بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 5
في الوقت الحاضر الصعب المؤلم بدايات الربيع شهر مارس وتوديع الشتاء لعام 2015 م نعيش مغتربين نعاني البعد عن الوطن الغالي ليبيا ونراجع بلهفة كل يوم الاخبار عن طريق الاعلام في القنوات المرئية والصحف والمجلات والاتصالات الهاتفية والشبكة العنكبوتية النت عن كل مايحدث ويجري يوميا من صراع دموي في ليبيا بين الأطراف العديدة من اجل البقاء في السلطة ونهب الاموال التي بلا حدود بأرقام فلكية للأرصدة المعلنة والغير معلنة المجنبة التي لا يعلم بها الا القلة والتي الكثير منها ضاعت هدرا نظير الاخطاء في الصرف وعدم السياسة المتزنة في مصاريف معظمها وهمية ولا من يراجع ويحاسب فالوضع فوضى وصراع بين الفئات العديدة وعلى رأسها المتزمتين الخوارج المارقين أدعياء إصلاح الدين الإسلامي كما يقولون ويدعون .
يتخذون من اطلاق اللحي وعباءة الدين والعمامة والراية السوداء رمزا وعناوين كبيرة لخداع الآخرين البسطاء الغافلين في التشدد والتزمت وعمل امور شريرة بحيث وضحت الصورة الآن مع الوقت عندما تمادوا زيادة عن الحد في التشفي والانتقام من ضحاياهم بالنحر والذبح وقطع الرؤوس ووضعها على الجثث كرمز وعنوان ان المهمة انتهت على مايرام.
الكثيرون من اصحاب القرار عبارة عن واجهات وصور للخداع والتغطية يعيشون ضمن الرعب والخوف على الحياة خوفا من القتل والاغتيال نظير التضارب في المصالح حيث الوطن الآن يحكم من قبل فئات شريرة من جميع الانواع من قلة ثوار حقيقيين وطنيين وكثيرين أدعياء ثوار مزيفيين تحت أقنعة مزيفة وفئات متزمتة بالعديد من الاطروحات والتسميات مما كثر الدس والفتن وإصبح من الصعب الوصول الى مصالحة وطنية ترضى جميع الأطراف .
يدورون فى حلقات مفرغة ، وكل شريحة وكتيبة أو قبيلة ومنطقة لها قصص عديدة تتشدق بالبطولات وتحلم بأماني صعبة التحقيق في الوقت الحاضر لأنها تتعارض مع مصالح السادة الكبار القوى الخفية ومصالح دول لا ترضى لليبيا الاستقرار التي النظام السابق فتح الأبواب للارهاب وتمادى مما يريدون للفوضى ان تستمر ولا تتوقف حتى تستمر مصالحهم في النمو والنجاح .
الخطر والمحرض الكبير ومركز الداء والوجع للصراع الطمع الرهيب الذي إستولى على النفوس وعدم وجود الأخلاق التي ضاعت لدى الكثيرين حيث الهم الاول والولاء للمصلحة الشخصية والجهوية وليس للوطن كما يدعى ويتشدق الكثيرون ببيانات وخطابات معظمها للإستهلاك المحلي لا تسمن ولا تشبع وتغني من جوع.
ليبيا الآن فى الوقت الحاضر عبارة عن دولة جريحة ضعيفة مريضة منهكة أصابها الشلل ضاع الزمام فيها ، أبوابها مفتوحة على مصراعيها لكل دعي مغامر بأن يتسلل لها ويعمل كما يريد بدون حساب ولا عقاب وعلى رأسهم الخوارج المارقين الذين أشاعوا الارهاب المنظم ضمن خطط وبرامج للتشكيك وهدم المبادئ السامية والأعراف المتعارف عليها بحجج احياء وإصلاح الدين وهم أنفسهم بحاجة إلى إصلاح وتقويم عبيدا مرتزقة لأسيادهم القوى الخفية مأجورين لتنفيذ الامور الوحشية ضد الآمنين البشر.
المواطنين بالداخل الابرياء كان الله تعالى في العون والأخذ باليد للنجاة حيث يشاهدون المهاترات والمآسي التي تحدث يوميا على الطبيعة ، الظلم والقهر في أسوء معانيه الاقتتال والدم الذي يهدر هباءا من غير نتيجة وخراب ودمار المباني السكنية الخاصة والعامة والبنية التحتية وفساد الذمم والنفوس ، بصعوبة قادرين على الحياة يعانون النقص الشديد في المواد والأشياء الضرورية في المجمعات والاسواق التجارية لإستمرار الحياة من غذاء ودواء والوقود للسيارات وغاز للتدفئة من برد الشتاء القارس والطبخ للطعام .
مما يستغرب الانسان هل هذا شعب حي مازالت به أنفاس قادرا على العيش وبه روح وحياة باقيا صامدا حيا مع جميع هذه الآلام والمصائب التي دارت عليه من كل جانب وسقطت وحدثت وتتساقط على رأسه كل يوم بدون كلل وهو مستمر يناضل ويصارع من أجل البقاء ؟
النزيف بلا توقف والقتل والدم والغارات الجوية العديدة على بعض المناطق فى المدن الآهلة بالسكان تقصف وترمي الصواريخ من السماء كالمطر ، والراجمات الأرضية تقذف عشوائيا قنابل الهاون على الاحياء السكنية بدون تمييز تحصد ارواح البشر والجهات العديدة المتناحرة تتوعد بعضها البعض بالقتل والهلاك وتهاجم وتصارع بعنف ، والخوارج المارقين ينحرون الضحايا ويقطعون الرؤوس ويضعونها على الجثث كعلامة إتمام التنفيذ لزيادة الخوف والرعب لدى ضعاف النفوس.
مما أصبح الامر عادي لدى الشعب رؤية القتلى والدم والجثث المشوهة و المتعفنة والمحروقة من النيران فقد تعودوا على الألم الصعب بجميع المقاييس والصور نظير التجربة وأصبحوا لا يخافون ولا يرتعبون بسهولة من صور ومناظر الأحداث الشنيعة مهما كانت وفي أي صور مما أصبحت لديهم المناعة القوية .
شعبا صبورا يكافح من اجل البقاء تعود على الاحتمال الذي تعجز عنه الكثيرين من المجتمعات العربية التي تعودت على الرفاهية وعدم العمل المضني الصعب في الطقس الحار غير الإبتزاز لعرق وجهود الآخرين العاملين بحجج "الكفيل" غير قادرين على تحمل اي كوارث ومآسي صعبة عندما تحدث وبعض حكامهم وراءها في الدعم والتمويل وفي السر والكتمان من وراء الستار بحجج الغوث والمساندة من غير طلب رسمي معروف حتى لا ينهض الوطن ويتقدم .
نجد قمة المأساة والسخرية في نفس الوقت مازال بعض أدعياء امراء الحرب والمنافقين الفاسدين ذوي الوجوه العديدة في الاستغلال بطرق ملتوية يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها يصولون ويجولون طامعين في المزيد من النهب المستتر في السر والخفاء ، والذي مهما إستولوا من نعم وخيرات لم يشبعوا بعد... حيث اموال حرام زاقوم ولكن امثال هؤلاء الصعاليك عميت ابصارهم حيث اعماهم الطمع والاستغلال والشيطان الرجيم عن الرؤيا الصحيحة قابضين بقوة وعنف على مجريات الامور المأسوية الملطخة بألام ودماء اجساد الابرياء المساكين حتى لا تفلت من ايديهم ويحاسبون.
الأزلام الطحالب القطط السمان بقايا فلول النظام السابق يعيشون في الغربة منعمين في احسن حال واحوال ، استغلوا المال الحرام الزاقوم وتم التحويل وتسمين الحسابات الشخصية في مصارف الخارج بعشرات الملايين من اليورو والدولارات في السر والعلن بطرق احتيالية عنقودية صعب إكتشافها والمتابعة لها وترجيعها لخزينة الشعب او تجميدها خائفين من الملاحقة القضائية يوما ما على الفساد والافساد والنهب .
عاثوا الفساد والإفساد في الحرث والنسل وهتك الأعراض للحرائر الشريفات بدون اي واعز للضمير نظير السطوة والغرور والشهوة بالماضي في الوطن عندما كانوا يرفلون في العز والصولجان متخذين من المقبور وأولاده سدا منيعا للحماية لا يصل لهم اي احد حتى يحاسبون ، والآن البعض منهم بالخارج بالمال السليب رزق الليبيين يؤيدون في السر الفوضى ويدعمون في جانب ضد جانب آخر حتى لا تتوقف الحرب نكاية وتشفي في البعض وتبدأ التساؤلات عنهم.
وعشرات الآلاف بالغربة هاجروا من اجل البقاء أحياءا من ظلم النظام السابق المقبور القذافي والكثيرون منهم استقروا بدول الغربة ولم يرجعوا للإقامة في ليبيا بعد نجاح الثورة والنصر حتى تستقر الأوضاع التي لم تستقر حتى الآن وكأنهم يعلمون بالذي سوف يحدث مسبقا من مهازل وأحزان.
مجموعات كبيرة وكثيرة بعائلاتهم وأحبائهم أثناء ثورة 2011/2/17م هربوا عبر الحدود في الظلام والفوضى لإنقاذ أنفسهم من الحساب والعقاب من الجماهير المتعطشة للإنتقام وقت النصر وسعيد الحظ من تم أسره وسجنه بالسجون على الأقل تفادى العذاب والإهانات وكتبت له النجاة من القتل ساعة الفوضى بالفرحة ينتظرون في المحاكمات الآتية يوما عن قريب نظير العمل والتعاون الكبير مع نظام العهر والفوضى للمقبور ضمن اللجان الثورية والشعبية والأمنية الخائفين على أرواحهم من انتقام الشعب نظير أفعالهم المشينة ضد الاحرار خدمة للطاغية مما كانوا رافدا قويا في إستقرار النظام الهمجي على كاهل الشعب الأعوام العديدة بالارهاب الظلم والقهر والتعذيب والقتل عند الشك مما خاف الشعب وركع .
ومجموعات اخرى معظمهم ظروفهم المادية تسمح لديهم المال بالاقامة في الخارج وبالأخص في الدول المجاورة تونس والجزائر ومصر والجنوب بالسودان والنيجر وتشاد ، وفي دول كثيرة بالعالم والجزر الكثيرة إلى مجاهل امريكا الجنوبية خوفا من الخطف والقتل أو طلب الفدية الضخم من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الخوارج المارقين الدواعش المتزمتة قاطعة رؤوس البشر الغير موالين لها والرافضين في السر مبادئها وأهدافها.
آخر المطاف الوطنيين الاحرار الذين شاءت الظروف وهاجروا من وطنهم غصبا عنهم والدمع في مآقيهم والحزن غم على قلوبهم والهم على النفوس الحائرة تركوا الوطن الغالي اتقاءا للشرور والهوان في خضم الصراع وليس بامكانهم عمل اي شئ لا بالداخل ولا بالخارج غير المتابعة بلهفة لجميع مايجري من فساد وافساد في الاعلام ويتحسرون بأسف وحزن على مآل الوطن وليس بقدرتهم غير الحسرة والحزن على وطن سليب ضاع ينتظرون الفرج وإستباب الامن والامان في أقرب وقت كان حتى يستطيعون الرجوع .
لقد نسى وتناسى كل هؤلاء من مختلف الشرائح والتوجهات الليبية ان العالم الآن يمر بمرحلة صعبة وخلخلة وإهتزازات قوية يتطلب اعادة النظر في العديد من الامور السابقة حيث يتشكل إلى اشكال اخرى وتغيرات كبيرة ويتجدد مثل تغيير الفصول وإختلاف الطقس من فصل لآخر.
وهذه المصادمات من قتل وإغتيالات ومآسي وآلام عبارة عن مخاض صعب يحتاج إلى وقت وصبر حتى يتم التطهير للشواذ وأولاد الحرام بالكي بالنار والدم الفاسد يخرج ويتلاشى حتى يتنفس الجميع ويرتاح من الهم والغم.
وللوصول إلى حلول عملية علينا بالتوقف والرجوع إلى الوراء والماضي ونقوم بعمل دراسات جيدة عن الاخطاء ونسإل انفسنا بتجرد وبضمير حي نحن العرب الموحدون بشفافية ، لماذا البلاء يتساقط على رؤوسنا كأمة عربية اسلامية وبالأخص من الغرب؟
هل لعنة على أعمال أجدادنا بالسابق التي في نظرهم كانت إرهابية الغزوات في اسبانيا والبلقان لنشر دين الاسلام ، أو الصراع الأبدي على ارض فلسطين والحروب الصليبية العديدة ، او الحروب مع دولة اسرائيل في القرن العشرين منذ إنشائها وخلقها وكم زهقت من ارواح بريئة من الطرفين نتيجة التعصب الدينى والإمتلاك للأرض والأرض لله تعالى جل جلاله ؟
أسئلة عديدة لو حكم المسؤولين العرب الضمير بنية صافية وقلوب طاهرة ضمن التخطيط السليم والدراسات للحفاظ على السلام والامن والامان مع الجميع وبالأخص مع الصهاينة سر البلاء والمرض السرطاني للعرب بالوصول تحت اي ظروف صعبة الى سلام ومشاركة حقيقية وجيرة آمنة والتعاون بضمير في التجارة والاعمال عندها الفوز والنجاح.
حيث جميع المؤهلات لدينا من علماء وشيوخ عقلاء ذوي الحكمة ، وقادة شرفاء وطنيين ينتظرون الدور في الظهور والعطاء وكنوز وثروات رهيبة في باطن الارض ، الكثير منها لم يكتشف بعد، ومساحات شاسعة للزراعة والسياحة تحتاج لمن يعمل ويستثمر ويحقق الارباح الخيالية وقادرون على العمل عندما تتوفر الإرادة والنية.
ضروري من تغيير الكثير من المفاهيم والعقد السابقة التي أضرت بنا، والتعامل بالعقل بصور أخرى حسب التطور والعصر بأخلاق وننسى الكراهية العمياء والحوار الهادف بعقليات نظيفة مفهومة توحي بالثقة لا غالب ولا مغلوب كما فعل الرئيس السادات الداهية رحمه الله تعالى ،
تحصل على مايريد ويرغب وكلفته حياته على مذبح السلام في سبيل الفوز والنجاح ، مغتالا من الجهلة المتزمتين الرافضين للسلام مع الصهاينة ... ولكن تهون التضحية في سبيل الوصول عن طريق السلام على موائد الحوار بدون إطلاق طلقة نار واحدة ولا حرب ولا قتل ودماء وكوارث للشعوب وكراهيات تستمر مئات السنين ، وحقق السلام والامن والأمان لشعبه والأجيال القادمة... والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة....
No comments:
Post a Comment