بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق إلى بر الأمان
مهما كتبت عن المسيرة الليبية الفريدة في الوطن العربي بعد الثورة المباركة والتضحيات ،، دم الشهداء والجرحى والمعاقين الذي أريق بدون حساب للخلاص من الطاغية ،، والنصر المبين على الإرهاب والفساد والإفساد لنظام الشر والشرور ،،حيث حسب المقولة التاريخية منذ آلاف السنيين من الفيلسوف اليوناني هيرودوت عندما زار مدينة شيريني عاصمة الإغريق في شمال أفريقيا ( شحات ) وقال من ليبيا يأتي الجديد ،،، لن أستطيع الإيفاء من كثرة الملاحظات الجيدة وعن البعض الخاطئة ،، حيث الآن نحن أبناء الشعب بعد 4 عقود ونيف من الضغوط القاسية والخوف والرعب من الحاكم نعيش الحرية الحقيقية بدون زور ولا بهتان ،، نتكلم في العلانية بالحق ضد أي مسؤول مهما كان ولا حساب ولا عقاب من زوار الليل والنهار من رجال المخابرات ،، الأعمال تسير عادية ،، والأمن مستتب بين أوساط الشعب من الشعب ،، لا وجود لشرطة وأمن ذوي الوجوه الكالحة بقوة ظاهرة في الصورة البشعة بالمجتمع كما كانت من قبل ،، الشعب مدجج بقطع السلاح الخفيف والثقيل ،، ولا جرائم و تعديات إلا من النادر ،، إلا من بعض الحوادث البسيطة نظير صراع وثأر سابق بين بعض العائلات أو الأفراد ،، معظم الأعيرة النارية التي تطلق في الهواء عبارة عن الفرحة والإبتهاج في المناسبات والأفراح ،،، أو مطاردة لبعض الشباب المسيئين الذين يحاولون خرق النظام ،، والتباهي بأنهم ثوار ...
المجلس الوطني يحاول جاهدا إصدار القرارات الصالحة بالوطن والمواطن حسب رؤياه ،، والبعض يتخبط فيها نظير الإسراع وعدم إعطاء الوقت الكافي للدراسة والمشاورة حيث الشعب يريد الوصول إلى مبتغاه بسرعة وكأن أولي الأمر لديهم عصا سحرية ،، قادرون على العمل وتنظيف رواسب وقذارة العهد السابق في لمح البصر ،،
الإرتباط مع دول عديدة في سبيل حماية الحدود من دخول العمالة الغير شرعية والعمل بدون أذونات عمل في ليبيا أو العبور إلى أوروبا عن طريق البحر ،، وتهريب المخدرات والسلاح المكدس من بقايا النظام السابق إلى دول الجوار بالشرق والغرب والجنوب إلى دول أفريقيا السمراء ،،، مما سيخلق مع الوقت مشاكل وحروبا كثيرة بين العصابات المتصارعة ،، لقاء التحكم والسيطرة والتسلط على التهريب وقبض المال المجزي وجني الأرباح الخيالية ،، وتزعزع الأمن وتخلق فتن ،، وتسيل أنهار الدماء نتيجة الصراعات والحروب القبلية من أجل البقاء ،، مما مع الوقت ترجع بأمور عكسية ليست في مصلحة القوى الخفية الكبار ،، حيث رقعة لعبة الشطرنج سوف تهتز ،، ويسقط لاعبون عملاء ويظهر آخرون يحتاجون للوقت حتى يصبحون ضمن اللعبة التي تدار ،، عملاء للقوى الخفية ،، أو مسيرون لمسارات خفية حسب المصالح للسادة القابضين على زمام اللعبة ،، بدون معرفة ؟؟
لدينا مثل ليبي يقول ( لا يحك جلدك إلا ظفرك ) ومهما عملوا من إتفاقيات على الورق ،، لا يمكن التطبيق الجيد إن لم يتعاون بعض أبناء الشعب الفاهمين معهم بضمير وحق لمصلحة الوطن ،، فهم يعرفون الدرب ،،، الطرق الملتوية الخفية ومعاملة أبناء جلدتهم والأمور السرية التي يعجز الكثيرون عن الوصول لها بسرعة ومن يتعامل بالتهريب عن قرب ،، وسهل الوشاية به والقبض السريع على أي مهرب يريد إخلال الأمن بالوطن ليبيا ،،، حيث المتتبع الأجنبي لا يعرف الطرق الملتوية ولا يستطيع المتابعة الصحيحة والمشاهدة مهما عمل ،، إن لم يزرع عيونا محلية وجواسيس تزوده بالمعلومات الدقيقة حتى يستطيع الملاحقة والقبض ،، الذي أريد قوله ،، مهما وصل الإنسان لقمة العلوم وإستعمل التقنية التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعية ،، دائما محتاج للعنصر البشري على الأرض فهو الأساس في اللعبة التى تدار على المسرح من قبل الدول الكبار ...
إنني أضحك من القلب على غباء البعض من الوطنيين المتشددين المتطرفين عن جهل ،، سواءا ليبيين أم عرب وهم يغالون بدون قوة الإقناع والحجة ،، يقولون المعاملة بالمثل مع الدول الكبرى في كل الأمور ،، ونسوا أننا مازلنا ضمن دائرة العالم الثالث ،، إن أمورا كثيرة تحتاج إلى الحوار وتبادل الثقة بين الأطراف حتى نصل لحلول تشرف ،، حيث نحن لا نصنع أي شىء إبتداءا من رغيف الخبز ،، الصنع لآلات زراعته وحصاده وأفرانه ،، وصنع الطائرات التي نمتطيها في الوصول بسرعة إلى مدن العالم في القارات العديدة ،، وإستعمال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الإتصالات في لحظات إلى أقصى الأماكن وعشرات الأشياء لأننا شعوب مستهلكة ،، تأكل ولا تنتج إلا اليسير ،، نتشدق ولا نعمل ،، لدينا الخبرات العديدة والعقول المبدعة المخترعة ولكنها تعمل لدى الكباربالخارج حيث وجدت راحتها ،، وليست على الرف مهمشة في أوطانها ،، بدون إحترام أو تقدير ...
كيف نستطيع المفاضلة ونحن كدول العالم الثالث نملة تتطاول على فيل ،، أي خطأ يدوسها ،، يسحقها بقدمه وهو لا يعلم بوجودها ،، هل هي موجودة أم لا ؟؟ إن كلماتي هذه ليست إحباطا ،، وليست للحط من وجودنا ،، شأننا وكرامتنا وقيمنا ،، ولكن نتيجة العيش بالغربة سنوات عديدة في أمريكا ،، والمشاهدة اليومية عن كيف يعملون ضمن النظام والإتقان حتى وصلوا للقمة وأصبحوا سادة العالم الحر ...
مشكلتنا نحن دول العالم الثالث ،، المعاناة والضغوط وعدم طهارة النفوس والعقول ،، عدم الحكم بالشورى والديمقراطية ،، ونحن نرى العالم الحر يتقدم كل يوم في العلوم والحضارة والتقنية ،، ونحن لدينا جميع الكفاءات القادرة على النبوغ والإبداع والوصول للقمم في أسرع وقت ،، ولكن للأسف معطلة ،، حيث جميع البشر أولاد ذوي 9 أشهر عند الولادة ،، لكن ينقصنا التجرد والجرأة من الحاكم وقول الصدق والحق وعدم الخداع للشعوب المقهورة المتعطشة للحريات بجميع أنواعها ،، والعيش ضمن دستورنا الإلاهي بعقول متفتحة مدركة أن البشر سواسية لا فرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح الذي يفيد البشرية جمعاء ،،، والعيش مع بقية البشر في سلم وسلام والمشاركة مع الآخرين في الأعمال والإستثمارات ،، فالعالم الآن صغير ...
شعوبنا العربية بحاجة إلى قوة الشخصية من أولاة أمورنا ومجابهة الجماهير وقول الحق والصدق في أي أمر يهم الجميع ،، وليس كما كانت الأمور من قبل بالسابق أيام عهد القذافي المقبور ،، الخداع والكذب والتزوير الذي عشنا أعمارنا في خضمه إلى الذقون ،، حتى يبقون في الحكم ويتحكمون حسب أهوائهم إلى ماشاء الله تعالى ،، ونسوا أن الشعب مهما صمت وصبر له يوم يثور ،، وعندها النهاية الأليمة والسقوط ،، كما حدث للمقبور ...
نحتاج إلى أولاة أمور وطنيون يعرفون طريق الله عز وجل ،، يقودون المسيرة إلى بر الأمان ،، ومرشدين فاهمين يتولون الأمور حتى يتعلم الكثيرون العمل المتقن والنظام في الأعمال الصغيرة اليومية والكبيرة وعدم التبذير والإفراط والمحافظة على البيئة من التلوث ،، والأهم قبل المهم التعليم الجيد والتركيز بشفافية وصدق في الإدارة الجيدة ،، فكل شىء ناجح يرجع للإدارة السليمة وثقة العاملين في الإدارة ،، فهي الأساس للنجاح لأي مجتمع حتى ننهض ونتقدم ،، إذا أردنا النجاح والفوز في المسيرة ،،والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
2012/5/22م
No comments:
Post a Comment