بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد على العصر
62
جاب الله مطر |
رجعت من الدار البيضاء المغرب على متن الطائرة الى مدينة نيويورك مع عدد كبير من المؤتمرين حيث هناك توزعنا وسافر كل واحد الى وجهته ومدينته لتكملة دراسته او عمله ... وانا اكملت الرحلة الى مدينتى كوربس كريستى تكساس واضعا امام ناظرى ان اترك المدينة وأرحل عنها فى اقرب وقت عندما تقفل المدارس أبوابها فى الإجازة الصيفية المدرسية بعد الحادثة الاخيرة وهجوم اللص على البيت والعائلة وكتابة الموضوع فى الصحف المحلية فى الصفحات الاولى والتشهير بالعنوان ..
كذلك اللص بعث لي رسالة من السجن استعطافا لمنحه فرصة قبل المحاكمة ولكن نظير عمله الشائن وتقييده للأسرة وبالاخص للأولاد الصغار لم ارحمه وتركت الامر للعدالة والقضاء حيث تم الحكم عليه مدة طويلة نظير عمله الشائن وتعديه على عائلة آمنة جاءت الى امريكا طلبا للامن والامان وهو يهجم عليها مقابل سرقة فتات ولم يتحصل على اى شئ غير الضرب والرعب والخوف والمحاكمة والسجن .
وعرفت ان اللص يوما سوف يخرج من السجن ويحاول الانتقام وقررت تغير العنوان والقرب من العاصمة والشمال حيث استطيع الإقامة والسفر براحة من مطار نيويورك او العاصمة واشنطن د س …بدل البعد وضياع الوقت والمال والجهد حيث كنت دائم السفر .
انتهت السنة 1980 م بكل أحداثها من أفراحها واتراحها وزدت صلابة في العداء لنظام الجهل والمريض المجنون القذافى ولم اترك اى سبيل فى الحضور للاجتماعات واللقاءات النضالية وكونت مجموعة لا باس بها كبدايات ووضع الأسس للاعلان عن تنظيم مسلح يعمل فى صمت وجاءت الفرصة سانحة عندما اتصل بى آخى وصديقى السيد جاب الله مطر من سويسرا اخر السنة يوم 31/12/1980 م وقال انه موجود بمدينة قرب جنيف اسمها لوزان ويريد ان يلتقى بى حيث قبلها بشهور اتصلت به عندما كان فى جولة بالخارج وقلت له ان لايرتبط سياسيا مع اى جهة حتى نلتقى مع بعض وقال انه يريد ان يذهب الى ليبيا ويخرج عائلته الى مصر حتى يطمئن عليهم ثم يتصل بى ... وأوفى الرجل بالوعد واخرج عائلته وأولاده من جحيم ليبيا واستقر فى سكن بشارع شهاب بالدقى فى القاهرة ،، وحديث طويل على الهاتف وقلت له سوف أتى اليك بعد الغد ..
وحجزت التذكرة الى سويسرا جنيف وأعلنته بيمعاد الوصول وركبت الطائرة الخطوط TWA ورحلة طويلة عبر عدة مطارات وساعات انتظار وقلق من ركوب الطائرة والسفر فى الشتاء والعواصف ووصلت اليوم الثالث بالسنة الجديدة وكان ينتظر فى المطار عندما خرجت فى البهو بعد انتهاء المعاملات واستلمت حقيبة السفر .
وكان لقاءا حارا بالخارج بالعناق من أخ لأخيه بعد فترة غياب حوالى السنتين وكانت الاتصالات بالهاتف طوال الوقت عندما يكون بالخارج ... وكان الطقس باردا والثلج الابيض يغطى فى كل مكان تشاهده العين وكأننا فى ثلاجة ... وقاد سيارته المرسيدس بكل الحذر على الطريق العامة وبتانى خوفا من الانزلاق حتى وصلنا الى مدينة لوزان ومررنا على احد المحلات الكبيرة لبيع المواد الغذائية واشترى كمية كبيرة من الطعام والخبز وجميع الاشياء التى تضمن لنا عدة ايام من الخروج من السكن .
كان مؤجرا لشقة باسم احدى السكريتيرات التى يعرفها ويعرف زوجها جيدا زيادة فى الاحتياط والأمن وكانت الشقة فى مكان خفى لا يخطر على بال احد من المطاردين حيث أمامه مخفر للشرطة " الجندرمة " ووضع السيارة فى الجاراج الملحق بالعمارة وأخذنا جميع المشتريات من مواد غذائية الى الشقة وتم ترتيب البعض بالثلاجة والباقى فى الدواليب للحفظ وجلسنا نتحدث ونتسامر وكان جل الحديث عن ماسينا وكيف العقيد المعقد استباح الوطن وجعل العوام الرعاع والمنافقون هم الأسياد ... واسياد الوطن فى الخلف والمؤخرة قابعين فى انتظار الفرج الذى طال وتاخر .
تحدثت معه بصراحة عن جميع ما شاهدت وعملت فى النضال والعمل الوطنى حتى يكون عن دراية وعن الجالية الليبية فى مصر والمقيمون فى اوروبا وأمريكا والملاحظات عن البعض انهم رجال وطنيون حسب فراستى يعتمد عليهم وقت الأزمات والمحن واخرون عبارة عن فرسان كلام ثرثارون. لا يعتمد عليهم فى اى موضوع خطير حيث لا يستطيعون تحمل الأعباء الثقيلة بل يستغلون الاخرين فى قضاء حوائجهم ووضع هالات على انفسهم مزيفة امام البسطاء السذج حتى يصبحون مميزين.
احببت ان أعطى آخى وصديقي جاب الله مطر جميع التفاصيل حتى يصبح على دراية وان لا يقرر اى شئ وبالاخص قرارا خطيرا يغير مجرى حياة الانسان من شئ الى اخر حيث القرار الذى نريد ان نتخذه مصيرى يعود بالخير على انفسنا وعائلاتنا لو نجحنا ومررنا عبر الصعاب الكثيرة التى تحتاج الى قوة وعزم ... او بالعكس قرار يعود بالدمار والخراب وضياع الحياة فى حالة أية أخطاء جوهرية ... وعلى الانسان السوى ان يختار الطريق السليم بدون عواطف بل نتيجة دراسة وتفكير ووقت حتى يقرر .
كان الطقس باردا بالخارج والثلج الابيض يغطى جميع الاماكن بحيث المناظر بالخارج وانا اشاهد من خلال النوافذ لها منظر جميل خاص حيث نحن أتينا من شمال افريقيا ومن النادر سقوط الثلج على ساحل البحر الابيض المتوسط مع ان الشتاء بارد فى معظم الاحيان مما له جوا خاصا نحتاج فيه الى الاكل الساخن والتدفئة .
وكانت العمارة لها تدفئة مركزية ولم نحس بالبرد بالسكن بل معظم الوقت كنا نلبس لباسا خفيفا بالداخل ونطبخ فى طعامنا الليبى المكرونة " المبكبكة " بأنفسنا حيث كل شئ تم شراؤه ومتوفر وقضينا 3 ايام بدون خروج خارج السكن ونحن نتحدث وندرس ووصلنا الى حلول عديدة ووضعنا الخطة العريضة بان نتوكل على الله سبحانه وتعالى ونطلق الشرارة فى صمت واول معارضة حقيقية مسلحة بدات تظهر على الساحة النضالية ومعظم العمل كان فى البدايات الاولى التركيز على تجنيد الشباب القوى الشخصية وضمهم فى الصفوف وتأهيلهم وتجهيزهم وتدريبهم تدريبا خاصا حتى يكونون جاهزين للمعارك الحقيقية فى احد الايام ضد النظام الشائن المتطرف الارهابى فى الدول الصديقة التى تعاطفت معنا مثل امريكا والمغرب والجزائر والسودان ومصر الذين لهم الفضل الكبير فى البدايات وحقوق وجميل فى اعناق الليبين الاحرار انهم قاموا بالواجب كل دولة حسب إمكانياتها وعلاقاتها مع الشيطان الرجيم امعمر القذافى عدو الدين حيث دمر الشعب الليبى وأوجعه وأرجعه بجهله وتسلطه ومقولاته التافهة وتراهاته الفارغة ومتاهاته الزائفة عقودا كثيرة الى الوراء والتخلف .
بعد مرور 3 ايام متتالية ونحن نتحاور ونناقش وصلنا الى قناعة مهمة انه ضرورى من عمل شئ مميز ولا يفل الحديد الا الحديد والمجنون المريض وصل للقمة والسلطة عن طريق العسكر والبندقية والقوة ... ولا يخرج وينتهى نظامه الا بنفس الوسيلة القوة والعنف وقررنا المضى فى الجهاد وخرج تنظيم الجيش الوطنى الليبى الى النور يوم 6/1/1981 م والمكان مدينة لوزان سويسرا .
أسندت رئاسة اللجنة المركزية الى السيد جاب الله مطر لعدة اسباب مهمة مميزة ... اولا عامل السن حيث عمره فى ذاك الوقت لم يصل الى الستين وكان ضابطا بالجيش الليبى برتبة مقدم ايام العهد الملكى خريجا من كلية الضباط وأخذ دورة عسكرية فى بريطانيا ... ووقت قيام الثورة كان موجودا فى الدورة خارج المملكة ... وعندما رجع بسرعة للالتحاق بالجيش الى ليبيا تم السجن له حوالى عشرة اشهر ثم ارسل الى امريكا كقنصل ضمن البعثة الليبية فى نيويورك وقضى بها سنتين وعندما رجع تعرفت وبناءا على رغبته اشرت عليه بترك الوظيفة فى وزارة الخارجية وان يهتم بالعمل الخاص حتى ينجح …
تم عمل شركة خاصة مناصفة بيننا اسمها النجم الاخضر استمرت سنين عديدة ومقرها بنغازى ثم انتقلت الى طرابلس وكان نعم الشريك الوفى وذمته المالية مميزة وممتازة جداً وسدد جميع راسمالى ومستحقاتى وارباحى بعد الزحف والتأميم بفترة طويلة وانا لا أدرى عن الأرقام وكانت مفاجأة لى ووصل المبلغ الى حسابى فى الوقت الصعب الحرج جزاه الله تعالى كل الخير فهذا الانسان مميز اخ وصديق وشريك ورفيق النضال والكفاح !!! فى نظرى ليس فى ليبيا بطولها وعرضها الكثيرون من أمثاله فى الأمانة والصدق والشهامة والرجولة .
وأسندت لى رئاسة اللجنة التنفيذية حيث جميع الإدارات تتبعنى مباشرة " الادارة والمالية .. التجنيد والشباب الاعلام والاتصالات " وكل ما يتطلبه العمل مع التشاور فى جميع الامور المهمة بيننا بحيث نستطيع الاستمرار بقلوب نظيفة طاهرة فى طريقنا النضالية التى اخترناها بأنفسنا ولا نسمح لاى انسان طفولى بان يدس الفتنة بيننا وتعاهدنا عهد رجال على المصداقية والصدق والعمل الخالص لوجه الله تعالى حتى ينصرنا الله عز وجل وننجح .
تقرر ان نذهب فى جولة كبيرة للتعريف بالتنظيم الجديد وكانت اول المحطات المغرب وتم الاتصال بالحاج محمد عثمان الصيد الزوى من الجنوب الذى كان يوما رئيسا للوزراء فى احد حكومات العهد الملكى السابق .... ورحب بقدومنا واعلمناه بتاريخ ووقت الوصول الى المغرب حتى يعمل لنا الموافقة بالدخول عن طريق القصر .
ووصلنا للمغرب الدار البيضاء وكانت الإجراءات فى المطار جاهزة باوامر عليا من القصر بالسماح بالدخول ... وكان الرجل شخصيا فى استقبالنا خارج المطار ومعه سيارته وسائق ولقاءا حارا حيث ربطتنى به علاقة روحية خاصة حيث لديه صداقة وأخوة مع قريبى الحاج محمد زعطوط ووالد زوجتى عندما كان نائبا فى البرلمان الليبى من سنة 1960/ 1965 م وزاد الود والمعرفة توثقت بيننا مع فارق السن فى رحلاتى السابقة الى المغرب وعرفت الجماعة على بعض مع انهم اولاد عمومة ويرجعون فى الأصول الى قبيلة واحدة " زوية " .
وانتقلنا الى الرباط وطلبنا من الحاج محمد الصيد عن طريقه ومعرفته ان نقيم فى فندق متوسط مأمون حيث الان ولى عهد رجال الاعمال والصرف والبذخ حيث ليس لنا اى دخل وكل دولار يخرج لا يرجع وابتسم الرجل وباركنا وقال لقد عملتم عين العقل حيث النضال يحتاج الى معاناة وتحمل وصبر ومخافة الله تعالى والتوفير حتى ياتى يوم النفير و الخلاص من الطاغية .
اقمنا بالفندق فترة بسيطة وكنا نتردد على الحاج الصيد كل يوم دعوة على الغذاء فى قصره وتدابرنا معه فى كثير من الامور النضالية بشفافية نظير خبراته السابقة وافادنا الرجل بكثير من النصائح حتى لا ننزلق فى المتاهات الخطيرة التى صعب التخلص منها نظير زلة لسان او تصرف خاطئ حيث كل ذو نعمة محسود وأى عمل نضالى جديد على الساحة سوف يجابه من الكثيرين من الأشقاء المتعاطفين الوطنيين واخرون أشباه رجال يحاولون اللحاق بالمسيرة والدخول باى طريقة بحيث يصبحون فى الصدارة وهم لايصلحون لاى شئ بل أحمال ثقيلة على كاهل العاملين ذوى القلوب الطاهرة والحمية لخلاص ليبيا من المريض الاهبل .
اليوم الثالث عندما كنا نتغذى فى قصر الحاج واثناء الجلسة بعد تناول الطعام وفى انتظار الشاى الاخضر ذكر الحاج محمد الصيد ان السيد محمد يوسف المقريف موجود بالرباط وانه اجر بيتا وعائلته معه وانه ترك الهند وانشق عن النظام بعد ان كان ممثلا له كسفير ليبيا المعتمد هناك .. وانتبه السيد جاب الله مطر للحديث وقال بودى مشاهدته حيث اعرفه معرفة شخصية وتربطنى معه علاقات عائلية وتزاور وطلب رقم الهاتف او العنوان من الحاج مما اعطاه العنوان للاتصال به وزيارته .
وبعد الغذاء والسائق يقود الى الفندق واثناء الطريق طلب منه السيد جاب الله ان يمر على العنوان للدكتور امحمد المقريف حتى يزوره ... وبعد السير الطويل توقف امام احد البيوت الأرضية فى احد الاحياء وقال هذا العنوان ونزل السيد جاب الله وضرب الجرس وبعد فترة خرجت زوجة الدكتور امحمد وعرفت السيد جاب الله وبعد السلام والتحية سال عن الدكتور وقالت انه الان ليس موجودا وأعطاها السيد جاب الله عنوان الفندق الذى نحن نقيم فيه لتعطيه الى الدكتور عندما يرجع ليتصل بنا .
كان من العادة ان السيد جاب الله مطر ان يقوم باكرا كل يوم وكانه موجود بمعسكر ومهما سهر بالليل نفس العادة لا تتغير وكنت انا على عكسه تماماً أسهر الليل واليوم الثانى اذا ليست لدى اى مواعيد مهمة كنت أقضى بعض الوقت فى الفراش الى الساعة التاسعة صباحا بحيث اكون جاهزا وكان السيد جاب الله يطلب على وجبة الإفطار فى الصباح لنا نحن الاثنين ويحولها على رقم الغرفة خاصتى مما ياتى النادل الساعة الثامنة صباحا ويطرق الباب مما اصحى وانا غاضب من المزعج فى هذا الوقت ؟؟ وافتح الباب واجد النادل يقول صباح الخير بوجه بشوش مرح مما اكتم الغيظ والغضب ولا استطيع المكابرة والسب وبالاخص فى الصباح حيث وجبة الإفطار الشهية نعمة من المولى عز وجل لايمكن رفضها تحت اى ظرف …
واثناء ذلك يدخل السيد جاب الله وهو فى تمام اللياقة يبتسم من إزعاجى وغيظى وغضبى والغليون فى فمه وتحت إبطه صحيفة الصباح يتابع فى المواضيع ويقول صباح الخير وكانه لم يعمل اى شئ وارد عليه التحية وانا فى قمة الإزعاج ويجلس على الكرسى ينتظر فى حتى أتم الحلاقة للوجه والحمام البارد السريع حتى افيق من النوم واسترجع النشاط وأكون جاهزا خلال دقائق لتناول وجبة الإفطار معه وهو يبتسم من المزاح الثقيل .
وحوالى الساعة العاشرة وكنا مازلنا فى الغرفة رن جرس الهاتف ورديت على الهاتف وكان احد الاشخاص يطلب فى السيد جاب الله وقلت له لحظة ومددت السماعة لرفيقى الذى تحدث لحظات وسمعته عندما قال تفضل نحن فى الانتظار فى الغرفة وعندما انزل السماعة قال الدكتور امحمد فى صالة الاستقبال وسوف يصعد وياتى لنا وقلت له اهلا وسهلا ؟؟
بعد دقائق رن جرس الباب وفتحته واول مرة اشاهد فيها الدكتور امحمد يوسف المقريف وسلمت عليه وسال عن السيد جاب الله ولم يدخل من الباب حتى شاهده بالداخل ودخل وعندما اردت قفل الباب قال لى اتركه مفتوحا بعض الشئ ولم يفوت على الامر وتطلعت الى الممر وكان احد الاشخاص كحرس مفتول العضلات ينتظر وعرفت ان الضيف غير واثق فينا وغير مطمئن لحضوره فى الغرفة تبعنا وكاننا نريد القضاء عليه ... واستغربت فى الامر اذا لا يثق فى صديقه جاب الله اذا لماذا أتى إلينا ؟؟ اما عنى فهى اول مرة اتعرف عليه وممكن ياخذ احتيياطاته منى وله بعض الحق حيث لم يسبق ان تعرفنا على بعض ؟؟
مد ايديه بالسلام مع السيد جاب الله وطلبنا له على فنجان قهوة وحديث طويل عن الأحوال والأسر وفجأة قام الدكتور من كرسيه وانتقل الى كرسى اخر ولم نهتم بالأمر واستمر الحديث وحدثه جاب الله على التنظيم الجديد جيش الانقاذ الوطنى ولم يعلق بنعم ام لا ؟؟ حيث كان فى ذاك الوقت يخطط لإنشاء الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا ولم يبدؤون بعد فى التجمع والاعلان .. وبين الفينة والاخرى يرن الهاتف يسال عنه ونعطيه السماعة ويقول عبارات فهمنا منها انه خائف واخوه بصالة الاستقبال يطمئن عليه ... وبعد بعض الوقت قام من على كرسيه ووقف بجانب النافذة وهو يتطلع الى الفضاء وجلس على كرسى اخر واكمل الحديث ونهض للمغادرة وعزمنا عليه للغذاء معنا ولكن اعتذرً بوجود العائلة وانه مرتبط ولم يعزمنا كعادة الليبين اذا اى احد منهم مقيم وله بيت وعائلة وبالاخص فى الغربة مما كانت بادرة سيئة فى نظرنا انه بخيل .
خرج من الغرفة وودعناه حتى الباب ومضى لحال سبيله وأقفلت الباب وجلسة طويلة مع رفيقى السيد جاب الله وسألنى سؤالا محرجا وقال لى ما رايك فى الدكتور ؟؟
وكان ردى بسيط انه خائف منا ولا اعرف الأسباب من وراء ذلك والدليل الاول طلبه ترك الباب مفتوحا والثانى تحركه وجلوسه على 3 كراسى خلال ساعة والنصف التى قضاها معنا وانا شخصيا مهما كانت الأسباب وممكن اكون على خطا اى انسان لا يثق فى لن أتعامل معه بشفافية ومصداقية وثقة ولا استطيع المغامرة والتدليل بالراس مع انسان غير مرتاح لى حتى لا أعيش فى سوء الظن وبالتالى افشل فى المشوار النضالي.
رجب المبروك زعطوط
البقية فى الحلقات القادمة ،،،