Sunday, March 15, 2015

جرائم العصر 29

 بسم الله الرحمن الرحيم
 الحلقة 9

 المقولة الشهيرة للإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه
                خلال الإقامة والعيش بأمريكا  فترة طويلة وسنين عديدة في بيئة غريبة وعالم جديد عنا يتطور ويتجدد كل يوم يشرق بالضياء ،  تغيرت نفسي كثيرا عندما إستنشقت هواء الحرية العليل وخرجت للنور وتوسعت مداركي وأصبحت أنظر إلى الدنيا والامور السياسية الصعبة بمناظير مختلفة ورؤيات أخرى عما كنت عليه في وطني من الأفكار المتحجرة من خلال الدعايات المغرضة والتطبيل والتدجيل من نظام الجهل والتخلف.
               أهم المكاسب التي حققتها شخصيا خلال فترة النضال الصعبة والمعارضة لسنوات طويلة عديدة للنظام الدموي هي  تعليم الأولاد التعليم الصحيح ضمن هذا العصر في أرقى المدارس والجامعات مثل العديدين من الليبين الشرفاء الوطنيين في مثل حالتي ووضعي ، مما اصبح لنا مع مرور الزمن أجيالا من الجنسين تستطيع العيش والتماشي مع العصر حسب العقليات العربية الاسلامية والغربية في آن واحد والتي لها المستقبل الكبير في التقارب والتواصل بين الشعوب والحضارات حيث يعرفون كيف يتعاملون بصوت العقل وبلغات جيدة في النطق والفهم بدون لكنات أو تلعثم.
                الذي يحدث الآن من تمرد وثورات ونضال ودم وإقتتال من عدة طوائف ، كل طائفة تدعي انها على الحق والآخرون على خطا ، في نظري حكم وقضاء وقدر لغيب لا نعلم منه  ذرة  واحدة ، حيث نحن بشر وادراكنا محدود... وهذه قد تكون عبارة عن تطهير للمجتمع الليبي المتزمت حتى يتخلص من الشوائب السابحة الشريرة على السطح من الأدعياء والمنافقين والتي أضرت بالكثيرين من ابناء الشعب حيث مهما طال الوقت في الصراع والاقتتال والدم له يوما سوف ينتهي ويزال من على كاهل الوطن بجهود الرجال الوطنيين المخلصين بإذن الله تعالى وترجع ليبيا إلى القمة آمنة سالمة عن قريب حيث لا يصح الا الصحيح.
               ولدينا دروس وعبر كثيرة لمن يعتبر ويراجع ويقرأ سير التاريخ لكثير من الدول وقادتها من أباطرة ملوك ورؤساء وزعماء عبر الزمن ، الآن أين هم ؟ الكثيرون في مزبلة التاريخ نظير الغرور والجبروت والظلم والقهر والبعض من العظماء أسماؤهم وذكراهم في سجل التاريخ الذهبي لأوطانهم وشعوبهم بمداد من ذهب يذكرون بالخير إلى ماشاء الله تعالى نظير الحب والإحسان وعمل الخير والاهتمام الأول بشعوبهم وأوطانهم لا ارهاب ولا اغتيال وقتل لأي أحد مهما كان معارضا في الرأي.
             وتساؤلاتي لماذا الصراع والتناحر بين الأخوة الأشقاء على سلطات وجاه وأموال زائلة مع الايام ونحن جميعنا مؤمنين نوحد بالله تعالى ونعرف عن يقين ان كل شئ هالك له نهاية وموت ولا يبقى الا هو الوارث الخالق الله عز وجل ومع ذلك يتمادون في الشر والارهاب ولا يعرفون متى  يتوقفون ويسألون أنفسهم هل على الطريق السوى سائرون أم لا ، حتى يتعلموا الدرس ويحكمون العقل والضمير بما أمر الله عز وجل .
             الغرب لن يسمح لنا كعرب مهما فعلنا في الوقت الحاضر ان يتركنا في حالنا حتى ننهض ونتقدم لأنه جرب ودرسنا جيدا وعرف اننا قوما جبارين أقوياءا ذوي عزيمة وشأن لو تمسكنا بحبل الله تعالى العروة الوثقى في العمل الجاد حيث الآن نمر في مراحل مخاض عصيبة و حالات ضعف شديدة نظير عدم الوحدة والاتحاد ... قام  بدس الفتن والدسائس واحتل اوطاننا وأشاع الفساد والافساد واشترى نفوس ذوي القرار حتى يصبحوا عملاء او مؤيدين من أجل البقاء على كراسي الحكم ، ولكن مهما طال الوقت والزمن لنا يوما قادما عن قريب وننهض مثل المارد الجبار الذي يستيقظ بعد نوم عميق ، والدلائل عديدة حيث الحياة العملية والسياسية عملة من وجهين واي وجه يؤدي إلى نفس الغرض ، حيث القيمة المالية محفوظة للوجهين في التعامل ، ونحن العرب نتعامل مع الوجه الاول ونسينا وتناسينا الوجه الآخر في التخطيط والدراسة والتعامل بذكاء وشرف بالأخلاق الحميدة التي هي الأساس للثقة بين الأطراف حتى نستحوذ على الآخرين بالعلم والمعرفة ونعمل معا العمل الصائب لخدمة البشر للجميع معا بالتوافق حسب المصلحة.
                   من وجهة نظري اننا تعاملنا بالوجه الاول على طول الطريق بالعقل العربي بدون الانتباه للوجه الثاني يوم قطع النفط عن العالم الغربي وبالأخص أمريكيا نظير تحيزها الكامل لدولة اسرائيل في الستينات نظير الهزيمة والنكبة وهزيمة ثلاث جيوش عربية في ساعات وايام قليلة عام 1967م مما تعلمنا الدرس من الهزيمة وزادتنا قوة وصلابة للمستقبل حتى لا يتم خداعنا ... والموقف المشرف للسعودية وملكها المرحوم فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى مما اعتبره الوطنيين الاحرار في جميع دول العرب والإسلام انه بطل من الأبطال في الحزم بقوة والتحدي وعاشوا في الحلم الكبير ، ولم يخططوا للمستقبل والخطوات القادمة بعقل حتى يستثمروا النجاح والنصر .
                الغرب تعلم الدرس القاسي وهادن وقتها العرب حتى مرت الامور بسلام وتغلب على ازمة نقص الوقود في المحطات للجماهير ووضع الدراسات السرية الخبيثة الغير معلنة حتى لا يحدث مستقبلا مثل هذا الحدث الصعب ويتحكم بهم العرب مرة ثانية تحت اي ظرف كان ... وبقدرة التآمر وبطرق شيطانية لاتخطر على البال تم الاغتيال للملك فيصل رحمه الله تعالى في وضح النهار ومن احد افراد عائلته لأن هذه النوعيات الوطنية النادرة من الرجال الصادقين الغيورين على دينهم واوطانهم والذين يتحكمون في النفط ، الشريان الرئيسي لحياة الكثيرين من الدول والشعوب الغربية غير مرغوب فيهم إطلاقا تحت اي ظرف حتى لا يرفعوا الروح المعنوية عند العرب ، ينهضون ويتقدمون وينتقلون من نجاح  الى نجاح ونصر إلى آخر .
               والرئيس المصري محمد أنور السادات الداهية الذي عرف كيف يتعامل مع الغرب ودولة اسرائيل بنفس العقليات وبذكاء مميز عن العديدين من ساسة العرب بدون حرب دموية ولا طلقة رصاصة واحدة ودم لأي طرف كان. وتحصل على مايريد بالصبر والكفاح والمعاناة مع شعبه وجميع الشعوب العربية الرافضة لسياساته وقتها عارضا السلام ورافضا للحرب والقتال مع أعدائه تحت أي ظرف كان من قوة وليس من ضعف لأنه عرف عن يقين ان النصر الكبير على المدى البعيد يتحقق بتحقيق السلام والجيرة الحسنة والثقة المتبادلة بين اطراف الصراع والنزاع وليس بالحرب حيث  انه كان على يقين بانه لا يحارب دولة اسرائيل فقط ولكن يحارب دول الغرب جميعها ، الحلفاء.
              وجائزته والمكافئة الكبيرة التي تحصل عليها من أهله وشعبه الغدر والاغتيال من متطرفين جهلة متزمتين لا يعرفون المصلحة العامة ممولين من الخارج من قوى خفية مصالحهم تعارضت وضاعت مع خطوات الرئيس السادات الجبارة والتي حيرتهم فترة وأربكتهم ولم يفيقوا من الدهشة الا بعد فترة حتى أعادوا ترتيب المخططات والخرائط للشرق الاوسط كما يجب حسب الحالة الطارئة . حيث النظرة للقتلة المتزمتين قصيرة ينظرون نظير التشدد والجهل أمام أرجلهم فقط ، لا يرون الابعاد والصورة الكبيرة لوضع الامة العربية المشتتة والمجزأة لعدة أطراف بدون إتحاد ولا وحدة ، وأثبتت الايام انه كان على حق في الخطوة الجبارة التي قام بها عن قناعة ويقين .
              إننى لست بيائس ولا مشكك ولا ضد اي طرف مهما كان الا بالحق والصواب ... والرب الخالق جعل  لنا عقولا لنفكر ضمن الأصول ونضع الخطوات السليمة في التقارب مع الآخرين من الشعوب لا فرق بين أحد وآخر فنحن جميعنا بشر مخلوقات الله تعالى ، علينا بالتفاهم والحوار الهادف والعمل معا يدا واحدة ضمن المصلحة العامة حتى نقف على أرجلنا وننهض وندعو إلى السلام بقوة وعن قناعة مع الجميع من البشر بقلوب صافية وعقول واعية متخذين من المقولة المأثورة لسيدنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه العنوان الرئيسي والشعار الأساسي "الدين لله والوطن للجميع"  عندها الفوز والنجاح والنصر أكيد... والله الموفق.

               رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment