Monday, July 16, 2012

الجهل

                                           بسم الله الرحمن الرحيم

                                                    الجهل


                  أخطر شيء يمنع التقدم والرقي لأي شعب هو الجهل وعدم البصيرة بأمور كثيرة مهمة ، حيث الكثيرون لديهم شهادات عديدة من المعاهد والجامعات بدون فائدة حيث التركيز والعلم على مواضيع معينة لا تتماشى مع الواقع المطلوب ، وفي نظري البعض مازالوا جهلاء أغبياء ، يغرقون في شبر من المياه كما يقول المثل الشعبي ، لا يعرفون كيف يتصرفون التصرف الصحييح في المعاملات الكثيرة مع البشر ، يعيشون الوهم أن لديهم شهادات كبيرة علمية تغطي جميع العيوب وعلى الآخرين السماع لهم وهم في نظر الكثيرين لا يساوون أي شيء ، حيث ليست لهم قوة الشخصية التي تفرض الوجود بالعمل والتجربة الوافية الكافية في المعاملات مع البشر حيث لا يمكن شراء الحب والولاء طوال الوقت من الناس والجماهير بالوهم …

أتأسف على الكلام الذي نسمعه  طوال الوقت من عامة الشعب بدون تحليل ولا فهم ، وأن الوطن بحاجة لقياديين ذوي الشهادات حتى نمر من عنق الزجاجة التي نحن فيها الآن نتخبط  ، لم نضع أرجلنا على الطريق الصحيح بعد … وأنا شخصياً متفتح نظير العلاقات الكثيرة كرجل أعمال والرحلات العديدة لأكثر من نصف قرن وأنا أتنقل من مكان لآخر وأشاهد العالم كيف يعمل ويسير ضمن مخططات ودراسات ، وأفهم المطالب ونحتاج بقوة لقياديين متعلمين جذورهم من الوطن ، ذوي شخصيات قوية وجرأة نابعين  من روح وضمير الشعب ولديها المؤهلات الدراسية والنضالية ، وأن تكون مرت بتجارب وسنين خبرة في العمل السياسي وقيادة الرجال ، حتى لايضيع الوقت علينا كشعب في الممارسات الخاطئة ، حتى يتعلموا من الحياة العملية ، فليس كل شيء هو الشهادة العلمية فقط!

 في نظري ممكن الإستعانة في التخطيط والدراسات بخبراء ومستشارين من جميع أنحاء العالم لتطوير الوطن للأحسن كما تفعل الكثيرمن الدول ، والأهم هو الشهادات النضالية للمتقدم للمراكز العالية وحسن الفهم ، حيث لا يتحصل على المركز إلا من خلال التضحية والإقدام في سبيل الوطن ، حيث هذه النوعيات لديها الشجاعة والإقدام على الصمود والتحدي لأنها مرت بتجارب عديدة أيام حكم المقبور ، تحدت النظام علانية ورفضت الظلم والإرهاب وصبرت على المعاناة والضيق والتضحية والفداء أيام الثورة الدموية وروح المغامرة ، وخلقت منهم رجال ، ونحن كشعب حر نريد هذه النوعية الوطنية بأن تقود الوطن للأمام ، لا نريد طحالب منافقين نظير المصلحة والمنصب تتسلق كل عهد …

أيام إستقلال الوطن سنة 1951م لم تكن توجد شهادات جامعية في ليبيا إلا لدى القلائل على عدد الأصابع ، وقام المسؤولون ذوو الأمر الذين لا يحملون شهادات دراسية وقتها بأروع المهام والحكم ، حيث أداروا دفة السفينة للنجاة والإستقلال والوحدة بين الشرق والغرب والجنوب بالعقل والحكمة وهم يعانون الويلات  والضغوط الدولية ومحاولات فرض الهيمنة وترجيع الإستعمار الأجنبي والإيطالي بصور أخرى …

القياديون الليبيون البسطاء تمكنوا بالوحدة والتضامن والصبر ، والعمل الوطني الصادق النابع من النفوس البريئة المحبة للحرية والإنعتاق من المستعمر طوال الوقت من النجاة ، وأصبحت ليبيا دولة لها كيان وشأن ، مع أنها كانت تعاني الفقر فى أبشع الصور ، حتى من الله عز وجل عليها وتفجر النفط ! و جاء نظام الجهل و الرعب والإرهاب نظير صراع الدول على من يفوز بالوطن ، الغرب أم الشرق ، وتربع على أكتاف الوطن ، وعشعش في جميع الأوصال ومفاصل الدولة وكأنها مزرعة خاصة بطبقة معينة ( العائلة وأولاد العم والحواشي )  وطبق نظريات فرق تسد ، ونشر الفساد والإفساد خلال 4 عقود ونيف ، و90% من خريجي الجامعات الليبية الذين تم إرسالهم للخارج في بعثات دراسية للتحضير أثناء عهد المقبور ، كانت محاباة من فئات وقبائل معينة بدون مساواة بين أبناء الشعب نظير العنصريات والجهوية وفي نظري عليهم علامات إستفهام كبيرة ؟؟ ضروري من التحقق والمراجعة لأي إنسان منهم ، كيف وصل ؟؟ قبل أن يولي منصب كبير في دولة ليبيا الجديدة  …

لقد ولى عهد المحاباة الرعب والإرهاب ، عهد المقبور الطاغية إلى غير رجعة بإذن الله عز وجل ، وبدأت مرحلة جديدة لوطننا ليبيا الغالية نحتاج فيها إلى السلام والمصالحة الوطنية والوئام بين الأطراف المتعنته المتشاكسة على أمور مهما كانت تبدو صعبة نظير أخطاء قاتلة بقصد أو بدون قصد من البعض ،  ممكن الوصول لحلول لها بإستعمال العقل والحكمة ، حيث نحن جميعنا أخوة تربطنا علاقات دم ومصاهرات ونسب وعددنا كشعب قليل ، والآخرون من العالم يحسدوننا على الثروة والغنى الفاحش والموقع المتميز في منتصف الأرض ، وعلى نجاح الثورة الدامية حيث أثبتنا للعالم أننا شعب مهما صبر ، قام بالثورة المجيدة وإنتصر ، ينتظرون منا الغضب  حتى يزيدون النار إشتعالاً حتى لا نفوز ولا ننجح ، لأنهم يعرفون أن ليبيا مارد عملاق سوف تتغير مفاهيم وسياسات كثيرة في المنطقة عندما نستقر ونطبق الديمقراطية بالحق والمساواة ، والمطلوب التريث وعدم الإندفاع في الإختيار لولاة الأمر حتى لا نخطىء ، وعندها صعب الإصلاح …

الجهل مصيبة من المصائب ومرض عضال مثل السرطان الخبيث عندما يدخل جسم الإنسان من الصعب الشفاء ، وهناك الكثير من الناس ذوي الشهادات والعلم والعلوم في أمور معينة لكن تنقصهم الخبرات حتى يعملون ويبدعون ونحن كشعب خرج من محرقة بعد عذاب وقهر وإرهاب  4 عقود ونيف ، نحتاج إلى أمور كثيرة ، أهمها الوقت حتى نستطيع أن نلملم جراحنا ، ونجبر بخاطر المهزمومين حيث هم إخوتنا ، ونهتم معا جميعنا يداً واحدة لخدمة الوطن بطرق علمية حديثة ضمن العدل والمساواة حتى ننهض ونتقدم ، بدلاً من تضييع الوقت في مناوشات لا تسمن ولا تغني من جوع ، غير إهراق الدم ، وسقوط الضحايا ، وزيادة الكره بالنفوس وطلب الثأر ، الآن وبالمستقبل ، والفريق الكاسب مهما وصل ، خاسر طوال الوقت …

أخيراً أود القول من القلب والضمير ، هنيئا لكل من فاز في الإنتخابات للمؤتمر الوطني العام ، والمطلوب منهم تحمل الأمانة الثقيلة التي وضعت في أعناقهم ، ففيها مصير شعب كامل ، يتطلع للحرية والمساواة ، لا نريد منهم الإنجراف والتكبر والغرور بالنصر والنجاح ، وإستغلال المركز فكل شيء الآن مفضوح ولا أسرار تبقى بدون ظهور على السطح ، والسياسة بحر عميق ليس كل ذو مركز قادر على السباحة والوصول لشاطىء النجاة بسهولة من غير عوائق ، إلا القلائل الذين يعرفون من أين يؤكل الكتف السمين ، والمركز كما يقول المثل الشعبي " مثل كرسي الحلاق كل يوم لزبون آخر! " وعليهم عمل المستحيل لنهضة ليبيا وتقدمها ، حتى يحبهم الشعب ويؤيدهم ويساندهم طوال الوقت ... والله الموفق …

                                                              رجب المبروك زعطوط

                                                                    2012/7/16م  

No comments:

Post a Comment