Saturday, February 28, 2015

جرائم العصر 23

 بسم الله الرحمن الرحيم
 الحلقة 3


               قيام وظهور المجموعة الإرهابية الخوارج المارقين على الساحة منذ عام 2013 م فجأة على العلن ، لم يأتي من فراغ بدون حسابات ودعم مادي قوي ومساندة وعمل سنوات تحت الارض في الخفاء حتى تكامل المخطط قبل البدء والاعلان بعمل الشر من قوى خفية وتعاليم شيطانية للتشكيك وهدم الاسلام بإشاعة الخوف والرعب في الشعوب البريئة في المنطقة العربية وتصدير الارهاب لدول أخرى وكأننا نعيش فى عصور الظلام والجاهلية منذ آلاف ومئات السنين.
                 هذه الطغمة الشريرة المنظمة المارقة عن جميع الشرائع والقوانين ، إتخذت عنوان "خالف تعرف" جعلت العالم يتحدث عنها معظم الوقت حيث تصرفاتها وأخبارها الخسيسة الإجرامية عمت جميع الأمصار نظير التشفي والانتقام المفرط المبالغ فيه والذي زاد عن  الحد وهو  يدل على الكفر والجبروت القضاء الذبح والنحر والحرق لأرواح بشرية خلقها الله تعالى عبيده ، ببرود دم وأعصاب هادئة بدون شفقة ولا ذرة رحمة ولا قانون ولا عدل غير الإفراط في القوة الغاشمة وكأنهم يلعبون في مباراة حامية للتسلية والترويح عن النفس بإيذاء الآخرين والانتقام البشع من الضحايا الذين في نظرهم يعتبرون ضالين ومرتدين بحاجة إلى تطهير بالقتل والذبح ووضع الرأس كعلامة مميزة على الجثث كتأكيد أنه تم التنفيذ ، التي مهما طال الوقت لن يوفقوا في خطواتهم الشريرة ويوما آتيا عن قريب سوف يجرعون ويشربون من نفس الكأس المميت الذي يقدمونه لضحاياهم.
                ظهرت هذه المجموعة من رحم القوى الخفية المعروفة للجميع بالكره للأديان وللإنسان ولخدمة أغراض خاصة شريرة للبعض من الدول التي خلقتها وساندتها أو باركتها بطرق ملتوية حتى تصبح دائماً بالقمة وتسيطر وتهيمن على الشعوب البريئة الغافلة بما يجري من امور خبيثة في الخفاء وتبقى أسرارا في طى الكتمان لا تتسرب ولا يعرفها ويعلم بها الا مجموعة معينة محدودة من أصحاب القرار لمزيد من الاستفادة على مر الايام .
            ظاهرة الهيمنة والسيطرة من البعض مثل هؤلاء المتزمتين القتلة بالعنف والدم جعلت الأنظار الأمنية في معظم دول العالم التي إكتوت بالنار تتجه الى البحث في لب الاساس بصبر وتأني محاولين هتك الأسرار والفهم والمعرفة حتى يصلون للحقيقة بالمتابعة والمراجعة ووضع المعلومات مع بعضها البعض وتجميعها حتى تكتمل الصورة مثل لعبة "البزل" لتركيب القطع الصغيرة الواحدة مع الأخرى حتى تكتمل الصورة وتظهر واضحة للعيان .
               ومع الوقت والصبر والمتابعة من خلال قراءة الكتب وسماع التصريحات من المسؤولين وغيرهم في اللقاءات ومشاهدة الصور في القنوات المرئية ومراجعات العديد من البرامج في الشبكة العنكبوتية بالنت والمتابعة المتأنية حتى تكتمل الصورة يوما وتظهر كقنبلة مدوية فى الاعلام تفضح الاسرار للبعض من المسؤولين المتورطين في إشاعة الأجرام.
               ظهرت هذه الشرذمة الباغية لخدمة أغراض عديدة في آن واحد ضمن عدة وجوه حتى يحتار المتابعون ولا يصلون للحقيقة المرة الا القلائل من الأفذاذ الباحثين والغطاء الرئيسي ادعاء دين وعقيدة الاسلام وطلب التجديد والاصلاح بالارهاب مما يتم التشكيك لدى الكثيرين الراغبين للهداية في الدين والغرض الرئيسي هدم الاسلام لدى النفوس الضعيفة حتى لايؤمنوا بتعاليمه وشرائعه الإلاهية التي تشرح جميع الأسئلة المستعصية المادية والروحية عن الفهم دنيا وآخرة للذين يرغبون في اعتناقه عن قناعة كما يحدث الآن.
             ظهر التنظيم الارهابي ضمن مخطط كبير حيث التاريخ يعيد  نفسه مرة اخرى على السطح إمتدادا وإحياءا لمنظمة الحشاشين وزعيمها حسن الصباح وقلعة الموت فى منطقة بحر قزوين "فى دولة فارس ايران حاليا" والجنة المزعومة للمريدين كجائزة ومكافئات لمن يقتل المختارين من سلاطين وحكام زعماء وقادة وعلماء دين في الخفاء والسر  حتى تتعثر الامة الاسلامية عن النهوض والتقدم.
                  تم الاتفاق عليها مسبقا من عمالقة قوى الشر الموجودة حاليا في أوساطنا فى الخفاء ووراء الستار بدون ان نعرف من زعماؤها و قادتها الحقيقيين غير الظن والتخمين حتى تستمر اللعبة في أوجها ولا تتوقف ، ولا يرتاح الضحايا من الشعوب الضعيفة حتى لا يبدعوا بل يصبحون في رعب وجدل ، لا يؤدي إلى نتائج غير الإعاقة والتأخير في الانتاج والتقدم نظير تركيز الاهتمام على البحث على وسائل لصد العدو المجهول .
                  حرب الارهاب الزائف المزعوم المبرمج والممول من أساتذة الشر ، والتوجيه للغافلين من اصحاب القرار في دول العالم الثالث للسير في المسارات والطرق المرتبة لهم بالعلم او بدون علم لخدمة الاغراض المستترة حيث كل يوم يأتى ويظهر الجديد على الساحة منذ خلق الامم المتحدة في القرن العشرين كتغطية للعمالقة بإستغلالها في امور ظاهرها حسنا وباطنها سموم متى يريدون ويرغبون تركيع الرؤساء والحكام الرافضين.
                 العالم يعيش في هرج ومرج بدون الوصول إلى حلول تشرف يرضى عنها الجميع نظير الاخطاء التي ارتكبت بحق الكثيرين نظير  خلق العديد من الدول الجديدة من لا شئ من عدم ، التغييرات في الحدود والمسارات المتعارف عليها بالسابق وفصل وطرد بعض الشعوب من اراضيها ، مما أدى إلى سقوط امبراطوريات سادت يوما وبادت الآن وإنتهت إلى غير رجعة ، وعروش ملوك ضاعت هباءا بخلق التمرد والانقلابات العسكرية ، ورؤساء جمهوريات بعد العز والصولجان والسطوة بالثورات الشعبية. البعض منهم تم قتله والانتقام منه بعنف ، والبعض هربوا من المصير الاسود خوفا من انتقام شعوبهم ، والبعض قدموا للمحاكمات أذلة مهانين والبعض مازال يعاني البلاء التمرد والثورة صامدا ضد إرادة الجماهير .
                 والدورة تدور إلى ماشاء الله تعالى لها بالدوران  وكل يوم يظهر التفنن والجديد في اعمال القتل بطرق شنيعة شيطانية غير مألوفة من قبل لمتابعي الاحداث وستخرج الكثير من القصص الحزينة والمآسي مع مرور الوقت والزمن ، إلى ان يتم تعديل كثير من الأسس الدولية السابقة والتجديد لمراحل أخرى حسب العصر والقضاء على الشوائب والطفرات المصنعة التي تسبح في التيار لفترة معينة حتى ينتهي دورها وتنتهي وتتلاشى من الوجود امثال الخوارج وغيرها حيث عجلة الحياة لا تتوقف حتى يشاء الله تعالى النهاية.
             والتساؤلات العديدة هل سوف ترجع الحالة مثل السابق ؟ الهدوء والاطمئنان والعيش في سلام ؟ والرد الصائب يقول أشك فى ذلك .... لا ثم لا حيث حسب المثل الذى يقول " عقارب الساعة لا ترجع للوراء " او المثل الشعبي الليبي " التي تتبدد على الارض لا ترجع " لقد شاء القدر لحكم وأمور غيبية نحن البشر لا نعرفها ولا نعلم بها ونصل إلى هذه الحالة الصعبة من الهرج والمرج الذى كل يوم الدماء تسفك ببساطة والخراب والدمار من غير توقف والعالم واقفا مشدوها يتفرج على المسرحية اللعينة التي تدار وتقدم بدون التعاون معا يدا واحدة والصد حتى لا يستفحل الضرر .
             هؤلاء المتزمتين الدواعش ليسوا بإمارة إسلامية ولا يمتون للإسلام بأي صلة نظير القتل والنحر والحرق للأبرياء والتفجير الجماعي سواءا بالسيارات االمفخخة او بالإنتحاريين مخلفين عشرات الضحايا قتلى وجرحى والدمار والخراب للمباني والآثار النفسية التي تتبعها لدى الآخرين وبالأخص الاطفال بدون وجه حق ولا عدل ولا وازع ضمير يمنعهم من إتيان الشر .
                  الشر قادم ينتشر بسرعة كالمرض السرطاني المعدي للجميع بحاجة للعلاج والبتر ،اردنا برغبتنا أم لا نريد .... فلماذا الخوف وعدم الرفض والتصدي للشر قبل ان يستفحل ويزيد الضرر والأمر والحياة والموت بيد الله عز وجل الذي لا يرضى الفساد ولا الإفساد في الحرث والنسل وبالأخص القتل النحر والذبح والحرق في غير طاعته وبدون اى وجه حق كان.
                 حيث هؤلاء مصيبة ولعنة حطت على رؤوسنا ... فتنة وبلاء ومهما طال الوقت لهم يوما ينتهون بسهولة كما أتوا وظهروا على السطح ، فهم عبارة عن فقاقيع هواء ساخن نتيجة الطبخ والغليان سوف تزول وتتلاشى من على كاهل وخريطة العالم العربي في فترة وجيزة بسيطة بإذن الله تعالى ، تحتاج إلى صمود وتصدي وعدم الإذعان والتسليم بالامر، والمتابعة بقوة حتى يتم النصر والخلاص.
               منذ ايام قليلة حدثت مأساة شنيعة في بلدة القبة القريبة من مدينة درنة حوالي خمسون كم إلى الغرب حيث تم الدمار من تفجير عدة سيارات مفخخة بالديناميت في ثلاثة مواقع وتجمعات في نفس الوقت مما خلفت ضحايا خمسة وأربعون ضحية موتى والبعض ينازع الموت في الرمق الاخير طالبا الحياة والكثيرون جرحى بدون عدد.
                  الصدمة كانت قوية جداً وبالأخص في بلدة مثل " القبة " قليلة عدد السكان التي لم تشهد مصائب وويلات الحرب والغدر من قبل غير سماع الأنباء من بعد ومشاهدة الصور الفظيعة للجرائم والاحداث في الاعلام ...
              اهلها وساكنوها جميعهم يعرفون بعضهم البعض اولاد عمومة وأنساب ذوي مصاهرات وصلات قرابة ودم ومن الصعب الدخول ببساطة وسهولة والمرور عبر مفترق الطرق لها للغريب من غير أهلها حيث عليها حراسات مشددة من أبنائها لا تسمح لأي احد الا بعد التفتيش والتأكد من الخلو من الاسلحة والمتفجرات ويدخل هؤلاء القتلة ببساطة مما يدل على الاختراق الأمني السهل نتيجة المعرفة والثقة.
                  انها عملية شائنة وجريمة شنيعة بجميع الصور حيث يتم القتل للأبرياء بتعمد وسابق اصرار ... والمؤسف له قيادة الدواعش تتبجح بتحمل المسؤولية وينشرون البيانات في النت والشبكات العنكبوتية اسماء القتلة المزورة بأنهم شهداء الواجب زيادة في إظهار القوة للتخويف وزيادة الرعب في اوساط المنطقة بأنه لا تسامح مع اي انسان يتحداهم وضدهم في الاعمال القذرة القتل والدم ، غير مواليا لهم ، حتى يخافون ويستسلمون.

                 وفى نفس الوقت غرس الفتنة والأحقاد على مدينة درنة نظير العمل الوحشي ودرنة طاهرة وبريئة من هذا الحدث الاجرامي يكفيها شرورا الذى يحدث فيها .... حيث الدراونة الاصليين الحقيقيين لا يرضون بالظلم ولا يقومون بمثل هذه الاعمال القذرة التي لا يرضى عليها الدين ولا الشرع ولا القانون فهم حضاريون متعلمون ، دائماً سباقون للنجدة وليس العدوان الآثم ، والتاريخ هو الحكم. 
                لقد بدأ الصراع علانية يشتد ويزيد عن قبل وينحي إلى منحنيات اخرى خطيرة قوية ابتداءا بالغارة على درنة ، وعملية الهجوم على المعسكر جنوب المدينة من قبل الكوماندوس المصري وقتل العديدين من الخوارج والرد السريع في القبة يدل على قرب الخلاص ونهاية الأحزان بإذن الله تعالى .
                حيث كثرة الضيق والضغوط الشديدة وإستباحة القتل والدمار للضحايا المظلومين ... الفرج قادم عن قريب ... نظير الصورة العامة تتغير والحلقات تضيق وضاقت ويزداد العدد في الرافضين من أبناء الشعب ويتراجع الكثيرون سواءا عن المشاركة والتجنيد او التأييد للإجرام .
               ومهما طال الوقت النضال مستمر ضد هؤلاء المارقين الخوارج إلى ان يشاء الله تعالى ويتم النصر حيث الحياة والبقاء والنصر سيظل فى جانب الشعوب البريئة المظلومة بإرادة الله عز وجل ، الحق عالى ولا يعلى عليه مهما حاولو ا الخداع التمثيل والتدجيل ، البركان قادم للتطهير والخلاص وعن قريب يصبح تنظيم الدواعش عبارة عن حكايات مؤلمة للذكرى وقصص كما حدثت النهاية والفناء لزعيم الحشاشين الخوارج حسن الصباح ودمارقومه و قلعة الموت معقله أصبحت إطلالا وخرائب تهبها الرياح والعواصف تزمجر في أركانها بعدما كانت جنة مزيفة لليالي الحمر وإيتاء الشرور ضد البشر المؤمنين ، والله الموفق...
                                                                                     
                 رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة ...

No comments:

Post a Comment