Monday, May 21, 2012

الوعود والخداع

                                         بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                             الوعود والخداع

 
                   الحياة بالنسبة  للمسلم التقي عبارة عن عبادة للخالق الواحد الأحد وعمل جاد شريف بالحلال  ،، جهاد وكفاح من أجل العيش بشرف ،، سراب وأوهام وأحلام للكثيرين من البشر الطحالب  الذين يحاولون الوصول بأي ثمن مهما كان شريراً ،،، ليست لهم معايير يتوقفون عندها ،، ولا ذمم  ،، يخلطون الحرام مع الحلال يأكلون السحت عن قناعة ،،، يقدمونه إلى عائلاتهم وأولادهم ببساطة ،، همهم الإثراء وجني المال ،، يعتبرون رزق الدولة حلال من حقهم الحصول عليه ونسوا أنه رزق المجتمع رزق الجميع من أبناء الشعب ،،، نسوا الله عز وجل فأنساهم أنفسهم سلط عليهم الشيطان الرجيم  القذافي 4 عقود ونيف ،، وهم يتخبطون في الرجس المس والفوضى ،، الإرهاب والدم ،، حتى زاد الشر والرجس والتعامل مع السحرة عن الحد ،، في وطن لا يتعدى سكانه عن 7 ملايين به المليون حافظ وقارىء للقرآن الكريم ،، عندها  آن الأوان وأزيل الطاغية من على كاهل الجميع بالثورة المباركة ،، بهمة الشباب الرجال الصامدين الثوار من جميع أنحاء الوطن ...
لكن للأسف الآن القصة تتكرر من جديد مثل العهد السابق عهد الطاغية في غياب القانون والضبط والربط ،، وعدم الحساب والتشهير والعقاب ،،، الأموال تذوب في غير طاعة الله تعالى ،، بسرعة للطحالب التي ظهرت وقفزت على السلطة أو بالحواشي يغلقون الطرق  والمنافذ أمام الأحرار بأساليب النفاق و الدس والخبث ،، والسؤال البسيط أين كان هؤلاء وقت الثورة؟؟  وقت الحرب والصدام ،، وقت النزال والمعارك والجهاد والتضحية بالشهداء ونزيف دماء الجرحى والمعاقين من أجل حرية الوطن والمواطن! والآن بالمقدمة وأسياد القرار أو لهم رأي ومشورة ،، والمصلحة لهم أولاً ،، أليس بشيء مؤسف ومأساة؟؟
إن سعيد الحظ من يتقي الله عز وجل ،، ويعرف أن الحياة زائلة مهما طالت لها موت ونهاية يعمل لآخرته بطاعة الخالق ،، كما يعمل بجد وجهد لدنياه بحيث يعيش حرا رافعا الرأس كريما ،، ضمن الأخلاق والقيم الإسلامية ،،،  لنا كعرب مسلمون ،، مهما وصل الإنسان إلى القمة فالنهاية هي الهبوط ،، والسعداء هم من عملوا الخير وخلفوا ذكرى عاطرة يذكرون بها عبر التاريخ من الأجيال القادمة ! 
 أما الطغاة الأشرار ،،السقوط للهاوية والنهاية الأليمة ،، والدلائل كثيرة لكثير من الطغاة  وصلوا للقمم والسلطة والجاه ،، نظير الغرور والتكبر حادوا عن الطريق السوي و ساموا شعوبهم الويل ،،، والنهاية السقوط والموت كما حدث لعقيدنا القذافي المقبور الذي الآن شبه نسيناه في فترة وجيزة لا تتعدى 7 شهور ،، نسينا ذكراه ،، كأنه لم يحكم وطننا ليبيا 4 عقود ونيف ،، كم صال وجال يتيه في أزيائه الإفريقية مثل الطاووس ( الشيطان الرجيم ) ،، تكال له اللعنات والنعوت البذيئة عندما يذكر إسمه عفويا في أي مجمع أو لقاء ومناسبات ،، فقد وصل الحال من الإرهاب والضغوط على الشعب حتى إعتقد الكثيرون من العامة البسطاء السذج  عندما تفاقم الحال سوءا ووصلوا إلى قمة الإحباط واليأس أنه باق إلى ماشاء الله عز وجل ولن ينتهي ويخرج من الحكم إلا بوفاة طبيعية بحكم الطبيعة وعوامل السن وكبر العمر ،، نسوا وتناسوا أن كل إنسان بشر حي له يوم  يموت فيه مها طال العمر ،، لأنهم ضعاف الإيمان جهلاء ،،، نسوا الله الخالق المسير للكون حسب مايشاء ويحب ...
عندما شاء القدر ،، أخرجوه من عبارة بالطريق مختبئا بها خائفا من الثوار مثل الجرذ المرتعد بعد أن كان يتوعد ويهدد بالسابق أثناء بداية الثورة المجيدة والحرب الشرسة  الدموية متحديا الجميع من أبناء الشعب بصلف وعنجهية كاذبة مزيفة ،،، نعتنا المجنون بأحط النعوت والسباب وأننا جرذان  ،، يعتقد أن ليبيا مزرعته الخاصة يفعل فيها ما يشاء ،،، ليس لنا الحق بالحياة في وطننا أحرارا ! 
 لم يمر على نهايته غير 7 أشهر حتى الآن ،، فيها زال الهم والغم عن كاهل الوطن ،، عم الخير على الجميع هطلت الأمطار بغزارة ،، لتغسل رجس الشياطين من الإنس والجان ،،، إلى الأبد بإذن الله تعالى ،، تنفس الشعب الصعداء وبدأت المرحلة الثانية الصعبة بمراحل كثيرة عن السابق ،، المرحلة الأولى الخلاص من النظام الإرهابي ،، جميع أبناء الوطن الأحرار إتحدوا على قرار واحد ،، الخلاص من الطاغية المتسلط ،، وأن عاصمة ليبيا الموحدة طرابلس  الأبية ،،، مهما كلف الأمر من تضحيات ،، شهداء جرحى ودم ،، والحمد لله عز وجل ساندنا المولى ونجحنا وفزنا ،، والنصر من عند الرب الكريم ،،
هذا النصر المبين الساطع نريد أن نستثمره للخير ،، نريد التقدم والنهوض ضمن دعائم سليمة ضمن دراسات جيدة ومخططات مدروسة ،، نريد الخير للمواطن الليبي بحيث يرفع رأسه ويعيش أيام حياته حرا كريما ،، نريد الوصول ،، ولكن في نظري جميعها أماني ووعود لن تتحقق إن لم نشمر عن سواعدنا ،، إن لم نتصالح في مصالحات وطنية حقيقية من القلب وليست رياءا وخداعا ،، أن نعيش الواقع المرير ،، ونعرف مواطن المرض ونعرف كيف نعالج حتى يزول الألم ،، فنحن الآن نمر بأصعب الأوقات ،، حيث الجميع يريدون القفز والوصول لمقاعد الحكم والثراء في أسرع وقت ...
الكثيرون من الطحالب فرسان الكلام وبث الشائعات المغرضة بقصد وبدون قصد ،، يتشدقون بمصلحة الوطن ،، يرتدون أقنعة زائفة غير حقيقية ،، عبارة عن تغطيات لما يعتمل بالنفوس وذر الرماد في أعين البسطاء حتى يمررون كثيراً من الأمور لمصالحهم الخاصة ،، حتى يصلوا لسدة الحكم والقرار ،، وعندها سوف يحيدون عن المسار ،، نحن بحاجة إلى جرأة وعزم ،، بحاجة إلى تطهير قوي بالحق والضمير لجميع أزلام النظام ضمن العدل والقانون ،، ضروري من المساواة والعدل بين الجميع ،، وإعطاء الأولويات للمواطن البسيط بأن يتقدم ويتحصل على العقود والمشاريع ،، أو مشاركة مع الآخرين التماسيح الأجانب حتى يتعلم ويثرى ويصبح من أصحاب الثراء ،،غني ذو مال ورأسمال في العلن ،، حتى يصمد أمام أي إغراء مستقبلاً من العملاء ولا يبيع نفسه ووطنه لقاء الإحتياج ...
إن أمورا كثيرة تحدث الآن فنحن في فترة مخاض قوي ،، إن لم نحسن الإستغلال ونعرف كيف نقود السفينة في البحر الهائج ذو الأمواج والرياح العاصفة ،، سوف نغرق وعندها لن نلوم إلا أنفسنا ،، لأننا لسنا في مستوى المسؤوليات الضخمة التي على عاتقنا ،، تتطلب من الأحرار الشرفاء الشفافية والنزاهة والإلتزام والضرب بيد من حديد على كل من يحاول المساس بخيراتنا وبيع وطننا إلى الغير مثل الكثيرين من الغير السابقين المسؤولين لقاء عمولات ومزايا ضخمة ،، مثل شريط حاسي مسعود للجزائر ،،  أو ضغوط دولية مثل قسم كبير من الساحل الشمالي لمصر ،، و شريط أوزو لتشاد ،، والجرف القاري لتونس ،، وطننا ليبيا يجزأ قطعة قطعة مع الوقت ،، وشعبنا يعيش في الوهم والأحلام ،، يتناحر البعض مع البعض على فتات ضمن أجندات للقوى الخفية ليست من واقعنا الأصيل ولا لتراثنا حتى نرتمي في أحضانها نظير عمالات ومصالح للبعض من المتطرفين ...
إن ليبيا بكبر مساحتها وموقعها الإستراتيجي و بثرائها الغير عادي من الكنوز المدفونة في باطن الأرض من نفط وأشياءا أخرى لم تكتشف بعد  ... بجمالها لمشاريع السياحة البكر التي لم تستهلك بعد ... بقلة شعبها ،، بعزم وصلابة شبابها رجالها نساؤها ،،، عملاق نائم ضمن دول العالم الثالث ،، جوهرة و ماسة عليها غبار 4 عقود من الفساد والإرهاب ،، تحتاج إلى دعك وتنظيف حتى تشع بالبريق وتسطع بالنور على الجميع ،، أهمها الخير لأبنائها الذين يحتاجون لجميع الأشياء ،، جوعى للحرية في حدود العدل والمساواة وليس كما يحدث الآن التخبط والفوضى ،، جوعى للنظام والتقدم ،، جوعى إلى التسيس والعلم وبناء الإنسان صحيا وذهنيا ضمن معايير العصر الحاضر حتى يستطيع أن يجابه الآخرين بالمنطق السليم والحوارالهادف للمصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة ...
إن ضعاف النفوس كثيرون نظير التسيب والتخبط و الفوضى والنهب ،، ولكن بالعلم والتوجيه والحزم سوف نجتاز الأزمات على ذوي العقول الفارغة التي تنظر لمصالحها الخاصة والجهوية أولاً حتى تتكاثر مثل البكتريا وتخدع البسطاء بالكلام المنمق ،، نريد أن نقول لهولاء،،،  الثورة إنتصرت ونجحت ،، ولن تتاح الفرص للطحالب بأن ترتقي السلم وتصبح من أصحاب القراروتحكم ،، ونحن الثوار الجنود الحقيقيون ساعة النداء والنجدة نهمش ونصبح في آخر الطابور وراء الستار ،، أليس بشيء محزن ومؤسف ؟ أليست بمأساة تتكرر؟
إننا الآن في مخاض كبير  ومستنقع رهيب وإن لم نحسن الإختيار ،، ونضع الرجال الصادقين في الأماكن المناسبة ذات القرار للمصلحة العامة ضمن القيم والأخلاق الحميدة ،، ضمن ديننا الهادي للنور ،، ضمن السلام والإحترام للآخرين من جميع البشر ،، ونبذ التطرف والإرهاب ،، نبذ العصبيات الجاهلة ،، نبذ عشرات الأشياء الخاطئة سوف نغرق في مستنقع الرمال المتحركة ونغوص شيئا فشيئا حتى الموت والنهاية ،، أليست بمصيبة بل مصائب؟؟ ونحن لدينا جميع الإمكانيات والعقول والثروة بدون حساب ،، ونترك الأوباش الطحالب يبيعوننا في سوق النخاسة بأرخص وأتفه الأثمان ،، أليس لنا عقول؟؟ حتى نقرر ونحن جنود مثاليون مجهولون في الخفاء ووراء الستار ،، نحب ليبيا من أعماق النفس حتى النخاع ...
خرجت قوائم باسماء المطلوبين للعدالة ووضعت أموال الأسماء فيها تحت الحراسة ،، ومعظمهم متوفون أو داخل ليبيا بالسجون والقلائل هم داخل ليبيا في بيوتهم مرفهون تحت الإقامة الجبرية والمفروض أن يكونوا بالسجون حتى يذوقو الهوان والمعاناة نتيجة أعمالهم السابقة ضد الأبرياء الذين وقعوا تحت أياديهم أيام الإنقلاب الأسود ،، أيام الزهو والتسلط والغرور ،، أما أصحاب السرقات الضخمة للأموال بعشرات الملايين فهم بالخارج يمرحون ،، وأسماؤهم لم تدخل بالقوائم حتى الآن ،، وتساؤلاتنا للمجلس الإنتقالي والحكومة هل هذه القوائم فقط؟؟  أم مازالت قوائم أخرى تحت الإعداد سوف تظهر وترى النور ،،؟؟ حتى يعرف أبناء الشعب من هم المجرمون ؟؟
لن يرتاح الشعب عن التساؤلات ،، حتى تفتح أبواب المحاكم ،، ويقدم جميع المتهمون إلى العدالة ،، وكل من تساهل وأغمض العيون وترك أحد الرموز يهرب أثناء الثورة لقاء أتاوة ومال في نظرنا مجرم ،، ضروري من أن يحاسب ويتم البت بالحق والضمير ضمن الأصول والقانون ،، وكل من ثبت الجرم عليه بالحق يعاقب بسرعة ،، حتى يرتاح الشعب ويعرف الآخرون الطحالب والطابور الخامس أنه لا لعب على الوطن ،،
 أما رموز النظام  الهاربين ورجال الأعمال السارقين الناهبين المؤيدين لهم ،، الذين سجلوا بأسمائهم أو ضمن شركاتهم العديدة ،، البلايين من الأموال والممتلكات الخاصة والشركات الوهمية لرموز النظام كتغطية ،، تحايلا حتى تمر العاصفة ... أقول لهم جميعكم معروفون بالإسم ،، مهما تواريتم ،، مهما أخذتم  من حصانات من بعض الدول ، مهما عملتم من حراسات ،، مهما غيرتم أسماؤكم وإستعملتم جوازات وهويات دول أخرى ،،  بالقانون الدولي عن طريق ( الأنتربول ) والملاحقة مع الوقت سوف تسقطون الواحد وراء الآخر ،،مهما حاولتم  من خداع ،، فالوطن ودماء الشهداء والجرحى "لها عشم "!
إن كلماتي هذه ليست من فراغ ،، بل أحاسيس نابعة من القلب والضمير أحب أن أرى وطني ليبيا في المقدمة ،، ضمن العالم الحر ،، شعبها سعيد مرتاح ،، أغنياء في النفوس والجيوب ،، يرفعون رؤوسهم لأعلى بكل أباء ،، يعيشون في سعادة وبحبوحة من غير تعصب ولا إرهاب ،، يتعايشون مع جميع البشر ضمن الأخوة والسلام ،، والله الموفق ...
 
                                                             رجب المبروك زعطوط
 
                                                                    2012/5/20م   
 

No comments:

Post a Comment