Sunday, February 15, 2015

غياب الضمير 20

بسم الله الرحمن الرحيم

              غياب الضمير وحب النفس والغرور المبالغ فيه  والإفراط في القوة كتغطية عن الضعف لدى اى انسان وبالأخص لدى صاحب قرار ، آفة ومصيبة كبيرة على الشعب والوطن مآسيها بلا حدود تظهر مع الوقت مهما طال ... تخلف وخراب ودمار في نسيج الوطن الإجتماعي تهز المبادئ والأخلاق الحميدة من الأساس بحيث الفساد يستشري لدى البعض من المحيطين بالمسؤول ، العارفين بطريقة وأخرى ماذا يدور في الخفاء مما تجعل السوس يتغلغل في نفوسهم المريضة ويسقطون في الحضيض نظير تلبية اوامر وتعليمات سيدهم الشريرة  غير آبهين بالعواقب المستقبلية طالما مستفيدين ، لقاء الكسب الحرام من مركز وجاه ، متخذين من رئيسهم عنوانا ودليلا .

              مقولة مأثورة وكلمات قيلت من احد المناضلين الليبيين وقت الصراع بالغربة ضد نظام القهر والارهاب " في غياب الضمير ضاعت المعايير ، أصبح الحر أخير والصعلوك أمير " ليست من فراغ بل نابعة من اعماق قلبه عن تجربة سنوات عديدة في الحياة العملية والغربة لسنوات طويلة بعيدا عن الوطن مطاردا في مدن العالم من كلاب اللجان الثورية للتصفية الجسدية والقتل والتهمة والجريمة الرفض والمعارضة لنظام القهر والجهل الليبي للقذافي حتى وصل إلى المعرفة الحقيقية لمعنى المعاني للذي يبحث عن الحقيقة المرة  ويفهم. 

               حيث المال والسلطة تجعل للإنسان الصعلوك المهمش فى المجتمع والمخبول مثل القذافي ، هيبة ووجاهة عندما غامر بالانقلاب الأسود وإستولى على الحكم بسهولة بمساعدة أسياده القوى الخفية ، أو أغنياء الحرب الذين صادفهم الحظ وحققوا الثراء الكبير في انظار الكثيرين المبهورين انهم عظماء مميزين وهم نكرات لا يساوون ؟ ولكن الحظ عندما يحل يعمل المعجزات للكثيرين ممن كانوا مغمورين يوما ما يعيشون مهمشين في الحياة لا يكترث بهم اي احد في المجتمع بالسابق مما تتألف ردود أفعال شخصية مع قوة المال يصبحون ذوي حقد وحسد يحبون التنكيل والانتقام.

              الآن في وضعنا الحاضر في ليبيا، الكثيرون قفزوا على سلم السلطة وأصبح البعض منهم مميزين ومن اصحاب القرار في  الوطن بدون علم ولا معرفة بالإدارة الجيدة ولا تجربة في الحكم وحتى الذي يعتبر متعلما لديه شهادات عالية لم يستطع التكيف والحكم ومعاملة وقيادة الشعب بالطريقة الصحيحة المطلوبة ، حيث النوايا غير سليمة والعقليات تختلف عن الواقع ، لا يساوون في المجتمع وليست لهم اية قيمة معنوية وجذور تذكر ، يعيشون في مثاليات وتنظير لا يتماشى مع غالبية الشعب في الفهم .

           مما انهار الوطن وأصبح مستنقع نفايات ضحل لكل مغامر دعى إستغل الثورية عنوانا بدون محتوى ولا فعل مميز غير الغرور والطمع والإدعاء في الأحقية في الوصول لأعلى المستويات مقارنا نفسه بهؤلاء الزعامات الهشة.

           حيث الزعامة لها اساسيات وأعمدة صلدة حتى تقف قوية شامخة وتصمد ضد العواصف من الدسائس والمؤامرات للعرقلة وتغيير المسار ، والماضي السياسي للحاكم وتجربة الكفاح الثوري للوصول للسلطة لسنوات عديدة ومذاق الفوز والنجاح والفشل وعدم الطمع من خلال المسيرة له دور مهم ، والاساس تقوى الله تعالى نحن كشعوب مسلمين والتحلي بالأخلاق الحميدة والحكمة في مواجهة الامور الصعبة ، وليس بقوة السلاح والإكراه ، كما يحدث في الواقع الآن .

            لو عدد الانسان ماحدث من خراب ودمار في ليبيا على جميع المستويات منذ قيام الانقلاب الاسود سبتمبر عام 1969 م يحتاج إلى كتابة مجلدات عديدة ولا يستطيع الإلمام من كثرة القصص الحزينة والمآسي والنكبات والفواجع التي حدثت للشعب خلال مسيرة السنين العجاف .... وكيف ليبيا كانت في العهد الملكي زاهرة كل يوم تتقدم بخطوات رتيبة للأحسن والتقدم مثل السلحفاة على اساس صلب ضمن دراسات جيدة وقتها وشعبها فريدا في نوعيته في الطهارة والبراءة ،جرب الاستعمار الايطالي 34 عاما حزينة مرت من عمر الوطن .

                 وويلات أحداث الحرب العالمية الثانية والدمار والخراب الذي حل من الصراع بين جيوش المحور والحلفاء على الأرض والغارات الجوية على المدن والأبرياء كل طرف يريد الفوز والنصر مهما كلف الامر من تضحيات.

                والانتداب البريطاني الذي مثل السم في العسل الشهى تتناوله الضحية بفرح وهي لا تعلم الخبث المبيت والطعن ، والهيمنة 7 سنوات مريرة والظلم والقهر والإبتسامة على الوجه والطعن في الظهر في الصمت والخفاء بدون ان يدري اي أحد من الفاعل المجهول ؟

              وخرج للنور والضياء من القمقم عملاقا صامدا يريد الوصول والتقدم عن حب وولاء للوطن ، حتى بلانا الله تعالى بالطمع والحسد والحقد في الأوساط بين شرائح الشعب وظهرت الأحقاد والخبث بالنفوس المتوارثة منذ اكتشاف النفط بغزارة في اواخر الخمسينات وبدايات الستينات ، مما جميع انظار القوى الخفية توجهت إلى الدولة البسيطة المملكة الفقيرة التي مازالت تحبو كالطفل صغيرة قليلة التجربة والتي بين يوم وليلة أصبحت في المقدمة ذات غناء كبيرمن الدخل ....

             تآمرت القوى الخارجية وقامت بالتخطيط ومساندة الانقلاب الاسود من العسكر وظهر على السطح ملازم مغمور القذافي صغيرا في السن به لوثة جنون وغرور بالعظمة وحكم الوطن بقوة السلاح والعسكر ضمن مسلسلات الارهاب المر لكل مواطن رفض الوضع والقهر والزج بالسجون والتحقيق المتواصل على اتهامات معظمها باطلة مزورة لمصالح معينة حتى يدور الشعب في حلقات فارغة ولا يستطيع التمييز الغث من السمين ولا الحابل من النابل .... والعقاب القاسي والمغالاة في التنفيذ وبالأخص الشنق في العلن في الساحات و ملاعب كرة القدم امام أعين الشعب وعلى شاشات الاذاعة المرئية ضمن مخططات الارهاب المدروس من قبل أساطين وأساتذة الشر.

               مما استكان الشعب وركع يائسا مرغما  اربعة عقود ونيف والقذافي وبطانته يبعثرون  الاموال الرهيبة في غير طاعة الله تعالى على شراء الاسلحة ومساندة الارهاب العالمي بجميع الصور وزرع الفساد والإفساد في الحرث والنسل والصرف على العهر والغانيات تاركا الوطن والمواطنين يعيشون على الحد الأدنى ضمن خط الفقر بدون مشاريع حقيقية للبناء والتشييد ، ولا بناء الانسان صحة وتعليم جيد غير التفاهات لمقولات الكتاب الأخضر حتى لا يصبح لأحرار الشعب الوقت ولا القوة على التمرد والثورة ضده في اي يوم كان.

              ولكن مهما خطط للشر ووضع مصدات قوية وسدود وحواجز أمنية قوية ودس عيون خفية في أوساط الشعب من رجال ونساء أمن يدخلن البيوت ويتسقطن الأخبار العائلية ، واشيات ضمن لجان ثورية حتى أصبح الأب يخاف من أبنائه ومعارفه والأخ من اخيه وأصدقائه والجار من جيرانه عسى ان يكونوا جواسيس من ضمن الأجهزة العديدة التي تراقب بعيون ساهرة كل الخطوات ، مما زاد الضغط والقهر عن الحد ، وتمرد الشعب في ثورة صامته طالبا بعض الإصلاحات أهمها الحكم الدستوري ضمن دستور يحفظ الحقوق.

                ورفض المغرور نظير الكبر والغرور وضرب بيد من حديد نداءات الجماهير مما انطلقت الشرارة التي قصمت ظهر البعير بسرعة وقامت الثورة عليه في كل مكان دفعة واحدة غير متوقعة ولم يستطيع كبحها والإجهاز عليها مهما حاول من ترغيب ودفع اموال لشراء النفوس الضعيفة حتى فشل في الحصول على التأييد ثم بدأ في التهديد ووالوعيد بالويل والثبور والمتابعة والمطاردة "زنقة زنقة وبيت بيت " ناسيا متناسيا ان الشعب الليبي عنيد في حالة التحدي .

               والنتيجة دارت المعارك بشراسة من اجل الخلاص وتم أسره وقتله شر قتله من ثوار شباب صغار بالسن في أعمار أولاده ولدوا وترعرعوا في عهده الاسود على مقولاته التافهة في الكتاب الاخضر الزهيد على مشارف مدينة "سرت" وهو يحاول الهرب إلى الحدود الجنوبية عبر الصحراء ناجيا بالنفس .

               عين الله تعالى الساهرة لا تنام طوال الدهر تراقب كل فعل وخطوة حيث الله عز وجل يمهل ولا يهمل وكل انسان جبار طاغ له يوما يسقط من العلياء إلى الحضيض نظير عدم العدل والمساواة واهم شئ غياب الضمير والاخلاق من الجميع الحاكم والمحكوم مما وصلنا إلى هذا الحال المؤسف.

              هلك المقبور الطاغية وعمت الأفراح ولعلعت الزغاريد في كل مكان بالوطن ولدى الليبيين المقيمين بالخارج فقد تخلصنا من الشيطان الرجيم وبطانته الفاسدة وعهده الاسود إلى الأبد وتطلعنا إلى الاصلاح والنهوض بالوطن بعيون حائرة بدون خبرة .

              ولكن تآمر البعض من ادعياء أبناء الوطن الرموز الهشة على إستغلال الفرصة الثمينة على التحكم عن طريق مسلسلات السماح بقيام الاحزاب والانتخابات للمؤتمر الوطني والحكومات المتعاقبة لصرف الانظار وعدم الاحتقان وإستشرى الفساد بسرعة عشرات الأضعاف عن السابق في أسوء المعاني في السر والخفاء بطرق شيطانية نظير النهب والسلب للمال المباح بدون راعي ولا ضمائر تخاف الله تعالى بحجج الاصلاح.

             مما عجز المراقبون الباحثون عن المتابعة والحساب للمال المهدور بأرقام فلكية جائرة ، يذوب ويتلاشى بسرعة وبالأخص في زيادات فواتير العلاج والتحويل للحسابات المجنبة التي لا يعلم بها إلا القلائل من الخاصة او الاموال المرصودة بالخارج للدفاع عن نظام القذافي إلى حساباتهم الخاصة حيث أخطبوط عنقودي يصلون إلى طرق مسدودة مما يضطرون للبدء من جديد بدون جدوى.

              ايام المقبور كانت الميزانية الرسمية المعلنة كل سنة لا تتجاوز 4 مليار دينار فقط ، وخلال 4 سنوات من التمرد ونجاح الثورة والنصر تم الضياع لحوالي 500 مليار دينار ، معظمها في جيوب الفاسدين القطط السمان وتسمين الحسابات بالخارج وهذه الاموال المنهوبة من خزينة الشعب أستعمل البعض منها لتمويل وتغذية الفتنة والخصام وتأييد طرف على آخر حتى يستمر الاقتتال والمزيد من النهب ولا يتوقف الدمار ولا الخراب ، على أمل الوصول إلى الحكم بقايا وفلول النظام السابق الطامعين .

               الحرب الشعواء والصراع الدموي بين الاخ وآخيه ضمن مسلسل انصار الشريعة الذين يريدون تحكيم الدين والشرع الإلاهي في الحكم بأي وسيلة كانت ، والوطنيين قوات الكرامة والنتيجة الخراب والدمار النفسي لدى الجميع حيث القوتين متكافئة مما أصبح المهاجرون بالخارج اكثر من ربع الشعب الليبي وكل يوم يزداد العدد من يوم الثورة 17 فبراير 2011م وحتى الآن بدايات عام 2015 م ، نسبة كبيرة نفذ المال منهم يعانون الفقر والحاجة والذل مما اضطر الكثيرون لإراقة ماء الوجه ومد اليد والبعض باعوا الكرامة لقاء بعض دولارات لإطعام بطون اولادهم الجائعة .

              أكثر من عشرة آلاف سجين معظمهم من العهد السابق سجناء في عدة سجون بالدولة لم تتم محاكماتهم والبت في الأمر في محاكم في العلن حتى يكونوا درسا لكل من يضر بالوطن ، ضمن مسرحية كبيرة ينتظرون الفرج الذي تأخر ولم يصل نظير الفوضى الهرج والمرج وعدم استقرار الحكومة التي للأسف توجد حكومتان تتصارعان على السلطة واحدة بالشرق بين طبرق والبيضاء والأخرى بالعاصمة طرابلس حتى يتم البت في الامر عن طريق قضاء نزيه عادل.

              الأمن والأمان غير موجود ولا مستقر في ربوع الوطن نظير الاقتتال المميت تتخلله فترات هدوء بسيطة ثم تبدأ النار في الاشتعال من جديد ، الرعب والخوف والخطف من عصابات خوارج مارقين عن القانون استغلوا الفرصة للإثراء او الانتقام من بعض الأثرياء والخصوم ، وحتى المليشيات المسلحة قامت بالكثير من التعديات للتمويل والصرف على الاتباع حتى لا يتواروا نظير الحاجة ويعملون لمصلحة  الجانب الذي يدفع الرواتب والمال .

                  مما الشلل في الاعمال عم وتم النقص في كثير من المواد الغذائية والضرورية مثل المحروقات لحركة سير السيارات الغاز والكهرباء للطبخ والتدفئة في ايام الشتاء الباردة وبالأخص لسكان المدن الذين يسكنون في شقق بالعمارات غير قادرين على استعمال الحطب للتدفئة.

             الهرج والمرج عم الشعب حتى الذي بهم ذرة كرامة ونخوة وطنية اضطروا للرجوع للخلف خطوات امام التهديدات بالخطف والقتل والإستيلاء على ممتلكاتهم والأرزاق بدون وجه حق ، من جهلة لا يعرفون ولا يدرون ان عدم الأمن والأمان ضرر كبير للمجتمع.

              أمام هذه المعطيات الكثيرة غاب الاحرار عن الساحة تواروا في الخفاء ينتظرون  نهاية المسرحية البشعة التي جميعها قتل ودم ، خطف وقطع رؤوس بدون محاكمات ولا عدل ، والتي كل فترة زمنية تزيد في الفصول ويظهر ممثلون جدد على المسرح ، حيث لا وفاء ولا ولاء للوطن من معظم أبناء الشعب نظير الفتن والتمزق والطمع الزائد عن اللزوم في نهب المال العام والكثيرين غير التشدق بالإذاعات والإجتماعات العديدة فرسان كلام مناظر وليسوا محاضر ، يتشدقون بالتراهات بدون الوصول إلى حلول تشرف الجميع وتنهض بالوطن من الأزمة القاتلة .

             والسؤال الآن المهم هل سوف يتوقف هذا الامر الخطير في اسرع وقت ونلملم جراحنا بأنفسنا باي صورة كانت داخل بيتنا ليبيا الموحدة !! حيث لا يحك جلدنا الا أظافرنا، حتى لا يتم الموضوع الخطير الذي الرائحة بدأت تفوح ، يطبخ من وقت طويل في الخفاء على نار هادئة في أروقة ومخابرات دول العالم المعنية المهتمة بليبيا ان تكون  ضمن دائرة الهيمنة بإستعمال الامم المتحدة كمخلب قط للإستيلاء على كامل تراب ليبيا للحصول على الجائزة الفطيرة الشهية لصالح القوى الخفية .

              حيث البعض من العملاء الليبيين الفاسدين الذين في غياب الولاء والضمير والنخوة والمروءة وتحقيق مكاسب خفية مادية خاصة شخصية وغير مخولين لنيابة الشعب رسميا، تم الطلب من بعض الدول الجيران والغربية ان تتدخل في الامر عسكريا بحجج فرض الأمن والأمان ووقف الاشتبكات الدموية ، وفرض النظام على الجميع ، والواقع سوف يكون احتلالا رسميا ضمن عنوان مزيف مخطط له بإتقان كما حدث في أفغانستان والعراق وتدوس أقدام جنود الحلفاء تراب الوطن برغبتنا ونفلس ولا يصبح لنا كيان وهوية لعشرات السنين القادمة  فهل آن الأوان بأن نستيقظ من الغيبوبة والإثارة والخصام والتحديات لبعضنا البعض كالصغار ونستعمل العقل والحكمة ونتوقف حالا بسرعة من اجل الوطن والكرامة من اجل الأجيال القادمة ، ونجلس معا في مصالحة وطنية وحوارات بتجرد وصدق وكل من يريد الخراب نقف جميعا ضده حتى يرجع إلى طريق الحق والصواب للمصلحة العامة حتى نبني وطنا صالحا للجميع ، قبل ان يضرب الفأس الرأس، ويتجزأ وطننا الى دويلات قزمية مع الوقت كما حدث فى السودان الجارة.

              اللهم أنني بلغت صرخة الحق بقوة من أعماق النفس طالبا الوحدة يدا واحدة مع بعض والتكاتف ضد الاحتلال والتجزئة ، عسى ان اجد آذانا وطنية صاغية تسمع وتطلق النفير بقوة وتعمل لوقف الأزمة الخطيرة المفتعلة الدائرة ضمن مسلسل المؤامرات الخبيثة وغياب الضمير لدى قيادات الصراع كل طرف يعتقد في نفسه انه الأصلح  ... والله الموفق 

               رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment