Sunday, April 17, 2016

قصصنا الرمزية 41

بسم الله الرحمن الرحيم

 العلوم

              سبحانك رب العالمين تعز من تشاء وتذل من تشاء ....  عبر الزمن والتاريخ القديم ، ذكرت لنا في الكتب السماوية صحف إبراهيم وموسى والإنجيل ، والقرآن العظيم  ، الكثير من قصص الأقوام السابقين لأخذ العظات والعبر والتي نحن للأسف لاهون في خضم الحياة عن التأمل السليم والمراجعة للذات بصدق وحق والعبادة بإيمان وطهارة نفس وضمير من أعماق القلب والشعور ، كما يجب حتى ننال الرضاء والعفو لما فيه مصلحتنا ونتجاوز عن الكثير من الأخطاء العفوية التي نقوم بها في غفلة بدون قصد مبيت ونعتقد أننا على الطريق السوي... وهي همسات الشيطان الرجيم عدونا الأساسي منذ الخلق والمذكور  في الكثير من الأحداث السابقة التي حدثت نتيجة الصراع بين الخير والشر لإمبروطوريات ودول ، كانت يوما في قمة السلطان والريادة وبمرور الوقت وعوامل الزمن وكثرة الفساد والإفساد الذي إستشرى مثل السرطان الورم الخبيث نظير الأطماع في السلطة والحكم والغرور تفسخت إلى قوميات وأجزاء ، وتضاءلت وتلاشت مع الوقت من الوجود وأصبحت قصصا تروى وتذكر عبر التاريخ ، حسب المثل الشعبي المأثور الذي يقول حضارات سادت ثم بادت.

                    مهما وصل الإنسان من علو الشأن والمركز سواءا كان ملكا متوجا بتاج من جواهر وذهب أو رئيسا وحاكما و وليا للأمر ، لهم الأعوان الكثيرين رهن الإشارة والكلمة التي تصدر لتلبية الطلب والتنفيذ سواءا أكان الأمر على حق وصواب أم على خطأ نتيجة النفاق وعدم النصح من المستشارين وضعف الشخصيات على المواجهة والرفض عن الإنصياع والتنفيذ الخاطئ وبالأخص للطغاة الجبابرة خوفا من العقاب ، يقصرون في أداء النصح السليم بالحق ، ويجدون الأعذار لهم للتغطية بحجج واهية ، ولا من يتساءل من الشعوب الغافلة عن مايجري وراء الستار في الخفاء من خبث والاعيب....

               مهما طال عمر البشر و وصل بهم  الزمن ، ومهما وصلوا من علم وفهم وغنى ومال أو كانوا مساكين فقراء محتاجين للعيش الكريم، فإنه مع الوقت ومرور السنين كل إنسان له يوم وأجل محدد للنهاية والموت .... يتوفاهم الله تعالى ويصبح الأكثرية مقبورين عظاما ورمادا ماكثين في القبور إلى يوم القيامة للحساب العسير عن الأعمال بالدنيا والحياة  ، وماذا قدموا لأنفسهم وللغير من جميع الأقوام من أعمال خيرة أم شريرة ؟ هل راعوا وقاموا بالعمل الحق والصواب مهتدين ، أم أصابهم ضلال الشيطان الرجيم وأصبحوا من أتباعه الغاوين   في حب الشهوات والملذات للنفس الحائرة الضالة؟؟   ناسين عظمة الخالق الله عز وجل الذي خلقهم من طين من عدم، متناسين نظير الجبروت والغرور ماحدث بالسابق للكثيرين من الأقوام السابقين من الأفراح والأتراح والألم .

                مصيبة الشعوب العربية  هي العيش في الأحلام،   ناسية الواقع المؤلم حتى تنهض من السبات وتتعظ من مآسي الغير وتتقدم ...  تدعي العلم والمعرفة والفهم وتعرف الكثير من الأمور كمعلومات عامة سطحية بدون التعمق في البحث والتخصص والإتقان والتركيز على الأمور المهمة والتي تتطلب المزيد من المتابعة و الجهد والتنفيذ .... نتيجة الجهل والخمول  و بالأخص نحن في القرن الواحد والعشرين عصر العولمة  والتقدم ومازال الجهل كاتما على النفوس بدون خلاص ...  نعيش في أمجاد الماضي بكل الجوارح معتقدين عن قناعة أنه المستقبل و نقوم  بنفس الأخطاء المتكررة التي أدت بنا إلى التأخر والهلاك وكأننا مخدرين في سبات طويل من قوى خارجية بإرادتنا حيث نحن العرب حبانا الله عز وجل بالكثير من النعم والعطايا.....    شعوب كسولة خاملة تحلم بالوصول للقمم بدون العمل بالجهد والعرق والتخطيط السليم لتحقيق الأهداف المطلوبة ، والتي لن تتحقق طالما نحن في هذه الأوضاع السيئة مستعمرين من قوى خفية بدون وحدة شاملة  يدا واحدة مجزئين إلى دويلات قزمية ، مع أنه لدينا الأفذاذ العباقرة والخبراء في كثير من العلوم والمؤهلات والتي بإرشاداتهم وعلمهم الغزير لو وظفت التوظيف الصحيح في طاعة الله تعالى والمصلحة العامة تجعلنا في المقدمة أمام الكثير من شعوب العالم .

                  الخوارج المرتدين المأجورين من القوى الخفية ، الجهلة ذوى التعصب الأعمى يريدون فرض الأمر على الجميع ، والرجوع للوراء العديد من القرون والحكم بأيام السلف السابقين وإصلاح كثير من الأمور الحالية التي موجودة ومتعارفا عليها بين المواطنين في رأيهم ووجهة نظرهم أنها بدع ضرورة القضاء عليها ، يفتون في الدين الاسلامي، وهم لا يمتون للإسلام والعقيدة المحمدية بأية صلة كانت نظير الجهل وظلام النفوس وعمى العيون عن الرؤية الصحيحة بإتباع تعاليم الدين الصحيح السوي الذي أساسه عبادة الرحمن والسلم والسلام والأمن والأمان للجميع بدلا من قطع الرؤوس والحرق في أقفاص الحديد، أدعياءا عليه مشوشين بدون أساس متين لا يعرفون من التعاليم السماوية السمحاء ، للفوز والنجاح دنيا وآخرة غير القشور الضارة....

                 ناسين عن جهالة وضيق الأفق والفراسة أنه في وقتنا الحاضر العالم يتطور بسرعة للأفضل وكل يوم يظهر للنور والسطح الجديد من العلوم والإختراعات الحديثة الجديدة لخدمة البشرية وسعادتها ،  نتيجة البحث العلمي الجاد والفهم والمعرفة .... العالم  يتقدم مثل عقارب الساعة التي تدور إلى الامام ولا ترجع للوراء، وإلا تغيرت الموازين والمعايير وإختلت وأصبح كل أمر رأسا على عقب  كما يحدث الآن من مهازل.

                التطور السريع وسرعة مرور الأيام والشهور جعلت  الانسان عبدا ذليلا مكبلا بقيود مادية ومعنوية كثيرة وبالأخص في الغرب،   يجري بدون وعي من آجل العيش المريح ويركض حبا في تحقيق النجاح والوصول إلى الهدف الذي يحلم بتحقيقه وتختلف الصور من شخص إلى آخر حسب الرغبة والمعرفة ،  والفرق الكبير بين  حاكم مسؤول عربي على الرعية  وآخر  ، الجهل والحمق وعدم التقيد بالعلم النافع ، حتى لا تسبب المآسي في حالة إرتكاب الأخطاء حيث ، وآسفاه ، نحن الشعوب العربية لن ننهض طالما نحن نتعامل بالعواطف الجياشة بدل التركيز في الأمور المهمة والدراسة من جميع الجوانب ضمن الشورى مع أهل العقد والربط الوطنيين حتى تتلاشى معظم الأخطاء من الحدوث، والقلائل منا ممن لهم نبوغا خاصا في بعض الأمور و المتقدمين مراحل كثيرة للأمام بالعلم عن البقية والذين بدل التقدير والإحترام والتكريم لمجهوداتهم وسهرهم الليالي في التحصيل ، يتم الحسد والحقد عليهم نظير الجهل والغرور ، ناسين الأهم والمهم أنه بالعلم النافع وصل الانسان للقمر وأصبح البعيد في أقاصى الأرض قريبا يصله بالسفر في خلال ساعات بالطيران عبر الأجواء ، وفي لحظات عبر الاتصالات الحديثة من هاتف وحاسوب.

            وا أسفاه،  الكثيرون يحملون شهادات جامعية والبعض عالية ماجستير ودكتوراه في وقتنا الحاضر ويعتقدون في أنفسهم أنهم طبقة مميزة خاصة فلاسفة نظير الغرور ناسين أن العلم ليس له حدودا معينة للوصول مهما جد الطالب في التحصيل ، محيط عميق الأغوار مهما يغوص الانسان فيه لا يصل إلى نهاية العمق مهما فعل وعمل من تعدد المواضيع من صغير وكبير ، وما الشهادات للكثيرين هي الأساس للعلم وبالأخص نحن العرب المسلمين ، إن لم تكن متوجة بتاج الإيمان والعقيدة والمبدأ، العبادة للخالق الله تعالى ، والتحلي بحسن الأخلاق الحميدة ومد الأيادي بالسلام بشرف وإستباب وإستقرار الأمن والأمان بين الجميع وبالأخص مع الخصوم ، حيث التناحر والكراهيات والعداوة طريقها قصير مهما طال وقتها سنين وعقود، لا تدوم ،  نهايتها الحوار والسلام ، كما حدث للكثير من الأمم والبشر المتخاصمين ... فالعالم الآن يصغر ويتقارب بسهولة المواصلات والاتصالات وعن وقت قريب الجميع جيران وكأنهم في مدينة واحدة متعددة الضواحي .

            العلم النافع هو النور المشع المضئ لظلام العقول والقلوب وبه يرقى الانسان ويتحضر ويصل إلى أعلى المستويات ، والصعوبات التي تعاني منها شعوبنا هي نتيجة الجهل المبين وعدم الإطلاع وصدق الحقائق من أولياء الأمور في كثير من الأشياء  المهمة و المصيرية ، مما لن ننهض ونتقدم كما كان البعض من الأفذاذ الرواد الأوائل نوابغ في المقدمة بالعلم والعلوم ، وأبسطها إحداها على سبيل المثال الفرض على الطالب وقت الإلتحاق في المرحلة الثانوية بالتوجيه إلى دراسات معينة سواءا علمية أم آداب حسب درجاته في الإمتحانات أو الحاجة للإنضمام إلى الكليات العسكرية للحصول على رتب ، تبدأ من أول الخطوات ، كسر النفس وقول نعم لأكبر رتبة حتى و أن كانت على خطأ من غير حرية الرفض ، بدلا من التي يحبها ويرغبها ويهواها، مما يضيع الوقت الطويل في الإستيعاب والفهم والبعض يفشل فشلا ذريعا ولا ينجح ، ولو أتيح الخيار للإختيار لأصبح الكثيرون نوابغا مع الوقت ، وهذا من أحد أسرار التخلف الكثيرة الفرض و منع الحريات وكتم الأصوات من الإنطلاق والإبداع في كثير من الأمور المهمة ، حيث أجدادنا الأوائل البعض منهم نوابغ في كثير من العلوم القيمة في بعض المجالات والتي للآن هي الأساس في الوقت الحاضر للتدريس في بعض جامعات العالم في العلوم ، تعلموا ووصلوا لقمة النجاح بدون التوجيه والفرض والإرغام على دراسة نوع معين ، وأصبحوا نظير حرية الإختيار والرغبة والهواية ، أساتذة في الريادة والمقدمة... 

                 العلم نور كبير وأساس صلد جامدا مثل صلابة الصخر الصوان وعن طريقه الوصول لأعلى المراتب ويستطيع صاحبه المهاجر عن وطنه نتيجة ظروف عديدة ، المقاومة لصعاب الحياة المتعددة في أي مكان كان بالغربة ويصبح بالمقدمة نظير العلم النافع والإبداع في بعض المواضيع المهمة التي يحتاجها العديدين من دول وأفرادا ومستعدين لبذل الكثير لقاء المعرفة ....

                  العلم له كثير من الصفات والأسس أهمها التركيز في البحث والفهم والإكتشاف للجواهر الكامنة المطموسة في بطون الكتب القيمة، وليس كل من يقرأ ويكتب ويتشدق ببعض الأمور، كرؤوس أقلام لمواضيع شيقة من كل مكان من هنا وهناك ، مثل تجميع باقة زهور من كل بستان وردة وزهرة فيحاء بفاهم وعالم، والذي الجهلة يعتقدون أنه مميز علامة عصره !!!

              والواقع المرير الصادق المعرفة محدودة والعلم لديه عبارة عن قشور لا تغنى ولا تشبع من جوع ولا يستطيع المواجهة أمام الفطاحل في النقاش والحوار المفيد والأخذ والعطاء والشرح للمواضيع بسلاسة بهدوء حتى الكثيرون يفهمون بدون عناد ومحاولة فرض الرأي بجهالة ، فالعلم له درجات ومستويات عديدة ومهما درس الأنسان لا يستطيع الوصول والحصول على الشهادة النهائية إلا يوم الممات والوفاة ، شهادة الدفن بدون أي تعطيل من أية لجان امتحانات كانت!!!!

               أتساءل دائماً مع النفس عن الأسباب الرئيسية للدمار والتخلف ونحن الشعوب العربية الإسلامية لدينا العديد من المؤهلات والعطايا والثروات الطبيعة بدون عدد وحساب ، إبتداءا من بعض العلماء المميزين والخبراء الجيدين العالميين في أمور شتى بالحياة معظمهم بالخارج أفذاذا بارعين وأوطانهم بحاجة ماسة لهم في النهوض ولو في البداية  بخطوات متعثرة ... مما مع الوقت ينشرون العلم في الأوساط وتتغير كثيرا من الصور والحسابات نظير الوجود والتواجد الشخصي الفعلي بينهم ، ولا يريدون العودة والإقامة بالوطن نظير حجج كثيرة نتيجة الضغوط السياسية وعدم الحريات الشخصية والوفاء والتقدير، والتي كيف الشعوب تنهض بدون رواد أوائل في المقدمة ، مغامرين يضحون من أجل الآخرين ، بدل العيش في الأحلام وحلقات الوهم ، نبحث عن التقدم بدون السمو والتحضر ومواكبة العلم والعلماء ومجزئين إلى دويلات قزمية بدون وحدة وطنية فعلية ، قائلا سبحانك رب العالمين متى هذه اللعنات تزول من على الأكتاف ؟؟

                  بدون العدل الذي هو أساس الملك والعلم وإحترام وتقدير العلماء والشيوخ الأجلاء ذوي الفهم لهذا العصر ، لا ننجح ... لدينا الدستور الإلاهي القرآن الكريم الصالح لكل زمان ومكان عبر العصور ولا نستعين ونعمل بأحكامه في القضاء والعدل ، تاركين الأساس المتين، الحق والصواب وبدون بحث عميق وتطور حسب العصر الحاضر والذي ممكن إستخلاص الجواهر من خلال سطور الحاضر، ناسين الواقع أننا نحتاج إلى صفاء النفوس من الأحقاد والحسد والعمل بجد وإتقان حتى يبارك الرب عز وجل ونتقدم إلى الأمام وننجح دنيا وآخرة بالعلم والمعرفة والدليل واضحا جداً ومهما كأول الخطوات في الفوز والنجاح تحصيل العلم كأمر إلاهي ، الإتباع والتنفيذ من غير تساؤلات ولا شكوك ، ولا نعمل به ، لا هين بالحياة ....

                   الحث على القراءة والكتابة التي هي أول الخطوات الأساسية في تحصيل العلم ، وأول آية نزلت في القرآن الكريم في سورة العلق بسم الله الرحمن الرحيم ( إقرء بإسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق ، إقرء وربك الأكرم، الذى علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) صدق الله العظيم ، تحث على تحصيل العلوم النافعة لخدمة المجتمع والبشرية مما تسمو النفوس وتتحضر بالعلم والفهم، ونحن للأسف نقرأ ونتلو القرآن الكريم بسرعة وجهالة ونعرف الكثير من الأمور الروحية القشور بدون العمق والبحث عن المعرفة العملية مابين السطور من جواهر وعلوم، ولا نطبق الأمر الإلاهي كما يجب ... نظير الكسل والخمول والغباء والإتجاه للأمور الشيطانية وملذات الحياة الزائفة، طالبين الهداية والخروج من الأزمات واللعنات في أقرب  الأوقات ونحقق الأهداف المطلوبة والفوز والنجاح دنيا وآخرة ... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment