بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 1
من خلال قراءة التاريخ والكتب الدينية السماوية العهد القديم والجديد " التوراة والإنجيل " وتلاوة وقراءة القرآن الكريم عشرات المرات خلال سنوات العمر حتى الآن وأنا في شتاء العمر أسير على الطريق وأسير سجين تقدم السن، جميع المواضيع والقصص الدينية تدور وترجع وتنتهي في نقطة معينة ثابته راسخة أن الوحدانية للخالق الله عز وجل الواحد الأحد وانه مهما طالت الحياة عبر الزمن لها نهاية موت و فناء إلى يوم البعث ، القيامة، لحساب البشر الجزاء والمكافئات بنعيم الجنة للمؤمنين الموحدين والعابدين للذات الإلاهية الله عز وجل ، والعقاب للكفرة الضالين أتباع الشيطان الرجيم .
ومن خلال القراءات والإطلاع على الكثير من الكتب والقصص التاريخية وأخذ عبر ودروس عما حدث في الماضي البعيد والقريب ، وتجارب زمن عديدة في افراح وأتراح بدون عدد وشاهد عيان على ماحدث في ليبيا من عدة عقود مضت منذ يوم الاستقلال 1951/12/24م عندما كنت صغيرا بالسن .
والانقلاب العسكري الاسود الذي سمي بثورة الفاتح من سبتمبر (1969/9/1م ) الذي جاء بالخراب والدمار وعدم السماح والرفض برجوع الملك ادريس رحمه الله تعالى للوطن عندما كان في رحلة علاج رافضا للملك ، زاهدا فيه نظير كبر السن ومرض الشيخوخة متنازلا عن العرش إلى ابن أخيه الامير الحسن الرضا الذي لم يفرح بأن يتوج ملكا.
ثم العيش سنوات القهر والظلم من نظام التدجيل والتمثيل المقبور القذافي حوالي 42 عاما تربع فيها على كاهل الوطن ، منها 12 عاما بالغربة مطاردا لاجئا بدون وطن تجرعت فيها الآلام وضيق ذات اليد في تربية اسرة كبيرة بدون عون ولا مساندة الا الصبر والاعتماد على الرازق الرب الكريم الذي لا ينسى اي أحد من عباده المحتاجين وغرقت في هم الديون فترة عقدين من الزمن حتى تم الفرج والتسديد لها بفضل الله تعالى مما زادتني صلابة ومعرفة وتعلمت الكثير ومازلت اتعلم فالعلم نور مضئ للعقول والنفوس ليس له حد ونهاية حتى يوم الوفاة .
حمدت الله كثيرا انه أعطاني طول العمر وشاهدت بأم العين خلال فترة زمنية عشتها سقوط العديد من الامبراطوريات وعروش ممالك ورؤساء جمهوريات عديدين تلاشوا في فترة زمنية قصيرة ولم يصبح لهم اي أثر خلال عقود مضت وأصبحت سير وذكريات في الكتب والقصص.
تساءلت النفس وانا سابح في الخيال بمفردي بالبيت في أمريكا فترة الاصيل وكان البرد شديدا بالخارج والطقس تحت الصفر بداية الربيع وبقايا الثلج مغطيا الارض والأعشاب الخضراء تحاول الصمود والحياة من الصقيع والأشجار العالية باسقة جرداء مثل الحطب بدون اى إخضرار تصارع من اجل البقاء وتنتظر قدوم فصل الربيع ودفء الطبيعة بصبر عجيب حتى تدب فيها الحياة من جديد .
متطلعا بالنظر في الافق البعيد من خلال زجاج النافذة حيث الأسرة خارج البيت لقضاء بعض الشئون الخاصة والتسوق لبعض المواد الغذائية وشعرت بالوحدة نظير السكون والهدوء التام والخيال سرح بعيدا عبر المحيط والبحار إلى المنطقة العربية وكيف تعاني شعوبها الهم والغم والاحداث المؤسفة من قتل وسفك دماء ونحر وذبح للأبرياء بدون وجه حق ولا عدل وكأنهم حيوانات للتضحية في ايام الأعياد والمناسبات وليسوا بشرا ، وبالأخص في ليبيا من الجماعات المتشددة المتزمتة الخوارج المارقين " الدواعش " الذين إتخذوا من مدينتنا " درنة " قلعة وعاصمة غصبا عن الجميع بالقوة والإرهاب للإنطلاق في شمال أفريقيا لنشر الإرهاب الفساد والدم بدون حساب .
وقلت للنفس متسائلا سبحانك رب العالمين كيف هؤلاء البشر مجانين أصابتهم لوثة جنون يتصارعون صراعا دمويا في ليبيا وطني الذي هاجرت منه في غربة ثانية رغما عني نظير تردي الاوضاع الأمنية وصعوبة العيش وعدم توفر الدواء والعلاج وأنا مع رفيقة العمر والكفاح مرضى نعاني من عدة امراض والتي لا اعرف ولا اعلم متى يتوقف الصراع المؤلم وتهدأ الحال ويعم الامن والامان ونرجع إذا كتبت لنا الحياة... غير مصدقا أن تصل النكبة والاحداث المؤلمة فيه والاقتتال وتدني الأخلاق إلى هذا الحال المتردي والوضع البائس المؤسف.
الصراع الدموي الوحشي على أشياءا مادية من سلطة وجاه ومال حرام رزق الشعب وأرزاق الآخرين زائلا مع الايام مهما وصلوا إلى اعلى المراكز والقمة والعنفوان فلها نهاية موتا وفناء ، واللأسف يعلمون ان الحياة لا تدوم عبارة عن كر وفر بين الخير والشر وفصول تتجدد كل فترة بالحياة ومازالوا مستمرين في الغي بدون توقف .
وتساؤلاتي لماذا هذا الصراع الدموي بين الأشقاء متخذين من الدين الإسلامي غطاءا، مستمرين في القتل وسفك الدماء بدون توقف يحاربون بعضهم البعض بعنف ناسين أنهم يحاربون الله عز وجل الذي يأمر بالعدل والإحسان والسلم والسلام وتوطيد الأمن والأمان لجميع البشر.
أليس فيهم عقلاء يرجحون صوت العقل والضمير ويكفون ويتوقفون عن إتيان الشر والقتل في غير طاعة الله تعالى ؟ أليس فيهم هؤلاء أدعياء تجديد الدين للصلاح والإصلاح الضالين من قرأ وأخذ عبرا من المصحف الشريف القرآن العظيم عما مر على أقوام كثيرة وصلوا للقمم في زمانهم وبعد فترة تآكل بنيانهم وسقطوا للهاوية والآن حضاراتهم السابقة بعض آثارها أطلالا ظاهرة كعبر وذكرى تذروها الرياح من كل جانب والعواصف تعوي وتزمجر فيها، وكأنها لم تكن يوما من الايام زاهرة باقية مرت بالأفراح والسرور والموسيقى صدحت والطبول دقت والزغاريد لعلعت بالأصوات الجميلة المعبرة عن الفرح والبهجة في أرجائها ومرت بأتراح وحزن ومآسي ومع الوقت أصبحت في زوايا النسيان.
رجع بي الفكر المشتت السارح في الخيال إلى عالم الواقع المرير وبدأت أعدد وأحصى في الامبراطوريات وعروش الملوك والرؤساء من القرن الماضي العشرين وإلى الآن التي ذابت وتلاشت إلى الأبد بداية بالامبراطورية العثمانية وسلاطين آلِ عثمان ، والامبراطورية البريطانية الأسد التي كان يضرب بها المثل انها مثل الشمس عندما تشرق تغطى العالم بظلها من أمريكا إلى استراليا والآن تقوقعت في جزيرتها تتجرع في أحزانها محاولة ترجيع أمجادها السابقة بصور عديدة لا تتماشى مع العصر الآن .
والامبراطورية الروسية القيصرية الدب الابيض الشرس التي سقطت وتلاشت وحلت محلها الشيوعية سنوات عديدة عدة عقود وأبادت الملايين من شعبها في سبيل الحفاظ عليها ونشرها لتعم العالم بأي ثمن مهما كلف من تضحيات ، ثم تفككت وتجزأت إلى عدة دول وانتهت تعاليم الشيوعية التي تتحكم بحرية الانسان المواطن وخنقه بمخالبها بقوة ضد طبيعة الحياة بدون أى أمل في تحقيق الحرية الشخصية حرية الفكر والتعبير العمل والمجهود الخاص الغنى والثروة والإبداع حيث كل شئ مشترك وللجميع .
والامبراطورية الفارسية وشعارها الطاووس ذو الخيلاء الجميل شعار عبدة الشيطان عندما ينفش ريشه ويتفنن في الزهو والعرض نظير الغرور وكبر النفوس ، هرب إمبراطورها الشاه ناجيا بالنفس من الانتقام من جماهير الشعب على الظلم والقهر والتي بحمد الله تعالى أصبحت دولة ايران الاسلامية التي الأمل كبيرا لدى الكثيرين وبالأخص العرب الفاهمين الذين بلا عقد ولا كبر نفوس ترجيع الأمجاد السابقة في ظل دين الاسلام خلال وقت قريب ويصبح لها شأن كبير في القيادة والريادة بالعلم والتقدم لكثير من الشعوب المسلمة بالمنطقة.
الكثيرون بدون عدد وإحصاء من الملوك ذوى العروش والرؤساء ذوي المناصب والمراكز العالية والزعماء في كثير من الدول العربية غابوا عن المسرح العالمي السياسي نظير عوامل عديدة المرض وكبر السن والزمن الذي يأكل ويبيد ، الوفاة الطبيعية او العزل والطرد او التمرد من العسكر عن طريق الانقلابات والثورات الدموية من شعوبهم لأنهم طغاة من آجل الخلاص والحرية .
الحروب الدموية ونهاية النازية في ألمانيا بهزيمة جيوشها وإنتحار زعيمها أدولف هتلر ، والفاشيستية في إيطاليا بشنق مؤسسها بنيتو موسوليني والدكتاتورية في أسبانيا بموت الرئيس فرانكو على فراش الموت والناصرية في مصر بموت الرئيس جمال عبدالناصر فجأة بأزمة قلبية غير متوقعة ، وكم من مآسي ونكبات وفواجع ومظالم حلت على أكتاف الشعوب البريئة لا حصر لها تحتاج إلى كتابة مجلدات ولن أستطيع التدوين والجمع للجميع وإنما الذي كتبته عبارة عن المواضيع المهمة رؤوس أقلام وعناوين كان لها تأثير كبير على واقعنا العربي ومنطقتنا شمال أفريقيا والشرق الاوسط ، والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة....
No comments:
Post a Comment