Tuesday, October 29, 2013

تساؤلات حول الواقع العربى الاسلامي 35




 بسم الله الرحمن الرحيم    
                                

               الكثير من الأبطال الثوار في دول الربيع العربي وبالاخص في ليبيا  سقطوا شهداء في المعارك من اجل الكرامة والقيم، من اجل الحرية والخلاص من العقيد المعقد القذافي… تم دفنهم بسرعة وعجلة في قبور غير معروفة في ساحات المعارك، لا وقت للحزن ولا للعزاء غير الصبر والاصرار على الانتقام لإخوتهم الشهداء… والآخرون الباقون على قيد الحياة  يحاربون بعنف  ويتذكرون  شهدائهم الذين قدموا حياتهم على مذبح الحرية، منذ مجئ الانقلاب الاسود خلال اربعة عقود ونيف،  والذين تمت  تصفيتهم بالاغتيالات بالخارج والداخل نظير اختلافات الراي والمعارضة
تم القتل في السجون نتيجة التعذيب البشع بالسياط والكهرباء وقلع الأظافر، بدون وجه حق، القتل الجماعي في مجزرة سجن  بوسليم من جلادين غلاظ القلوب مرضى ينفذون أوامر الطاغية القذافي المجرم واعوانه الكثيرين بدون رحمة ولا شفقة ولا ضمير، اعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية الحق فزاد الغرور والضلال عن الحد
قبور البعض من الضحايا  حتى الان مجهولة بعد مرور سنوات عديدة على الاختفاء والصمت وأخرى بعضها  معروفة للجميع لها شواهد مميزة، يؤمها الأقارب والناس في زيارات ايام الجمع والأعياد والمواسم تخليدا للذكرى والفقد، يترحمون طالبين المولى عز وجل بان يغفر ويدخل فسيح جناته كل من دافع عن الحق والوطن .
الكثيرون عاشوا على الهامش  في صمت طوال الحياة، بسطاء فقراء عقلا وجيبا، لم يعملوا اي عمل خيرا او شرا للبشرية  مما  يجعل لهم ذكرى يذكرون بها بالايجاب ام بالسلب، عاشوا سنيين عديدة على الارض يعملون ويكدحون  والكثيرون  لهم زوجات وابناء وبنات، عاشوا في الظلال طوال الوقت، عاشوا وماتوا في صمت ولا من يذكرهم الا احباؤهم وبعض الاقارب والاصدقاء، لا نستطيع الجزم والحكم ،  الله تعالى العليم بما في القلوب وماذا قدم هؤلاء من خير او شر .
سبحانك رب العالمين تعز من تشاء وتذل من تشاء ويوجد الكثير من رجال ابطال مغمورين   تم نسيانهم ببساطة وسهولة، كانت  لهم الادوار الكبيرة  في النضال بشرف في صمت ولهم الفضل في التحدي للظلم والحكام الفجرة الطغاة المغرورين بالسلطة وكراسي الحكم
كل دولة عربية لها تاريخ مجيد خاص بها، سواءا ضد حكامها او  ضد المستعمر الغاصب الذي استباح الحرمات وغزا بقوة السلاح أوطانهم وهو يعلم تمام العلم انه ليس له الحق ولا العرف بان يتدخل في شؤونهم  مهما كانت الأسباب وليست له اعذار ولا حجج بالبقاء
 لكن مهما طال الوقت بالسلم، ام بالحرب والقتال  يخرج ذليلا يجر أذيال الخيبة والأسى لأن الوطن غالي على كل حر أبي لا يرضى بالذل…  لا بقاء للمستعمر حاكما مثل ماكان من قبل، بقاء الأجانب الان في معظم الدول العربية عبارة عن موظفين او عمالة فنية  لتنفيذ المشاريع، أجراء، لقاء العمل….
لو يراجع الانسان التاريخ العربي الاسلامي، الثورات الدموية والمسيرات والحروب الكثيرة لاعلاء كلمة  الدين والحق للشعوب منذ اربعة عشرة قرنا ونيف مضت…كيف بدأت في ذاك الوقت الدعوة الاسلامية  وكم واجهت المصاعب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، كيف تجاوزها بقوة الايمان والصبر، الوحي من الله عز وجل بالنصر وفتح مكة المكرمة وإرساء دين الحق  والقضاء على زعامات الكفر… لم يستغل الوضع والنصر  ويقتل أعداؤه وخصومه  الألداء الذين حاربوه بكل العنف والقسوة، او يشردهم  بالطرد والنفي من الارض بل قال المقولة المشهورة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" رأفة ورحمة بهم .
هذه المقولة اصبحت العنوان الكبير للمصالحة الوطنية بين جميع  الفئات من ابناء الشعب المواطنين المتخاصمين   منذ ذاك اليوم وحتى الان…  الجميع أخوة وسنة الحياة في الحرب والمعارك والثورات مهما طالت، لها وقت ويحل السلام !!!   فريق منتصر وفريق اخر خاسر عليه ان يتقبل الأمر !!!!  بالحكمة والعدل والمساواة بين الجميع تذوب العنجهيات والعصبيات ويصبحون كما كانوا من قبل يدا واحدة، لا فرق بين المنتصر والخاسر بل الجميع أخوة !!!! 
كلمات خالدة  تدل على التسامح والاخلاق، الرسول عليه الصلاة والسلام، كان بإمكانه  الامر بالقتل لكل من عارضه  وتحداه ايام الجاهلية والعصبية والسبى لنسائهم وعائلاتهم وقتل الرجال الذكور حسب العادات الجاهلية المتبعة   في ذاك الوقت حيث  هو الفائز والمنتصر… لكن رفض قتل الأسرى مما كسب القلوب  بالحلم والرحمة
أتى الخلفاء الراشدين وتابعوا المسيرة على خطاه ... لكن الشعوب الكثيرة التي دخلت الاسلام وانضوت تحت رايته مازالت حديثة الايمان لم تترسخ حلاوة الدين الإسلامي بعد في  قلوبها… بدات المشاكل في الحكم تطبخ في الخفاء تظهر وتختفي بسرعة  محاولة زرع الفتن  والتشرذم  نظير مصالح البعض او  العصبيات  الجهوية والجهل
حاول الخلفاء جهد قدراتهم  لكن الزمام فلت وبدات الحروب تقع ابتداءا من حروب ومعارك الردة والرفض لدفع الزكاة  ايام سيدنا أبوبكر رضى الله عنه، حارب المرتدين عن تعاليم الاسلام بكل قوة حتى رجعوا لطريق الحق والهداية واستتب الاسلام والسلام .
 الحرب الضروس على سيدنا علي كرم الله تعالى  وجهه، كيف بدات وكيف انتهت والنتيجة دمار وضعف الامة الاسلامية إلى اليوم نظير العصبيات الطائفية  من سنة وشيعة… كل فريق يعتقد انه الأصلح وانه على الحق سائر لا يريد ان يتراجع … 
خلال هذه الفترات الطويلة لمسيرة الدولة العربية الاسلامية لا تخلو في بعض الاحيان من فترات زاهره ايام البعض من الولاة  امثال الخليفة "عمر بن عبد العزيز" التي قال عنها التاريخ انها واحدة من اجمل الفترات في الحكم  الاسلامي حيث طبق المبادئ الاساسية وهي العدل والمساواة بين الجميع  ونجح
حكمت الدولة العثمانية  "تركيا" المسلمة العديد من القرون جميع اوطان العرب، ومرت القرون واضمحلت مع الوقت وتلاشت لانها تركت الاساس السليم للحكم، العدل والمساواة والاهتمام بالعلوم وتشجيع نخبة المبدعين والنوابغ في جميع المجالات، سلاطينها الأواخر  ساموا شعوبهم بالقهر والقوة  والتجهيل،  اطلقوا ايادي ولاتهم في الامصار للنهب من الشعوب الفقيرة بحجة الضرائب المجحفة لخزانة السلطان، لتغطية المصاريف الضخمة الباهظة نظير السرقات وتفشي  الفساد في النفوس وإحلال الحرام بدل الحلال
نسوا الآخرة مما ضاعت معايير الخلافة، الاساس للدولة المسلمة  واصبحت الامبراطورية الضخمة ،من بعد قوة وجبروت وسطوة، تسمى  بكناية  الرجل المريض باستهزاء في اوروبا، لأنها وهنت وشاخت حسب المقولة "حضارات سادت ثم بادت"  بعد مرور الوقت حيث كل شئ له نهاية… 
تدخل الغرب بطرق خبيثة ودسائس ومؤامرات كثيرة ابتداءا من اقصى المغرب إلى مكة المكرمة حيث استمال إلى جانبهم "الشريف احسين" الذي هوت نفسه للدنيا وطمع بان يكون له الملك على العرب،  تحالف وساعد الانجليز بقوة، وقاد ثورة دموية في جزيرة العرب حتى تم دحر القوات العثمانية،  والنتيجة بعد ان انتهت المهمة  اصبح لاجئا  منبوذا لانه تخلى عن الولاء لاخوته المسلمين الذين مهما عملوا من ظلم  وإيذاء وقهر، نارهم اقل من نار المستعمر الذي قسمنا إلى دويلات قزمية ووضع لنا حدودا وهمية مع الايام، ونحن العرب المسلمين أخوة في الدين والمواطنة  وجيران لا نحتاج إلى طرف دخيل

البقية في الحلقة القادمة 

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment