Saturday, March 7, 2015

جرائم العصر 27

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحلقة 7

                  أعمدة امريكا الحقيقيين من ذوي الأصول المالية الضخمة الذين يملكون المليارات والترليونات من الدولارات التي اكثر بكثير من حجم ميزانيات دول عديدة في العالم الثالث في قارات العالم حيث المال هو عصب الحياة والقوة الرهيبة في إشعال نار الحروب والثورات وتمرد الشعوب على حكامهم نظير تردي الاوضاع العديدة في أوطانهم التي حدثت بالسابق وتحدث إلى الآن ، نظير التسلط والهيمنة والاحتكارات الرهيبة ويفرضون قوانينهم الخاصة لضمان مصالحهم حسب المقولة "الأقوياء يضعون قوانينهم الخاصة " كما يرغبون ويريدون.
             من خلال تجربة سنوات عديدة زائرا لأول مرة تطأها أقدامي عام 1974 م عدة مرات ثم مقيما مواطنا فيها ومن ضمن رعاياها تغيرت وتطورت في أمور عديدة بسرعة ومهما عملت لم أستطيع اللحاق ومتابعة الامور ومعرفة الجديد حيث الكم هائل من المعلومات الجديدة تطرح على الساحة يوميا.
              كل انسان سواءا مواطنا أو مقيما همه في حاله كيف يعمل ويكدح ويعيش وقته في سعادة مصطنعة وقتية... المهم دفع الفواتير والأقساط الشهرية بإنتظام حتى لا يعجز عن السداد عدة أشهر بدون دفع ويتوقف ويجد نفسه بحكم القانون بدون عواطف مرميا على قارعة الطريق متشردا بدون مأوى .
                من خلال المخالطة والإحتكاك شاهدت بأم العين وقرأت وتعرفت على الكثيرين في علاقات اعمال تجارية ونقاشات سياسية ورحلات وجلسات عائلية أيام الحفلات والعطلات ووصلت إلى قناعة وخلاصة الموضوع في سطور انه صعب المعرفة الحقيقية بسرعة وبسهولة لما يجري من امور خفية حيث متشابكة غير واضحة ولكن عموما السياسة الامريكية تعمل ضمن محاور عديدة صعب الفهم لها وهذا سر قوتها وبعضها لايعرف الأخر وماذا يعمل نظير السرية والكتمان المفرط للحفاظ على العيون والعملاء من الفضح لدى الخصوم الأعداء و الرأي العام .
                 الحكومة من كثرة اداراتها وتشعبها وحجمها الكبير تعمل كاليدين بالجسم الواحد ولكن لا تعرف اليد اليمنى ماذا تعمل اليد الشمال من مؤامرات من مخازي وفتن وكأنهما ضدان مما البسيط والغافل الذي لا يعرف اللعبة كيف تدار يحتار عندما يراجع ويدقق في الوضع ولا يستطيع ان يصدق ويثق اي اليدين على الحق والصواب حيث جميع العمليات تمر بمراحل عديدة والطبخ على نار هادئة حتى تستوي ضمن مخططات ودراسات للمصلحة العامة مهما طال الوقت والزمن فى الاعداد حيث الكثيرين من العاملين ضمن الآلة لايفهمون الامور كيف تجري سواءا قبل اصدار القرار بالبدء او الإيقاف يدورون في حلقات بدون معرفة كافية الا لبعض الأشياء في الإطار الكبير بدون الفهم للأسرار الا لدى البعض الثقات الخواص لضمان النجاح .
                  مع ان بعض العمليات السرية ذات الطابع الخاص بالامن القومي تفشل فشلا ذريعا نظير أهواء النفس البشرية أو الطبيعية من بعض الأطراف في الصراع للوصول للأهداف المطلوب تحقيقها نظير عدم الفهم او آخر لحظة تستجد أمورا قاهرة خاصة بالطبيعة والطقس مثل ماحدث فى صحراء ايران ايام رئاسة الرئيس كارتر الفشل الذريع للحملة العسكرية بسبب العواصف الرملية لإنقاذ رهائن السفارة المحتجزين في العاصمة طهران بعملية سريعة خاطفة وكانت فضيحة مدوية هزت امريكا عالميا في عيون الجميع على هشاشة العملية والتخطيط المرتجل والفشل الذريع في بدايات التنفيذ والانزال على الارض من اول خطوة .
                 ولكن الآلة الجبارة الامريكية وقوة إعلامها الصارخ والتحمل المادي والمعنوي الهائل ، مثل القطار المندفع بقوة طحنتها وسحقتها وتم نسيانها بسرعة فى خضم الاحداث المتلاحقة اليومية وكأنها لم تحدث فى يوم من الايام ، وتغلبت على الأزمة بطرق سرية أخرى عن طريق اطراف حليفة ومساومات سياسية سعت في اطلاق السراح للرهائن المحتجزين بدون ضرر وتمكنت من الإفراج عنهم بشروط سرية غير معروفة للعامة ولا للإعلام وقتها وإلى الآن ، وتنازلت امريكا عن كبريائها وساستها سمعوا صوت الحق وجنحوا للسلم والسلام حيث مع الامام الخميني ( رحمه الله تعالى ) المتعصب دينيا والزعيم لدولة إيران الاسلامية المتشددة ، لا لعب ولا إظهار القوة والعضلات والتحدى حيث مؤمنا بالقضاء والقدر وأنه على الحق.
              عقلياتنا العربية التى خلقنا وعشنا بها في مجتمعاتنا العربية الاسلامية بحاجة إلى تجديد وتطوير في المعاملة السياسية مع الشعوب الاخرى حسب العصر الذي نعيشه وعدم الاندفاع مهما كان الحدث مؤلم حيث بالصبر والتأنى والدراسات الجيدة والتخطيط السليم والحوار بالعقل وبالحجج والإقناع نستطيع الوصول للأهداف وتحقيقها بالسلام والثقة ، بالعلم والحكمة ، حيث جميعنا بشر والعالم الفسيح ليس لنا وحدنا فقط للجميع نحتاج بعضنا البعض وبالأخص امريكا في عالمنا المعاصر الحاضر زعيمة الغرب الأولى حتى تستمر دورة الحياة للأفضل لشعوبنا والله الموفق .  

رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة ...

No comments:

Post a Comment