Saturday, July 7, 2012

الإنتخابات

                                            بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                  الإنتخابات
 


                اليوم بحمد الله تعالى جرت أول إنتخابات نزيهة لترشيح نواب الشعب بجدارة عن طريق أصوات الناخبين للمؤتمر الوطني العام ، وقد قررنا كحزب ليبيا الجديدة عدم وضع قائمة لنا بأي مرشحين ، حيث لنا حساباتنا الخاصة ، بل سجلنا فقط كحزب بدون قائمة لنأخذ رقم  بالمنظومة ونثبت أننا شاركنا في المسيرة ولم نتقاعس عن السعي لبناء الدولة ضمن الديمقراطية وننتخب كما فعل الكثيرون من الأحزاب لأسباب عديدة خاصة بنا ، وتركنا الحرية لأعضائنا الترشح بصفتهم الشخصية ، الذي تتوفر فيه الكفاءة ويريد الوصول للمنصب ويصارع غيره أن يتقدم ، حيث نحن قررنا في الوقت الحاضر أن نصبح حزباً معارضاً ( العين الساهرة ) ، لا نرغب في الوصول للسلطة والمناصب عن طريق التحديات والمشاحنات في  الدعايات الإنتخابية ، حيث لنا كثير من المآخذ على البعض ولدينا المستندات التي تؤيد وفي نفس الوقت تهدم البعض ، حيث في كثير من الأحيان ، التحديات تتجاوز الأخلاق وتدخل في مهاترات فارغة ، محاولة قدر الجهد فضح الخصوم بطرق خسيسة لا تمت للأخلاق والشرف بأي طريق وصلة ، لقاء الفوز والنجاح …


 يوم 2012/7/7م  يوم تاريخي يسجل بمداد من الذهب في تاريخ الوطن بعد إلغاء وتهميش الإنتخابات الحرة النزيهة منذ مجىء الإنقلاب الأسود سبتمبر عام 1969م وقدوم الطاغية القذافي الذي بقدرة قادر وحظ وخداع وصل للحكم وأصبح الحاكم المطلق والجميع أتباع طحالب لقاء الطمع وجاه ومراكز السلطة الحرام ، وأحرار الشعب خائفون يتوارون من الرعب حتى لا تطالهم عيون الأمن واللجان الثورية ، والقبض والتعذيب والسجن ، أو القتل والشنق لقاء الرفض لنظام الجهل والعنصريات ! 

الآن إنتصرت الثورة المجيدة بفضل الله عز وجل ، وهل هلال الخير والبركة على الوطن ، والسنة الماضية جميعها خير وبركة بلا حد ولا عدد  ، فقد هطلت الأمطار بغزارة طوال الشتاء وغسلت رجس الشياطين والشعوذه والسحر ،  الجان والإنس من على كاهل الوطن ! 

لكن أمامنا طريق طويلة تحتاج إلى الصمود والصبر والعمل بحزم ضمن العزم والحسم والبتر بقوة لجيوب الفساد والطحالب أمثال الكثيرين من رموز النظام الهاربين لدول الجوار ، يتباكون على المقبور ، وضعوه عنوانا كبيرا وشعارا يختفون وراءه ،  يحاولون دس الشائعات والقيام بمساندة الأعمال الإرهابية من حوادث قتل وإغتيالات وبث السموم لدى أوساط أبناء الشعب حتى يزيد الغليان والنقمة من البسطاء السذج ويتعاطفون معهم ويؤيدونهم على الخطأ نظير برامج وأجندات خفية غير ظاهرة اليوم ولكن مع الغد والمستقبل ستنكشف اللعبة وعندها الفأس ضرب الرأس ولا قدرة على التصليح بسرعة للخراب والدمار الذي أحدثوه لقاء عصبيات فارغة وعنصريات تافهة ...
حيث هؤلاء يسعون جاهدين لخلخلة الأمور ، حتى تخلق بلبلة وتمرد من البعض العملاء المهمشين بين الأوساط الشعبية في الوطن ، وعندها فرصتهم الكبيرة لوضع موطىء قدم ، ومنهم مجموعة الفيدرالية التي تحاول قدر الجهد الوصول إلى أهداف ضمن أجندات مدعمة من قوى خفية للوصول للسلطة بأي ثمن وتقسيم ليبيا إلى دويلات قزمية ، حيث معظم أبناء الشعب الليبي يرفضونها من الألف إلى الياء !

هؤلاء لا يريدون للديمقراطية أن تسود ، يريدون الوصول إلى ترجيع الماضي الولايات السابقة  أيام الإستقلال للوطن سنة 1951م ، يريدون الملكية أن ترجع وتحكم وتهيمن على الوطن ، إلى إحياء الماضي وعصبيات التخلف والجهل  يريدون تقسيم الوطن إلى ولايات ، حتى يسهل التقسيم بالمستقبل ونحن شعب قليل العدد لا يتجاوز 7 ملايين مواطن على أكثر التقدير ، منهم مليونا نسمة غير أصليين لا يمتون إلى الوطن بأي صلة وعرق وجذور بل معظمهم متحصلون على الجنسية الليبية ومرتزقة من دول الجوار ، يعيشون عالة على خيرات ليبيا يزاحمون أبناء الوطن في جميع المجالات ، وهم حثالات والدليل ذوي الأمر والوظائف والمناصب العالية أيام المقبور كان معظمهم من ذوي الجنسيات المختلفة ، ليسوا ليبيين أصليين ، ولا ولاء لديهم غير الحصول على الغنائم ورزق الحرام ، وخدمة الطاغية لا يهمهم خدمة الوطن ولا المواطن !

لقد نسوا وتناسوا الماضي وأن الثورة قامت لقاء أهداف نبيلة ، الخلاص من الطاغية ، وليبيا موحدة وأن مدينة طرابلس هي العاصمة الأبدية للوطن ليبيا ، لا يستطيع أي إنسان مهما وصل أو حاول الدس والفتنة أن يغير هذه البنود التي عليها تعارفنا ومن أجلها ضحينا بالروح والدم ، وقدمنا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، ولن نتوقف ، وليس عن خوف وضعف بل  لإعطاء المزيد من الفرص لهؤلاء المتمردين ، ضمن الحوارات والمصالحات الوطنية مع إخوتنا في الشرق حتى تهدأ الخواطر ويستتب الأمن !

إخوتنا أبناء المنطقة الشرقية نسوا وتناسوا أن رجال الغرب أخوتهم هبوا لنجدتهم في الوقت الصعب عندما حاول محمد علي باشا حاكم مصر إستقطاع أقليم برقة وضمها لحكمه ضمن مصر ، نسوا وتناسوا الصراع على السلطة بين حاكم مصر وبي طرابلس يوسف باشا القرمانلي ، بجميع مساوئه وشروره حافظ على وحدة ليبيا من التجزئة والتقسيم ، ساند السكان المحليين في حربهم قبائل أولاد علي الليبية ( تجريدة حبيب ) وتم طردهم بقوة السلاح حتى منطقة السلوم التي هي أراض ليبية حتى رأس الحكمة قبل مدينة الإسكندرية!

 الشريط المثلث أراض ليبية وقبائل أولاد على ليبيون ، والآن يتجاوزون 5 مليون نسمة ، مهمشون في مصر ليس لهم أي دور كبير في السياسة ، ينعتونهم بالعرب ، لا يستطيعون تحدي المصريين بأي صورة من الصور ،  يحلمون بالرجوع إلى ليبيا أسيادا وحكاما مثل قبل ، والتاريخ حان وقته ليعيد نفسه ، ويحكمون من جديد بطرق أخرى إقليم برقة مثل السابق ، أليست بمأساة ؟؟

الذي أود قوله وأرجو أن أكون على خطأ !  حيث الآن السيد أحمد قذاف الدم وزمرته من رموز النظام السابق الهاربين ، أمثال المجرم الطيب الصافي السفاح وغيرهم ،  بأموال الشعب الليبي المنهوبة من خزينة المجتمع ، يحاول قدر الجهد الإحتماء بالأخوال أولاد علي في مرسى مطروح بمصر ، ليستعيد المنطقة الشرقية وبقية الوطن ليبيا ويحكم ، عملاؤه وأزلامه يشجعون بالدعم والمال البسطاء مؤيدي الفيدرالية والتقسيم الذين لا يعلمون أبعاد اللعبة السياسية التي تدار من قبل أساطين الشر ! بودنا القول له لا تحلم في اليقظة ، مهما عملت لن تفوز ولن تنجح ليبيا لن تتجزأ مهما عمل الطحالب والطابور الخامس من دس وفتن ، من حوادث قاتلة للبعض ، من تفجيرات وقتل  من تشويه سمعة الوطن بإفتعال الحوادث للأجانب ، من ومن …

 ليبيا الثورة لها رجالها ونساؤها الأصليون الذين جذورهم نابعة من الوطن ، لن يرضخوا لحكم فرد طاغ مهما دفع أو وعد وعودا كاذبة لن تتحقق ، أو نظام فاسد يعتمد على القبلية والعنصرية أن يتولى الحكم في الوطن تحت أي ظرف ...
الآن الشعب بالنصر المبين إستنشق هواء الحرية العليل وبيده السلاح ، الآن القرار بيده ولن يرضى أو يوافق على الفيدرالية وتقسيم الوطن إلى دويلات أقزام ، دونها الروح والدم  ، عاشت ليبيا حرة أبية ، والله الموفق ...
 
                                                               رجب المبروك زعطوط
 
                                                                      2012/7/7م  

No comments:

Post a Comment