Sunday, February 22, 2015

جرائم العصر 21


بسم الله الرحمن الرحيم

(الحلقة الأولى)



الغارة المصرية على مدينة درنة 16 فبراير 2015
              الآن في عصر العولمة والتقدم في العلوم والابتكارات والاختراعات الحديثة التي في كل يوم جديد يشرق على العالم بالضياء والنور ، يزداد فيه الجشع والرغبة الملحة القوية في الحصول على المال ، وبالأخص في المجتمعات الغربية حيث أصبح مهما جدا في حياة الانسان للعيش والحياة مما اصبح الكثيرون عبارة عن آلات موجهة ومبرمجة في العمل المتواصل طوال الوقت للحصول على المزيد من الأجر او الربح ونسيان الواجبات المهمة الروحية الأساسية عبادة الله تعالى ، التي تجعل الانسان يسمو بالنفس ويتحرر من براثن الشيطان الرجيم ويفوز في الدنيا والآخرة .
             حيث الحياة لها جوانب عديدة خيرة وشريرة وصراع أبدي من اجل البقاء... الجانب المضئ بنور التقوى والإيمان لمن عرف طريق الله عز وجل الصحيح السوي وسار فيه بكل عزيمة ومحبة بدون تراجع وصبر كبير مما يجد أنوار الخير والبركة تتلألأ محيطة به من كل جانب ، ومهما مرت به من عواصف وأعاصير في خضم الحياة المضطربة الآن بمئات المشاكل والمضايقات خلال المسيرة وبالأخص في هذا العصر الهرج والمرج والضيق ، عصر الابتلاءات والفتن التي تظهر طوال الوقت للعرقلة والتشكيك ، لا يتأثر .
            الله تعالى يرعى ويحفظ الانسان المؤمن التقي من وخز شياطين الإنس والجان ويجعله يعيش في هناء وسعادة وطمأنينة البال بعيدا عن الجانب المظلم الاسود الإرتماء في أحضان الشيطان ، العهر والفساد على جميع المستويات المتدنية حيث خرجت على السطح فقاقيع من خضم الاحداث الصعبة والمخاض فئات مارقة خوارج اخوان الشيطان الرجيم من رحم النضال والصراع الأبدي بين الخير والشر الذي يولد للحياة الصباغ والدباغ .
            يدعون الايمان والهداية والعلم والمغالاة في تطبيق دين الاسلام والنخوة للدفاع عنه بالروح والدم امام الغافلين كتغطية ، ويعملون بجميع ما يناقض تعاليمه السمحة التي تدعوا الى مكارم الاخلاق والاحترام للإنسان كإنسان مهما كانت ديانته وعقيدته او لونه وفصله ، مما شوهوه بإعمالهم المنكرة الهمجية التي تدل على الجهل والغباء والتطرف الأعمى والارهاب في أبشع المعاني لكل من كان غير مواليا لهم وعلى هداهم يسير.
             وبدلا من ترك الخلق للخالق ، للعيش بكرامة ضمن هداه المحبة والسلام  والعيش في الأمن والأمان ، يقلبون الامور رأسا على عقب إلى مذابح ضحايا ودماء ، أجسادا بدون رؤوس انتقاما من البعض نتيجة الفتاوي الشريرة بدون علم غزير من طغمة شيوخ أدعياء حرفوا الدين الإسلامي الحنيف الوحي المنزل على خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الى شر وشرور محاولين تغيير التاريخ الإسلامي المشرف إلى الأسوء عشرات المرات بدل الاصلاح ، ناسين متناسين عين الله عز وجل الساهرة التي لاتنام طوال الدهر تراقب .
                و مها طال الوقت عبر الزمن الذي نحن كبشر لا نعرف البداية ولا متى النهاية مهما اوتينا من علم وعلوم ، يوما ما سوف يتلاشون من الصورة ويحاسبون الحساب العسير ويعاقبون أشد العقاب.
                هؤلاء الخوارج المارقين الذين أساؤوا إلى الدين الإسلامي من جميع الوجوه ، ليس لهم الحق تحت اي عنوان كان، بالقتل والنحر والتمثيل بجثث الضحايا عبيد الله تعالى بقطع الرؤوس ، والحرق في أقفاص حديد كما حدث للأسير الطيار الأردني " رحمه الله تعالى " ، وختان البشر البالغين بالقوة ذوي الديانات الأخرى في الموصل بالعراق بتهم تافهة باطلة ضد جميع الأديان والشرائع وحقوق الانسان .
                والتساؤلات العديدة للضمير اذا كان لديهم شعور وإحساس ، هل الذي يحدث من مصائب وكوارث حق صادق وإصلاح نفوس شريرة زادت عن الحد وخرجت عن الطريق السوي ؟ أم تجني تعسف ومكابرة وظلام اسود بالقلوب والعيون للإنتقام ، أدعياء الاصلاح والتجديد للدين الإسلامي حسب إعتقادهم ورأيهم وتوجهاتهم الشريرة .
            هل نحن الموحدون المسلمون لا نفهم تائهين في خضم الهرج والمرج نهوج ونموج على غير هدى ضالين الطريق السوي ، حتى يأتي هؤلاء الأدعياء بالوصاية عليه بقوة الارهاب والدم بدون اي حق كان  لإصلاح ذات البين وإرشادنا لطريق الخير ؟؟؟
                 كل يوم نشاهد ونسمع في الأخبار الحزينة المؤسفة من قتل ونحر الضحايا البشر على شاشات القنوات المرئية والعنكبوتية في النت العديدة لجرائم العصر ، الاحداث الجسيمة القاتلة التي يندى لها جبين البشر الشرفاء تحدث وتصور صوتا وصورة مما خلقت الرعب والخوف في اوساط جماهير البشر ليست في الدول المتضررة فقط ولكن في جميع أنحاء العالم ، والذي يدفع في الثمن الغالي الابرياء الضحايا الذين شاء سوء الحظ وجودهم في الوقت والمكان الغير مناسب مثل ماحدث يوم الاثنين ، 16 فبراير 2015 م.

               الغارة الجوية المصرية بالصباح الباكر على مدينة درنة التي دائماً وحدوية والسباقة لتأييد مصر بالروح والدم بحيث قتل الكثيرون ضحايا من المظلومين الابرياء المدنيين بحجج إعطاء درس للمرتدين بالمدينة ناسين هؤلاء الذين خططوا للغارة انهم بعملهم هذا اخطؤوا قمة الخطأ في ضرب المدنيين العزل وهم نيام وتهديم الكثير من المباني وإشاعة الرعب والخوف في النفوس ردا على نحر وذبح المصريين الأقباط بدون شفقة ولا رحمة من الدواعش على شاطئ البحر في خليج سرت كما يدعون ويتهمون .
                الغارة على مدينة درنة استمرت عدة دقائق وخلفت الكثير من الخراب والحزن على الضحايا المظلومين الشهداء من طائرات صديقة من دولة عربية وبالأخص مصر التي نكن لها كل التقدير والاحترام والإعزاز تصل إلى هذا المستوى وتقوم بهذا الرد والانتقام الشنيع لقاء الضغوط من الشعب المصري على القيادة للحفاظ على كرسي الحكم وتضرب ليبيا الجارة بالصواريخ.
                وكان بالإمكان دعم ومساندة اصحاب القرار الوطنيين في ليبيا ضد الارهاب بتدريب جنود فدائيين "كوماندوس " ليبيين وإرسالهم عن طريق البحر إلى مكان تجمع المرتدين حيث وقعت الجريمة النكراء كما يقولون على شواطئ منطقة سرت  والبحث والقبض عليهم وتقديمهم الى العدل والحكم عليهم في العلن ضمن الاصول وبالشرع والقانون حتى يصبحون عبرة لمن اعتبر.

                 أحداث الاعدام وقطع الرؤوس للأقباط المصريين المساكين الابرياء لم يأتي من فراغ وإنما لزرع بذور الشك والفتنة بين الدولتين والشعبين ، والجريمة النكراء لم تقع في مدينة درنة ولا في ضواحيها ، بل فى المنطقة الوسطى على شاطئ البحر كما يقولون لإلصاق التهم بليبيا حيث الجريمة البشعة حدثت فصولها .
                  والسؤال لماذا الهدف كان مدينة درنة ؟ هل لقربها في المسافة من مصر بحيث طائرات الغارة تستطيع الضرب والرجوع إلى القواعد سالمة حيث الوقود يكفي ؟ وكان بالإمكان التعاون مع الجانب الليبي أصحاب القرار في حرب الارهاب بدلا من التدخل في شئوننا الداخلية الخاصة  والاعتداء.
                  انها عملية صعبة معاقبة مدينة كاملة " درنة " لقاء أخطاء البعض من المتحكمين فيها والمسيطرين عليها بالقوة من المتطرفين المتزمتين حيث بقية الشعب الدرناوي اعزل بإلكاد قادرا على الحياة يعاني الهم والغم والرعب والنقص الشديد للأشياء الضرورية للعيش والحياة من جميع المواد الغذائية والغاز والكهرباء والدواء للعلاج وتأتي مثل هذه الغارة غدرا في الصباح الباكر وتضرب الابرياء.
                 انني من مدينة درنة ولدت بها وعشت فيها وترعرعت واضطررت للهجرة منها غصبا عني، لا أساند ولا اي تأييد ولا تعاطف لمن سبب فى هذه الغارة الدنيئة من المارقين او القيادة المصرية بأي شكل من الأشكال وستظل جرحا ينزف مع الوقت يحتاج علاجه الى وقت طويل بين الشعبين ، حيث مهما حدثت من مصائب المطلوب التريث وعدم الانتقام الجماعى من المدينة فالذي حدث  ليس برغبتنا ولا بودنا ولا نؤيد الاعمال البربرية الهمجية التي قاموا بها ، ولا الاعتداء والغارة ، وبالأخص من مصر الجارة الأخت الكبيرة التي عشنا معها بالقلب والروح والتأييد والمساندة قدر الاستطاعة في خيرها وشرها ايام الضيق  وحروبها وصراعها ضد أعدائها للبقاء عالية ، خلال أزماتها العديدة التي مرت بها في السابق وبالأخص في القرن الماضى وحتى الآن .
                 ان كل كلمة تصدر منى سوف تحتسب على في يوم من الايام ، من اي طرف من الاطراف العديدة المتناحرة ، ولكنني مع الحق والصواب إلى آخر نفس بالحياة فليس في العمر بقية فأنا في شتاء العمر أسير وأخطو وسجين وأسير عامل تقدم السن حتى اداهن مراوغا طرفا على طرف أخر في سبيل مصلحة معينة خاصة سواءا عامة او شخصية.

                  حيث من وجهة نظري ان الذي يحدث الآن من مصائب وحوادث ولعنات عبارة عن نتائج لعبة الشطرنج الدولية التى يلعبها عمالقة القوى الخفية بمهارة ضمن دراسات وخطط شر شريرة والشعوب البريئة تدفع الثمن الغالي لقاء مصالح خاصة للبعض من الكبار لإبتلاع ليبيا وجعلها بؤرة صراع للهيمنة عليها واستنزافها وخلق فتن بين الشعبين الجارين والتمييز بين الأديان وطعن مصر من الخلف الغرب بغدر لتهديدها في امنها القومي وتفتح لها جبهة غربية خلفية اخرى للإستنزاف حتى لا ترتاح ويضيع الوقت عليها في وضع مخططات الدفاع والأمن ، ولا تتقدم.
                وتنسى الأعداء الأساسيين الذين خلقوا وساعدوا الشر حتى إستفحل، ناسين متناسين هؤلاء الاشرار ، انه لا توجد اسرار خافية مثل السابق وان الشعوب تعلمت وتفهم الكثير وصعب الخداع والتمويه بسهولة لأننا نعيش في عصر العولمة الذي يحدث في اي مكان بالعالم في لحظات ينتشر في النت والشبكات العنكبوتية والقنوات المرئية بسرعة ويعلمه الجميع.
                 ومهما حدث من مصر أختنا الكبيرة ، نحن لها وهي لنا ... لن يستطيعوا التفريق بيننا تحت اي ظرف كان مهما عملوا من دسائس وفتن وحاكوا من مكائد وشرور... فنحن عائلة واحدة كبيرة بيننا روابط دم وثيقة ومصاهرات عديدة ، ولدينا عشرات الآلاف من الجنسين أخوالهم من مصر، وجيران في السراء والضراء طوال الدهر مصيرنا واحد في الحياة والموت .
                  كل شئ يدور ويحدث وحدث ، بيد الخالق الله تعالى وعلمه ، الذات الإلاهية الذي يمهل شياطين البشر تخطط للشر ولا يهمل ... فالظلم ظلمات يوم القيامة ولا يداوى الارهاب بالارهاب  ناسين قول الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى...  ويوما بإذنه تعالى يأخذ حق المظلومين ... يحاسبون ويعاقبون سواءا بالدنيا ام بالآخرة...والله الموفق .                                                    

              رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات الثانية ...

No comments:

Post a Comment