Thursday, May 3, 2012

قصصنا الحاضرة 33 ـ الطاقة البديلة

                                           بسم الله الرحمن الرحيم  

                                                الطاقة البديلة


                حبانا الله عز وجل بنعم كبيرة وثروات رهيبة بالوطن ممكن إستغلالها الإستغلال الجيد في بناء ليبيا الغد حتى يسعد الجميع من أبناء الشعب ،، لو حكمنا العقل وتعاملنا بحكمة وذكاء مع الجميع من البشر ضمن السلام والأمن والأمان بدون تفرقة لأي إنسان حي يرزق بدون مغالاة ولا تطرف أعمى يغذى من أطراف عديدة ضمن خطط محبوكة من القوى الخفية العالمية والمحلية حتى لا نتقدم وننهض ونصبح ندور طوال الوقت في متاهات بدون مخارج حتى يضيع الوقت علينا ونستنفذ جهدنا وثرواتنا في مسائل ثانوية لا تغني ولا تسمن من جوع ،، حيث نحن شعب عواطف نثور بسرعة  من خطط مدروسة دراسات جيدة من عقول أساطين الشر والشرور ،، لا نهدئ ونحكم العقل والضمير في الأصلح ...
الدليل على ذلك ، مرت إلى الآن 6 أشهر على النصر والفرحة الكبيرة ،، ولم يقدم متهم واحد من رموز النظام السابق إلى العدالة ،، ويحاكم في العلن بما يرضي الله عز وجل ،، بالحق ويتم البث في القنوات المرئية حتى يشاهده الجميع ويعرفون ويتأكدون أن العقاب والقصاص الرادع سوف ينال كل من أجرم في حق الوطن حتى يخافون ولا يعتبرون الأمر تهاون نتيجة ضعف ،،، ويثبت أولاة الأمر أنهم أقوياء وليسوا ضعاف النفوس كما يدور في الساحة الآن من أقاويل وشائعات مغرضة ،، ضد المجلس الإنتقالي والحكومة المؤقته الذين يتعثران غير قادرين على مسك الزمام حيث كان الله عز وجل في العون ،، حيث الحكم الآن في ليبيا محرقة كبيرة ،، صراعات كثيرة وكبيرة من مختلف الأطراف على من يتولى السلطة في الوطن بعد نجاح الثورة المجيدة 17 فبراير والنصر ...
كما قلت لدينا ثروات رهيبة لم تستغل بعد ! للأسف لدينا النوابغ من العلماء ولكن ضمن العهد السابق لم تتاح لهم الفرص لتبوأ المراكز الصحيحة  ،، حيث معظم المسؤولين وحتى البعض من النوابغ مسيرون ضمن مخطط كبير ، الحفاظ على الطاغية والنظام ، يعملون كموظفين عبارة عن مناظر هشة تلمع ،، أسماء رنانة بدون نفع ليس لديهم أي قرار ،، بل التنفيذ فقط لأوامر وتعليمات الطاغية وأولاده وحواشيه ،، البعض من هؤلاء يركزون على السرقة والعمولات الضخمة ولا يهمهم مصلحة الوطن  والتأكد من الدراسات بدقة قبل البدء وبالأخص في المشاريع الكبيرة الإستراتيجية التي تنشأ مرة واحدة بعد عقود ...
لدينا أدلة كثيرة ، أحتاج إلى صفحات بل مجلدات لكتابتها ،، أحببت أن أذكر البعض لأعطى الصورة عن الإهمال والتسيب والسرقات  والجهل لمدراء ذوي مناصب عالية يتشدوقون بحصولهم على الشهادات العليا  وهم لا يفقهون العمل الجيد الصادق ،، ولا إختيار المكان الأصلح لقيام المشروع الإقتصادي ،، بل الإختيار عشوائي نظير أهواء أشخاص كما قلت لا يفهمون الخطأ من الصح  ،،،بل الظروف والجهوية والعصبية هي التي أتت بهم إلى المركز حيث عاثوا الفساد والإفساد وعشرات الأشياء التي حدثت بالسابق مما ضاعت عشرات الملايين بل المئات هباءا منثورا للأسف ! 
أثناء سنوات الحكم الأسود للعهد السابق ،، معظم المشاريع الصناعية كانت مواقعها بدون تخطيط ودراسات جيدة ،، لم يأخذوا في الإعتبار أمورا كثيرة ،، أهمها التلوث للبيئة من الدخان والرماد أو الغبار ،، أو بقايا الفضلات حيث المشاريع معظمها على الطرق الرئيسية قرب المدن والقرى الآهلة بالسكان حتى تشاهد من المارين المسافرين الليبين والأجانب كدعاية وتمثيلية عن إنجازات الثورة الفاسدة ،، مسرحية  كبيرة كسب البعض الخونة السارقون لإقتصاد الوطن منها مئات الملايين من الدولارات كعمولات ،، والأسماء معروفة ،، ويوما ما عندما يستقر الوضع في دولتنا الجديدة بالعدل والحق سوف تلاحق ولن نتركها تسعد بأموال المجتمع المسروقة والتي ليس لهم الحق فيها تحت أي بند ،، ومعظم أبناء الشعب فقراء بالكاد يعيشون على الفتات من الرواتب ، أليست بمأساة ؟؟
إن القلب يدمى عندما يشاهد المواطن الفاهم للأمور المآسى الكثيرة والهدر للأموال الطائلة في جيوب السماسرة التي كان بالإمكان توجيهها للعمل المتقن الذي يبقى ويستمر على طول الأيام لإسعاد الأجيال القادمة ،، وليبيا تنهض ،، تصبح منارة مشعة يشار لها بالبنان أنها إجتازت التخلف وبدأت تزاحم الآخرين بالعلم والمعرفة ،،
مشاريع كبيرة مثل مصانع الإسمنت ذات الغبار المتواصل إلى عنان السماء مثل السحاب وتهبط على المناطق الزراعية وتلوثها بالغبار الساخن وتتلفها ولا من يتساءل لوقف التلوث ،، و مثال ذلك المصانع الموجودة في  الخمس وبنغازي ودرنة وغيرها في ضواحي هذه المدن ،، المساوىء على مدى الوقت  أكثر من النفع حيث الأمراض تنتشر بسبب  الغبار الملتهب المتصاعد من  المداخن وندفع بعد ذلك الملايين للعلاج بالداخل والخارج . سبب أخر للمشاكل والأمراض هم  تجار الموت الساعين  للقضاء على الشعب على مراحل أو جعله ضعيف البدن والصحة ، عليلاً نظير تخطيط رهيب من القوى الخفية على المدى البعيد ،، ومهندسونا وأصحاب القرار والمدراء ينفذون بدون أسئلة وعلم طالما يقبضون عمولات الحرام ! 



 مصنع الفتائح للإسمنت بمدينة درنة 
إنتشرت الأمراض الآن بسبب الرماد الذي ينفثه مصنع الإسمنت في قرية مرتوبة قرب مدينة درنة ،، والبعض من السكان رجال الأعمال فرحون بقبض الملايين من الدينارات الشهرية نظير التحكم ورفع الأسعار والإتاوات القاسية على الزبائن المشترين المبالغ فيها بطرق وحيل خفية يعجز الشيطان عن إتيانها ،، ونسوا وتناسوا آلام الآلاف من السكان الذين يعانون  الأمراض و الأدران الخبيثة ،، مرض السرطان المنتشر وسط الجميع نظير عدم الإهتمام ،،يشترون بفرح وسعادة المرض لقاء القبض للمال الحرام الملوث في نظري بالدم الصرخات والآهات ،، ونسوا ما قيمة المال ،، والمرء غير سعيد يتألم في بدنه أو من مشاهدة الأطفال الأبرياء وهم يعانون المرض المستعصي الذي ليس له علاج إلا الموت ،، ولديه الملايين ،، أليست بمأساة وأمر يؤسف له ،، نظير الجهل والتخلف ؟؟
المشكلة الثانية محطة توليد الكهرباء وتحلية المياه ذات الضغط العالي في مدينة درنة ،، المجرم هو من إختار المكان المتواجد حالياً بالمنطقة الغربية للمدينة حيث لم تدرس مسألة هبوب الرياح دراسة جيدة خاصة و أنها   تهب  معظم الوقت من الغرب إلى الشرق ،، حيث يصعد  رماد الدخان الأسود من المداخن العالية  لطبقات الجو العالية ويهبط على الأحياء السكنية القريبة ،، حي السلام ،، وحي باب شيحة الغربي والشرقي المكتظة بالسكان ،، لا إهتمام بالبيئة ولا بصحة البشر لأن المهندسين الذين إختاروا الموقع كان همهم توقيع العقود وقبض العمولات ولا يهم مرض البشر الذين معظمهم يعاني الآن من الأورام السرطانية وكأنها بقصد مبيت! 
إقامة المحطة البخارية على الطريق الساحلي بمدخل المدينة جريمة لا تغتفر حيث سورها الجنوبي على طول الطريق العام السريع ،، لم يراع حركة المرور السريعة ولا الحوادث التي كل فترة تفجع البعض بفقد مواطن عزيز ،، لم يراع تلوث البحر الجميل من فضلات السفن التي تأتي دوريا شهريا ،، لتفريغ كميات المازوت للخزانات ،، لم تراع السلامة والأمن الصناعي حيث ممكن حصول أي شىء من مخربين ،، حيث الطريق عامة ولا يستطيعون غلقها طوال الوقت ،، التسرب سهل مهما حاولوا من حمايات وحراس ،، أليست بمأساة ؟؟
إن مدينة درنة منكوبة من الطوق عليها إبتداءا من مصنع الإسمنت بالفتائح بالشرق ،، والمحطة البخارية لتحلية المياه وتوليد الكهرباء بالغرب ،، ومآسى كثيرة بلا عدد ،، وكل مدينة وقرية في ليبيا تعاني مآسى كثيرة  من تلوث البيئة بحاجة إلى حلول سريعة جذرية ،، وقبضة حديدية ،، وعقاب صارم قاسي لكل من يتهاون ويتجاوز حيث الأمر يهم الجميع وليس فردا واحدا أو مجموعة معينة ...
القمامة في كل مكان بالوطن تلال وأكوام في جميع الأماكن والطرق ولا من مهتم للأسف ،، والدليل الجهل لدى المواطن ،، الذي يتشدق بالفهم والعلم ويعرف أن ترك القمامة بالشوارع بدون إهتمام عبارة عن أمراض قاتلة سوف تصيب الجميع بالوهن والضعف ،، ومازال غير مبالي ويرمي  قمامته بالشارع ،، أو على جوانب الطرق السريعة ،، المهم خارج بيته وسكنه ومحل عمله فقط ،، ونسى أن البكتيريا تنتشر في الجو المحيط ،، ليس لها حدود ولا حواجز تصيب الجميع بالأمراض المستعصية القاتلة ،،، وعندها لا نستطيع أن نفكر التفكير الجيد وننهض من الكبوة والجهل ،، حتى نعرف ونتعلم أبسط الأشياء ،، كيف نحافظ على البيئة النظيفة ،، وعندها في نظري نكون وصلنا بوضع أول خطوة  على الطريق الصحيح للنهوض والتقدم ...
لدينا في ليبيا الوطن مشاكل عديدة بحاجة إلى حلول ولكن الأهم قبل المهم ،، نحتاج إلى رجال صادقين مع الله عز وجل والنفس ،، يحبون الوطن وخدمة الشعب بالحق ،، بدون تمييز ضمن العدل والمساواة ،، وهؤلاء الرجال قلة ،، ولكن مع الوقت سوف يظهرون على السطح إذا أتيحت لهم الفرص من الغوغاء الطحالب...
حبانا الله عز وجل بثروات رهيبة ،، لا نعرف كيف نستغلها الإستغلال الصحيح والإستثمار الجيد ،، الذي من المفروض البدأ به من الآن حتى نكون سباقين في المضمار ،، وهو إستغلال الطاقة الشمسية ( السولار ) صناعة المستقبل حيث يوما سوف ينتهي الغاز والنفط ،، وجميع المحطات البخارية سوف تتوقف ،، ولدينا دليل بسيط جداً ،، أُثناء الثورة المجيدة عانت المدن الساحلية والمناطق التي حولها الويل من إنقطاع الكهرباء حيث البواخر توقفت عن التزويد بالمازوت نظير الحرب والمنع من الدخول للمناطق المحظورة ،، من الحلفاء والقرب من الشاطىء ،، ولو إستمرت الثورة والحرب سنيين عديدة لكنا عانينا الويل ...
نستطيع بالعلم وإلأستفادة من علماء الدول المتقدمة وخبراؤها المشاركة وبناء الطاقة البديلة بإستغلال الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه العذبة التي نحتاجها وفي مسيس الحاجة لها مع الأيام حيث الشعب يزداد في العدد ،، ونحتاج إلى مساحات ضخمة وإستصلاح الأراضي للزراعة ومد الخطوط إلى أوروبا وتزويدها بالطاقة النظيفة ،، وبالتالي نكون ضربنا عدة عصافير بحجر واحد ،، أولا كسبنا الطاقة النظيفة في وطننا ليبيا وحافظنا على البيئة ،، ولدينا دخل كبير ثابت من البيع للخارج ! 
العهد السابق كان التركيز على الأمن والإرهاب ،،القتل والإغتيال ،، شراء الذمم والفساد ،، الصرف على العاهرات ،، وعمل الموبقات ،، التكديس للسلاح البالي ،، ونحن الآن نطلب من أولاة الأمر الجدد أن يقلبوا صفحات الماضي السوداء ،، وفتح صفحات جديدة بيضاء بالعلم والفهم ،، بالأمن والأمان ،، بمد اليد بالسلام لجميع البشر ،، وأن تدار ليبيا مستقبلا بعقلية تجار ،، حرية التجارة من غير أي قيود مستعصية ،، لا ضرائب ورسوم جمركية عالية حتى لا يكون فيها أي نوع من أنواع التحايل والفساد للبعض من عديمي الضمائر نظير مراكزهم الحساسة ،، الأخذ والعطاء والربح الشريف هو الأساس حتى تزداد الحركة التجارية و يسعد الجميع ،، وبالأخص نحن الباب الرئيسي لعدة دول مغلقة بقارة أفريقيا التي ليست لها حدود بحرية ...
إن هذه التساؤلات نقطة من بحر ،، إذا أردنا النهوض والتقدم ،، أهم شيء هو البيئة النظيفة ،، صحة الإنسان المواطن هي الأساس فبدون صحة لا نستطيع أن نفكر ولا نستطيع أن نبدع ،، لا نريد ولا نرغب أي نوع من أنواع التطرف والمغالاة حتى نصبح ندور في حلقات الوهم والقيل والقال بدون فائدة ونتأخر في الوقت ونصبح جهلة بآخر الطابور ،، والله الموفق .

                                                             رجب المبروك زعطوط

                                                                  2012/5/3 م   

No comments:

Post a Comment