Thursday, July 19, 2012

شهر رمضان

                    بسم الله الرحمن الرحيم                



    شهر رمضان



                         الغد أو بعد الغد سوف يحل شهر رمضان الكريم ، شهر الصيام والمغفرة ، حيث تقفل أبواب الجحيم ، وتقيد الشياطين بقيود عن العبث والوسوسة للمؤمنين أقوياء القلوب والبصيرة بالعقيدة طوال الشهر بأمر الله عز وجل ، باب العرش مفتوح على مصراعيه للرحمة لكل تائب يدعوا بطهارة قلب وصفاء ضمير عن إيمان بالخالق الرب بأن يهبه الرحمة والغفران طوال العمر ، آمين ! 

إن شهر رمضان المبارك ، شهر كريم ، أرزاقه روحية غيبية ومادية بلا حد ولا حدود ، أفضاله كثيرة وكبيرة على البشر المهتدين المؤمنين بعظمة الشهر وحلوله كل عام ، يتجدد إلى ماشاء الله تعالى حتى يوم القيامة والفناء ،  شهرالصوم والإمتناع عن أكل الطعام خلال ضوء النهار من الفجر إلى المغرب لحكم لا يعرفها إلا هو الخالق الأحد ، رمضان شهر  القرآن الكريم ، به نزل الوحي الهدى والنور من السماء على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الروح الأمين سيدنا جبرائيل عليه السلام .  شهر العشرة أيام الأوائل  " رحمة  " والعشرة الثانية " غفران " والعشرة الأخيرة " العتق من النيران "  شهر النصر والفتوحات غزوة  بدر  و رفعة الإسلام عاليا أمام الكفر والإلحاد ، شهر عظيم كريم  مهما حاولت أن أعدد أفضاله وجوائزه وثماره للبشر المهتدين ، لا أستطيع من كثرتها مهما وصلت من علم وعلوم ، لا أستطيع فأنا بشر لي حدود  أتوقف  عندها لا أستطيع إجتيازها ، غيبيات لا يعلمها ولا يعرفها إلا الخالق الواحد الأحد …

شهر رمضان على الأبواب وكثيرون من  المسلمين منهمكون في التحضير لإستقباله ، والإحتفال بقدومه وهلول هلاله ، يستعدون  لموائده وسهراته طوال الشهر العظيم ، همهم الأكل وتعبئة البطون والسهر طوال الليل في السمر أو لعب الورق من العديدين ، والنوم بالنهار وعدم العمل لساعات الدوام والتحايل والتحجج بصيام رمضان وبالأخص من الموظفين بجميع الإدارات للدولة حيث يشل العمل ، إلا من القليل ،  ونسوا وتناسوا الحكم والأمثال القيمة من الصيام ، أهمها تلبية الأمر الرباني وتنفيذ التعليمات الإلاهية حيث الصوم أحد أركان الإسلام الخمسة الأساسية للمسلم التقي … الصبر على الجوع من البعض الذين  لا يستطيعون التوقف عن الأكل نظير الشراهة وحب الطعام ، شعور الإنسان الغني بآلام الفقير والمسكين الجائع الذي لا يجد لقمة العيش حتى يتناولها ، والغني غير قادر على الأكل وممتنع بالرغبة  بدون جبر ولا إكراه طوال النهار ينتظر حلول المغرب حتى يفطر ،  تنظيف الجسم للصائم طوال الشهر من الدهون والفضلات المترسبة طوال السنة ، التي مع الوقت تؤدي إلى العديد من الأمراض ، وتجديد الدم سنويا عندما يصوم طوال الشهر الكريم العظيم حيث  حكمة الصيام عبارة عن تهذيب روحي ومعنوي  وعلاجات كثيرة للمسلمين ، لا يفهم بعض أسرارها إلا القلائل من المتقين الذين يطبقون شرع الله عز وجل! 

الإمتناع عن الهرج والمرج وخفض الصوت وعدم العراك والمشاكسات والحرب والغزو والقتال إلا للضرورة حيث  رمضان شهر مقدس ، شهر حرام عمل الموبقات والفساد والإفساد لمن يتعظ ويعرف طريق الحق ، طريق الله عز وجل ، شهر مهما عددت كما قلت لن أستطيع الشرح الكثير  ، أحتاج إلى الكثير من الورقات والتسطير لأعدد بعض الأفضال للشهر العظيم الكريم ،
بالنسبة لنا نحن الليبيون شهر البركة واليمن والنصر المبين والفرحة والسعادة فالعام الماضي تحررت العاصمة طرابلس من كاهل الشر والشرور وتخلصنا من الطاغية المقبور إلى الأبد ، حيث هرب الدعي ملك الملوك إلى مدينة سرت يحاول الإختباء كالجرذ المرعوب بعد أن كان يهدد ويتوعد  الشعب البرىء بالويل والثبور وأنه سوف يلاحقنا شارع شارع ، وحي حي ، وزنقة زنقة و دار دار ، أليس هذا الأمر بجنون لتحدي الشعب؟؟

تم الخلاص والتحرير وتنشقنا هواء الحرية العليل ، بعد غياب طويل ، وتم الإنتخاب بالطرق السليمة للشعب عن طريق صناديق الإقتراع ،  لإنتخاب المؤتمر الوطني الأول ، وهنيئا للفائزين من القلب والضمير لخدمة الوطن ليبيا أمنا الحنون  ، وكل يوم نخطوا خطوة خطوة للأمام وللأحسن مهما كانت الطريق طويلة تتخللها المصاعب والعوائق ، يوماً بإذن الله تعالى سوف نصل فقد تخلصنا من عقد الخوف والرعب فلقد ولدنا من جديد !

أخيراً أود أن أقول كل عام و أنتم بخير لجميع المؤمنين بالعالم بشهر رمضان الكريم العظيم ، متمنيا أن يدوم الخير والفرح والسعادة للجميع ، وأن نفرح ونسعد بوضعنا الجديد في دولة ليبيا الأبية ،  وكل يوم جديد مزيدا من التقدم والنهضة بين الآخرين من الأمم والشعوب! والله الموفق ...

                                                             رجب المبروك زعطوط
          


                                                                  2012/7/19م 

No comments:

Post a Comment