Tuesday, March 19, 2013

شاهد على العصر 82



بسم الله الرحمن الرحيم


        نجحت الجمعية نجاحا باهرا بين اوساط الشباب في المدينة، وكل يوم تتقدم للأمام رغم عن العوائق الكبيرة والحقد الاسود والحسد لدى البعض من اولاد العم، وبالاخص من عائلة معينة يقودها البعض الذين يعيشون في احلام اليقظة يعتبرون انفسهم انهم اوصياء على القبيلة وانهم سادتها ونسوا وتناسوا انهم من غير الاخرين من الشرائح الاخرى لا يساوون اي  شئ حيث الامور تغيرت عن الماضي، اباؤنا واجدادنا بالسابق تربطهم بالماضي مع عائلتهم روابط اخوية روحية مبنية على التقدير والاحترام خلال مسيرة مائة عام، اما الان الروابط التى تجمع الجميع للاسف مصالح .
الحقد والحسد يزداد ويطفح على السطح كل يوم لاسباب عديدة لان شبابهم متقاعسين يعيشون الحلم مثلهم، همهم المصالح والحصول على المال والوظائف العالية من خلال استغلال الاسم على اكتاف الجميع في اوساط المدينة والوطن ليبيا بدون العمل العام بجهد وصفاء نوايا مع الاخرين من اولاد العم والسبب الثاني ان الرئاسة اسندت لي بالتزكية من الجميع بدون اي امتناع من اي احد من  المنتخبين بما فيهما شبابهما وحواشيهما الاخرون مما كانت صدمة للكبار كيف اظهر لهم على السطح بافكار جديدة واتحصل على جميع الاصوات بالاقتراع وافوز وانجح ! 

شعروا بالتهميش ونسوا وتناسوا انهم السبب الكبير… البقاء في القمة يحتاج الى عمل دؤوب وعدل ومساواة فى المعاملة مع الجميع حتى تزداد المحبة والاحترام والتقدير، وليس الاستغلال للوصول على الأكتاف بدون اى نوع من انواع الشكر والتقدير وان هؤلاء البقية من مقدمي البيوت وشبابهم هم الذين اوصلوهم للقمة، ومن غيرهم لا يساوون اي شئ ، ولكن الغرور والتجبر مقبرة لكل من لا يبصر الحق
تحدوني في العلن متناسين اننى لست برعديد جبان أخاف من التشويش وسلاطة اللسان!!! لدي القوة والعزم والتدبير على المواجهة والتحدى  والصمود والنجاح ،  لانه لدي الأسس السليمة، اقف على ارض صلبة وليست هشة مثلهم 

تحديت نظام الجهل الشرس، نظام القذافي الارهابي ونجحت وفزت…  فهل أخاف من أشخاص سذج يعيشون في الوهم والماضي الذي ذهب الى غير رجعة… محاولين قدر الإمكان احباط وتدمير الجمعية بإشاعة الفتن والدس الخبيث مستغلين فراري من ليبيا يوم 1979/3/21 ومعارضتي للنظام طوال 12 عاما بالخارج حتى رجعت الى الوطن  يوم 1991/3/31م ، في الظاهر مستسلما، والواقع للعمل بدهاء داخل الوطن وخلق خلايا نضالية نائمة لوقت الحاجة عند الطلب، وكنت شخصيا بين نارين أعاني الصمود والتحدي لابناء العم والدم ام الاستسلام والتخلي وتجميد الجمعية الى اجل غير مسمى 

راجعت النفس عدة مرات عن احسن الوسائل للعمل في هدوء وصمت ووصلت الى قناعات كبيرة  بان أتراجع وأخذ استراحة  " استراحة المحارب " حتى تنضج الفكرة ويعم التحدي لدى ابناء الوطن للقيام بثورة جماعية  تدك حصون المعاناة والمرارة وتلقى بالنظام وأشباه رجاله الى الموت او ساحات العدالة والمحاكم ليحاكمون عن جرائمهم فى حق الوطن .

ووصلت الى قرار مهم ان خدمة ليبيا هي الأهم، بدل الصراع ضد اولاد العم كما يرغب النظام خلق الفتن بيننا نحن المواطنيين وندخل فى صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل مما سوف  تضيع طاقاتنا في مهاترات وهزل، والمستفيد العقيد المجنون  حيث تطول مدة حكمه وبقائه على كاهل الوطن  ونحن الخاسرين  طوال الوقت

القرار كان تجميد الجمعية إلى فترة اخرى حتى تمر المرحلة الصعبة ونستطيع مواصلة العمل السرى في صمت، ونعمل التغطية المهمة اننا فشلنا في الصمود والتصدي، مع العلم اننى ملم بان الألسنة سوف تلوكنا بالحديث السيئ وتقدحنا بالسباب على التوقف، 
انا شخصيا لا امانع في التحمل لجميع السباب والقذف طالما انا على الحق سائر ضمن الايمان القيم والاخلاق  في سبيل الوصول للهدف، لأنني من خلال التجارب والمحن، لا يعتمد على العوام سواءا سلبا ام إيجابا فهم مثل الفيضان المدمر عندما ينهار السد لا توقف، والنباهة  والذكاء وحسن التدبير وبالحق بضمير صادق للمصلحة العامة للجميع، كيف استغلال الفيضان الهادر القوي بمهارة وتوجيهه   لسحق الأعداء وقوى الشر ؟؟

جمعت الادارة والجمعية العمومية لموضوع مهم يوم 1994/10/17م  في لقاء مؤثر وخطبت فيهم بكل جرأة وعزم مخاطبا نظير ظروف خاصة لا نستطيع الاستمرار في العمل في الوقت الحاضر وتجمد الجمعية لأجل غير مسمى حتى نستعد يوما ونستطيع البدء من جديد .

قلت هذه الكلمات البسيطة القاتلة  ناعيا الوليد في مهده لأننا لا نستطيع الصراع ضد ابناء العم نظير الجهل والجبروت، وقررت يومها رد الصاع صاعين بالتجاهل بهدوء وتهميشهم حيث كلماتي والتهديد في لقاء السيارة المهم بالسابق، والحلف بالطلاق لا ينتهى سدى فقد حاربوا الجمعية حربا شعواءا حتى وصلنا إلى قرار التجميد مؤقتا، سوف يدفعون الثمن غاليا يوما ما عندما يسحب البساط الاحمر من تحت الاقدام ، وتنتهى الهيمنة إلى الابد 

للعلم وللذكرى اول عضو مجلس إدارة قدم الاستقالة السيد مصطفى لياس وبعده السيد علي سالم سلطان وتبعهم الكثيرون نظير الضغوط القوية من اولياء أمورهم وأقربائهم، ولم اغضب  واحزن  من هذه الخطوات ونحن في عز المشوار، فقد كانوا شبابا لا يريدون مخالفة رأي كبارهم وتحدي عائلاتهم في العلن واكبرت فيهم التضحية والوقوف المشرف بصراحة  وكنت سعيدا انني احتفظت بالاخوة والصداقة معهم الى الآن … وليس الخبث مثل ما عمل الكثيرين الذين كانوا جبناء لا يواجهون ولا يرفضون اى امر مهما كان…  همهم المصلحة واكل الكتف السمين، طالما الباخرة مستمرة في الإبحار  هم بالاوائل، ووقت الغرق  يقفزون للنجاة والوصول لبر الامان …
تحملت جميع اللوم من معظم الجميع لأننى لم أواصل واعتبروها ضعفا وخوفا مني وانا بداخل النفس احترق من الغيظ والغضب ولا استطيع التعبير عن مكنونات الصدر اننى توقفت لأنني حكمت العقل بان لا اتمادى فى الصراع والعنف لان العنف يولد العنف والشر والنهاية الكاسب خسران في الصراع البغيض بين الأخوة واولاد العم .

ركزت على المضي فى الطريق للوصول للهدف المنشود ولم أتوقف مهما قابلتني من عواصف وأعاصير كادت ان تطيح بي الى الهلاك ولكن رحمة الله عز وجل ورضاة الوالدين عنى أنقذتني في اللحظات الحرجة الصعبة من الوقوع في المهالك والحفر والمكائد التى كانت تنسج خيوطها وتحفر الحفر لاقع فيها وانا لا اعرف ولا أدري ،
سبحانك رب العالمين انت الخالق وانت المعين عندما ترجع بي الذاكرة للوراء سنيين عديدة وأتذكر الاحداث التي مرت علي اكاد لا اصدق انني كنت البطل في المسرحية بدون ان اعرف ؟؟
قرار تجميد الجمعية كان قرار صائبا وقتها مما الجميع القوا الأحجار وتوقفوا عن الضرب الموجع ومع الوقت ومروره عرفوا قيمتها، لان الاتحاد قوة وبالاخص ضمن إدارة منظمة تسعى لخير الجميع والنهوض بالمدينة المهمشة بالماضي والآن 
مهمة المخطط عمل طابور خامس في جميع اوصال الدولة يتم تدريبهم في هدوء وصمت على الكثير من المهمات السلمية التى لا يهتم بها اي احد ولا يفطنون بها، وهي قاتلة مثل السم الزعاف في العسل،  مثل السوس ينخرون في جسد النظام حتى يتهاوى ويسقط يوما من الايام مهما طال الوقت 

وتحديات ابناء العم والصراع المستميت منهم حتى لا يفقدون المركز الوهمي والسيطرة على القبيلة،  نجحنا فيه بقوة، فقد حفرنا وزرعنا البذرة انه لا هيمنة بعد الان من اى دعى مهما كان …  ومع الايام كبرت واستغلظ ساقها ووجدوا انفسهم غير قادرين على خلعها وجثها، والآن باخر الطابور مهمشين بدون اي وجود ولا حس، مثل الاسد العجوز المتهالك المريض في العرين  الذي يزار بدون ان يخاف منه اي احد من الاخرين  أليس الامر بمؤسف ؟؟؟

              رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة 

No comments:

Post a Comment