق استعدادا لأي طارئ وطلبت من مصطفى ان يستعد حتى لا نؤخذ على حين غرة ببساطة وسهولة نظير الغباء ، والحمد لله تعالى وصلنا إلى الفندق " مليني " الذي حجزنا به ، قرب سكن ومكتب صديقي السيد" ف ب " الذي اعرفه منذ أيام الشباب حوالي أربعين عاما مضت من أوائل السبعينات …
الفندق ممتاز ونظيف جداً وغالي الثمن وحجزنا غرفتين حتى نرتاح من كثرة الإنتظار والقلق وحوالي الظهر خابرت السيد " ف " الذي أتى بسرعة إلى الفندق للسلام والعناق والترحيب بعد غياب طويل عن إيطاليا سنيين عديدة ، لم اشاهده إلا مرة واحدة عندما تقابلنا في طرابلس على مأدبة غداء في بيت السيد " ح م "الذي سبق وأن عرف السيد " ف " عن طريقي عندما كان معي في زيارة حول العالم في أواخر السبعينات وكان السيد " ح " الملحق العسكري الليبي وقتها في اسلام آباد باكستان …
عرفت إبني مصطفى على الرجل وقد أعجب " ف " به كثيرا لانه قليل الكلام ويعرف ماذا يقول عن عقل وحكمة وليس ثرثارا مثل الكثيرين ، ودعانا لمكتبه القريب والذي لا يتعدى خطوات قليلة من الفندق وقام بجميع الواجب وجلسة عمل طويلة وتحفظت في الحديث بحيث أي كلمة أقولها تكون بمصداقية وليس بغوغائية كما يعمل الكثيرون من إخوتنا الليبيين الذين يعتمدون إعتمادا كليا على التهويش وأنهم قادرون على عمل المعجزات وقضاء الأعمال والحاجات والواقع شئ أخر عبارة عن تهويل وتضييع وقت على الجميع مما ضاعت سمعة رجال الأعمال الليبيين نظير أخطاء البعض الذين لا يمتون للأعمال ولا للتجارة بأية صلة … أليس بأمر مؤسف أن نوصف بالتأجيل المستمر وعدم إحترام الوقت والعهد والمواعيد ؟؟؟
العشاء في البيت عنده وكان عشاءا لذيذا شهيا واحاديث طويلة عن كل شئ وخلطنا الذكريات السابقة مع اللاحقة وماذا يمكن أن نتعاون معا لصالح الطرفين حتى نفيد بلدينا بالحق والشرف ونستفيد نحن في نفس الوقت …
من خلال الحديث استنتجت الكثير وعرفت أشياءا يصعب قبولها وهضمها سياسيا وإن شاء الله تعالى عندما يحين الوقت سوف تذكر في فصول لاحقة عن مدى تغلغل القوى الخفية الإيطالية التى حضنت المقبور من البدايات في صنع القرار في ليبيا عن طريق شركة " إيني " النفطية ونحن كليبيين جميع الأنظار متجهة إلى دول أخرى غربية نظير الجهل بالوقائع التي يوما ستظهر للملئ في الإعلام … فلا سر يبقى للأبد بدون بصيص أمل من الظهور والنشر ….
اليوم الثاني والثالث والرابع جميعها مابين الفندق والمكتب للنقاش والبحث عن جديد من الأعمال التي ممكن الاستفادة منها في ليبيا الجديدة والعشاء بالبيت كل ليلة وسهرة بسيطة ، لا خروج من البيت لعلب الليل والسهر مثل السابق ، فعالم السن والتجربة والشباب ولى للأبد ولن يرجع ، مما جعلتنا نتصرف بعقل وحكمة في الأعمال والإتصالات العديدة الهاتفية للوصول إلى اتفاقات بخصوص مواضيع تجارية كبيرة لو تحقق البعض منها بالدراسات الجيدة والصبر ولعب الحظ دوره وتحصلنا على العقود سوف نصبح من ذوى الشهرة والمال في الأوساط الليبية والإيطالية حيث دولة ليبيا الجديدة بكر عذرا تحتاج إلى رواد أقوياء لديهم العزيمة والقوة على المغامرة والمقامرة في حلبة السباق التي معظم خيولها عرجاء ، سهل اجتيازها والتغلب عليها حيث لدينا الوطنية والمؤهلات من رأسمال وسمعة جيدة وخبرات وعلاقات كبيرة محلية ودولية لا تقدر بأثمان نتيجة كفاح ونضال ل34 عاما من الزمن …
لنا الحق بأن نكون من الأوائل حيث قدمنا ودفعنا ضريبة الوطن الغالية لقاء المعارضة والمطاردات والخوف والرعب والسجن ومحاولات الإغتيال والزحف والتأميم ، قدمنا الجهد المتواضع في إحياء جمرة الثورة أيام التمرد والمواجهة حسب المستطاع والمتاح ولم نتوقف عن العطاء بالروح والدم ، الجهد والمال الوفير حتى من الله عز وجل بالنصر ، ولن نترك أشباه الرجال يحكمون ويتحكمون في مصائرنا ونحن ننتظر إلا بالحق والضمير وبطرق ديمقراطية فقد ولى عهد الطغاة والديكتاتورية للأبد …
يوم الأربعاء 2012/9/12م سمعت بالأخبار الحزينة المزعجة الغير واضحة وقتها عن المذبحة واستهداف مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي وضربها بالصواريخ وقتل السفير إختناقا من سحب الدخان وعدة موظفون وحراس أمن أمريكيون وليبيون ، وكم تأسفت فقد كان معنا السفير أول يوم في رحلتنا على متن الطائرة من طرابلس فرانكفورت …
هذا الإعتداء المشين ضد جميع الأعراف والقوانين ، سوف يرجع بليبيا إلى نقطة البداية إن لم يتم الإجراء بسرعة وقوة وحزم ، فقد تخلصنا من نظام الإرهاب السابق والتطرف للمقبور والآن بدات القصة من جديد حيث أياد سوداء من قيادات خفية متطرفة والطابور الخامس لايريدون استتباب الأمن في ليبيا ، أشعلوا نار التطرف والفتنة والحرب على دولة عظمى وقفت معنا وقت الضيق والمعاناة ساعة الصفر ، واسعفتنا في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ، وخاطر الرئيس السيد باراك أوباما بكرسي الرئاسة عندما أمر بالقصف الجوي للصواريخ وإعلان الحرب ضد القذافي بدون أن يرجع ويأخذ موافقة مجلس الشيوخ ( الكونغرس ) حتى تمت الحرب وإنتصرت الثورة وتحقق الحلم والخلاص من الطاغية الذي أصبح أشلاءا في القبر …
ونسوا وتناسوا أن الأبرياء من الطرفين سوف يدفعون الثمن الباهظ ، وأن الله عز وجل ، حي موجود في عليائه سوف يطبق العدل ويأخذ حق الضعفاء ويقتص من كل جاهل متطرف مجرم يريد المساس بأمن ليبيا وإرجاعنا للخلف !
يوم 2012/9/13م عند الساعة 11 بالضحى كان الإجتماع الأول والتعارف بفندق " ملينا " ، مع أحد رجال الأعمال الإيطاليين والذي وصلت لقناعة أنه لا يعرف كيفية و طريقة العمل التجاري مع ليبيا ، حيث تغيرت ليبيا الآن وليست مثل السابق تعتمد على نفوذ القذافي وأولاده والبعض من الحاشية فالآن السوق مفتوح والتسويق الحر والإعلام والعلاقات الجيدة مع ذوي الثقة ، هو الأساس للنجاح …
يوم 2012/9/14م كان لدينا ميعاد أخر حيث إنتهينا من النقاش وتوضيح الصورة عن التعاون والأعمال المستقبلية ، وذهبنا إلى مكتب السيد " ف ب " حيث لدينا موعد لقاء مع صاحب شركة خاصة للمقاولات والبناء يريد التعاون والعمل في ليبيا مما اوضحت له الصورة العامة والإمكانيات وإتفقنا على التعاون المستقبلي بإذن الله تعالى ، وقضينا عدة ساعات وتغدينا سندوتشات خفيفة بالمكتب وعدة فناجين قهوة إلى الساعة الخامسة حيث طلبنا سيارة أجرة تأتي إلى الفندق القريب لتحميل الحقائب وتقلنا إلى المطار ، وودعناه مع زوجته اللطيفة المضيافة على جميع الحفاوة والكرم على أمل اللقاء عن قريب في ليبيا الوطن أو روما بإيطاليا …
ذهبنا في عربة أجرة مرسيدس جديدة إلى المطار ، ووقفنا في طابور الإنتظار مدة طويلة حتى تم الحجز وتسليم الحقائب وأخذ بطاقات الصعود إلى جزيرة مالطة ، وبعدها الإنتظار الممل في الجناح المخصص لرجال الأعمال حيث تناولنا القهوة وبعدها إلى مكان الصعود للطائرة المالطية حوالي النصف ساعة ، ثم ركبنا الطائرة ، ورحلة جيدة مع بعض المطبات الجوية وعشاءا خفيفا بالطائرة حتى وصلنا إلى جزيرة مالطة التي كانت لي أول زيارة لها في السبعينات ، ويوم 2012/9/15 م بالفجر هبطت ووضعت أقدامي على أرض مطارها بعد مرور 42 عاما … وكم تغيرت عن السابق وتجددت وإزدادت عمرانا ورقيا عن السابق …. وكم تأخرت ليبيا للوراء والتخلف والجهل ، أليس بأمر مؤسف ومأساة ونحن بينا وبينهم بحر و 45 دقيقة طيران بالجو ؟؟؟
ذهبنا لفندق الراديسون الذي تم الحجز به حيث أخذنا الغرف ونمنا حتى الصباح حيث لدينا موعد مع شركة ملاحية كبيرة للقاء وجاء أحد الأخوة لأخذنا لزيارة المكتب بوسط المدينة القديمة حيث مبنى البرلمان للحكومة والنقاش عن الأعمال والشحن للآلات الرافعة (الكواشيك) التي موجودة في فرجينيا بيتش بأمريكا بالمستودع منذ بداية الثورة ضد القذافي وتعطلت في الشحن إلى طرابلس ليبيا ، وكان اللقاء جيدا حيث إخوته موجودون ، وجاء الأب وسلم علينا ، وحديث جيد عن المستقبل ، ودعانا الإخوة الثلاثة على وجبة الغداء في مطعم إيطالي فاخر حيث استمرينا في الحديث ، وتم الإتفاق على الدفع لنصف المناولة حتى تصل الآلات إلى ليبيا وعندها الدفع للنصف الاخر ، وأوصلونا للفندق للراحة …
قررنا البقاء بالفندق حتى يوم الغد الأحد وأخذ قسط من الراحة والاستجمام والكتابة فنحن على أبواب نهاية الرحلة الطويلة التي بدأت يوم 30 اغسطس الشهر الماضي وخلال 16 يوما حتى الآن زرنا الكثير من الآماكن والدول إبتداءا من المانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والآن جزيرة مالطة ، وغدا بالاصيل بإذن الله تعالى إلى ارض الوطن الحبيب طرابلس ليبيا …
خططنا كل شئ والقدر يخطط في اشياءا أخرى أكبر منا ، ويوم الأحد سددنا الفندق حسب الميعاد الساعة 12 ظهرا وأخذنا عربة أجرة إلى المطار حيث السفر إلى ليبيا الساعة الرابعة ولدينا وقت كاف طويل ، وجلست بالمقهى وذهب إبنى مصطفى ليتحقق من السفر ورجع حيث المكتب لإصدار بطاقات الصعود واستلام الحقائب و لم يفتح بعد ، وإنتظار طويل بدون راحة في قلق وبعدها فتح المكتب وكنا السباقين من الأوائل الواقفين وفي الإنتظار حتى مللت من الوقوف وتعبت وإقترح إبني أن أذهب واستريح بالمقهى وذهبت وبعد نصف ساعة رجعت له وقالوا لنا ننتظر التعليمات وأن مطار طرابلس مقفل لا يستقبل الطائرات وأن موظفين الإرشاد الجوي للطائرات مضربين عن العمل!
فكرت في الذهاب إلى القاهرة مصر لأن لي عمل أريد إنجازه أو نذهب إلى تونس حيث لدي أمور خاصة بالمركز المغاربي وأحتاج الى نقاشها والبت فيها مع " الدكتورمحمد الجويلي" وكانت لا تو جد رحلات مما قررنا الرجوع إلى الفندق مرة أخرى وتمت الإتصالات العديدة وبصعوبة تحصلنا على غرفتين لمدة ليلة واحدة في فندق " ونستن " حيث حجزنا وذهبنا إلى هناك للراحة حيث كنت متعب …
قضيت كل الوقت بالغرفة وأنا أكتب كتابات عديدة وأراجع الرحلة وماذا عملنا وحققنا وكم من مصاريف باهظة دفعناها تجاوزت الحدود حيث أوروبا غالية جداً زادت زيادات مفجعة لا يستطيع الكثيرون السفر والترحال …
الصباح الباكر وصلت عربة الأجرة حيث تم الإتفاق مع سائق الأمس أن يأتي ويقلنا الساعة السادسة والنصف صباحا قبل بدا الزحام حيث اليوم الاثنين وبداية الأعمال، وسددنا الفندق ورحلة سريعة إلى المطار قبل الزحام حيث بعد فترة فتح الباب للتسجيل وسلمنا الحقائب واستلمنا بطاقات الصعود ورأسا إلى صالة رجال الأعمال حيث الفطور والقهوة بالمجان وبعدها إلى صالة الركوب ومررنا على الجوازات والختم وإنتظرنا طويلاً حتى ركبنا الطائرة المالطية وإنتظرنا طويلاً بالطائرة حيث وجدوا حقائب زائدة من غير ركاب نظير الفوضى بالأمس من تعطيل مطار طرابلس ، مما إضطروا إلى التعطيل وخروج جميع الركاب من الباب الخلفى للطائرة ليتعرف كل راكب على حقيبته ويركب الطائرة من الباب الأمامي ولم أنزل حيث إبنى مصطفى قام بالواجب ، وأخيرا تم الركوب للجميع واسترحنا حيث لا مانع من التعطيل على الارض بدلاً من عواقب وخيمة في الجو …
بعد رحلة ممتعة قصيرة حوالي 45 دقيقة كنا في مطار طرابلس وشاهدنا العجب حيث الفوضى من الزحام وعدم الإحترام والإنتظار حوالي الساعتين حتى استلمنا الحقائب والخروج من المطار والبحث عن عربة أجرة ونحن نجر العربة المحملة بالحقائب ، وأخيرا بعد جهد تحصلنا على عربة أجرة وكان السائق دمث الأخلاق ومحترم في مقتبل العمر ، تحدثنا خلال المشوار البسيط وأننا مازلنا نعاني في الكثير من الرواسب ، والسبب هو فوضى العهد السابق وأننا في ثورة ونحتاج بعض الوقت حتى نرتاح ونتعلم ونفهم للأسف ، إن المواطن إنسان من حقه العيش ضمن الأخلاق والإحترام بدون فوضى ولا قهر من أي احد ، وكان ردي العلم والتعليم والحضارة والرقي هو الأساس ونحن بحاجة كبيرة لنلحق بالركب ، وأخيرا وصلنا إلى البيت واستغرقت الرحلة من يوم الخروج حتى الوصول 18 يوما وزرنا فيها خمسة دول !
عندما اكملت الكتابة للرحلة واردت نشرها لا متني العائلة على التفصيل وبالأخص سوف ينشر في البلوق وينتشر في العالم للجميع ، وكان ردي أنني كتبت بمصداقية وأنا الآن في خريف العمر على أبواب السبعين وإلى متى التحفظ؟؟؟ واجمع ولا اريد التوضيح وأنها اسرار فانا شخصيا مقتنع بالذي اعمله ، ولست بكتاب مفتوح لكل شئ فانا اعرف ماذا اعمل … ودع الذي يقرا ويعلق على هواه بالسلب أو بالإيجاب ويحلل ، ولا أخاف من أي احد وخوفي فقط من الله عز وجل ، اريد أن يعرف الكثيرون كم يعاني رجال الأعمال الليبيون الشرفاء من تعب! أريد إعلام المسؤولين أنه بدون رجال الأعمال الشرفاء الوطنيون ، لن ينهض الوطن ويتقدم ، والدليل عندما دق ناقوس الخطر ضحوا بالكثير وساندوا ودعموا التمرد والثورة بكل المتاح من العلاقات الدولية والإعلام والتزويد بالمؤن والمال حتى نجحت … والله الموفق
2012/9/19م