بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد على العصر
55
رجعت الى نيويورك برفقة محمد وأقمنا بفندق والدورف استوريا القريب من المكتب وبعدها بأيام وصل السيد عبدالحفيظ من واشنطن ، وكان شريكي فرانك قد وصل. وسددت حساب السيد محمد بالكامل الذى فى ذمتى وجزء كبير من حساب عبد الحفيظ حيث ترك جزءا بسيطا فى عهدتى للأيام ،،،وكانوا سعداء جدا بالمعاملة الطيبة والرفقة الحسنة والايام الحلوة التى قضيناها مع بعض ،،، وتم للسيد محمد حجز تذكرة الرجوع الى ليبيا عبر مدينة لندن بريطانيا حيث يريد ان يقيم بها بعض الوقت ،، وودعناه امام الفندق متمنين له السلامة فى السفر وفى ليبيا عندما يرجع ،،
رجع السيد عبد الحفيظ الى واشنطن مرة اخرى وأقمت لوحدى فى الفندق فى نيويورك وكل يوم اتردد على المكتب والبقاء مع السيد فرانك وكنا فى نفس العمر ومازلت اراجع ولم استقر بعد على اى مكان حتى أقرر العيش والسكن الى يوم أغبر حيث كنت على اتصال مع العائلة فى درنة ليبيا وسمعتها وهى ترغى وتزبد هائجة حيث جموع من اللجان الثورية للسيدات بقيادة احدى الراهبات الثوريات المجنونات " نجية النعاس " هجمن على البيت يريدن طرد العائلة والاولاد من السكن بحجة اننى من الكلاب الضالة ضد المسيرة الثورية وخطوات العقيد وكلام كثير بذئ قيل وقتها فى مظاهرة جماعية من النساء والرجال مدفوعون بالحقد الدفين والحسد على اى انسان حر شريف اعطاه المولى الله عز وجل بحبوحة العيش والرزق واصبح ميسور الحال من الأغنياء وسمعت الصخب على الهاتف وانتابتنى رعدة وقشعريرة وغضب شديد كيف أبقى خارج الوطن مرتاحا وعائلتى وأولادى يعانون من مثل هؤلاء العوام الغوغاء ،،،
وقررت اخراج العائلة من ليبيا والهجرة الى ان يفرجها الله تعالى وقلت للزوجة على الهاتف لا تغضبى ولا تحزنى ،،، الصبر مفتاح الفرج وسوف أتصرف ،،،حتى ترتاحوا من مثل هؤلاء الغوغاء العوام ،،،
وبدأت التخطيط بهدوء لإخراج العائلة فى السر بدون شوشرة حتى لا تقام عليهم حراسة وبالتالى يصعب الفرار حيث العائلة مكونة من زوجة وسبعة اولاد صغار اكبرهم فى سن الحادية عشرة والصغيرة فى سن سنة واحدة مما الفرار ضرورى ان يكون عن طريق المطار وبالطائرة فى العلن امام الجميع حيث لا يمكن المخاطرة والفرار عبر الحدود تحت اى ظرف لانهم صغار غير قادرين على الهرب وتحمل المشاق .
وبدأت ابحث عن احسن مكان للاستقرار حيث العائلة كبيرة واحتاج الى منطقة بعيدة عن الأنظار حتى أتوارى لفترة ونتعلم طريقة الحياة الامريكية فى العيش والمعاملة وبالاخص جميع افراد العائلة لايعرفون كلمة واحدة باللغة الانجليزية وانا شخصيا وقتها لغتى ركيكة بصعوبة اتفاهم مع الغير فى المحادثة ولكن لدى قوة العزم والتصميم بان أعيش حرا رافعا الراس كريما بالغربة ولا العيش فى الذل والهوان فى جماهيرية العقيد المجنون ،،
وكان لى اصدقاء ليبيون يقيمون فى مدينة كوربس كريستى ال الزغنى وتمت الاتصالات الهاتفية معهم وتمت الدعوة بان أزورهم لقضاء بعض الوقت وتصادف ان شريكى فرانك يريد ان يسافر الى مدينة هيوستن تكساس لقضاء بعض الاعمال بحيث سوف أبقى لوحدى فى مدينة نيويورك واثناء الحديث عرفت ان مدينة كوربس كريستى قريبة وقررت ان نذهب معا لقضاء عطلة الاسبوع والاثنين صباحا يذهب السيد فرانك لقضاء اعماله ويرجع بالمساء وانا انتظره فى المدينة مع اصدقائى ،، واحد الأسباب الرئيسية فى عدم ذهابى معه الى مدينة هيوستن الناشئة وقتها هو عدم وجود غرف للإقامة حيث جميع الفنادق الغالية والرخيصة محجوزة مسبقا لعدة اسابيع ووصلنا يوم الجمعة حوالى الساعة الخامسة الى مطار كوربس كريستى بعد رحلة طويلة عبر عدة مطارات حيث بدانا من مطار لاقوارديا نيويورك الى أتلانتا جورجيا ومنه الى هيوستن وبعده الى كوربس كريستى وكان بالانتظار الأخوة الزغنى السيدان نجم الدين ومحى الدين وترحيب كبير بالقدوم وكان الطقس وقتها رائعا وراسا الى فندق ثلاثة نجوم يملكونه للإقامة ولم امانع حيث نحن ضيوف ،،،
قضينا وقتا سعيدا فى المدينة الصغيرة حيث كان بها كورنيش طريق طويل على الخليج به " المارينا " حيث اليخوت راسية ،،، والبيوت الكبيرة والفيلات والقصور والفنادق الفخمة من الجانبين والزهور والورود والنظافة والعناية الفائقة بالمنطقة بحيث يشعر الانسان وكانه بالجنة الرائعة وارتحت للمكان حيث الإقامة به زاهية ،،وبدأت البحث عن سكن للإقامة فى السر بدون علم المضيفين حتى ارتاح بعض الوقت ،،، وكانت النظرة وقتها ممتازة لبقاء العائلة والاولاد حيث المكان بعيد جداً عن الطفوليين وفرق الموت من اللجان الثورية لان معظم الجميع ياتون الى الشمال نيويورك وواشنطن كرجال اعمال وسياسيين ورجال امن من المخابرات واللجان الكثيرة التى لا يعرف عددها بحيث ذعر الجميع الليبيون من الخوف والرعب واصبح الاخ يخاف من اخيه ابن امه وابيه والزوج من زوجته عسى ان توشى به فى حالة اى نوع من سوء التفاهم او العراك العائلى حيث كثيرون مندسين فى اوساط الطلبة الذين معظمهم يتواجدون فى ولايات كولورادو واورقون وكاليفورنيا للدراسة والقليل من ياتى الى الولايات الاخرى مما كان فرصة للبعد وأمان وسهل للدراسة للأولاد وفى حالة الفرار المكسيك قريبة من الحدود لاتتعدى الساعتين قيادة بالسيارة ،،
وبدأت اسأل فى أسئلة كثيرة حتى أقرر فليس لدى الوقت طالما انا موجود حاضر بالمنطقة وزين وحبب ابناء الزغنى لى البقاء والإقامة بقربهم لأمور خافية بانفسهم مع الوقت بدات أدركها حتى يستفيدون بعض المال كعمولة من شراء البيت او العقارات التى سوف اشتريها بالمستقبل وكنت راضيا لانه لدى قناعة كبيرة انه لا خدمة بدون دفع مقابل الخدمات بطريقة او اخرى حيث نحن نعيش فى عصر المادة ،،،
ومررنا بالليل ونحن فى فسحة ببطء بالسيارة وشاهدت مبنى فيلا كبيرة على الركن يناسب العائلة على الجانب المقابل بالبحر وأمامه حديقة كبيرة مغطاة بالعشب الاخضر كالبساط كملعب بحيث نوافذ البيت الأمامية من طرف الطريق الاخر ليس امامها أية مبانى او اشجار بل تشرف على الخليج مباشرة ويتمتع المتفرج برؤية الخليج الممتد الى نهاية ألبصر ،،
وشاهدت علامة كبيرة أمامه انه معروض للبيع مما أخذت رقم الهاتف للوكيلة للاتصال بها والاستفسار عن السعر للبيع ومدى امكانية المشاهدة فى الوقت الضيق الباقى لى بالمدينة ،،، وتم الاتصال الهاتفى مع الوكيلة وتحديد ميعاد بالغد الأحد لمشاهدة البيت والساعة الثالثة مساءا وصلنا الى العنوان حيث الوكيلة فى الانتظار ودخلنا للبيت وكان جميلا من الداخل به عدة غرف بالدور الاول وخزائن عديدة وثلاثة صالونات وغرفة المعيشة العائلية الكبيرة وغرفة طعام للضيوف وحمامات كثيرة وجاراج يتسع لسيارتين وغرفة مكتبة ملحقه به وتفتح على الصالون الكبير وحديقة جميلة بالخلف ومساحة الارض فدان مما قررت شراؤه وسالت عن السعر وقالت لنا عن المبلغ المطلوب وحسبت العملية فى الفكر وعن النواقص وانه يحتاج الى حمام سباحة حيث معظم الوقت الجو حار ومعتدل طوال السنة لا برد شديد والأمطار تهطل طوال الوقت صيفا وشتاءا مما تجعل المدينة فى رواق ورونقة من الغسيل للأشجار من الغبار بحيث الخضرة تصبح نظيفة ولأمعه تسر الناظرين ،،
قبل ان اقدم العرض تم اتصال هاتفى مع صهرى اخ الحاجة حمدى الطالب فى احد الجامعات بميسيسيبى عارضا عليه الانتقال معى حيث لا استطيع إحضار العائلة والاولاد وتركهم لوحدهم حيث كنت كثير السفر والترحال واريد ان ارتاح عليهم اثناء الغياب المتواصل وكان رده انه موافق بشرط ان تكون جامعة قريبة منه حتى يواصل تعليمه وبعد البحث وجد جامعة قريبة فى مدينة ثانية اسمها كنكز فيل تبعد 50 ميلا مستعدة لقبوله والحصول على الشهادة مما وافق على المجئ والإقامة معنا فى البيت فى حالة الشراء له ،، مما ضمنت الرعاية الحسنة حيث خال الأولاد واخته سوف تكون القائمة بشئونه .
قدمت العرض للشراء بنصف الثمن المطلوب وقتها والدفع نقدا حيث لم تكن العادات فى امريكا حيث المعتاد دفع نسبة مئوية فى حدود 20 بالمائة والباقى على اقساط شهرية لمدى طويل وكنت اجهل هذه المعاملات وطلبت منى الوكيلة تقديم العرض كتابة ودفع مبلغ تحت الحساب بصك مصدق من البنك واليوم الثانى تم تقديم العرض لمدة 48 ساعة اذا رغب البائع فى البيع لأننى كنت جاهزا للسفر فى حالة عدم الموافقة ،،،
ولم يخطر بالبال الموافقة السريعة حيث اكتشفت مع الوقت ان البيوت الكبيرة صعب بيعها لان معظم العائلات كانت صغيرة الحجم وعدد الاطفال فى معظم الأسر الامريكية لا يتجاوز الثلاثة الا من النادر حيث الحجم كبير مثل العائلات العربية والبيوت الكبيرة الفخمة تحتاج الى مبالغ إضافية كبيرة من الغاز والكهرباء والضرائب ومصاريف كثيرة غير منظورة لقاء العيش فى مثل هذه البيوت الكبيرة ،،،ليس بقدرة الانسان العادى ذو الدخل المتوسط ان يتحملها .
واكتشفت مع الوقت ان البيت كان من احسن واجمل 5 بيوت بالمدينة حسب الصحف والمجلات المحلية وان الممثلة المشهورة التاكسانية " فيرا فاصى " كانت تريد شراؤه وبضربة حظ اصبحت مالكا له حيث المالك الاصلى توفى وورثته يريدون البيع لتصفية التركة قبل ان يظهر ورثة آخرون غير شرعيين حسب ما فهمت ؟؟؟ حيث له علاقات كثيرة مع أخريات عشيقات ممكن تظهر اى واحدة منهن وتطالب بحصتها من الغنيمة .
كنت موجودا بالصباح فى انتظار الموافقة على البيع ام عدمها وكان السيد فرانك قد جاء من مدينة هيوستن بعد ان قضى عمله بها ،، وكنا جالسين نتحدث ونتسامر وعقارب الساعة تقترب من الساعة الثانية عشرة عندما دق جرس الهاتف والوكيلة على الخط الاخر وقالت مبروك ،،، لقد وافق الورثة على البيع ،، وهنانى الجميع على البشرى الحلوة ،،،
وشعرت بفرحة غامرة فقد انهيت الخطوة الاولى ولم يبقى لى غير التاثيث واحضار السيارة الكاديلاك من نيويورك التى موجودة بالجاراج هناك فى حيازة السيد فرانك دروهان حيث كان المفروض شحنها الى ليبيا وشراء سيارة اخرى والتخطيط السليم لاحضار العائلة من ليبيا بدون شوشرة حتى لأيتم المنع لهم من السفر فقد كانت كل حركة محسوبة علينا فقد تم وضع الاسم فى قائمة الهاربين من ليبيا والمطلوب الرجوع والبقاء فى ليبيا سواءا بالرضى ام بالقوة او الاغتيال والتصفية الجسدية حيث فى نظر الغوغاء اللجان الثورية كلب ضال وذنبى الوحيد اننى رافضا لنظام الظلم والقهر والاستبداد لمجنون مريض ،،، اريد وارغب العيش حرا كريما رافع الراس محافظا على القيم والاخلاق العالية بعيدا عن المهاترات والتراهات .
بدا التخطيط لإخراج العائلة بهدوء من غير ان يحسون فى خلال الفوضى العارمة بحيث وقتها لا حواسيب منظمة بل عن طريق سجلات كبيرة ممكن اللعب فيها وتم التركيز على اصدار جوازات سفر جديدة بدون اسم العائلة بل الاسم رباعيا مما ممكن لا تلاحظ من العيون الواشية المدسوسة فى كل مكان بالمجتمع تراقب وتلاحظ المواطنين بنظرات الشر والشرور لا يهمها عدد الضحايا ولا الماسى التى تلحق الاخرين نظير وشاياتهم الخسيسة حيث فى نظرهم انهم حراس على الثورة حتى لا تضييع منهم بسهولة حيث دائماً نظرة الريبة والشك هى الاساس ،،، لا ثقة متوفرة فى اى انسان مواطن مهما كان الظرف ؟؟؟
هذا العمل الجاد وفى هدوء تام وسرية قصوى بدون ان يعلم اى احد غير صهرى الحاج محمد والد الحاجة رحمه الله تعالى بواسع المغفرة استمر لمدة ستة اشهر طويلة وبعدها الحجز لركوب الطائرة بأسماء مختلفة ،، وتم أعلامى بطرق خفية ان العائلة ممكن تصل الى روما ايطاليا فى اى لحظة عندما يحين الوقت للسفر والمسئولين على المطار والمراجعة والتدقيق يغضون النظر
عن المرور والفرار .
وحضرت الى روما ايطاليا قبل ميعاد الوصول بثلاثة اسابيع وأقمت فى فندق عائشا على الأعصاب احترق خوفا من ان يحدث اى مكروه فى اخر لحظة ويتوقفون فى المطار على اى سبب تافه من واش بقصد ام بدون قصد فكثيرا من الاشياء الخطيرة تحدث نتيجة الصدف ؟؟
وبدا شهر رمضان الكريم واخترنا وقت الصيام حيث معظم الناس كسالى غير مهتمين بالتدقيق نظير الصيام والسهر الطويل ،،،
وخرجت الى المطار عدة مرات منتظرا خروج الركاب الآتين من بنغازى ليبيا الى اخر راكب ولم يكن اى فرد من العائلة قادم ،،، وأخيرا حل اليوم الموعود ووصلت العائلة واول ماشاهدت ابنى الصغير على وهو يجرى وانا اشاهد فيه من خلال حاجز الزجاج السميك غير قادرا على الوصول له محاولا الطرق حتى ينتبه لى ولكن بدون فائدة .
وأخيرا تمت الإجراءات وختم الجوازات واستلام الحقائب والمرور عبر الجمارك وكان لقاءا حارا مع الزوجة والاولاد حيث أخيرا وصلوا لبر الأمان وخرجوا من نار جهنم الى الحياة والجنة ،، بعد محاولات عديدة وتم الترجيع من المطار لاسباب واهية حتى يضمنون السفر دفعة واحدة ،،، وجن جنون النظام عندما اكتشف الامر وان مطار بنينا بنغازى بدون رقابة كافية ومسئولوه متعاطفون مع ابناء الشعب وعائلات كثيرة خرجت مع امر المنع موجود وقائم ،، وسمعت من مصادر موثوقة انه تم التحقيق مع 45 فردا من رجال ومسئولى المطار ،،، كيف لعائلة هارب مطلوب للعدالة ،،، ام وسبعة أطفال وابن الاخ يسافرون ببساطة فى الدرجة الاولى الى روما ايطاليا ؟؟؟
ومنذ ذاك اليوم تم قفل مطار بنينا عن الاقلاع لاى رحلات خارجية والمنفذ الوحيد للسفر للخارج من ليبيا عن طريق مطار طرابلس زيادة فى الحيطة والأمن حتى لا يتسرب ويهرب آخرون من جماهيرية الظلم والارهاب والدم مما تسبب فى ضرر الكثيرين ،،، وذلك يدل على خوف وضعف النظام مما كان الضغط الزائد عن اللزوم يقرب فى ساعات الفرج من الحلول حيث الضغط الكبير طوال الوقت يعجل بالانفجار المميت .
المهم وصلت العائلة بسلام بعد المغرب وكان ذاك اليوم السعيد منتصف شهر رمضان الكريم لعام 1979م وراسا الى الفندق حيث تم حجز غرف للجميع وطلبت لهم على طعام وسحور وقضيت وقتا سعيدا مع الأولاد وسهرة لذيذة بعد شوق وغياب عدة اشهر من البعد والغياب نظير نظام الجهل والقهر .
وعملت برنامج جولات فى روما للأولاد عدة ايام وتحصلت على التأشيرات الامريكية ورجع ابن آخى صلاح الى ليبيا ،، وانا وجميع العائلة دفعة واحدة تم الحجز على الخطوط بان امريكان وصعدنا الطائرة متوجهين الى امريكا ،،،
واثناء الرحلة بدات تصرخ أبنتى الصغيرة أميمة طوال الوقت مما جعلتنى احترق من الغيظ والغضب فلم تتوقف البنت طوال الوقت مما أزعجت الركاب بصوتها وحاولت أمها بجميع الوسائل إسكاتها ولكن بدون فائدة ولو كان الخيار لى وقتها من أزعاجها واستطعت فتح النافذة لكنت رميتها فى الجو الفسيح ،،
وأخيرا وصلنا الى نيويورك وفترة انتظارا طويلة فى الترانسيت وبعدها الصعود مرة ثانية الى الطائرة العملاقة الجامبو الى مدينة هيوستون عبر أتلانتا حتى وصلنا الى هناك وكان الوقت ليلا حوالى الساعة العاشرة مساءا والطقس خارج المطار قائظ بالخارج ،،، وتأخرت الطائرة بنا عن الموعد مما الطائرة الاخيرة الى مدينة كوربس كريستى أقلعت ولم يبقى لنا غير الانتظار الى طائرة الصباح الباكر ولا استطيع ترك الأولاد ينامون على مقاعد بالمطار وحاولت الحصول باى ثمن على غرف باى فندق ولكن جميع الفنادق محجوزة والمفروض اننى اجرت سيارة من المطار ولكن لعدم المعرفة بالطريق لا استطيع ان اخاطر بالعائلة حتى لا اضيع فى متاهة .
وقررت تاجير عربات أجرة وتم الاتفاق مع سيارتين أجرة على توصيلنا بمبلغ كبير ولكن لا يهم حتى نصل الى البيت ونرتاح من عناء السفر والقلق ،،، وركبت الزوجة مع البنات فى احد السيارات وقلت للزوجة بان تخلع ألاسورة والأقراط الماسية من يديها وأذنيها فى الظلام حتى لا يلاحظ السائق خوفا من اى مصيبة تحل علينا نظير التساهل والسذاجة فنحن الان فى امريكا ولسنا فى ليبيا معروفين .
وبدأت السيارات فى المسير وكانت السيارة التى بها الزوجة تقودها سيدة زنجية والأخرى زنجى كبير الحجم وكان جيدا وبعد منتصف الطريق شعرت بنعاسه مما طلبت منه القيادة للسيارة ولم يرفض وتوقف بالطريق وأعطانى المقود وبعد دقائق كان يغط فى الشخير بصوت عالى والاولاد بالخلف نائمون وانا الوحيد المستيقظ والمنتبه للطريق والعربة الاخرى تتبعنا عن قرب حتى وصلت الى البيت فى الفجر عند بزوغ الشمس والضياء .
ودفعت للسائقين الأجرة مع إكرامية جيدة على التوصيل بدون أية حوادث او نوادر ،،، وفتح حمدى الباب وهو مازال نائم وسلامات مع اخته والاولاد ،، وقلت للزوجة مهمتى انتهت والان انت فى بيتك وأولادك وأخوك بجانبك وتصرفى كما تشائين وترغبين ولا اريد اى إزعاج حيث اريد ان أنام الى المغرب ،، دخلت لحجرة النوم وأقفلت الستائر حيث لا اريد الضوء واستلقيت على السرير وكنت منهكا جداً محاولا النوم وجاءنى الأولاد يتساءلون اين الخيول وعربات الكاوبوى حيث لا توجد بالشارع بل سيارات حيث فى نظرهم ولاية تكساس جميعها رعاة أبقار ومسدسات وبنادق وقتل وقتال كما يشاهدون فى القنوات المرئية والأفلام وقلت لهم الحديث فى المساء بعد الفطور ،،، اتركونى الان لانام وخلال دقائق كنت اغط فى النوم ولم اصحى الا على الهز لكتفى من احد الأولاد حتى افيق وقت المغرب لأنزل الى الطابق الأسفل لغرفة الطعام لتناول وجبة الفطور الشهى .
رجب المبروك زعطوط
البقية فى الحلقات القادمة ،،،،
No comments:
Post a Comment