Saturday, August 6, 2016

احداث الوطن في القرن العشرين

بِسْم الله الرحمن الرحيم

 لعنة الملك إدريس

 ( 4 )



           طالما نحن ندور في حلقات وأزمات مفتعلة وصراع على السلطة ونهب وسرقات، لا نستطيع الخلاص ووقف الصراع الدامي إلا بالمصالحة الوطنية والعمل الجاد ضمن التخطيط السليم بضمير والولاء لله تعالى والوطن والعمل من أجله بقوة ضمن العلم والمعرفة بإتخاذ طريق الديمقراطية في الحكم على أنها الأساس في زمننا هذا، والحكم السليم بالعدل ضمن الدستور والقانون، والسلام مع الجميع من الأمم والشعوب والشرائح بالعالم مهما كان العداء والخصام والفروقات والإختلافات الدينية والتوجهات السياسية بيننا، بدون كراهيات وإرهاب وتعصب أجوف وتشويه صورة دين الإسلام بالدعم للإرهاب وسفك الدماء وقطع الأعناق والرؤوس والحرق بالنار للأسرى المظلومين، مثلما حدث للطيار الأردني الأسير بوحشية، بدون وازع ذرة ضمير ورحمة في قلوب القتلة المجرمين ، رحمه الله تعالى بالرحمة والمغفرة...    والكثيرين غيره من عشرات ومئات الضحايا المذبوحين التي قطعت رقابهم ورؤوسهم في العلن وشاهدها الملايين  بالعالم صوت وصورة في القنوات المرئية وكأنهم يذبحون في حيوانات وبهائم في المسلخ بدون عدل ، وليسوا بشرا من حقهم الحياة والعيش من الخوارج المرتدين كحجج بالرعب والتخويف بالعقاب القاسي للجميع بأن يستكينوا لهم بالبيعة والطاعة ودفع الفديات الباهظة عن المعقول بإسم الدين الحنيف الإسلامي ، كذبا وزورا وبهتانا الذي الدين براءا منهم دنيا وآخرة من التعدي وعمل الشر والإجرام في أي وقت ومكان كان.

             الدين الأسلامي أساسه التوحيد بالله تعالي والإيمان بطهارة عن قناعة،   يأمر بالعدل والإحسان ونشر الأمن والأمان والسلام مع الجميع حتى نعيش سعداء كراما أعزة .

                  وتساؤلاتى الآن ورأى الخاص في الوقت الحاضر بعد مراجعات عديدة مع النفس عن مايحدث الآن من مخازي وأفعال شريرة في وطننا ليبيا الغالية التي طالت  ومستمرة بدون نهاية قريبة، أن أحسن الحلول الرجوع إلى دولة الدستور والقانون المملكة والولايات الثلاث الفيدرالية كما كنّا من قبل بالسابق أول الإستقلال حيث العائلة السنوسية المكونة من ( السنوسي والشريف) مع التابعين والمريدين من جميع شرائح الوطن كانت طبقة مميزة دينيا تسمى (الإخوان) في الدين والمصير والمواطنة ، وليس التقارب بعلاقة الدم من جد واحد أقارب مثل  العديد من العائلات العربية الحاكمة، تضم الكثيرين أعضاءا متطوعين في المبدأ والهداية، جماعة الإخوان متحدة وحدة واحدة مع بعض ليست بقبيلة وعصبية ولا جهوية، تزامنت مع ظهور الدعوة المهدية في السودان والوهابية في الحجاز لإحياء الدين ومنع الجهل من الإستمرار و التحريف في البدع، ولا تربطها أية علاقة كانت مع حركة الاخوان المسلمين التي قامت بعدها بعقود عديدة من الزمن بقيادة مؤسسها العلامة الشيخ حسن البنا في مصر... ليس لها الولاء إلا لله تعالى ، ولا تابعة لأحد القبائل الليبية أو المناطق الجهوية دون الأخريات، حتى يجد البعض من المزايدين أدعياء الزعامات حججا للتنافس وللنكاية والطعن ضدهم بدون أي وجه حق كان ، بدءا من إستعمال نفس الدستور السابق والقانون كشريعة في السلطة والحكم بالوطن، وإضافة بعض المواد والبنود الحديثة حتى يتلائم مع العصر الحاضر ولا يضيع الوقت بين المشرعين في جدال بيزنطي وتناحر مستمر بدون الوصول إلى حلول ترضى جميع الأطراف ، مثل ما يحدث الآن، مرت خمسة سنوات من المتاهات والمزايدات بين الأطراف العديدة الطامعة في السلطة والحكم ، ولا دستورا قائما للحكم .

                         و نعتبر سنين القهر والارهاب من الحكم الجماهيري والخمسة سنوات بعد ثورة 17 فبراير، والنصر أنها كانت نكسات وأخطاءا قاتلة وتجربة مريرة مرت علينا وأخذت وقتا طويلا من أعمارنا حيث إعترفنا بعلم الاستقلال الأول بعد التمرد الثورة والخلاص من النظام الجماهيري والطاغية وتركنا الإعتراف بالأهم المملكة والدستور كما كنا من قبل نعيش في أمن وامان ... وكل يوم كان يمر فيه نتقدم للأمام خطوات ضمن القانون ومخطط ودراسات ، من رجال حكم وشورى وطنيين صادقين ولاؤهم لله تعالى والوطن.

                       ليس عيبا ولا حرام الإعتراف بالحق ومعالجة الأخطاء بضمير وصدق حيث فضيلة ووعي وسمو وحضارة والرجوع للحق والصواب بطهارة بدل التمادي والتناحر في الخراب والدمار بدون نهاية ولا نتيجة للصالح العام غير الزيادة في عدد الضحايا والجرحى والمعاقين والخراب والدمار للبنية التحتية بالوطن، وهجرة وهرب ثلث الشعب من مدنهم وديارهم طالبين النجاة من الإقتتال الدائر بدون توقف والبقاء في أوطان الآخرين مشردين مشتتين يعيشون الهم والغم على أمل الرجوع يوما للوطن .

                        على العقلاء الوطنيين الأحرار ذوي الدم الحار المسؤولية الضخمة بعدم التراخي والإعتماد على العوام والأدعياء والمجنسين في إدارة الدولة بالفوضى كما يحدث الآن من إرهاب و أحداث مؤسفة ، بتغيير المسار بالقوة والرجوع للملكية إذا أردنا النجاح والخروج من الأزمات المفتعلة التي مررنا بها ونقفل ملفات الثورات الفاشلة التي حادت عن الطريق القويم التي من أجلها قامت ونجحت ونتعلم منها الدروس والعبر، حتى لا نخطأ في الحكم و الإدارة مستقبلا ونضيع في خضم حياة الهرج والمرج المفتعل من بعض القوى المحلية والخارجية لخدمة أغراضها الخبيثة ومصالحها الخاصة الشريرة.

                      مع أنني كنت بالسابق نظير الطفرة والشباب والحماس وعدم معرفة الأبعاد السياسية وقتها في لعبة الأمم الخبيثة المستمرة مدى الحياة بدون توقف، ضد رجوع الملكية  وكتبت عنها الكثير، لأنه لم يظهر أي  إنسان زعيم فاضل تقي قوي الشخصية منهم لديه الجرأة بقيادة النضال على مدى أربعة عقود ونيف من الكفاح والمعارضة ضد الطاغية بالسابق، بل كانوا وراء الستار في الخفاء ، مما ضيعوا حقهم في الوراثة و الملك.

                          ولكن عندما حكمت العقل والضمير وظهرت للضياء والنور حقائق وضغائن وأسرارا كثيرة كانت مطموسة  مع الوقت ومدفونة في طي الكتمان عن الأوساط الشعبية المحلية في العلم بها نظير التدجيل والكذب والنفاق والمواراة للحق والحقيقة والتي كانت في زوايا النسيان ممنوع منعا باتا نشرها في أوساط الشعب وقتها على مدى 42 عاما ونيف حتى لا تهتز صورة ثورة الفاتح والطاغية.

                       ووصلت لهذه القناعة الشخصية عن يقين نظير العيش بالروح متابعا في كل الأوقات عن ماذا يدور في  الوطن من أمور مشينة، متابعا بني وطني الآخرين المهاجرين من أجل النجاة، من الغربة مهاجرا تاركا الوطن مثلهم طالبا النجاة نظير تقدم السن والأمراض التي أعاني  منها وعدم توفر العلاج والدواء بالوطن وغير قادرا على النضال كما كنت بالسابق، متابعا الحال والوضع المشين الذي يحدث في كل يوم، أن أسرع الطرق لوقف المزيد من الدم والمحن والضيق والمعاناة بإختيار الأصلح وترجيع العهد الملكي الزاهر الباسم من جديد، مهما كانت به بعض الأخطاء فلا يخلو أي عهد ملكي من الخطأ حيث بشر غير معصومين، عن طريق الإختيار بدقة لإنسان عاقل حكيم لتولي الملك والعرش من لجنة من العقلاء الحكماء ذوي الضمير الوطنيين، مثل لجنة الستين السابقة من جميع أنحاء الوطن التي وضعت و أعتمدت  العلم  وصدقت على صياغة الدستور للعهد الملكي ، بدم جديد من العائلة السنوسية والشريف الذين لهم الحق في الوراثة بالعرش من سلالة المجاهد الكبير سيدي أحمد الشريف السنوسي الذي كان مسؤولا عن العائلة السنوسية بعد وفاة عميدها ومؤسسها الأب الكبير العالم العلامة الشيخ محمد بن  علي السنوسي الولي الصالح...

                     والذي للأسف الشديد والحزن العميق تم نبش قبره بدون خجل ولا خوف من الله تعالى في واحة الجغبوب وتهديم الزاوية المنارة الثانية للدعوة والمسجد حيث القبر بأعذار واهية منعا للتقديس والزيارات من قبل الأتباع الإخوان السنوية في مزارات كبيرة إحتفالا بالدعوة الطاهرة، وتم رمي الجثة بدون إحترام ولا تقدير في قبر مجهول غير معروف في صحراء إجدابيا بناءا على أوامر الطاغية القذافي الذي يدعي في الإسلام كتجديل وتجديف وهو الشيطان الرجيم إبليس اللعين في صورة ومظهر إنسان من الخوارج المرتدين لطمس جماعة الإخوان السنوسية من الوجود وتاريخهم المشرف في ليبيا الذين كافحوا وجاهدوا ونشروا الدين والدعوة للهداية والإيمان بالمصحف القرآن العظيم والسنة بالمنطق والعقل والجهاد المستمر بالسلاح وبذل الدماء الطاهرة الزكية دفاعا عن الوطن وإستمرار الدعوة إلى الآن في ليبيا ومجاهل أفريقيا وغيرها من الدول وفتح الكثير من المنارات الدينية الزوايا لنشر الدعوة للإسلام ، ناسيا ومتناسيا الطاغية العقيد المغرور بالنفس أن الخالق الله تعالي حيا في الوجود خالدا لا يموت، لن يطمس الحق مهما عمل المرجفون المدجلون من مساعي لإطفاء شعلة وضوء الحق، وحجب الضياء والنور الإلاهي، عن أي بقعة كانت بالعالم ...

                      سيدي أحمد الشريف كان من الزعماء الليبيين المعروفين لدى الجميع أيام حياته في إدارة الجهاد وتحدي الأعداء في سبيل الوطن وحارب في معارك عديدة ضمن قيادته ضد عدة دول إستعمارية، مع بقية الزعماء بالغرب والجنوب الذين ضحوا بالروح والدم من أجلها، أولها الغزاة الإيطاليين الفاشيست بالشرق في ولاية برقة الجبل الأخضر إلى واحة الكفرة حيث كانت المنارة الزاوية الثالثة بالوطن والإنجليز على الحدود الشرقية في منطقة سيدي البراني الليبية قبل ترسيم الحدود الوهمية من المستعمرين الإنجليز المحتلين لمصر والإيطاليين لليبيا لقاء المصالح، وسلم العهدة للأمير ادريس المهدي السنوسي الذي أصبح شابا قادراعلى تولي الأمور، بشرط أن تعود الأمارة إلى أي أحد من عائلة الشريف تتوفر فيه الصفات والحسنات للحكم والإدارة وأن تستمر إلى ماشاء الله تعالى كل مرة إلى أحد العائلتين، عندما إضطر للسفر إلي إسطانبول بناءا على طلب وإستدعاء من مجلس المبعوثان العثماني التركي، حيث كان عضوا فيه، للتدخل في الصلح وفض النزاع وتهدئة الامور كواسطة في جزيرة العرب مع الشريف حسين المتمرد والعميل للغرب...

                           السيد أحمد الشريف له إحترام و قدسية خاصة لدى الجماهير الليبية وبالأخص في الشرق من كبار السن ، والعارفين للتاريخ المحلي بدقة وصدق بدون تزوير، بإختيار أي شخصية شبابية تشرف الوطن من السنوسي أو الشريف والبيعة له كملك للحكم كرمز لديه قوة الشخصية والجرأة والشجاعة على الحكم السليم وتطبيق الدستور والقانون وتنفيذ الحق والعدل مهما كانت التضحيات لصالح الوطن، مثل ماكان يفعل الملك ادريس الراحل رحمه الله تعالى بالمغفرة، من التوازنات بين شيوخ القبائل والزعماء الوطنيين بالحق بدون إجحاف ولا الميل لجهة دون الأخرى .

                     والتكريم والتقدير لجميع من ضحي من أجل الوطن المعروفين والغير معروفين السابقين الجنود المجهولين، مع العلم أن الأمر صعب الآن إحياء الأمر بعودة الملكية من جديد لدى الشباب اليوم الأجيال الجديدة المتعصبة والغير فاهمة لدهاليز السياسة، حيث عقارب الساعة لا تدور للوراء عبر التاريخ ، ولكن ناسين ومتناسين المقولة التاريخية التي قالها ورددها منذ آلاف السنيين الفيلسوف الإغريقي (هيرودوت) في زيارته مدينة شحات شيريني بالشرق قائلا (من ليبيا يأتي الجديد) حتى نستطيع أن نلجم ونخرس ألسنة جميع المنافقين والزعامات الدخيلة التي ظهرت للوجود بسرعة أدعياء الثوار والقطط السمان من النهب والفساد والإفساد بقوة المال المنهوب، والجهويين والمزايدين على بث السموم والخبث لأجل المصالح الجهوية أو الشخصية عسى أن يرحمنا الله تعالى بالخلاص وتزال اللعنة السنوسية وتسقط وتتلاشى للأبد من على كاهل الوطن والمواطن بسرعة ، وأن يطرح الله تعالى البركة فنحن شعب مسلم نؤمن بالقضاء والقدر، و الحكم بالعدل و الحق... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment