Friday, July 13, 2012

لعنات الوطنية

                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                               لعنات الوطنية



              مهما حاولت الشرح عن ماذا دار من أحداث سعيدة وفرح وسرور بمدينة درنة خلال العصور ، وأشياءا أخرى مغلوطة خاطئة سيئة أضرت بسمعة المدينة على المدى القريب والبعيد ، وجعلت أي حاكم ومسؤول يأخذ حذره ويتحسس منها ومع الوقت يهمشها حيث مهما عمل لن يستطيع إرضاء سكانها و أهاليها  الذين لا يملون ولا يكلون عن التداول بالأمور السياسية المحلية والعالمية بإمعان وشغف للمعرفة ، وينسون المصلحة الأساسية مصلحة المدينة وتقدمها ، حتى سميت قديما بمدينة ( قيادة الأحوال ) من فرط الذكاء والتساؤلات وحب المعرفة ، بحيث لا يفوت أي أمر من غير تكهنات وتحليل ، وأيام عهد المقبور سميت بأسم مدينة المتقاعدين حيث همشت من قبل النظام  ولا أعمال كبيرة تدار فيها مما إضطر الشباب المغامرين للهجرةقصد العيش الشريف وأصبحت تعتمد إعتمادا كليا في دخلها على المرتبات التي تدفع لمعظم الجميع ، فتات لا يسمن ولا يغني من الجوع ، والعائلة والحاشية والأعوان يعبون في الملايين بدون حساب مما مع الوقت زاد الضغط عن الحد وقامت الثورة المجيدة ولم تتوقف حتى تم القتل للطاغية ، وضاع الحكم للعائلة للأبد !

النظام السابق للمقبور إستعمل بمهارة سياسات فرق تسد وغرس عقدة الدس ، اللمز والغمز والوشايات على الأحرار من الأوساط الرخيصة الطحالب من العامة عديمي الأصل والفصل الغوغاء ،  لقاء أموال وهبات ومراكز تافهة لخدمة النظام والإرهاب ، حيث هذه النوعية المهمشة بالسابق لا وجود لها على الساحة الوطنية من قبل ، مهيؤون وجاهزون للإنضمام للجان الثورية ومستعدون للسير في المظاهرات والهتافات للطاغية وللكتابة والقدح والوشايات الفارغة الكاذبة والإتهامات عن البعض من الشرفاء بالمدينة لقاء الحقد والحسد مما ضيعت الكثيرين من الأبرياء ودفعوا الثمن الغالي ،  القبض والتعذيب والبعض القتل والشنق أو البقاء سنيين عديدة بالسجن ، ينتظرون  الفرج والخلاص من الهم والغم ، و إما الموت في سكون وراحة بدلا من السجن والضيق والمعاناة وشراسة وبطش الحراس عديمي الرحمة والشفقة من القلوب ، والنقص للغذاء الصحي والدواء للعلاج من الأمراض المزمنة والبطاطين للتدفئة لإتقاء برد الشتاء ، أو إطلاق السراح …

إنني لا أستطيع أن أشرح الكثير ، فالأمور إختلطت مع بعض وأصبحت كل يوم تتداخل وتتشابك وتتصعب وتصبح عقد شائكة من الصعب الوصول إلى حل ، في مدينتنا الطاهرة درنة مدينة صحابة رسول الله تعالى ، التي الآن كل يوم تتراجع للوراء وكأن لعنة حلت بها ، أو سوء حظ  لازمها طوال عقود طويلة من الزمن ، نظير حبها للوطنية وعشق أهلها للوحدة ، وبغضها للمستعمر مهما كان …

حيث أيام العهد القرمانلي التركي ، كانت المدينة من ناحية الترتيب في ليبيا الوطن " الثانية "  وتراجعت أيام العهد الإيطالي والملكي وأصبحت " الثالثة  " وأيام عهد المقبور السابق تراجعت خلال 4 عقود عجاف من الإرهاب والقوة المفرطة لتغطية الضعف ،  للخلف وأصبحت " الثامنة " وهي تاريخيا تعتبر من أقدم المدن في شمال أفريقيا ، عمرها أكثر من 3 آلاف عام من أيام الإغريق ، تراجعت ضمن ظروف قاهرة وحوادث مدبرة ومفتعلة بقصد مبيت وعن خطط مدروسة أمام بعض المدن الناشئة التي توسعت وكبرت خلال 4 عقود عجاف من حكم الطاغية ، مثل مصراته وسرت والبيضاء وسبها والزاوية …

الآن نحن مع بداية عهد جديد أخاف أن تتراجع مرة أخرى وتتأخر عن الركب ومع الوقت تصبح بالمؤخرة ، حيث جميع البوادر الآن تنذر بذلك ، والسبب الرئيسي هم أهلها ، يهوجون ويموجون في صراعات محلية تافهة في التصنيف العرقي من حضر وبادية وهم إخوة في الدين والمصير ، تربطهم علاقات النسب وصلات المصاهرة والدم ، علاقات لن تنفصم مهما حاول الطحالب دس الفتن ،  حيث جميعهم أبناء وطن واحد! كراهيات كلما تخبوا وتنتهي أياد الشر والشرور توقظها من جديد حتى تستمر ولا تتوقف ، وبالتالي تتأخر المدينة خطوات كبيرة للوراء نظير عدم التفاهم والوحدة من أجل التقدم والنهوض …

أبناء المدينة عند حلول الكوارث الوطنية يتحدون في لحظات لدرء الخطر ، سباقون في الفداء والتضحية ، وأكبر شاهد تضحيات شبابها المغاوير فى أكثر من مدينة ليبية أثناء ثورة 17 فبراير المجيدة ،، ولكن للأسف ،، لا يقطفون ثمرة النصر والغنائم ، حيث لديهم العفة ، يريدون الأمر بالأسبقية ، ولكن نحن في عصر الجهل والتخلف ، ضروري من فرض الوجود بالعمل الطاهر الشريف الهادف للمصلحة العامة والخاصة وأخذ الحق حسب الجهد  بدلا من العمل بدون فائدة تذكر لمصلحة الآخرين نظير مفاهيم صعبة ومعقدة لا يفهمها إلا القليلون من المواطنيين ، حتى ظهرت إشاعات وإستهزاء أنهم  "عوالة  " مستعدون لخدمة الحاكم بدون ثمن كبير ، للأسف !

الشق الأول ، نظير التهميش المتعمد بقصد من أولي الأمر أصحاب القرار في جميع العهود السابقة حتى تتأخر ويهاجر أولادها المغامرون غصبا عنهم إلى مدن أخرى لطلب الرزق ، وإستشهد وتوفى زعماؤها وشيوخها الحقيقيون ، والآن في نظري لا توجد بها زعامات حقيقية على المستوى الكبير ، حيث الحكماء قابعون في بيوتهم لا يريدون التدخل حيث غير راضون عن سير الأوضاع السائدة بالمدينة من خبث وفساد وأمور لا يرضى عنها الدين من التطرف الأعمى بدون فهم ولا عقول نيرة ، ورجالها المثقفون بعيدون عن المدينة وبالتالي مهما وصلوا من علم وشهادات لا يعرفون المعرفة الجيدة ماذا يدور في كواليس المدينة من أمور شائكة وعصبيات فارغة ولا يستطيعون القيادة ، لأنهم تعودوا على العمل الروتيني ضمن القوانين ، ولا يعرفون كيفية معاملة الجماهير بالود والإحترام والعطاء لسنيين حتى يضمن المتقدم الحب والولاء والشعبية لدى الجماهير …

الشق الثاني الإحتياج والمادة ، حيث ظهرت عدة رموز من عامة الشعب أثرياء الغفلة والوضع السابق  ، نظير الإحتكاك الكبير بجيراننا  المصريين حيث تم إستجلاب كثير من العادات السيئة والتحايل والفساد لأوساطنا  ( ظاهرة خلو الرجل للبيوت والمحلات + المخدرات + الرشاوي + الغش ) وساعدهم النظام الفاسد للمقبور في التراهات والمهاترات وفرض الأتاوات والإحتكارات للسلع ، ومع الوقت أصبحوا من أصحاب الملايين وهم لا يساوون أي شىء ، لا شهادات ولا أصول وجذور عائلية أصيلة من المدينة ، شهاداتهم  المال الحرام الوفير الذي إستغل في الفساد والإفساد وزرع السموم لدى أوساط الشباب من التهريب للمخدرات وإغراق الأسواق بها بقصد مبيت من قوى خفية ، والإحتكار من العصابات  لمبيعات الإسمنت من المصنع الوحيد ، وسرقة المال العام بطرق شريرة وفواتير مزورة قانونية يعجز إبليس عن إتيانها  ،  وبالتالي دان لهم الجميع بالسمع والطاعة وأصبح لهم نفوذ في نظير قوة المال …

مدينة درنة المجاهدة الوحدوية كانت بالسابق السباقة في الأمور السياسية حيث العلم والثقافة والذكاء الفطري الغير عادي لدى شبابها من الجنسين ، والآن بكل النوابغ  شبه عاجزة ، مشلولة غير قادرة على نفض غبار التخلف والجهل بالعقول الضيقة من الفئة التي مازالت تعيش وتحلم بالقبلية المتعفنة وأن الحق للقوة والنصرة الكاذبة ، حتى لو كانوا على خطأ ، لعدم وجود الدستور الجيد والقانون الحازم الذي يلزم أي إنسان بالحق والمخطىء يعاقب بالحق والعدل ، وعندها الكثيرون يخافون ويمتنعون عن خلق المشاكل …

للأسف البعض من أدعياء زعامات المدينة أشباه رجال يزايدون ويتشدقون بالوطنية وعند ساعة الوغى والعزم والحسم يجاملون الآخرين من الخصوم لقاء معارف وصداقات ومصاهرات الدم والنسب ، ضد مصلحة المدينة التي هي في الواقع مصلحة الجميع وليست لفئة دون أخرى تجدهم بآخر الطابور يدفعون بالآخرين للمقدمة حتى يسلمون من الأذى ، ويعتبرونها مهارة وإدارة جيدة يتفادون بها المشاكل وهي قمة المأساة حيث بهؤلاء العقليات لن نتقدم ولن ننهض طالما البعض مازال لهم الكلمة العليا والتأثير الشعبي في المدينة وماحولها من قرى نظير العصبيات الجاهلة ، وعدم التسامح والوحدة حضر وبادية والإتفاق الجماعي يدا واحدة ، ونتعاون على العمل بخطط مدروسة جيدة حتى تصبح لنا هيبة وشأن ومكان وننهض …

حدثت بالسابق أخطاءا كثيرة نظير عدم البصيرة والتحدي الكاذب أهمها بالمنتصف الأخير من القرن الماضي ، الثورة الكبيرة ضد اليهود الليبين العزل ، عند هزيمة الجيوش العربية سنة 1948م وقيام دولة أسرائيل ، وكأنهم المسؤولون عن الهزيمة ، نظير ردود أفعال شريرة ودس من القوى الخفية حتى يضطروا إلى الهجرة إلى أسرائيل وآثر الكثيرون البقاء في بنغازي وطرابلس ، وتوقفت التجارة فترة من الزمن …

أحداث حرب 1956م وخطب الرئيس جمال عبدالناصر النارية اللاهبة ضد الوجود الغربي في ليبيا من القواعد العسكرية ، والمظاهرات الصاخبة ضد الملك حيث الحكومة مضطرة لعقد إتفاقيات تأجير للقواعد لبريطانيا في الشرق وأمريكا في الغرب ، حتى تضمن دخلا للميزانية العامة لتدفع المرتبات والأجور للموظفين والعمال ، ولم تراع الجماهير الساخطة ووضعت اللوم الكبير على الإدارة وأولي الأمر، وقامت المظاهرات في طول وعرض ليبيا وتفاقم الوضع حتى أصبح ينذر بثورة على بقاء الملكية ، وتم الأمر وخرجت القوات البريطانية إلى طبرق وبنغازي ، وضاعت الفرصة على مدينة درنة ، وماذا إستفادت نظير الحماس الخاطىء الغير مدروس ، الوطنية والعروبة غير التهميش والتأخر ؟؟؟

إنشاء الجامعة في بنغازي مما إضطر الكثيرين من الدراونة لبيع أملاكهم في المدينة والهجرة إلى بنغازي لتعليم أولادهم وبالأخص البنات ، حيث العادات وقتها عدم ترك البنت العازبة لوحدها بدون رعاية ورقابة من الأهل ، وحل محلهم أبناء المناطق الذين يحتاجون للتعليم والرقي من الصفر مما أدى إلى تغيير تركيبة السكان ، وظهرت العصبيات والنعرات نظير الفراغ وعدم العمل ، والنهاية حلت المطارق والنكسات على رؤوس الجميع نظير المتاهات والمهاترات …

لا وجود لميناء كبير عميق حتى تستطيع السفن الكبيرة الدخول للمرفأ وتفرغ البضائع ، مما إضطر التجارالدراونة إلى  تفريغ معظم البضائع ونقلها بالشاحنات إلى درنة من مواني بنغازي وطبرق ، وبالتالي ترك الكثيرون  المدينة وآثروا الغربة والبعد عن درنة حتى لا تتعطل مصالحم ، ويوفرون التعب والسفر إلى بنغازي 600 كم ذهابا وإياباً في طرق سيئة وقتها ومواصلات قديمة عفى عليها الزمن من مخلفات الحرب العالمية الثانية طوال الوقت تتعطل بالطريق وليس مثل الآن ، وقد عشت المآسي وقتها حيث كنت صغير السن وأشاهد تعب الوالد وإخوتي التجار ، في الذهاب والإياب …

لا وجود لمطار حتى يسهل السفر للخارج ويضطر التجار ورجال الأعمال الدراونة إلى تضييع الوقت الثمين من الجهد والمال للسفر للخارج  يوما قبل السفر والمبيت في بنغازي للصعود لطائرات رحلات الفجر أو الصباح المبكر  أو السفر بعد منتصف الليل رأسا من درنة إلى مطار بنينه بنغازي حتى يضمنوا الوصول في الوقت والسفر ، وأنا شخصيا بلا مبالغة قطعت الطريق إلى بنغازي والرجوع آلاف المرات خلال مسيرة الحياة لنصف قرن من الزمن إستهلاك للوقت في التحضير والسفر والمال وأهم شىء الجهد والتعب وضياع الصحة …


جميع هذه الأمور المتشابكة والنكسات حلت على رأس المدينة وهي تقاوم بجهد جهيد وصابرة عسى يوما تتغير الأمور للأحسن ، وإضطر الشباب نظير الفراغ وعدم العمل ،  وإرهاب النظام المقبور لهم نظير الشكوك والوشايات الكاذبة  الدخول في متاهات كثيرة ، وإنضم الكثيرون بدون وعي سياسي وفهم  ، بل الدافع هو الحماس الديني إلى تنظيم القاعدة عن قناعة ، وتطوع الكثيرون وذهبوا  إلى دولة أفغانستان لمساعدة إخوانهم الأفغان ضد الروس وبعدها التحالف والأمريكان لنصرة الإسلام ، وإلى دولة العراق بدون حساب ولا عدد ، وقد كتبت مجلة نيوزويك مقالات شيقة  من صفحات عديدة منذ سنوات قليلة ، على أن معظم المجاهدين المغاربة الذين إستشهدوا أو تم القبض عليهم من منطقة درنة ، مما حير الخبراء والمخابرات والإجهزة الأمنية كيف لمدينة صغيرة منسية مهمشة أن تضحي بهذه الكميات من المقاتلين الشباب  وهي قليلة العدد، وأطلقوا عليها مصنع الإنتحاريين !
هؤلاء المحاربون الشباب ذوي العزم والإيمان بعدالة القضايا كان لهم الدور الأساسي والطلائع الأولى في الجبهات في الإنتفاضة والتمرد ضد الطاغية المقبور في ثورة 17 فبراير المجيدة في الشرق حيث تلقوا أروع وأحدث الدورات القتالية والتدريب على الطبيعة  في جبال أفغانستان ومدن العراق ، وعاشوا في ظروف صعبة يقاتلون ضد قوات الجيش الأمريكي المجهزين بأحسن المعدات والأسلحة والخطط ، حيث مستعدون للموت والتضحية والفداء نظير قناعات وإيمان صادق بالدفاع عن أراض العرب والمسلمين من أن تنتهك من قبل الآخرين ، أما الجنود الأمريكان والحلفاء ، ليس لديهم العزم القوي للقتال حيث لا يريدون التضحية والموت لأنهم مرغمون على تنفيذ الأوامر …

الدليل القاطع على الشجاعة الغير عادية والمواجهة القوية شهور الثورة لكتائب الطاغية المجهزين بأرقى أنواع السلاح والمعدات والتغذية الجيدة ، وإنتصروا غصبا عن المقبور وقتلوه شر قتله ، وهو يطلب ويترجى في الرحمة والشفقة بأن لا يعذب ولا يقتل ويقول بذهول أنا كبير بالسن وفي عمر أباؤكم ، ولم يرحموه حيث لم يدع مجال للرحمة والشفقة بالقلوب نظير الإرهاب والتسلط !
والشكر العميق الجزيل لكل حليف وصديق ساهم وساعد في المناصرة والقضاء على الطاغية المقبور ، ولكن وطننا ليس مختبر للتجارب ، ولا مزرعة حتى يقطف ثمارها الآخرون من الأجانب ويتركوننا في إحتياج ...
 نحن كشعب حر مستقل منتصر على الإرهاب والطغيان ، يجب الإعتراف بصدق وضمير والسماع لأي مواطن ليبي بالحق وبالحوار الهادف الصادق عن أي مطلب عن طريق السلم والسلام وليس بإتخاذ القوة كتعبير، لأن العنف يولد العنف ...
نعم لدينا مساوىء عامة كثيرة ،، أهمها التطرف الإسلامي والجماعة الذين يطالبون بالفيدرالية وعدم المركزية ، والإستغلال للسلطات من البعض للظهور وبالأخص في الإنتخابات والفوز بها ، التي في الظاهر جيدة كأول خطوة في طريق الديمقراطية والترشيح ، ولكن لها خفايا عديدة وأيادي سوداء لعبت فيها ، ومرت على الشعب بدون تساؤلات  وسيق للذبح بدون أن يعرف وصوت للبعض عن جهل نظير السماع والتحدي للمتطرفين الإسلاميين ، وللأسف ؟؟ ولكن الطريق طويلة والوطن ليبيا لها عشم ، وكل من أراد لها السوء يوما سيدفع الثمن ؟؟

بالماضي مدينة درنة كل النكسات كانت مع أطراف خارجية من البشر نجد لها الأعذار وتفسر بعدة تفسيرات ، ولكن التعدي والتحدي على القدسيات والغيبيات الربانية والموتى الأبطال بالقبور منذ ألف سنة وعدة قرون ، أمر خطير يحتاج إلى علم وتفسير ، مثل  إلقاء عبوة ناسفة على ضريح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحابة بمدينة درنة ، أحد المعالم الأساسية لمدينة درنة الذي يقدسه الجميع بدون أي إستثناءات ، وسقوط المبنى والحمد لله عز وجل لا ضرر لأي إنسان … لكن الضرر معنوي وكبير وفي نظري أكبر إهانة وتحدي لأهالي المدينة ، هذا الأمر خطير جدا وله أبعاد كبيرة يوما سوف تدفع المدينة الثمن الغالي نظير الفعل الشائن ، وتساؤلاتي هل وقع هذا الأمر من أحد المغالين المتطرفين السلفيين ، أم عن دراسة بخبث وكيد مدبر من القوى الخفية  حتى تزداد النقمة عليهم ، ويبدأ الإنتقام منهم من الجماهير ، حيث في الآونة الأخيرة المدينة تمر بإرهاصة كبيرة ومسيرة تحول شديدة في العهد الجديد ، الكثيرون لا يعلمون إلى أين تؤدي ؟؟
هل  للخير أم للشرمن مخاطر ومتاهات ، ممكن للرقي والسمو أم إلى الحضيض والتهميش ، إنني لا أعرف الجواب الشافي في الوقت الحاضر نظير الضباب المخيم والصراع الدائر على الحكم ، ولكن في نظري المدينة تحتاج إلى قيادات قوية تعرف معظم الأبعاد الداخلية والخارجية وماذا يحاك من مؤامرات، ودراستها دراسة جيدة بصبر ، والعزم والحسم في إتخاذ القرار الصعب بدون رجوع ولا رحمة ولا شفقة ، وعدم إستعمال العنف ضد المواطنين المتهمين بدون دلائل أكيدة تحت أي ظرف فنحن لا نعرف من نحارب ، حيث المتطرفون من جميع الإتجاهات في الخفاء ووراء الستار ( القاعدة + السلفيون + الإخوان المسلمون + الفيدراليون + العلمانيون + الطابور الخامس ) جميع هذه الفئات بالمدينة الصغيرة ، وسوف تتعطل المسيرة والتقدم لو دخلنا في الصراع والعنف ضدهم بالقوة ،
ونصيحتي الحوار الهادف والسمع منهم بدون تشنج ولا غضب ولا تحديات فنحن إخوة مسلمون نوحد بالله الواحد الأحد ، مسالمون وندعوا للسلام حتى يعم الأمن والأمان ، يجمعنا وطن واحد كبير يسع الجميع ، ولدينا خيرات كثيرة ونعم بدون حدود من الله عز وجل ، وممكن مع الوقت نصل لحلول تحفظ ماء الوجه وتشرف الجميع …

أخيرا أطلب من الله عزوجل أن يمن علينا بتهدئة القلوب وإختيار ممثلينا الصالحين الشرفاء وعدم التهميش لكثير من المدن والقرى الليبية على إمتداد ليبيا وبالأخص المنطقة الشرقية ، ونحن لدينا الدخل الخيالي ، وأن نجلس معا في حوارات جادة حتى نصل للهدف ضمن العقيدة والشريعة السمحاء للدين الإسلامي والمبادىء السامية والأخلاق الحميدة التي هي الأساس للرقي والنهوض بالوطن ... والله الموفق …

                                                         رجب المبروك زعطوط

                                                              2012/7/11م 

No comments:

Post a Comment