Wednesday, July 4, 2012

الإنذار الأخير

                                          بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                 الإنذار الأخير


                 كثيرون من البشر بطبيعتهم وغرائزهم الكامنة بالنفوس البشرية  ، يحبون لا شعوريا أن يكونوا بالصدارة والمقدمة يشار لهم بالبنان من كثير من الناس  ،  الجماهير والمعجبين أنه فلا ن ، الذى عمل كذا وكذا من أعمال خيرة ومساعدة المحتاجين والفقراء أفادت المجتمع المدني بالخير والرفاه  ، أو بطولات نضالية جهادية  ضد الأعداء أفادت الوطن وخلقت منه بطلاً ، حيث داخليا لا شعوريا يجد البعض أنفسهم  يتلذذون  بالإعجاب والمكانة التي وصلوا  لها للقمة ، ومع مرور الوقت ورفقة  رفاق السوء المنافقين والتطبيل والتزمير يحيد عن الطريق السوي رويدا رويدا ويصبح طاغية لا يريد ولا يرغب في أي أحد أن يعارضه في أي فكرة أو قرار ، يعتبره عاص ومنشق وله العقاب القاسي حتى يتأدب ويعرف مكانته ولا يتحدى البطل الأوحد ولي النعمة في أي وقت كان …

الذي يؤسف له أن كثيرين وصلوا إلى مراحل متقدمة في غفلة من الزمن ، نتيجة ضربات حظ عشوائية ووجدوا أنفسهم مميزين في القمة من غير أي تخطيط سابق مدروس ، أو وضع مخطط ودراسات للوصول ، بل شاء القدر أن يكونوا من الأوائل ، ومن يستطيع أن يرفض أو يمنع القدر ، إلا الجاهل عديم الإيمان بوجود الرب الخالق ، حيث نحن جميعا مسيرون بمشيئة الله عز وجل ، أحببنا وأردنا ، أم لا نريد ؟؟ لا نعلم الغيب وماذا سوف يحدث بالمستقبل من غرائب وعجائب ، وإلا عندها منظومة الحياة سوف تتكسر وتتهشم ، تتغير وتنهار رأسا على عقب …

من خلال التاريخ المعاصر من كان يصدق أن كثيرين من الحضيض والعدم بقدرة قادر في فترة بسيطة وصلوا للقمم، عاشوا الفقر والمعاناة وضيق ذات اليد أيام الصغر ، عاشوا الحرمان وشاهدوا الظلم ، سمعوا وإطلعوا على نهايات الحكام الطغاة وماذا حدث لهم من ثورات شعوبهم المظلومة لقاء التهميش والحرمان ! وللأسف وصلوا إلى الحكم ، وبدل الرحمة والعطف والحكم بالعدل والمساواة ، وتذكر أيام الفقر والحرمان والمعاناة ، أنساهم الشيطان الرجيم الحال ، ركبهم الغرور والصلف والكبرياء  وأصيبوا بلوثة جنون أنهم مميزون عن الآخرين ، وأنهم  العارفون والأذكياء ، وأن الأخرين بالمؤخرة و عليهم الطاعة وعدم الرفض ، أليست بمأساة ؟؟
من كان يصدق أن ملازما بسيطا مهمشا بالجيش الليبي ، مثل معمر القذافي في الستينات لابسا رداء الطيبة والطهارة حتى خدع الكثيرين ، ساعدته الظروف من كل مكان ، القوى الخفية الدولية أيدته وناصرته حتى وصل ، وبين ليلة وضحاها أصبح عقيداً وحاكماً مطلقاً لدولة فتية مثل ليبيا ، ذات الدخل الخيالي من ثروة النفط ، والجميع مخدرون يهتفون ويصفقون ، يدينون له بالسمع والطاعة ، والطحالب ( المتسلقون ) المنافقون من الأصدقاء وأولاد العم والمحاسيب والعائلة والحواشي حوله مثل السوار على المعصم ، يزينون له الأمور وأن كل  موضوع أو خاطرة من عقله المجنون يطرحها  أو كلمة ينطقها مهما كانت مرتجلة هوجاء عديمة الفائدة ، يوحون له أنها  حق وصدق!
لقد تسبب ذلك مع الوقت ضياع في خضم الغرور والكبرياء وأصبح بعد كل يوم يمر من الإنقلاب الأسود يتعلم من الأخطاء ، يزداد دهاءا وشراسة ، شراً وشروراً حيث طبيعته وغرائزه الدفينة نظير أصله الغير معروف ، إبن سفاح وبغاء وحرمان من الصغر ، وأن زوج أمه ليس والده الحقيقي ، وعوامل عديدة جعلت منه سادياً في الخفاء مجرم خطير يتلذذ وترتاح نفسه وأعصابه بهتك أعراض الأعوان وتعذيب الأعداء في نظره مثل ماحدث لكثيرين من الضحايا الذين شاء سوء الحظ أن يكونوا أكباش فداء ، تم تعذيب البعض حتى الموت مثل الضيوف الإمام موسى الصدر ورفاقه نظير إختلاف وجهات النظر ، والنحر لكثيرين كما تذبح الشياه ، منهم المنشق في البدايات عضو مجلس قيادة الثورة الرائد عمر المحيشي  ببساطة و دم بارد ، بحضوره الشخصي نكاية وتشفياً ، عندما أحضروه بالغصب من المغرب ، لقاء تحالفات غير إنسانية ليس فيها شرف ، أليس هذا الإنسان أبليس شرير وشيطان رجيم؟

إنني لا أريد الإسترسال عن هذا العقيد المعقد المجنون الذي دام حكمه للوطن 4 عقود ونيف ، وهو يأمر ويطاع ، يتصرف و ينفق من غير رقيب ولا حسيب ، والشعب يشاهد ويعلم بالمهاترات والمتاهات ومساندة الإرهاب وتمويل  الفساد والإفساد  ويتألم ، وكل من يرفع رأسه ويعارض ويتفوه ، كلاب الدم جاهزة من المخابرات و الأمن واللجان الثورية ، للقبض عليه و يدفع الثمن الغالي ، التعذيب والسجن أو القتل والشنق ، ومجزرة سجن أبوسليم شاهد على ذلك فقد كانت المذبحة للأبرياء حوالي 1300 شهيد مظاليم تم قتلهم في ساعات عدوانا وظلما ، مما إستكان الجميع وطأطؤوا الرؤوس من الخوف والرعب ! 

لا أريد الإسترسال عن جرائم المقبور الذي أخذ زهرة العمر لأجيال وشاء سوء الحظ أن أكون أنا أحدهم ، وإلا سوف أحتاج لكتابة مجلدات ، فهذا الإنسان حالة فريدة وشائبة وطفرة من شوائب وطفرات الزمن ، مهما كتبت لن أستطيع الشرح الكافي الوافي ، حيث مررت بلذع تحقيقات زبانيته وذقت طعم سجونه لفترات  ولسع الإستيلاء على الشركات والأملاك والخوف والرعب من المطاردات ومحاولات الإغتيالات العديدة بدول كثيرة بالعالم  ، التي أنجاني الله عز وجل ورضاء الوالدين منها حيث كنت محظوظاً و لم أصب!

خرجت من المحن بعدة أمراض أعاني منها ، منذ سنوات وحتى الآن ، ومع أنه قتل شر قتلة ومات أشنع ميته وإنتهى وأصبح مقبوراً  والرحمة لروح الميت وعدم التمثيل بالجثة والسب بأقذر السباب والنعت مكروه ومحرم في دين الإسلام ، لكن لا شعوريا بدون شعور مازلت كل فترة  أثناء لحظات ساعات الغيظ والغضب ، ألعنه لعنات عديدة فقد كان السبب في جميع المصائب والحالات الصعبة والمرارة والمعاناة والضيق الذي أمر به بسب حكمه وأطروحاته الهوجاء وقراراته ذات الجنون المطلق!

المشكلة التي أريد توضيحها ، أن كثيرين والبعض منهم يغالون ويبالغون مازالون يؤمنون بأفكاره وأطروحاته وتفاهاته ، تفاهات الكتاب الأخضر الهزيل الذي لا يساوي قيمة الحبر الذي صرف عليه وليس قيمة الورق الغالي الذي تم إستعماله للطبع ، هؤلاء مضللون تم غسل أدمغتهم طوال سنين من الدس والدش ضمن برامج خبيثة مدروسة مسبقة ، أو لأنهم سارقون ولصوص لخيرات الوطن طحالب منافقون لا يستطيعون العيش في بيئة نظيفة وشفافية وولاء من الروح للوطن …

الثورة الشريفة وقفت حائلاً لهم  وصدتهم عن مد الأيادي ، النهب والسرقات وتبوء المراكز الرفيعة  والجاه، التي وصلوا لها من قبل ،  ليس لكفاءتهم وقدراتهم العلمية والمعرفة والتجارب ، ولكن شهاداتهم  القرابة وصلة الدم وأنهم من أولاد العم ، وحتى الآن الكثيرون مازالوا يدافعون عنه بصلابة وإرادة ، نظير الجهل والتخلف ، وفي نظرنا أنه ظالم ومجرم إستعبد الشعب وضيع الأجيال ، وأخر الوطن لسنوات عديدة طوال ، عذب وقتل العشرات بل المئات والآلاف من شعب قليل العدد ، يرغبون منا أن نوافقهم ونتخلف ولا نستنشق هواء الحرية العليل حتى ننهض ونبدع …

في نظرنا  أن القذافي  إنسان مغرور ظالم  و كل من يساند ظالم ويهزم في المعارك والحرب ويهرب ويتحايل ويدعي الإنشقاق ويعمل ضد الوطن والثورة في السر أو في العلن ، يصبح مثله ظالم ، ونحن كثوار ، لا ننتقم بعنف لقاء الزهو والنصر  ،  بل نحاورالهاربين من الوطن  ،   بالعقل والحق فنحن أخوة وليبيا الوطن يسعنا جميعا  ، نستطيع العيش معا في سلام و وئام حتى نبدع ونتقدم للأمام …

 لكن لا صفح  ولا رحمة ولا شفقة لبعض الرؤوس المميزين الذين مازال لديهم الصلف و الغرور والكبرياء الفارغ والمال الوفير المنهوب من دم وعرق الشعب ، الصعاليك الذين يحلمون بالرجوع أسيادا ، وبالأخص عندما يتطاولون ويطالبون بنبش القبور ، وعمل جنازات رسمية للمقبور وإبنه وأعوانه ، ناسين أن هذا الحقير الجبان الجاهل ، يوما كان يتحدى ويتوعد بالويل والثبور ويقول للشعب من أنتم !

هل يتوقعون أن  أبناء الشعب الأحرار الثوار المنتصرون  سوف يتجاوبون للعار ويوافقون على طلباتهم المستحيلة؟  هل نسوا أو تناسوا ماذا عمل من شر وشرور منذ اليوم الأول للإنقلاب الأسود ومجيئه على رأس السلطة حتى سقوطه وموته  ، وماذا قدم للشعب البرىء الساذج غير الرعب والخوف والقتل  ، والإفلاس على جميع المستويات  للجيب والفكر …

نحن كثوار الوطن الأحرار ،  نريد السلام والعيش كرام في سعادة مع الجميع ،  وليس معنى كلماتي هذه دليل على ضعف أو خوف ، فنحن أقوياء بالإيمان ، متمسكون بالعروة الوثقى " حبل الله عز وجل "  ولن نتقاعس ولن نتخلف على إتباع وإتيان الحق والعدل والمساواة ، ونعطي الفرص العديدة لهؤلاء الخاسرين  للحرب ، باللقاء والحوار بالمنطق والعقل ضمن شروط تشرف جميع الأطراف ، وتحفظ ماء الوجه للخاسرين … نطلب منهم تحكيم العقل في الحوار الهادف الرصين عسى أن نصل إلى تفاهم  ،  فصبرنا له حدود !  فالشعب الليبي الحر لن يرحم الخونة وكل من يحاول العبث وخلخلة الإستقرار بالوطن ، سوف نطاردهم بجميع الوسائل القانونية في جميع أرجاء العالم ، لن نتركهم يعبثون بأموالنا " ضدنا " حتى نأتي بهم للوطن سجناء مقيدين أذلة ، مثل ماحدث مع المجرم البغدادي المحمودي …

لن نتوقف اليوم  أو غداً وبعد الغد مهما طال الوقت ، مهما حاولوا الحصول على الحمايات من الدول ، فنحن أصحاب حق ، ولن نتوقف عن المطالبة القانونية حتى نقفل ملفات الشر والشرور للأبد ، والحائل الوحيد لهم والنجاة منا ، هو الموت بالغربة في وحدة مشردين بدون وطن ، وعليهم الإختيار !

 الرضوخ والإستسلام وتقبل الهزيمة بصدر رحب ، وعدم التدخل في شؤون الوطن بأي صورة من الصور وإعادة الأموال التي إغتصبت بدون وجه حق من خزينة الشعب ، والقبول بالمحاكمات والعدل حتى تثبت البراءة لأي متهم ، أو التحدي  لأبناء الشعب  ، وعندها النهاية لهم  ، فالشعب الليبي حي دائم ، قطارمستمر يجري بسرعة عالية لن يتوقف ،  يتجدد بالأجيال القادمة إلى الأبد ، طالما توجد حياة على وجه الأرض ، إلى يوم القيامة ، أما الصعاليك الرافضون للمصالحة الوطنية ويتحدون الشعب فلهم وقت وعمر يعيشونه وبعده الموت والفناء ، والله الموفق ...
                                     
                                                          رجب المبروك زعطوط
 
                                                                  2012/7/4م 

No comments:

Post a Comment