Thursday, May 17, 2012

العين الساهرة 2

                                          بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                              العين الساهرة (2)

 
                 لقد توكلنا على الله عز وجل ،،، وبدأنا وأنشأنا أول حزب في ليبيا بعد غياب طويل طوال عهدين الملكي الراحل والإنقلابي الأسود السابق ،،، الذيأعلنا ظهوره يوم 2011/4/11م   وولادة الحزب الجديد للنور والعلن  والمعارك حامية في كر وفر مع كتائب الطاغية القذافي ،،، وقتها كان النظام الفاسد يحاول بقدر جهده البقاء حيا ،، يدافع بشراسة  ضد أبناء الشعب حتى يستمر بقاؤه في سدة الحكم والتسلط  فترة أخرى ليصب جام الغضب وينتقم من الأحرار مع الوقت على التمرد والثورة الشعبية الشبابية ضد حكمه الإرهابي ،، والذي كان بالسابق لا يحسب لهم أية حسابات قوية ،، ولكن هيهات هيهات ،، فقد تعاهد جميع أبناء  الشعب الشرفاء الأحرار على إزالته من الحكم مهما كان الثمن والتضحيات بالروح والدم ،، والحمد لله عز وجل قتل الطاغية شر قتله يوم 2011/10/20م  وهو يحاول الفرار في صحراء سرت مع إبنه المعتصم وقائد جيشه أبو بكر يونس مع أولاده وبعض حوارييه المقربين الذين تم أسر بعضهم ...
كانت لحظات رهيبة وفرحة شديدة وسعادة ليس لها مثيل إنتظرها الشعب الليبي المظلوم المتضرر طوال عقود مضت مع الزمن إلى غير رجعة ،،، يتلهفون على الحدث السعيد زوال الهم والغم من على كاهل الوطن ،، تسجل بمداد من الذهب في تاريخ ليبيا ،، حيث الشباب الثوار الأشاوس غسلوا العار ،،، طهروا الوطن من رجس الشيطان الطاووس القذافي للأبد ،،، قتلوه شر قتلة وهو يتوسل آسريه العفو عنه ،، والسماح له بالعيش والحياة ولكن توسلاته لم تشفع له نظير جرائمه العديدة في حق الجميع ...
الطاغية قتل شر قتلة ساعة الزحمة وسط الفوضى والفرحة ،،، في نظري وأرجو أن أكون على حق ولست بمخطئ ،،، تم القتل السريع بإيعاز مدبر من قوى خفية حتى تكتم أسرارا كثيرة لا تظهر للملأ وفي العلن ،، تذهب مع الطاغية لظلام القبر للأبد  وألا تضيع الهيبة لكثير من الدول والحكام الذين ساندوه من أول  يوم في الإنقلاب الأسود إلى آخر لحظة ،،، بعد أن يئست من تمرده ،، شطحاته وجنونه قامت بالإيعاز بقتله شر قتلة ،، حتى ينتهي أمره وتخرس الألسنة عن الضجيج والبحث ويتم قفل الملف للأبد ...
مراسلات سرية كثيرة وأسرار رهيبة لكثير من العملاء الليبيين والأجانب  حصل عليها الثوار أثناء إجتياحهم  باب العزيزية معقل الطاغية ،، ومن كثير من إدارات الأمن والإرهاب المهجورة التي هرب أفرادها وحراسها خوفا من القتل والأسر ،، دلائل موثقة دامغة ضمن التقارير الخطية للبعض من الأزلام للنظام العملاء التي أسماؤهم معروفة للكثيرين من أبناء الشعب عن كثير من الخفايا ،، عن الإتصالات الغريبة والمريبة مع بعض الدول الغربية ،، عن طريق بعض سفراء العرب العملاء المتعاونين لصالح الطاغية ،، نظير المال الحرام وكيف الخافي من الأمور يختلف كل الإختلاف عن المعلن بحيث يضيع عقل الإنسان الباحث في المتاهات ،، هل يصدق ، أو يتغاضى ويعتبر الأمر سياسة ومصالح ؟؟
لا أريد أن يغلظ القلب على البعض من إخوتنا العرب ،، الذين في الواقع المرير هم أعداؤنا الحقيقيون يلعبون على الحبال ،، يساندون ويؤيدون في السر نظام القهر والإرهاب ، في نظرهم الطاغية القذافي كان الفريق الرابح ،، ونسوا وتناسوا قوة الشعب ومعاناته والإرهاب الأسود والحرب المعلنة على الدين الإسلامي الهادي المعتدل بمسميات مختلفة ،، حيث دم الشهداء والجرحى ،،  فضح المستور ،، فضح كل من ساهم في الشر والشرور ،، فضح العمالة والخيانات للبعض لقاء أموال حرام ومصالح ،،، ويوما سوف يصبح لها شأن وتظهر للعلن ،، وعندها يتفاجأ الكثيرون ،، أننا كنا نساند المنافقين الطحالب ،،، فالتاريخ لا يرحم !
الآن ظهرعلى السطح الوطني أكثر من مائتي حزب سواءا الذي سجل أو الذي في طور التأسيس والتسجيل ونحن كأعضاء رواد مؤسسون لأول حزب سياسى ومازال الطاغية حيا يرزق ،،، سعداء بهذا الخضم من الحراك السياسي ،، الذي مع الوقت سوف ينضج ويتعلم البسطاء كيف ينتخبون الأصلح ،، بعد تهميش ونسيان الإنتخابات الحرة على مدى 4 عقود ،، قررنا التريث والتوقف بعض الوقت ،، قررنا أن نراقب سير الأحداث حتى نعرف إلى أين المسيرة تصل ،، المهم في نظرنا خلال الوقت الحاضر عدم الدخول لمعركة الإنتخابات ،، الأمر مؤجل إلى وقت آخر حتى نستعد ... حيث لا أحدا أو جهة تستطيع المساومة والمزايدة علينا من أي طرف مهما كان …. فقد ساهمنا في الثورة بكل القوة والعنف ضد نظام الطاغية بالدعم المالي والإتصالات والسلاح وتوصيله لجبهات القتال حتى الفوز والنصر ،،
طموحاتنا السياسية صلاح وإستقرار الوطن ضمن الشورى والديمقراطية ،، حتى ينهض ويتقدم ،،، وسوف نساهم بكل طاقاتنا للمصلحة العامة وإختيار النخبة الصالحة عن طريق صناديق الإقتراع ،، وهنيئا للفائز بالأغلبية ،، المهم أن يكون ليبيا أصيلا ،، ذو جذور بالوطن معروف الأصل والفصل ،،، ونحن مع الحق والصواب الى آخر مدى ،، إلى آخر الطريق ،، وسوف نناضل بالكلمة والجهد المتاح إلى آخر الجهد ،،، لو حاد المنتخبون عن الطريق السوى حتى يستقيم الأمر ،،
الآن بالساحة  ظهرت عوائق كثيرة نتيجة عدم الفهم السياسي للكثيرين من أبناء الشعب ،، حيث  البعض لهم أجندات خطيرة على المدى البعيد في نظرنا ،، نحن لا نوافق عليها ولا نستطيع التوافق معها ،، ولا نريد الدخول في متاهات ومعارك جانبية مع أخوتنا ،، فالكاسب منا ،،، خسران ،، فهم ونحن أبناء شعب ووطن واحد ،، حيث نحن دعاة سلام وأمن وأمان ،، نؤمن بقيم ومبادىء  معينة ،، وأهداف لأحلام كبيرة بودنا أن تتحقق يوما من الأيام ونحن أحياء نرزق حتى نشاهد الوليد قد كبر وشب وأصبح قادرا على تحمل المسئوليات الضخمة تجاه الوطن  ،،،
وضعت الأهداف الجليلة للوصول لها مهما كلف الأمر من تضحيات ،، مهما وضعت عوائق من الكثيرين ،،، القوى الخفية وراء الستار ،،، والمحلية الغوغائية  التي لا تعرف الحنكة السياسية وكيفية التعامل ضمن الإحترام وسيادة الدستور والقانون بالعدل والمساواة ،، والحساب والعقاب لكل من يريد التلاعب بمصير الشعب ،، بل جميع هم هؤلاء الطحالب أشباه الرجال مركز على الإستفادة وسرقة المال الحرام ...
الجماهير الآن تموج وتهوج في نظرنا ليست لديها زعامات حقيقية قادرة على القيادة بدراية ،، عدل ومساواة وحزم  ،، ونحن قد آلينا على أنفسنا مهما طال الوقت سوف نصل لهذه الأهداف الجليلة  ،، حيث لدينا القناعات الكبيرة ضمن المبادىء السامية التي لن نحيد عنها مهما مر من وقت ،، فقد آلينا على أنفسنا الصبر والعمل والكد بجد ،، لدينا القناعات الكبيرة ومؤمنون بالقضية ،،، إن لم  نصل لها في الوقت الحاضر نظير الفوضى وعدم الإستقرار وهذا شىء طبيعي من شعب عاش 4 عقود ونيف تحت طائلة طاغ متسلط ليست له حقوق يعيش مهمش في الظل ضمن تعاليم الكتاب الأخضر التافه ومؤلفه المجنون الطاغية ،،
 يوما ما في المستقبل القريب سوف نصل ! أو تصل لها الأجيال القادمة ،، فنحن نعتبر أنفسنا ضمن الرواد الأوائل الثوار المجهولون من السبعينات ،،، فقد أطلقنا الصرخة مع غيرنا من أحرار الوطن ،، بذرنا البذرة وأنرنا الشعلة لتطرد الظلام المخيم على العقول ،، لتنير الطريق لمن يسعى ويهمه المصلحة العامة والأجيال القادمة سوف تحققها بإذن الله عز وجل ،، سواءا كنا أحياءا نرزق أم أموات ،، وهذا عهد وسوف يتحقق مع الوقت بإرادة الخالق الذي خلق ...
العمل السياسي طريقه صعب جدا ،، لا يستطيع أي إنسان المرور خلاله بسهولة كما يعتقد الكثيرون ،، والفوز والنجاح يتطلب صمودا وتصدي ،، صبرا وجهادا بالروح والدم وجميع الإمكانيات والجهد والفشل ممكن   نظير أخطاء قاتلة  أو خيانات البعض من الرفاق ،، حيث مع مرور الوقت الصعب يتساقطون الواحد وراء الآخر مثل أوراق الشجر عندما تهب عليها عواصف الخريف الباردة بقوة ،، الطريق طويلة تحتاج إلى عزم وقوة إيمان وصبر ودعم بالمال ،،، ونحن إمكانياتنا المادية  لا تسمح في الوقت الحاضر حتى نتحرك بقوة ،، لا نستطيع التحدي للبعض من الطحالب أشباه الرجال المتخذة من الوطنية والتشدق أقنعة حتى تقنع البسطاء ،،، حيث وراءهم سادتهم ،،، جهات خفية مشبوهة من الأزلام للنظام السابق تدعم بالمال الوفير ،، الذي هو مال المجتمع الليبي المسروق والمنهوب وقت الغفلة ،،
نحن نقول لهم مهما كان عندكم من مال حرام وتطلعات للقفز على السلطة بطرق قانونية مريبة ،، لن تستطيعوا الوصول فقد عرف أبناء الشعب اللعبة ،، ولن تقام مسرحية أخرى تأخذ سنينا أخرى من أعمارنا حتى نثور مرة أخرى فقد تعلمنا ،، تعلمنا أن لا يحكم أشباه الرجال الوطن ،، فأحد المبادىء من ضمن الأهداف الرئيسية الأساسية لحزب  ليبيا الجديدة ،، لا مجال تحت أي ظرف إنتخابي لمرشح  للمراكز والوظائف القيادية التنفيذية  للوطن قد خدم مع النظام السابق ، بقصد أو بدون قصد ...  وإذا إحتجنا لبعض الخبرات نظير المعرفة والتجارب يعين كمستشار لفترة مؤقته نظير أجر مجزي ...
لقد قضيت سنوات طويلة في خضم العمل السياسي ضمن المعارضة بالخارج أكثر من 32 عاما ،، وأعرف الكثير ،، وتعلمت الكثير ،، ولدي قصص كثيرة عن مدى قوة وعزم الرجال الصامدين الذين مازالوا للآن يقاومون ،، ومازلت أتعلم ،،، ولكن عرفت وفهمت أن الحرية لها ثمن باهظ ،، شهداء وجرحى ودم ،، والعمل الحزبي يتطلب فهم ومعرفة وتعامل بالمنطق والعقل ،، يحتاج إلى رواد أوائل لديهم الشجاعة الكافية وقوة الإيمان والصمود والتحدي للسير ضمن الغابة المليئة بالوحوش الكاسرة من المتسلقين والطحالب الذين يحاولون إلتهام الغير عند المرور،، والحلول مكانهم بدون عمل ولا تضحيات بل الإستغلال لمجهودات وعرق الآخرين ،، والوصول ضمن الغش والأعمال الدنيئة التي لا يرضى الشرفاء الأحرار ،، العمل بها للوصول للمقدمة ،،هؤلاء الرواد الشرفاء الأحرار سوف يكونون حراسا أوفياء لقضايا الوطن العادلة ،، ضد أي إنسان أو جهة تحاول المساس بحرية وقيم وكرامة المواطن والوطن ،، والله الموفق ،،
 
                                                                  رجب المبروك زعطوط

                                                                         2012/5/6م  

No comments:

Post a Comment