Saturday, April 4, 2015

ليبيا 33


بسم الله الرحمن الرحيم

 الحلقة 1



              سبحانك رب العالمين كم كنا سعداء بالسابق نرفل في العز والخير العميم في ليبيا غير فاهمين ولا عارفين العطايا والهبات العديدة من الله تعالى التي حبانا بها ونحن لاهين غير شاعرين بها نعتقد أنها سوف تستمر وتدوم ، وكيف اليوم أصبحنا نعاني وفي شقاء ومعاناة من أنفسنا مصطنعة وحرب من فئات وشرائح متمردة مارقة خوارج متخذين من الدين الإسلامي غطاءا وعناوين للإصلاح والصلاح واللأسف يقومون بأعمال  الشر والشرور وإرهاب البشر بقطع الرؤوس بدون حق ولا عدل ضد تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر بالعدل والإحسان والمساواة وإحقاق الحق بين الجميع  ،  والدين بعيدا منهم  بعد الارض عن السماء .

             بالماضي كنا نعيش في نعم كبيرة وراحة بال غير شاعرين بها مقارنة بالشعوب الأخرى من دول الجوار منذ الاستقلال في الخمسينات من القرن العشرين الماضي حيث كان كل شئ متوفرا فى الأسواق التجارية بأسعار رخيصة في متناول الجميع وبالأخص المواد الغذائية الأساسية للعيش الكريم والتعليم والصحة والدواء للمواطن بالمجان ، فواتير التيار الكهربائي والمياه والمحروقات للإضاءة والطبخ والسيارات وغيرها من الاحتياجات الضرورية للحياة ضمن الرسوم الزهيدة نظير الدعم من الدولة عندما توفرت الاموال من دخل النفط والغاز في أواخر الستينات .
            كل مايخطر على البال من احتياجيات للعيش متوفرة،  السكن الخاص والأراضي الفضاء للبناء ممكن الحصول عليها من الدولة ضمن تسهيلات إئتمانية رمزية وبالأقساط المريحة على سنوات،   حيث معظم أبناء الشعب العاطلين بدون عمل ولا جهد مهما كان... يتقاضون  مرتبات شهرية ومكافئات رمزية بدلا من الإحتياج ومد اليد وإن كانت قليلة الأرقام زهيدة ولكن يستطيع الانسان الذي يعرف كيف يتصرف بحكمة في الصرف والإنفاق بإعتدال بدون تبذير من العيش براحة بدون أية مضايقات كانت.
              بلانا الله تعالى بمصائب عديدة منذ حلول الانقلاب الاسود عام 1969 م وحكم الفرد القذافي المخبول عن طريق القوة والعسكر ، مما أشاع الارهاب والفساد والإفساد في الحرث والنسل ودس الفتن وزرع الشك والإرتياب حتى خاف الأخ من أخوه والجار من جاره والصديق من صديقه ورفيقه بان يكون جاسوسا عينا مدسوسا عليهم من ضمن اللجان الثورية الأمنية العديدة المتشعبة في أوساط الشعب بدون ان يدري ويعرف...  مما تحكم الطاغية في مقدرات ورقاب الشعب أربعة عقود ونيف والحكم بيد من حديد كاتما الأنفاس ، وعوده على الفوضى والجهل والبطالة المقصودة والكسل ومد اليد وأخذ كل شئ شبه مجانا من الدولة بدون وجه حق وكأنه حق مكتسب حتى يصبح ذليلا ولا يقاوم يتمرد ويثور خوفا من وقف الدفع للمستحقات عدة شهور كتأديب وعقاب .
               الأجيال الصغيرة الناشئة ليس لها الفهم ولا التجربة القاسية المريرة ولا المعرفة الواسعة عن تاريخنا المجيد الصادق الصحيح حتى يزدادوا فخرا وولاءا للوطن ، الذي بطريقة أو أخرى تم التحريف له لخدمة أغراض أخرى للقذافي وأسرته قبيلته وحواشيه ومعارفه بالزور والبهتان ووضعهم في مصاف الأبطال الوطنيين وهم مواطنون عاديون من عامة  الشعب .
               هذه الأجيال تربت في عهد الثورة الفوضوى الجماهيري لا يعرفون الكثير وبالأخص عن كيف تم الاستقلال وكفاح المناضلين الكثيرين والبعض جنود مجهولين بذلوا وقدموا الأرواح والدم على مذبح الحرية والخلاص حتى تحقق ، ولا الجهاد والضحايا والدم الذي سال ولا عن الظلم فى أبشع الصور ولا العوز والحاجة الماسة لكثير من الأشياء والمواد الضرورية للعيش والحياة ، لا يعرفون مرارة الأسر في المعتقلات والمعاملة المهينة السيئة من جنود المحتل وهتك الأعراض للحرائر والتجويع المتعمد وعدم العلاج ومنع الدواء ومحاولة الإبادة بجميع الطرق التي مر بها الآباء والأجداد أيام الاستعمار السابق الإيطالي عندما كان محتلا للوطن طوال 34 عاما من الشقاء والمرارة والمعاناة .
              هذه الأجيال الصغيرة عاشوا في عز وراحة مزيفة مصطنعة بملاعق من ذهب يأكلون بها في أفواههم بدون عمل وجهد وكفاح من خزينة المجتمع موجهين كقطيع الغنم وراء الراعي القذافي المخبول بأطروحات زائفة خادعة من الكتاب الأخضر الهزيل كما يريد ويرغب من أبناء الشعب الوطنيين الأحرار والإمتناع والتوقف عن العمل السياسي المناهض للنظام بأي صورة كانت ... حيث جميع الأمور المهمة مقصورة على شخصه فقط الصقر الوحيد كما يلقب كتمجيد ، هو المعلم والمفكر والمنظر والمهندس وعشرات ومئات الألقاب والتسميات وكأن ليبيا ليس بها مواطنين أوفياء قادرين على الإبداع في جميع الميادين .
                  كثرة التطبيل والتزمير والهتافات والنفاق من الزبانية والكثيرين من العوام الغوغاء الذين يترامون تحت قدميه في المناسبات المفتعلة والمسيرات والخطابات الشبه يومية الرنانة لتضييع الوقت وعدم العمل لإثارة الشعور الوطني بالتطبيل والتدجيل مما أثروا فيه فكريا وزاد الطين بلل كثرة المال والدخل الرهيب من تصدير النفط والغاز لتعداد شعب قليل العدد مستكين مغلوب على أمره من الإرهاب والتعذيب غير قادرا على الرفض في العلن مما زاده خبالا وجنون مع جنونه بالعظمة والغرور وإعتقد انه على حق وصواب وتمادى في الشر والارهاب وشراء ذمم الكثيرين من المسؤولين ذوي القرار بالعالم وبالأخص في أوروبا للتغطية علي الكثير من المخازي والجرائم والفضح وعدم الاتهام والملاحقة لمجرميه من فرق الموت اللجان الثورية في الارهاب والتصفيات الجسدية والقتل في العلن لمعارضيه الاحرار الليبيين الوطنيين بالخارج ، وأبناء الشعب الشرفاء الوطنيين صابرين يعانون الآلام والضيق في صمت غير قادرين على الرفض فى العلن بقوة خوفا من الاتهام الكاذب والمزور والعقاب والتعذيب القاسي الذي في كثير من الأحيان يؤدي إلى موت الضحايا وهم يتجرعون المرارة والقهر .
              أي مواطن ليبي مهما كان شأنه تم الشك فيه وأتهم باطلا بالزور والبهتان ضاع وغاب وراء الشمس فى غياهب السجون منسيا لسنوات،  وسعيد الحظ في بعض الأحيان من تم الإفراج عنه حيث كتبت له الحياة من جديد ، بدلا من أن يصبح ضحية من الضحايا من ضمن عشرات الآلاف الموتى في ذمة الله تعالى أشلاءا بالقبور كما حدث فى المجزرة الدموية الوحشية القتل الجماعي لحوالي 1400 ضحية أبرياء شهداء سجناء دفعة واحدة عزل بدون سلاح ليدافعوا عن أنفسهم في ساعات محاصرين في الزنزانات والأسوار رميا بالرصاص وكأنهم حشرات ضارة يجب التخلص منها ، عندما طالبوا ببعض الحقوق البسيطة من زيادة الطعام وتحسينه بدل التجويع وعلاج ودواء للمرضى وبطاطين لدرء برد الشتاء..... المجزرة التي يندى لها جبين الانسانية الى ماشاء الله تعالى فى سجن أبوسليم فى أواخر القرن العشرين في طرابلس والتي دخلت في سجل التاريخ الأسود للوطن وسوف تذكر إلى ماشاء الله تعالى .

            قام الإنفجار والتمرد على النظام نتيجة ضغوط وظلم وقهر سنوات عديدة تحتاج إلى مجلدات لرواية القصص الكثيرة المشينة عن الفساد والإفساد التدخل في شئون الغير من الدول والإرهاب والقتل وهتك الأعراض للحرائر الذي بلا عدد ولا حساب والصرف العشوائي على الملذات المخدرات والقمار والغانيات منه ومن أولاده بذور الشر والشيطان الرجيم ، وأبناء الشعب الليبي يعانون الفقر والإحتياج في أبشع الصور .
            وزاد العنف من النظام الدموي في الرد بقوة على المطالبين بالعدل والإنصاف للجميع لإخراس الأصوات المطالبة ببعض الإصلاحات ولم يستوعب الطاغية الأمر نظير الجبروت وكبر النفس والجنون كيف يتجرؤن على التحدي لشخصه ونظامه والخلاص والحرية مما توسعت الدائرة وقامت الجماهير بالثورة في كل مكان بالمدن الليبية دفعة واحدة لم يتوقعها ولم تكن في الحسابات .
               عجز النظام عن الكتم والحسم للتمرد والثورة بسرعة كعادته في المرات العديدة السابقة مهما قدم من مغريات مكافئات وأموال باهظة بلا حساب لشيوخ القبائل والعائلات ومسؤولي الثوار الأحرار طالبا وعارضا المصالحة الوطنية والرضوخ لبعض الإصلاحات عن طريق العديد من الوفود الدولية من رؤساء دول وزعماء ولكن ممثلي الشعب رفضوا رفضا باتا قاطعا الدخول معه في أي حوارات مهما كانت.
             وبالأخص عندما تدخلت قوات الناتو الحلفاء مساندة لأحرار ليبيا من الإبادة بالحصار الجوي وضرب الأهداف الرئيسية ضمن مئات الغارات وهروب أحد جناحيه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى المملكة السعودية ، والتنازل والقبض على الرئيس المصري حسني مبارك العميل المرتشي من شعبه المصري البطل جناحه الثاني مما أصبح القذافي كالبطة في البركة بدون ريش وأجنحة محاصرا غير قادرا على الهرب والطيران.
                  شعروا بضعفه وقلة حيلته حتى يسيطر ويتحكم من جديد لأنهم يعرفون عنه الكذب والخداع في سبيل مصلحته عن تجربة ويقين طوال السنين السابقة في الحكم الهمجي حيث مشهورا بالكذب غير أمين غدار ماكر حقود حاسد لا يحب عمل الخير حتى ولو كان صادقا فى بعض الامور بعض الأحيان حتى يطيل بقاؤه على كرسى الحكم وبقاء أولاده والنظام الفوضوي من الزوال.
                رفض الثوار الوطنيين أية مصالحة ووقف المعارك والإشتباكات اليومية في جميع المدن المهمة مهما كانت لديه من جميع المقومات الارهابية السلاح والمال والعيون الأمنية الجواسيس في كل مكان والمرتزقة من ليبيين وأجانب الذين باعوا أنفسهم للشيطان لتنفيذ الأوامر ولم يستطيع المجنون السيطرة على الوضع بسهولة وبسرعة كما تعود بالسابق في جميع الأزمات حصر التمرد في مكان محدود ضيق والإلتفاف والقضاء عليه بسرعة وعنف والإفراط في التعذيب والشنق والقتل لكل من كان السبب فيه على العلن حتى يخاف الجميع.
              أصبح مع الوقت وقوة الصدام والصمود من الشعب الثائر المفاجئ الغير خائفين من المواجهة و الموت من جيشه المدجج بالسلاح بوفرة ، ناسيا متناسيا ان الشعب الليبي عنيدا صبورا من الصعب إرضاؤه وكبح جماحه بسهولة عندما يتحرك ويثور وأصبح كل يوم يمر من الثورة والصدام من يوم الثورة المجيدة 17 فبراير 2011 م يضعف تدريجيا يوميا ويعجز وتتلاشى قوته ويهرب أعوانه المقربين للخارج بحجج عديدة عندما عرفوا وتأكدوا ان السفينة على وشك الغرق نظير تهالك النظام والتشتت الكبير لقواته في الوطن الواسع الممتد الأرجاء وطول المسافات مهما قاوم وعمل من مجازر وقتل عشوائي للإرهاب والتخويف وإشاعة الرعب حتى يتوقفوا.
                أصبح العملاق المغرور المنفوخ بالأحقاد والغرور بالتطبيل والتدجيل والنفاق ، لا يساوي شيئا مثل الأسد الطاعن بالسن الجريح رابضا بالعرين جائعا بدون أسنان ومخالب يزأر بأصوات عالية للتخويف بدون فائدة ويتوعد الوطنيين الأحرار بالويل والثبور والحساب العسير والمطاردات لهم ( زنقة زنقة وبيت بيت ) حتى تم حصره وهو خائفا هاربا يتنقل من مكان لآخر والأسر له والقبض عليه خارج مدينة سرت بعد عدة شهور من القتال الشرس يوم 2011/10/20م   وهو يحاول التسلل من طوق قوات الثوار المحاصرين بقوة المدينة والتجهيز لإحتلالها والدخول لها بالقوة للنجاة وإنقاذ النفس من العقاب العسير متجها إلى الجنوب عبر الصحراء.
                  تم القضاء عليه وقتله وكتم أنفاسه بدون رحمة ولا شفقة بعدة رصاصات من آسريه الثوار الشباب مواليد عهده الأسود المقيت وهو يتباكى ضعيفا ذليلا جبانا كعادته وكإنه لا يعلم ولا يعرف الشر والشرور التي قام بها طوال السنوات العجاف من قتل خراب ودمار وإرهاب ، طالبا الرحمة عدم التعذيب والقتل قائلا انه كبيرا في السن في عمر آبائهم في ساحة المعركة نظير الفرحة العارمة بالنصر غير مصدقين أن هذا الخائف المتباكي عدوهم اللدود الذين يبحثون عنه طوال المدة .


 تم نقل الجثة إلى مدينة مصراته ورميه في ثلاجة خضار بسوق المدينة وعرضه على أبناء الشعب يمرون عليها في صفوف وطوابير للمشاهدة الشخصية حتى يتأكدون من هلاكه حيث الكثيرين غير مصدقين النهاية ، واليوم الثاني دفن في الصحراء مع إبنه المعتصم في عجلة حيث الجثث بدأت تتحلل بالعفونة والروائح الكريهة في مكان وقبور مجهولة بحضور بعض الرجال من قبيلته القذاذفة المقربين وكأنه لم يكن يوما يصول ويجول ويهدد ... حيث هذه النهاية لكل ظالم جبار . 
               عمت الفرحة لدى الليبيين في الوطن وبالخارج وكل من تضرر من نظامه الأهوج عندما دوت الأنباء السارة وعمت العالم في لحظات بسرعة البرق ضمن مئات شبكات الإعلام والنت والشبكات العنكبوتية على النصر والقضاء على رأس الشر القذافي والبتر لنظامه الجماهيري الفوضوي إلى الأبد.
                متطلعين بلهفة وقوة للمستقبل آملين العيش والتقدم والنهوض بالوطن إلى مستويات عالية حيث لدينا جميع المؤهلات من العقول النيرة لو أتيحت لها الفرص للعمل والابداع والثروات الطبيعية والموقع الحسن وكبر المساحة للوطن ليبيا جنوب البحر الابيض المتوسط وقلة عدد الشعب والطقس الجيد ذو الفصول الاربعة والآثار للحضارات السابقة التي الكثير منها لم يكتشف بعد.
                والتي لو إستغلت الموارد والثروات الاستغلال الجيد في الإنماء للمواطن بالعلم والبناء والتشييد ضمن مخططات ودراسات مستوفية وعليها رقابة شديدة في التنفيذ وبناء الدولة على الأساسات السليمة حتى تستمر في المضي للأمام ضمن القانون والأصول المتعارف عليها الأمن والأمان والسلام مع الجميع من البشر في العالم بدون حساسيات وعنصريات فارغة حسب مقولة سيدنا علي ابن طالب كرم الله تعالى وجهه "الدين لله تعالى والوطن للجميع" لا فرق بين إنسان وآخر وفتح أبواب التجارة الحرة في المنطقة وبالأخص دول أفريقيا وراء ليبيا وليس لها مواني بحرية ، سوف نصبح من ضمن الأوائل .كما كان العهد الملكي بالسابق يخطط للوطن ليبيا بخطوات رتيبة محسوبة ومدروسة بدون عجلة مما كانت من ضمن المقدمة في دول العالم الحديثة في الاستقلال إلى أن حل البلاء والانقلاب الأسود ضمن مؤامرة دولية وتم الخراب والدمار لجميع الأماني والمخططات نظير الجهل والطمع من الذين خططوا وشجعوا وساندوا القذافي المخبول في الوصول للقمة وحكم الوطن حوالي 42 عاما عجاف ، ولكن الله تعالى حيا موجود في الوجود لا يرضى لعباده الموحدين العابدين الشر والشرور ، كل بداية وفساد في الأرض مهما طال الوقت عبر الزمن له يوما موتا ونهاية...  والله الموفق...

              رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة ...

No comments:

Post a Comment