Sunday, February 8, 2015

صوت الضمير 19

 بسم الله الرحمن الرحيم

                 رضى الله عز وجل عن دين الاسلام الحنيف الذي رفض ومنع وحرم الربى في جميع اشكاله وألوانه مما ارتاح المؤمنون من مصائبه العديدة التي تثقل على اكتاف المحتاجين العاجزين ولا يستطيعون السداد في الأوقات المحددة مما يتعبون ويضيع تعبهم وجهدهم وعرقهم لمصلحة الآخرين المرابين مصاصي الدماء الذين نظير استثمار أموالهم يحققون المكاسب العالية بالإستيلاء بحكم القوانين المجحفة وهم مرتاحين.

                 والمؤسف أننا نحن العرب الموحدين نعلم ونعرف الكثير ولدينا الدين السماوي الحنيف شارحا جميع الامور من رب العالمين للعيش في سعادة وهناء دنيا وآخرة ولا نطبق ونسير بإيمان وطهارة على الطريق السوي حيث الشيطان الرجيم تغلغل بالنفوس وأعماها عن رؤية الحق المبين في عصر العولمة عصر الفراغ الروحي لدى الكثيرين بدون ايمان وعبادة للخالق الأحد، عصر الفوضى الهرج والمرج في دول العالم الثالث الذي نعيشه الآن ، حيث حب الحياة والبقاء والمال والمادة طغت على المفاهيم وغيرت النفوس من الطهارة إلى الشر والشرور .

              مما تراجعنا للخلف وأصبحنا بالمؤخرة يحارب الأخوة بعضهم البعض وبالأخص في ليبيا التي كان يضرب بها المثل من قبل في الطهارة والأمن والأمان ... ولكن الآن نظير الطمع والاستغلال وحب الوصول والاستيلاء بدون جهد وتعب على المال العام وأرزاق الآخرين بدون حياء ولا خوف من الحرام والزاقوم مستعينين بالتدخلات من الغير القوى الخفية العالمية بصفة حلفاء وأصدقاء... والحرب الشعواء في مدن درنة وبنغازى وطرابلس المستمرة  في السر والعلن بالخطف والقتل للأبرياء وسفك الدماء ضد تعاليم الإسلام الحنيف وجميع الشرائع والقوانين .

              الآخرون من الأمم المتقدمة يخططون للمستقبل وكيف يستطيعون الفوز والنجاح بطرق علمية حتى ترتاح أجيالهم القادمة وتعيش في بحبوحة العيش والهناء سعداء ، ونحن في قمة الاتجاه المعاكس الآخر يقتل بعضنا البعض لا نفكر بالعقول بل نثور ونعمل بالعواطف من اي موضوع مثير كان كاذبا مدسوسا بدهاء من فاسقين لوضع إسفين التمزق وعدم الاتفاق والاتحاد مع بعض... نندفع في تحقيق مخططات الشر والشرور بدلا من التريث والدراسة المتأنية قبل الإقدام حتى لا نقع في المخاطر والمحظور وعندما نهدأ ونفكر في الامر نندم ولكن لا ينفع الندم فقد سقطنا في الحفر والهاوية وتأخرنا في الوصول للمقدمة....

             تساءلت النفس هل الذي يحدث الآن في الوطن العربي من مآسي تمرد وثورات ودم وقطع رؤوس بشر والترصد كإنتقام وعقاب قاس دموي والحرق للأسير الطيار رحمه الله تعالى بالرحمة أمام الملأ وعلى شاشات القنوات المرئية حيا يرزق مع القصد وسبق الإصرار والترصد في قفص حديد بدون عدل ولا وجه حق بدون واعز للضمير ولا رحمة ولا شفقة غير التشفي وحب الانتقام لإثارة الرعب في العالم وتخويف الآخرين ؟

            ودمار للأخضر واليابس لها نتيجة وفائدة على المدى القريب ووصلت إلى قناعة انه قمة الخطأ ... حيث صعب الوصول للهدف والفوز والنجاح لا على القريب ولا على البعيد ، اذا كانت هذه البداية وأول الخطوات ... لأننا تركنا الطريق السوي طريق الله تعالى ...

              وإن لم نرجع للهداية عن إيمان بدل المظاهر والنفاق ونحكم العقل ونتحد ضد المجهول ونحارب بشراسة كل من يعمل في الخراب والدمار ونضع المخططات والدراسات بضمير حي ونفس راضية ونعمل بجد وضمير وحس وطني من أجل السلم والسلام مع جميع البشر مؤمنين حسب المقولة المأثورة لسيدنا علي بن أبى طالب كرم الله تعالى وجهه "الدين لله عز وجل والوطن للجميع"!  ونطلب النصر عسى ان يغفر الرب الخالق ويرضى عنا ويوجهنا إلى طريق الخير والصواب.

              حيث الحرب الشعواء في السر والعلن معلنة على ديننا الاسلامي من جميع الجهات تدمر مثل النار تأكل وتلتهم في الأخضر واليابس بسرعة بدون توقف ونحن نتباكى ننتظر  قدوم المهدي المنتظر والخلاص حتى يوما تشب في أطرافنا ونحترق مثل الآخرين من إخوتنا ... بدلا من أن نعمل مصدات ونجهز كل الطاقات لدرء الخطر ونخمد الحريق القادم الآتي عن قريب قبل ان يصل ويحرقنا باللهب....

             بالأمس شاهدت في احد القنوات المرئية احد إخوتنا المصريين وهو يشكو ويتباكى على مايحدث لمصر مستقبلا من اقامة السد في أثيوبيا افريقيا على النيل الأزرق لتجميع المياه بدل ان تذهب هدرا لإقامة مشاريع زراعية عملاقة بتمويل من دول عربية كما يقول ويؤكد مما سوف تشح المياه مستقبلا في النيل ، الشريان الرئيسي للحياة وتعطش مصر التي تزداد كل يوم بعشرات الآلاف من المواليد زيادة رهيبة في عدد السكان كل عام....

           تساءلت النفس هل توجد حلول علمية جيدة تمنع هذه الكارثة من الحدوث مستقبلا ؟ ومصر بها النوابغ والعقول القادرة على التخطيط وعمل المستحيل وبالأخص في البناء والتشييد لو أتيحت لهم الفرص للإبداع ؟ مصر أرض الكنانة التي ذكرها الله عز وجل عدة مرات في القرآن الكريم لن تفشل ولن تركع إلى القوى الخفية التي تخلق لها المصاعب ، ولن تعطش كما يخطط لها الأعداء طوال الوقت .

             وجال الخاطر وتذكرت منخفض القطارة الموجود في صحراء مصر لماذا لا يتم فتح فرع من النيل له لاستيعاب كميات هائلة من المياه مما سوف تتجمع وتصبح بحيرة كبيرة اكبر عدة مرات من بحيرة ناصر الحالية بعد سد أسوان تحافظ على سلامة مصر أمنيا من اي طوفان أو فيضان في حالة اي انهيار او تصدع لسد أسوان لا قدر الله تعالى، او التعدي مستقبلا عليه في حالة اي حرب...  وتعمر الصحراء الشاسعة ويتغير الطقس من الشمس الحارقة إلى الرطوبة وتستوعب ملايين الأيدي العاملة للعمل والانتاج ...

            بدلا من المهاترات القيل والقال وضياع الوقت في القنوات العديدة والسب للكثيرين من الأخوة ودول العرب على تمويل السد في أثيوبيا افريقيا مهما كانت الأسباب... حتى لا تتولد مع المستقبل ردود أفعال قاسية ، الكراهية والكثير من المساعدات او الاعمال التجارية تتوقف لمصر نظير زلل اللسان من مصريين وطنيين ولاؤهم وحبهم لمصر كثيرا كبيرا زادوا عن الحد في توجيه الاتهامات والكلام الجارح بدون تيقن وحسابات...

            اننا الآن نمر بمرحلة صعبة نختنق في  عنق الزجاجة  اما ان  نتكاثف ونتحد في وحدة وننشر السلام في المنطقة وإلا سوف نصبح نتخبط على غير هدى وكل يوم بدلا من ان نتقدم نتأخر وبالتالي مع الوقت دائماً بالمؤخرة نظير عدم التسامح والغضب والغيظ نظير الفتن ودس السموم من القوى الخفية في أوساطنا حتى لا نتفق ونجلس معا على الخير والتطبيق للصالح العام حيث الخير عندما يعم على اي   دولة  عربية يعم على الجميع وليس تضيع الوقت في اجتماعات ولقاءات الواحدة وراء الأخرى وتوقيع محاضر "بروتوكولات" فاشلة لا تسمن ولا تغنى من جوع ولا تساوي الحبر الذي على الورق....

             الاراضى الرهيبة في مصر وليبيا الجارة ، لو استغلت الاستغلال الجيد وتم استصلاحها وأستعملت الطاقة البديلة النظيفة لحماية البيئة من التلوث في المستقبل ، وتوفر الماء بطرق علمية، قادرين على إطعام دول افريقيا الجائعة ، والتصدير إلى العديد بالعالم بسهولة ويسر ، ونحقق النجاح والاستقرار لشعوبنا بدلا من المكائد والحروب والمهاترات والسب والقذف لبعضنا ...

             فهل من يستمع من المسؤولين أصحاب القرار الوطنيين ويعمل ويحقق الأحلام للوحدة وتحقيق المشاريع العملاقة لفائدة الشعوب العربية حيث العالم يتوحد ونحن نتجزأ ؟ وتراب أوطاننا يداس بأقدام جنود وعسكر أجانب...  أليس لدى حكامنا عقول ونخوة ومروءة حتى ننهض من الكبوة  ونفوز وننجح؟ فمسافة  الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة للوصول إلى الهدف ... والله الموفق...

                       رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment